المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقاله للبابا شنوده عن الحرية ضوابطها وانواعها


@ حبيب مار جرجس @
05-01-2007, 02:57 PM
سلام الرب يسوع المسيح له المجد يكون مع االكل.

الحرية

ضوابطها وأنواعها



لقد خلقنا الله أحراراً, لا نُستعبد لشئ, ولا نُستعبد لأحد. ومن الكلمات الجميلة عن الحرية, ذلك المثل الأنجليزى الذى يقول:

"لو أنك فقدت كل شئ- ماعدا الحرية- فأنت لا تزال غنياً "...

ولكن الحرية لها شروط وحدود, وإلا فأنها تتحول إلى لون من التسيب. ومع محبتنا العميقة للحرية, إلا أننا لا نؤمن بالحرية المطلقة, ولا نأمن لنا. بل الحرية السليمة هى الحرية المنضبطة...

***

فما هى الحرية المنضبطة؟ وما هى ضوابطها؟

* كل إنسان حرّ, بحيث لا يعتدى على حريات غيره أو حقوقه. فهو لا يستطيع أن يضع يده فى جيب غيره, ويقول "أنا حرّ أضع يدى حيثما أشاء"!! كما لا يليق به أن يقيم حفلاً بمكبرات صوت واسعة الانتشار، تزعج المريض الذى هو فى حاجة الى النوم والراحة، وتعطل طالب العمل الذى لا يمكنه أن يذاكر دروسه فى وسط من الضجيج... وما يشبه ذلك من حالات

* والإنسان أيضاً حرّ، بحيث لا يخالف النظام العام. فهو لا يستطيع أن يقود سيارته بعكس قواعد المرور، ويقول "أنا حر أقود سيارتى حيثما أشاء"!

* والانسان حرّ بحيث لا يتعدى القانون, ولا حتى العرف السائد, وإلا عرضّ نفسه للعقوبة والجزاء. وعدم معرفته بالقانون لا تعفيه اطلاقاً من المسئولية اذا ما خالفه.

* وأيضاً الإنسان حرّ, بحيث لا يخالف أى وصية من وصايا الله تبارك اسمه. وإن كان الله قد خلقنا أحراراً, إلا إنه فى نفس الوقت وضع لنا وصايا يجب أن نلتزم بطاعتها. أما إن خالفناها, فإننا نعرض أنفسنا للعقوبة الالهية...

* والإنسان حرّ, بشرط أنه لا يضر نفسه.. فليس هو حراً فى تعاطى المخدرات أو المسكرات, أو فى الأضرار بصحته بأية طريقة من الطرق, أو بأية عادة ضارة, أو بالأهمال فى دراسته. وليس هو حراً فى نوعية الألفاظ التى يستخدمها, سواء كانت نابية أو غير لائقة...

***

لكل هذا ينبغى أن يضبط الانسان نفسه فيما يستخدم الحرية.

وإن لم يضبط نفسه, يتعرض لأن يضبطه المجتمع أو القانون. وما أجمل العبارة التى قالها أحد الآباء "احكم يأخى على نفسك, قبل أن يحكموا عليك". إذن انضباط الحرية يبدأ من الضمير أولاً, ثم من المجتمع أو القانون الذى ينظم كافة العلاقات...

وقد وُضع القانون لحماية المجتمع من انحرافات البعض فى استخدام الحرية, وأيضاً لحماية الضعيف من بطش القوى. كما وُضع القانون لتنظيم الحريات ومنعها من التسيب.

والانسان الذى لا يضع حريته تحت إشراف من المراقبة والمحاسبة, فإن القانون سيتولى هذه المحاسبة وأيضاً المعاقبة. ومن حق القانون- فى حالة انحراف الحرية- أن يحكم بالسجن بل وبالأعدام أيضاً. وإن كان السجن يمنع السجين من الحرية, إلا إنه فى الواقع يمنعه من اساءة استخدام الحرية فى إيذاء الغير. وكذلك الإعدام هو حماية للمجتمع ممن يستخدم حريته ضد غيره استخداماً لا يستحق معه الحياة. وفى الكتاب المقدس آية تحكم بأن "سافك دم الانسان, بيد الانسان يُسفك دمه" وأيضاً "نفس تؤخذ عوضاً عن نفس". وتقوم الدولة بتنفيذ ذلك...

***

وهناك فروع كثيرة للحرية, منها:

الحرية الشخصية, وحرية العقيدة, وحرية الفكر.

والحريات العامة, منها: حرية الرأى, وحرية الاجتماع, وحرية النشر, وحرية الصحافة. وكل ذلك فى حدود القانون والقواعد الموعية..

* فالحرية الشخصية لها شروط أيضاً. فلا يجوز لأى انسان- بأسم الحرية أن يقوم بأى عمل مخلّ بالآداب, كأن يسير عارياً فى الطريق, ولا يجوز أن يفتح ريكوردر فى ركوبه للاتوبيس ويقول هذه حريتى. كما أنه فى حريته الشخصية لا يسمح له بأن يتزوج زيجة غير شرعية, أو أن يمارس الشذوذ الجنسى, كما لا يجوز لفنانة أن ترقص فى الطريق. وكذلك ليس من الحريةالشخصية أن ينتحر الإنسان, إذ ليس من حقه أن يقتل نفسه. فنفسه مِلك لله الذى خلقها, وأيضاً مِلك للمجتمع الذى رعاها وعلّمها وأنفق عليها وينتظر منها أن ترد الجميل.

ومن الحرية الشخصية, حرية العقيدة أيضاً. فالإيمان أمر بين الإنسان وربّه, لا يكرهه عليه أحد أو يغيرّه...

***

ومن جهة حرية الفكر. فالانسان حرّ يفكر كما يشاء. ولكنه مسئول أمام الله عن نقاوة فكره. فكل فكر خاطئ يُحاسب عليه أمام ضميره وأمام الله.

أما حرية الرأى وحرية النشر: فهما مكفولتان حسب القانون بحيث لا ينشر أحداً أفكاراً هدامة أو يقُصد بها إثارة الجماهير وقيادتهم فى ما يضر المجتمع. وكما يُسمح للإنسان بحرية الفكر والرأى, فإن عليه أن يلتزم بنزاهة الرأى وصدقه. فإن خرج عن هذا, يكون قد أساء استخدام الحرية, وتقع عليه المسئولية.

ونفس الوضع نقول عن حرية الأجتماع, فهى مكفولة طالما هى بريئة وصالحة. أما إذا كانت تهدف إلى قلب الأنظمة القائمة, فما أسهل أن يوجد سبب لمنعها. ليس منع حرية الأجتماع, وإنما لمنع أهدافها الخاطئة.

حرية الصحافة: هى أيضاً قائمة حسب القانون. ولكن ينطبق عليها ما قلناه فى حرية النشر. فلها أن تكتب ما تشاء مساهمة فى بناء المجتمع وتثقيفه وتوضيح الأمور له. أما إذا تحولت كتابات بعض الأخبار أو المقالات إلى السب والقذف والتشهير والمساس بسمعة الآخرين, فحينئذ تدخل تحت طائلة القانون, لأن السب والتشهير ليسا من خواص الصحافة كما ينبغى لها أن تكون...

***

خلاصة القول أن الحرية هامة ولازمه, بشرط عدم انحرافها..

ويستطيع أن يستخدم الحرية استخداماً سالماً, من يستخدمها استخداماً سليماً. وعموماً فالصفة الأولى للحرية, أن يتحرر المرء من الداخل. يتحررمن الخطيئة, ومن الذات, ومن كل عادة خاطئة أو طبع ردئ. وحينئذ يستطيع أن يستخدم الحرية بأسلوب لا يسئ فيه إلى أحد, ولا يسئ فيه إلى نفسه, ولا تنطبق عليه عقوبات القانون ولا لوم المجتمع له.

ومن احترم حريات الغير, يحترم الكل حريته. أما إذا ظلمه أحد, فسوف يدافع المجتمع عنه. وينصره الله الذى يحكم للمظلومين.

Team Work®
05-01-2007, 10:10 PM
فعلا الكلام دة صح مية فى المية بشكرك حبيبي على كتابة الموضوع ومعرفة الحرية بطريقة حلوة

شكرا لك

@ حبيب مار جرجس @
05-02-2007, 10:50 PM
سلام الرب يسوع المسيح له المجد يكون مع االكل.

شكرا علي مرور وكلامك الجميل ده يا هيما
ربنا يعوض تعب محبتك .

kiko
08-25-2007, 07:47 PM
اللة اللة اللة اللة اللة مش هاتكلم

@ حبيب مار جرجس @
09-06-2007, 05:59 PM
اللة اللة اللة اللة اللة مش هاتكلم




سلام الرب يسوع المسيح له المجد يكون مع الكل .
مش مهم تتكلم وجودك قال كل حاجه ربنا يبارك حياتك

ايفا
10-13-2007, 04:23 AM
وأيضاً الإنسان حرّ, بحيث لا يخالف أى وصية من وصايا الله تبارك اسمه. وإن كان الله قد خلقنا أحراراً, إلا إنه فى نفس الوقت وضع لنا وصايا يجب أن نلتزم بطاعتها. أما إن خالفناها, فإننا نعرض أنفسنا للعقوبة الالهية



موضوع رااائع
الرب يعوض تعب محبتك

@ حبيب مار جرجس @
10-15-2007, 05:21 AM
موضوع رااائع
الرب يعوض تعب محبتك

سلام الرب يسوع المسيح له المجد يكون مع الكل .
شكرا لي مرورك يا ايفا وشكرا علي كلامك الجميل
اوي ده ربنا يبارك حياتكي