المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشكلة ربط علم النفس بالمسيحية - متى نعود لأصول الشرح السليم


aymonded
06-11-2009, 10:31 AM
إني أتعجب جداً واندهش من بعض التعاليم الذي انتشرت في الكنيسة وتربط علم النفس بسرّ التوبة والاعتراف ، وأيضاً تربط تحرير المرأة بكلمات القديس بولس الرسول وتربط السياسة وعلم الاجتماع بالإنجيل وبأعمال الرسل !!! فهل القديس بولس كتب ليُحرر المرأة ام يتكلم عن الكنيسة وعمل الله !!! هل أحد الرسل قام بعمل سياسي أو شجع عليه !!!


ما علاقة الكتاب المقدس بكل هذا ، وهل ربنا يسوع أتى إلينا على الأرض ليُنشا مملكة أرضية وعلاقات سياسية ، مع أنه رفض أن يكون ملكاً أو حتى حاكم في الميراث بين أثنين أرادوا أن يقسموا الميراث بينهما !!!
وهل يلزم بنا أن نُقيم جماعة خاصة مستقلة ، هل هذا هو تعليم الكتاب المقدس ، مع أن رب المجد قال : " أجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أُسَلَّم إلى اليهود و لكن الآن ليست مملكتي من هنا "(يو 18 : 36) ، وهذا بالطبع ليس معناه إننا لا نكون فعالين في المجتمع ونشهد بأعمالنا وأمانتنا له ، ونكون أمناء للموطن الذي وُلدنا فيه وننخرط وسط المجتمع بكل إخلاص نعيش فيه ونرتقي به مع الجميع بالعمل الجاد والترابط الحقيقي لا الشكلي والصوري ، ولا نضع فرق بين إنسان وآخر !!! ولا نخلط الأمور ببعضها البعض !!!



للأسف الشديد هناك خلط واضح وعظيم عند الكثيرين : ما بين علم النفس كما حدده العلماء وبين قصد الكتاب المقدس ، وكتاب ووعاظ كثيرين - للأسف وعن دون دراية ووعي صحيح وسليم - حولوا عمل الله بقوة الروح القدس داخل القلب لعمل نفسي غير المقصود بالآيات التي يستشهدون بها ليؤكدا موضوع علم النفس ، مع أن لا علاقة للكتاب المقدس بعلم النفس لا من بعيد ولا من قريب ، كلها فلسفات وتصورات شخصية ليس لها علاقة بالكتاب المقدس أو عمل الله ، بل هو تلبيس الكلام ما لا يوجد فيه ، لجعل علم النفس مسيحي باي شكل أو صوره !!!



لقد شوه بعض الكتاب والواعظين المفهوم الصحيح لسرّ التوبة ، وقالوا بالنص الواحد :
((( سرّ الاعتراف يجعل الإنسان المسيحي يستغنى عن الطبيب النفسي إذا قابلة ، أو الاعتراف في جلسة مصارحة يقول فيها كل متاعبه التي تقلقه ))) ( عن كتاب علم النفس المسيحي - وهو منتشر على الأنترنت )


هل الاعتراف هو : أن يقول فيه الإنسان كل متاعبه وكل ما يقلقه ، هل هذامفهوم الكتاب المقدس عن الاعتراف ومفهوم الآباء والكنيسة !!!
لو هو ده سر الاعتراف في مفهومنا ، يبقى مصيبة وتتويه للناس وجعلهم يبتعدوا عن عمل الله تماماً ، وجعلنا الكاهن هنا عوض الطبيب النفسي وهذا ما لم تصنعة الكنيسة على الإطلاق !!!

ومن الواضح أن كثيرين ابتعدوا عن التعليم الصحيح ومفهوم سرّ التوبة والاعتراف الحقيقي، ولم يتذوقوا بعد عمق سرّ الاعتراف وروعته ، لا من جهة الناحيةالنفسية ومجرد راحة للنفس أو الضمير ، إنما قوة تجديد بالروح القدس وتغييرلصورة جديدة ، صورة المسيح الحي !!!

والاعتراف مش تكفير عن الخطية ولا هو لأجل مجرد خطية اقترافها الإنسان ولامجرد رفع قلق الإنسان وانتشاله من ضيق حياته اليومية ، إنما الاعتراف هو بالخلل الذي اصبح كائن بين الإنسان والله وقد أدى إلى حرمانه من الشركة مع الله ، لا شركة مع نفسه لكي يُشفى نفسياً في جلسة اعترافه للشفاء ، بل يعترف ويتوب من أجل حياة الشركة مع الثالوث القدوس !!!



ولنا أن نستمع للتعليم الآبائي السليم والصحيح عن التوبة :
[ + لا توبة بدون محبة حقيقية ، لأن توبة الخوف ناقصة بذل المحبة . ولاتوبة بدون بذل ؛ لأن الخوف – حتى من العقاب – يلد توبة مريضة .
+ كل زمان – مهما كان – هو زمان توبة ، ومن يتوب كل ساعة تنمو محبته دائماً .
+ السقوط المتكرر في خطية معينة ، يؤكد عدم نمو المحبة ؛ لأن ضعف الإرادة تحركه الشهوات ، والشهوات أو الشهوة الخاصة ، هي محبة خاصة للذات لم تدخلفي أعماق محبة يسوع المصلوب ، ولم يدخل الصليب إلى أعماقها .
+ من يقف بعد السقوط مباشرة – إذا كانت لدية محبة – يدوم وقفوه . أما إذا كان الندم هو الذي يحركه ، فقد يسقط مرة ثانية وثالثة ؛ لأن الندم الحقيقي ليس في الخوف من العقاب ، بل في خسارة شركتنا مع الثالوث .
+ التوبة التي يحركها الخوف ، يحركها الندم ، والندم لا يزرع المحبة ولايرويها ، بل ماء الحياة – الذي يروي كل قلب تائب – هو الروح القدس المعزي ] ( رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس عن المئوية الأولى في التوبة من فقرة 1 - 4 صفحة 5 - مترجم عن المخطوطة القبطية )




لا بد من أن نعرف ونتيقن أن تقويم سلوك الإنسان المسيحي مش بالفضفضة للأب الكاهن بمتاعبه ومشاكله اليومية فيرتاح نفسياًومنها يرتاح روحياً !!! هذا كلام لا يتفق مع الكتاب المقدس ولا تعاليم الكنيسة لا بحسب فكر الناس واستنتاجاتهم الشخصية إنما حسب الفكر الآبائي السليم !!!

تقويم السلوك يتم بعمل الروح القدس وحده في القلب ، وليس بعلم نفس أو بمجرد فضفضة بما في داخلنا من مشاكل :
" و نحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورةعينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح " (2كو 3 : 18)
" مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياة الآن في الجسدفإنما أحياة في الإيمان إيمان ابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لأجلي " ( غل 2 : 20)

+++ وأسأل كل من يوعظ ويتكلم عن علم النفس المسيحي ، هل الفضفضة بقلق نفسي ومشاكلي للكاهن عوضاً عن الطبيب النفسي هاتغيرني لصورة المسيح !!!


التغيير وتجيدالنفس هو عمل الله بالروح القدس في القلب بكلمة الله النابضة بالحياة :
" طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله " ( مت 5: 8 )
" انتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به " ( يو 15 : 3 )
"الكلام الذي أكلمكم به هو روح و حياة " ( يو 6 : 63 )
" لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية و الموت " ( رو 8: 2 )


بصراحة أننا اليوم في أشد حاجة أن نعود لأصول الكتاب المقدس وتعاليم الآباء العميق ، فلنا اليوم أن نُراجع كل تصوراتنا الشخصية وأفكارنا وتعاليمنا على ما تسلمناه من فم ربنا يسوع والآباء الرسل والقديسين الذين عاشوا بأصالة الإيمان وعمل الروح القدس في القلب ... فاحذروا من اي تعليم لا يتفق مع الكتاب المقدس ولا الآباء القديسين الرسل ولا قوانين الكنيسة الجامعة ولا تعاليم الآباء القديسين والمجامع المقدسة ، ولا تركضوا وراء كل فكر جديد ، وكلمات تداعب الفكر وتصير مقنعة ظاهرياً مع انها تهدم علاقة شركتنا مع الله لتحولها لشيء آخر يتفق مع إنسانيتنا وضعف الجسد !!!

أقبلوا مني كل حب وتقدير ، ولنصلي بعضنا من أجل بعض

وردة حزينة
06-13-2009, 01:10 AM
ميرسى خالص لتوضيح حضرتك يااستاذ ايمن
بس من راى ان طالما روحى بقيت سليمه فى الاعتراف ورميت كل خطايا فى اعترافى قدام ابونا ده من شانه هايخلينى هابقى كويسه نفسيا وجسديا
يعنى لو فيه خطيه ميش عارفه ابطلها ماهو ده هاياذينى نفسيا وروحيا وممكن كمان جسديا لكن بقعدتى مع ابونا وبتوبه صادقه كل المشاكل ده بتروح
ميش عارفه ده راى ميش عارفه صح ولا غلط

aymonded
06-13-2009, 01:16 AM
هو بالطبع المسيح له المجد بيشفي الجسد والنفس والروح ، هذا طبيعي جداً وشيء مؤكد ، ولكن التركيز مش على علم النفس ، لأن الكاهن لا علاقة له بعلم النفس كعلم ولا حتى كممارسة ولا هو موضوع لسماع حكايات الناس ولا مشاكلهم ليريحم نفسياً ، هذا بعيد تماماً عن سر التوبة والاعتراف ، بل له علاقة بعمل الروح القدس وقوة غفران الله ، وعمل الكاهن أنه يشجع النفس على أنها تقترب من الله وتطلبه ويصلي ويصوم من أجلها ، لتتوب توبه حقيقية ...

والخطية عموماً بتأذي الإنسان في جسدة ونفسيته وروحه ، ولكن من الخطا الجسيم اننا نحول عمل الله لموضوع نفسي مجرد ، أو نقول أن الكاهن موضوع لفضفة الإنسان ويوقوم بدور الأسرة أو الأصدقاء ... الخ الخ ... ، لأن التوبة تغيير القلب وتجديد النفس ، والإنسان عموماً بينال قوة الله في النفس والجسد والروح بلا تفريق ...

أقبلي مني كل تقدير يا اجمل أخت حلوة ، النعمة معك

elphilasouf
06-23-2009, 02:19 PM
الكاهن لو قعد يسمع حكايه كل واحد مش هيخلص ولا هيروح بتهم اصلا
ربنا يخليك لينا ديما كده وتنورلنا عقولنا ينور المسيح الحلو

aymonded
06-26-2009, 03:34 PM
متعنا الله بنوره السماوي الرائع
أقبل مني كل حب وتقدير يا محبوب الله
النعمة معك

alber helme
07-06-2009, 05:30 AM
عزيزى : اود ان اعلم ما يجب ان يقال للكاهن ، وما لا يقال كما ان باقى الطوائف المسيحية لا تعترف بسر الاعتراف أو الشفاعة مكررين لا شفيع لنا الا ربنا يسوع المسيح ما عدا الارزوذكس والكاثوليك مع شكرى وتقديرى

aymonded
07-06-2009, 06:19 AM
عزيزى : اود ان اعلم ما يجب ان يقال للكاهن ، وما لا يقال كما ان باقى الطوائف المسيحية لا تعترف بسر الاعتراف أو الشفاعة مكررين لا شفيع لنا الا ربنا يسوع المسيح ما عدا الارزوذكس والكاثوليك مع شكرى وتقديرى


سلام لنفسك يا محبوب الله الحلو
قد كتبنا سابقاً على صفحات المنتدى من أصول المخطوطات والإرشاد الآبائي ما هو الاعتراف السليم والإرشاد الآبائي الصحيح ، وجلسة الاعتراف فيها كشف القلب وسرائر النفس ، لكي يعلم الأب الكاهن الذي أخذ موهبة الأبوة من الله ما هي مشكلة الإنسان في الخطية ويعطية العلاج الصحيح الذي يتناسب مع حالته الروحية لكي يُشفى من داء الخطية بقوة الله ...

عموماً وبختصار ما لا يُقال في جلسة الاعتراف الحواديت والحوادث اليومية والأسرار الخاصة بمن نعرفهم ونضيع وقتنا ووقت الكاهن في أمور لا تفيد شيء ، لأن الكلام بدون وعي وتدقيق وهدف واضح يضيع على المعترف كل بركات الاعتراف والوقفة الصحيحة مع النفس ولقاء الله والشفاء الحقيقي من داء الخطية المميت للنفس والمخدر للضمير !!!
والسؤال الذي ينبغي أن نطرحه على أنفسنا قبل جلسة الاعتراف : لماذا اعترف ، وما هو هدف اعترافي ، واين شركتي مع الله !!!

وبالنسبة لطوائف الأخرى ، أحنا السبب بالطبع في المفهوم الخاطئ الذي وصل إليهم ، لأننا لا نعترف الاعتراف الصحيح ، وأصبح عند كثيرين روتين أو وضع الكاهن في مكان الله ، وأصبحت كل حياتهم من مأكل ومشرب ونوم وقيام وحوادث يومية وحودايت وكلام ... الخ ... لا يقوما به إلا بسؤال الكاهن والعمل على طمس شخصيتهم وكأن ليس لهم حرية مجد أولاد الله ، وتم وضع الكاهن محل الطبيب النفسي ، وعالم الاجتماع ... الخ الخ ، حتى انها وصلت أننا نسال الكاهن عن من نختار أو نرشح سياسياً وهذا خطير جداً على المجتمع ككل ، وعلى حياتنا الشخصية كأولاد لله لنا الحرية المنضبطة بقوة الله ، لأن روح الله يسكن فينا ولنا أن نصغي للصوت الإلهي في قلوبنا ، والأب الروحي ما هو إلا شاهد على عمل الله وشاهد له ، لأني اذهب للكاهن لأتأكد من أن الصوت هو صوت الله وليس صوتي انا ، ولا أنتظر صوت الله الشخصي من الكاهن ، بل هو يوجهني كيف أتلقف صوت الله بوضوح وعدم تشويش حينما يصلي من أجلي ومعي في جهاد المحبة الأبوية ...

وعموما لا علاقة لنا بالطوائف الأخرى من جهة فكرهم الخاص وتعاليمهم ، ولكن قريباً سأضع بحث متكامل عن أصول سرّ التوبة والاعتراف من الكتاب المقدس وكتابات الآباء وقوانين الكنيسة المقدسة منذ القرون الأولى وحتى اليوم ، أقبل مني كل حب وتقدير ، النعمة معك ...