المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا ترهبون الألم والموت (2) لننطلق إلى الفرح الأبدي


aymonded
07-10-2009, 11:34 AM
2- لماذا ترهبون الألم والموت – لننطلق إلى الفرح الأبدي
للرجوع للجزء الأول من الرسالة أضغط هنـــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f162/t11468/)




تمسك سمعان الرجل البار ... بمواعيد الله بإيمان كامل ، حينما وعد من السماء أنه لا يرى الموت قبل أن يُعاين المسيح ، فإنه ما أن جاء المسيح طفلاً إلى الهيكل مع أمه وعرفه بالروح . حتى أدرك أنه يلزمه أن يموت في تلك اللحظة ، وفي وسط غمرة سعادته باقتراب الموت ، وتأكده من استدعائه ، حمل الطفل على ذراعيه وبارك الرب قائلاً " الآن أطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك " ( لو2 : 29 ) ، مثبتاً تزكيته ، شاهداً بأن خدام الله عندما ينسحبون من وسط زوابع هذا العالم يدركهم السلام ، فحرية ، فهدوء وطمأنينة .

أننا بالموت نبلغ ميناء وطننا ( السماوي ) ، الراحة الأبدية ، وبه ننال الخلود .
هذا هو سلامنا وهدوءنا النابع عن الإيمان ، وراحتنا الثابتة الأبدية .

من جهة الراحة . ماذا نجد في العالم سوى حرب دائمة مع الشيطان ، وصراع في معركة دائمة ضد سهامه وسيوفه ؟!! ، حربنا قائمة ضد محبة المال والكبرياء والغضب وحب الظهور ، وصراعنا دائم ضد الشهوات الجسدية وإغراءات العالم . ففكر الإنسان يحاصره العدو من كل جانب ، وتحدق به هجمات الشيطان من كل ناحية . وبالجهد يقدر للفكر أن يدافع وبالكاد يستطيع أن يقاوم في كل بقعة . فإن استهان بحب المال ، ثارت فيه الشهوات ، وأن غلب الشهوات انبثق حب الظهور . وإن انتصر على حب الظهور اشتعل فيه الغضب والكبرياء ، وأغراه السكر والخمر ، ومزق الحسد وفاقه مع الآخرين ، وأفسدت الغيرة صداقاته .

وهكذا اضطهادات كثيرة كهذه تضايق القلب ، ومع هذا لا يزال القلب يبتهج ببقائه كيراً هنا بين حروب الشيطان !!! مع أنه كان الأجدر بنا أن تنصب اشتياقاتنا ورغباتنا في الإسراع بالذهاب عند المسيح ، عن طريق الموت المعجل ، إذ علمنا الرب نفسه قائلاً : " الحق الحق أقول لكم أنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح ، أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح " ( يو 16 : 20 ) .

من منا لا يرغب في أن يكون بلا حزن ؟!
من منا لا يتوق بالإسراع لنوال الفرح ؟!

لقد أعلن الرب نفسه أيضاً عن وقت تحويل حزننا إلى فرح بقوله : " ولكن سأراكم فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم " ( يو 16 : 20 ) . فما دام فرحنا يكمن في رؤية المسيح .. فأي عمى يصيب فكرنا !! ، وأي سخافة تنتابنا متى أحببنا أحزان العالم وضيقاته ودموعه أكثر من الإسراع نحو الفرح الذي لا يُنزع عنا ؟ !

للمقال بقية وهو مترجم عن :

The Writing of Nicene & Post Nicene Fathers

وقد ترجمها للعربية القمص تادرس يعقوب مالطي

وطبعها : كنيسة مار جرجس باسبورتنج

ص 8 - 11