المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وسيلة اجتياز التجارب - الرسالة التاسعة للقديس أموناس


aymonded
06-29-2009, 10:42 AM
ابذلوا طاقاتكم لتخرجوا من التجارب منتصرين

وسيلة اجتياز التجــــــــــارب

الرسالة التاسعة للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير

للعودة للرسالة الثامنة أضغط هنــــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f162/t34656/)



إني أعلم أنكم تجاهدون بقلوبكم وقد دخلتم في تجارب كثيرة . ولكن أن احتملتموها بصبر فستنالون الفرح . لأنكم إن لم تواجهوا التجارب الخفية أو الظاهرة فلن تتقدموا أكثر في درجتكم الحالية . لأن جميع القديسين كلما كانوا يسألون لكي يزداد إيمانهم كانوا يلاقون التجارب . لأنه كلما ينال إنسان بركة من الرب عندئذ تشتد عليه التجارب من العدو الذي يريد حرمانه من البركة التي نالها من الرب . لأن الشياطين إذ تعلم أن النفس عندما تنال البركة تنمو وتتقدم فهي تصارعها إما خفية أو علانية . هكذا عندما نال يعقوب بركة أبيه فقد بدأ يلاقي تجربة أخيه عيسو : لأن الشر ملأ قلبه ضد يعقوب فأراد أن يحرمه من البركة . لكنه لا يملك القوة ضد الحق لأنه مكتوب : " لا تستقر عصا الأشرار على نصيب الصديقين " ( مزمور 125 : 3 ) ولهذا لم يفقد يعقوب البركة التي نالها بل قد ازدادت يوماً بعد يوم . هكذا أنتم أيضاً ابذلوا طاقاتكم لتخرجوا من التجارب منتصرين . لأنه ينبغي على كل مَن نال البركات أن يحتمل التجارب . وأنا أيضاً أبوكم قد احتملت تجارب كبيرة سواء خفية أو ظاهرة وتحملتها وتضرعت بالرجاء والرب أنقذني .

لهذا في ظروفكم يا أحبائي طالما أنكم قد نلتم بركة الرب فاعدوا أنفسكم لاستقبال التجارب حتى تجتازوها ، حينئذ تتقدمون كثيراً وتزدادون في الفضائل وتنالون فرحاً عظيماً من السماء لم تختبروه من قبل .
ووسيلة اجتياز التجاربهي أن تصبروا وتصلوا إلى الله من كل قلوبكم مقدمين الشكر ومظهرين الصبر في كل شيء حتى تعبر التجربة عنكم . لأن إبراهيم كذلك جُرب وأخذ مجداً . لأنه مكتوب : " كثيرة هي أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب " ( مزمور 34 : 19 ) . ويقول يعقوب الرسول في رسالته : " أعلى أحد بينكم مشقات فليُصلِ " ( يعقوب 5 : 13 ) .
أنظروا كيف أن جميع القديسين عندما يُجربون كانوا يطلبون الرب . مكتوب كذلك : " الله أمين الذي لا يدعكم تُجربون فوق ما تستطيعون " ( 1 كورنثوس 10 : 13 ) .

والآن بسبب استقامة قلوبكم فإن الله يعمل فيكم لأنه لو لم يكن يحبكم لِما سمح بإدخالكم في التجارب : " لأن الذي يحبه الرب يؤدبه وكأب بابن يُسرّ به " ( مزمور 3 : 12 ، عبرانيين 12 : 6 ) فالتجارب إذن نافعة للمؤمنين أما الذين لم يتذوقوا التجارب فإنه تعوزهم الخبرة فهم يلبسون مسوح الرهبان ولكنهم ينكرون معناها . ويقول القديس الأنبا أنطونيوس : [ لا يستطيع أحد أن يدخل ملكوت الله دون تجارب ] أما بطرس الرسول فيقول في رسالته : " الذي به تبتهجون مع أنكم الآن إن كان يجب تحزنون يسيراً بتجارب متنوعة لكي تكون تزكية إيمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع أنه يُمتحن بالنار " ( 1 بطرس 1 : 6 ، 7 ) . ويقال عن الأشجار أنها بقدر ما تصطدم بالريح بقدر ما تتأصل جذورهافي الأرض وتنمو . هكذا بالنسبة لاحتمال التجارب . وفي كل الأمور استرشدوا بمعلميكم كي تنموا وتتقدموا .

ويجب أن تعلموا أنه في بداية الحياة الروحية يمنح الروح القدس الناس فرحاً حين يرى قلوبهم نقية . لكن بعد أن يعطيهم الفرح والتعزية فإنه يعود فيتخلى عنهم . وهذه علامة على فاعليته وعمله في كل نفس تبحث عن الله وتخافه . فهو يذهب عنهم ويبقى قريباً منهم ليراقب إن كانوا سيبحثون عنه أم لا ، لأن البعض بعد أن يتركهم الروح يتخاذلون ويقعدون دون أن يتحركوا فلا يسألوا الله أن يرفع عنهم الضيقة ويعطيهم الفرح والتعزية التي سبق أن عرفوها . وهكذا فإنه بسبب إهمالهم يُحرمون من التعزية الإلهية . لهذا يصيرون جسدانيين يلبسون زي الرهبان وينكرون معناه . هؤلاء هم عميان لا يبصرون ولا يدركون عمل الله فيهم .

أما إذا لاحظوا هذا الثقل غير المألوف ، بعكس الفرح اللي كان لهم من قبل ، ثم سألوا الله بدموع وأصوام فإن الرب إذ يرى أنهم يسألونه باستقامة من كل قلوبهم منكرين كل إرادتهم الذاتية فإنه بنعمته يهبهم فرحاً أعظم من الأول ويثبتهم أكثر . هذه هي العلامة التي يهبها الروح لكل نفس تطلب الرب .



عن كتاب رسائل القديس أموناس ص 37 - 40

العيد المئوي لكنيسة السيدة العذراء بالفجالة

1884 / 1984

تعريب : القمص متياس فريد + الشماس عزيز ناشد


___________
ملحوظة هامة جداً :
سنجد في كل كتابات الأب أموناس أو القديسين المحنكين والمرشدين الروحانيين أنهم لا يذكروا طلب التجارب ، لأنه مكتوب " لا تدخلنا في تجربة " لذلك ينبه بعض الآباء على أننا لا نطلب التجارب ، أما أن أتت فلنشكر الله ونسير وفق إرشادات القديس أموناس ...

ragy tadros
06-29-2009, 02:01 PM
رائع هذا الجزء من الرساله ولنعلم انها موجهه ليست فقط للرهبان وانما الي كل نفس منا تجاهد ضد الشرير وتتحمل الالام وتخوض التجارب وكما يقول الكتاب المقدس من رساله يعقوب الاصحاح الاول " 2 احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة 3 عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا" ليعطينا الله النجاح لمجد اسمه

aymonded
06-29-2009, 04:04 PM
رائع هذا الجزء من الرساله ولنعلم انها موجهه ليست فقط للرهبان وانما الي كل نفس منا تجاهد ضد الشرير وتتحمل الالام وتخوض التجارب وكما يقول الكتاب المقدس من رساله يعقوب الاصحاح الاول " 2 احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة 3 عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا" ليعطينا الله النجاح لمجد اسمه

آمين يا أغلى أخ غالي محبوب الله الحلو
ولنصلي بعضنا من أجل بعض
أقبل مني كل حب وتقدير
النعمة معك كل حبن

jojo2020
06-30-2009, 01:55 PM
اشكرك يا استاذ ايمن على الموضوع المعزى دة بس فية راهبات بتتطلب تجربة المرض او تجربة الفكر ولا كدة يكون صليب مش تجربة ؟؟؟؟؟؟ انا قراتها فى كتاب لتماف ايرينى راهبات دير ابو سيفين وكمان عايزة اعرف ان زمان كان فية استشهاد واحتمال من اجل ربنا بس دلوقتى مفيش استشهاد فربنا بيدينا الصلبان او التجارب دى (زى احتمال شىء معين مثلا) كنوع من الاستشهاد ؟؟؟؟ وارجوك يااستاذ ايمن تقولنا عن تطبيقات من حياة الرهبان والراهبات وازاى نتمسك بيها وربنا يعوض تعب محبتك الكبيرة

aymonded
06-30-2009, 03:00 PM
اشكرك يا استاذ ايمن على الموضوع المعزى دة بس فية راهبات بتتطلب تجربة المرض او تجربة الفكر ولا كدة يكون صليب مش تجربة ؟؟؟؟؟؟ انا قراتها فى كتاب لتماف ايرينى راهبات دير ابو سيفين وكمان عايزة اعرف ان زمان كان فية استشهاد واحتمال من اجل ربنا بس دلوقتى مفيش استشهاد فربنا بيدينا الصلبان او التجارب دى (زى احتمال شىء معين مثلا) كنوع من الاستشهاد ؟؟؟؟ وارجوك يااستاذ ايمن تقولنا عن تطبيقات من حياة الرهبان والراهبات وازاى نتمسك بيها وربنا يعوض تعب محبتك الكبيرة
هو طبعاً طلب التجارب غير صحيح تحت أي بند أو فكر أو رغبة أو سلامة قلب ، ولكن أحياناً كثيرين بلا تدبير صحيح وعن شهوة محبة الله وتزكية القلب يندفعون عاطفياً ليطلبوا التجارب ، مع أنهم يصلون الصلاة الربانية ويقولون " لا تدخلنا في تجربة " !!!
وحتى الآباء المحنكين ذو الأبوة الروحية من الله وأصحاب الإرشاد الروحاني يذكرون دائماً : أن على الإنسان أن لا يطلب التجارب إنما حينما تأتي يقبلها بشكر ...

و التجارب عموماً لها أشكال مختلفة ، وكمثال من ضمن الأمثلة : ربما تكون على شكل عدواة من أحد وبذلك الله يمتحن الإنسان بنار العداوة ليكون له فضيلة الاحتمال وتزداد محبته ، ويوضع قلبه أمام وصية الله ليكتشف غضبه وعدم حبه للآخرين ، أما ان احتمل التجربة بصبر وقبل الآخر وصلى من أجله ؛ فأولاً بغصب نفسه على احتماله وتقبل التجربة بشكر ، ثم يتدرج حتى يحبه متمماً الوصية المقدسة ، يتزكى وينال درجة الحب العظيم الذي للقديسين ، وهكذا التجارب الكثيرة والمتنوعة التي يقع فيها الإنسان وليست بحسب طلبه الخاص بل تلك التي تأتي بسماح من الله لأنه عارف خفايا القلب وما ينفع الإنسان والوقت الملائم للتجربة ، حتى يتزكى إيمانه وتتقدس المسيرة ويتنقى القلب ...

وسوف آتي قريباً بحكمة الآباء الشيوخ وخبراتهم في هذا المجال ، النعمة معك يا أجمل جوجو