المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أؤمن بإله واحد - (1) شرح قانون الإيمان كيرلس الأورشليمي


aymonded
07-24-2009, 12:00 PM
في وحدانية الله : " أؤمن بإله واحد "

شرح قانون الإيمان للقديس كيرلس الأورشليمي

للآب والابن مجدٍ واحد – الله فوق كل إدراك

(1)



" فيك وحدك الله و ليس آخر ليس إله ( غيره ) . حقا أنت اله محتجب يا اله إسرائيل المخلص.
قد خزوا و خجلوا كلهم مضوا بالخجل جميعا الصانعون التماثيل ، أما إسرائيل فيخلص بالرب خلاصا أبدياً لا تخزون و لا تخجلون إلى دهور الأبد.
لأنه هكذا قال الرب خالق السماوات هو الله مصور الأرض و صانعها هو قررها لم يخلقها باطلا للسكن صورها : ( أني ) أنا الرب و ليس آخر. " ( إشعياء 45 : 14 – 18 )


+ " مبارك إله ربنا يسوع المسيح وأبيه ( 2كو 1: 3 ، أنظر يوحنا 20 : 17 ) ، تبارك ابنه الوحيد ( رو9: 5 ) ، لأننا عندما نُفكر في " الله " نُفكّر بنفس الوقت في " الآب " ، لكي نحظى بشكل لا يتجزأ بتمجيد الآب والابن ( مع الروح القدس ) . إذ ليس للآب مجد وللابن مجد آخر ، بل هو المجد الوحيد نفسه . وبما أن الابن هو الابن الوحيد للآب ، فعندما يُمجَّد الآب يشترك الابن في هذا المجد ذاته . وبما أن مجد الابن مستمد من كرامة الآب ( أمثال 17 : 6 ) . فعندما يُمجّد الابن إذن يُكَّرم الآب الكلي الصلاح تكريماً عظيماً .

إن الذهن يدرك ذلك سريعاً ، لكن اللسان في حاجة إلى كلمات ووسائل أخرى عديدة . تحيط العين بعدد كبير من الكواكب دفعة واحدة ، ولكننا إذا أردنا أن نصف كل كوكب منها ... وما هو كل كوكب ، فأننا في حاجة لكلمات كثيرة . ويُدرك الذهن كذلك ، في لحطة واحدة ، ، الأرض والبحر وجميع آفاق الكون . وما يدركه في لحظة يستلزم الكثير من الكلام للتعبير عنه .
هذا المثل الذي قدمته عظيم ، ولكنه ضعيف لا يفي بالمطلوب ، لأن ما نقوله عن الله ، ليس ما هو خاص به ، ( لأن ذلك معروف عنده وحده ) ، بل ما يُمكن أن تحويه طبيعتنا البشرية ، وما يستطيع أن يتحمله ضعفنا . في الواقع أننا لا نُعبَّر عن ما هو الله ، بل عن ما لا نعرفه عنه على وجه الدقة . أننا نعترف بذلك بكل بساطة ، لأن الاعتراف بالجهل في الأمور الإلهية هو علم عظيم " عظموا الرب معي و لنعل اسمه معا " ( مز33 : 3 ) . أجل ، فلنفعل ذلك جميعاً ، لأن فرداً واحداً لا يكفي ؛ وحتى عندما نتحد جميعاً لا يُمكننا أن نفعله كما ينبغي . وأنا لا أتكلّم عنا نحن الحاضرين هنا ، بل عن الكنيسة الجامعة ، عن الكنيسة القائمة الآن والكنيسة المقبلة . فليجتمع القطيع بأسره ، ومع ذلك سيكون عاجزاً عن أن يفي الراعي حقَّه من المديح .

كان إبراهيم رجلاً عظيماً ، كان عظيماً بين البشر ، ولكنه عندما اقترب من الله اعترف بتواضع : " أنا تراب ورماد " ( تك 18 : 27 ) . لم يقل " أنا تراب " قم سكت . كمن يُريد أن يُلمَّح بأنه كان عنصراً عظيماً ، ولكنه أضاف " ورماد " ليعلن بذلك عن ضعفه ونتانته . فهل يوجد أَحَط من الرماد وأنعم منه ؟ قارن الرماد بمنزل ، والمنزل بمدينة ، والمدينة بمقاطعة ، والمقاطعة بالإمبراطورية الرومانية ، والإمبراطورية الرومانية بكل الأرض في حدودها ، والأرض كلها بالسماء التي تُحيط بها ! والمقارنة بالسماء أشبه ما تكون بمقارنة النقطة المركزية بمحيط المدار . وأعلم أن السماء الأولى التي نراها أصغر من الثانية ، والثانية أصغر من الثالثة ( أنظر 2 كورنثوس 12 : 2 ) ، وحتى هذه السماوات التي لا نعرفها ، لا تستطيع أن تفي الله حقه في المديح . وإذا كانت هذه القوات السماوية لا تستطيع أن تتغنى بتسابيح الله كما ينبغي ، فهل في استطاعة التراب والرماد ، وهما أحط ما في الوجود أن يُسبحا الله كما ينبغي وأن يتحدثا بلياقة عن الله الذي يُمسك بيده كُرّة الأرض ويعتبر سكانها كالجراد ؟ ( إش 40 : 22 ) .



عظات القديس كيرلس الأورشليمي - تعريب الأب جورج نصور 1976

عن سلسلة النصوص الليتوُرجيّة - أقدم النصوص المسيحية

العظة السادسة في وحدانية الله فقرة 1 – 3 ؛ ص 88 - 90