aymonded
08-12-2009, 11:20 AM
الابن في الآب ومن الآب ، ليس كمن يأتي من الخارج في الزمان ، وليس هو من جوهر آخر أو من طبع آخر ، بل هو من ذات جوهر الآب ومساوي له بالتمام بدون أي نقص أو ازدياد ، وليس هو ثاني في الجوهر الواحد ولا الآب أول في الجوهر الواحد ، بل لا يوجد أول ولا ثاني في الجوهر الواحد ولا سابق ولا لاحق ، بل تعبير أقنوم أول وثاني هو تعبير بشري من جهة الإعلان في ملئ الزمان من حيث معرفتنا ، وليس من حيث الله ...
فالابن هو من نفس ذات جوهر الآب يشع مثل شعاع الشمس أو صدور الحرارة من النار ، وهذه الأمثلة لا نعنيها حرفياً ، بل تعني أن نرى كيف يولد أو يصدر الابن من الآب ، وفي نفس الوقت لا يصدر متأخراً أو بعد زمن ، أو أن تكون له طبيعة مختلفة ، بل مثلما يصدر النور من الشمس ويظل كائناً مع الشمس لا ينفصل عنها ، بل مستحيل أن يوجد نور بلا شمس أو شمس بلا نور تشعه من داخلها . ولا توجد نار بلا حرارة ، ولا حرارة بلا نار ؛ فالانفصال يعني أن يفقد شيئان معاً الطبيعة التي تُميزهما ، فكيف تُصبح الشمس بلا أشعة ، أو شمس بلا نور ، أو نار بلا حرارة !!!
وكما أن الشمس مستحيل أن تبقى بلا نور ، أو النار بلا حرارة ، فوجود النور في الشمس أو الحرارة في النار أمراً ضرورياً لا انفصال فيه ، بل تظل دائماً بمصدرها وتحتفظ بطبيعة المصدر . هكذا الأمر مع الآب والابن ( وبالطبع الروح القدس ) ، لأننا نؤمن ونقول أن الابن في الآب ومن الآب . وهذا يعني أنه ليس كائناً غريباً أو جاء في الترتيب بعد الآب ، بل هو فيه ومعه دائماً بلا انفصال أزلاً ولا أبداً ، ويُشرق منه دائماً حسب الميلاد الأزلي غير المُدرك أو المفحوص ...
+ هناك من يقول – في شرح الثالوث القدوس – بجهلٍ شديد أن الآب والابن والروح القدس غير متميزين إلا في الأسماء فقط ، وانه ليس في الثالوث القدوس أقانيم ، مع أن الكتاب المقدس صراحة يقول " والكلمة كان عند الله " أي أن الابن أقنوم آخر غير أقنوم الآب الذي معه الكلمة ...
وبالرغم من أن الابن في الآب والآب في الابن ، وهو مثل الآب الذي ولده أزلاً ، مثله تماماً في كل شيء ، ويُعلن الآب في ذاته بلا نقص ، إلا أن هذا لا يعني أن الابن فقد أقنومه المتميز ، ولا الآب فقد أقنومه الخاص به . فالتماثل التام بين الأقانيم لا يعني اختلاط الأقانيم ، حتى أن الآب الذي منه يولد الابن أزلاً يصبح بعد ذلك ابناً ، أو الروح القدس يصبح بعد ذلك آب ، فالتماثل التام والمساواة بين الأقانيم لا يعني اختلاط الأقانيم أو تبادلهم . ولكن الطبيعة الإلهية الواحدة نفسها هي للأقانيم ، مع تمايز كل منهما ، حتى أن الآب هو الآب ، والابن هو الابن ، والروح القدس معهما إلهاً مثل الآب والابن ، هذا هو كمال الثالوث القدوس المعبود .
وقد قال المخلَّص : " أنا والآب واحد " ( يو 10: 30 ) مؤكداً أن له كيان خاص متميز عن كيان الآب ، كما أن الآب له كيان خاص متميز عن الابن ، وإذا لم يكن هذا هو الحق الواضح ، فلماذا قال " أنا والآب " ولم يكتفِ بكلمة ( واحد ) ، لأن " أنا والآب " لا يُمكن أن تعني أنهما أقنوم واحد ، بل واحد في الجوهر .
والإنجيل لا يقول فقط " بأن الكلمة كان عند الله " بل وكان الكلمة الله " وذلك لكي يعلن وجوده مع الله وتمايزه عن الآب وأنه أقنوم آخر غير أقنوم الآب وأقنوم الروح القدس ، ولكن في نفس الوقت هو الله ومن نفس ذات الجوهر الواحد الذي للآب والروح القدس بالطبع ، فهو بالطبيعة إله من إله ، لأنه من الغير معقول أن يكون اللاهوت واحداً ولا يكون هناك تماثل تام في الصفات الإلهية بين الأقانيم أو أن لا تكون الأقانيم متساوية . لذلك يقول عن الابن أنه " كان الله " ولم يقل أنه يُصبح في وقت معين ، بل كان دائماً وأزلياً الله ...
لأن ما يحدث في الزمان أو ما ليس له وجود ثم يوجد بعد ذلك ويُصبح الله ويصير أزلي ، فهذا لا يمكن أن يكون إله بالطبيعة !!! لأن ما يُستحدث يصير خاضعاً لقانون البشر ، والله لا يُمكن الاستحداث فيه أو يطرأ عليه أمراً جديداً ، لأنه الكائن الأزلي حياته من ذاته ولا تُستمد من آخر ، متحرراً من الضرورة ولا يعوزه شيئاً على الإطلاق ...
الله الكلمة كائن منذ الأزل (( في البدء ( الأرخي = άρχη = الأزل ) كان الكلمة )) ومساوي للآب في الجوهر لأنه هو الله .
فالابن هو من نفس ذات جوهر الآب يشع مثل شعاع الشمس أو صدور الحرارة من النار ، وهذه الأمثلة لا نعنيها حرفياً ، بل تعني أن نرى كيف يولد أو يصدر الابن من الآب ، وفي نفس الوقت لا يصدر متأخراً أو بعد زمن ، أو أن تكون له طبيعة مختلفة ، بل مثلما يصدر النور من الشمس ويظل كائناً مع الشمس لا ينفصل عنها ، بل مستحيل أن يوجد نور بلا شمس أو شمس بلا نور تشعه من داخلها . ولا توجد نار بلا حرارة ، ولا حرارة بلا نار ؛ فالانفصال يعني أن يفقد شيئان معاً الطبيعة التي تُميزهما ، فكيف تُصبح الشمس بلا أشعة ، أو شمس بلا نور ، أو نار بلا حرارة !!!
وكما أن الشمس مستحيل أن تبقى بلا نور ، أو النار بلا حرارة ، فوجود النور في الشمس أو الحرارة في النار أمراً ضرورياً لا انفصال فيه ، بل تظل دائماً بمصدرها وتحتفظ بطبيعة المصدر . هكذا الأمر مع الآب والابن ( وبالطبع الروح القدس ) ، لأننا نؤمن ونقول أن الابن في الآب ومن الآب . وهذا يعني أنه ليس كائناً غريباً أو جاء في الترتيب بعد الآب ، بل هو فيه ومعه دائماً بلا انفصال أزلاً ولا أبداً ، ويُشرق منه دائماً حسب الميلاد الأزلي غير المُدرك أو المفحوص ...
+ هناك من يقول – في شرح الثالوث القدوس – بجهلٍ شديد أن الآب والابن والروح القدس غير متميزين إلا في الأسماء فقط ، وانه ليس في الثالوث القدوس أقانيم ، مع أن الكتاب المقدس صراحة يقول " والكلمة كان عند الله " أي أن الابن أقنوم آخر غير أقنوم الآب الذي معه الكلمة ...
وبالرغم من أن الابن في الآب والآب في الابن ، وهو مثل الآب الذي ولده أزلاً ، مثله تماماً في كل شيء ، ويُعلن الآب في ذاته بلا نقص ، إلا أن هذا لا يعني أن الابن فقد أقنومه المتميز ، ولا الآب فقد أقنومه الخاص به . فالتماثل التام بين الأقانيم لا يعني اختلاط الأقانيم ، حتى أن الآب الذي منه يولد الابن أزلاً يصبح بعد ذلك ابناً ، أو الروح القدس يصبح بعد ذلك آب ، فالتماثل التام والمساواة بين الأقانيم لا يعني اختلاط الأقانيم أو تبادلهم . ولكن الطبيعة الإلهية الواحدة نفسها هي للأقانيم ، مع تمايز كل منهما ، حتى أن الآب هو الآب ، والابن هو الابن ، والروح القدس معهما إلهاً مثل الآب والابن ، هذا هو كمال الثالوث القدوس المعبود .
وقد قال المخلَّص : " أنا والآب واحد " ( يو 10: 30 ) مؤكداً أن له كيان خاص متميز عن كيان الآب ، كما أن الآب له كيان خاص متميز عن الابن ، وإذا لم يكن هذا هو الحق الواضح ، فلماذا قال " أنا والآب " ولم يكتفِ بكلمة ( واحد ) ، لأن " أنا والآب " لا يُمكن أن تعني أنهما أقنوم واحد ، بل واحد في الجوهر .
والإنجيل لا يقول فقط " بأن الكلمة كان عند الله " بل وكان الكلمة الله " وذلك لكي يعلن وجوده مع الله وتمايزه عن الآب وأنه أقنوم آخر غير أقنوم الآب وأقنوم الروح القدس ، ولكن في نفس الوقت هو الله ومن نفس ذات الجوهر الواحد الذي للآب والروح القدس بالطبع ، فهو بالطبيعة إله من إله ، لأنه من الغير معقول أن يكون اللاهوت واحداً ولا يكون هناك تماثل تام في الصفات الإلهية بين الأقانيم أو أن لا تكون الأقانيم متساوية . لذلك يقول عن الابن أنه " كان الله " ولم يقل أنه يُصبح في وقت معين ، بل كان دائماً وأزلياً الله ...
لأن ما يحدث في الزمان أو ما ليس له وجود ثم يوجد بعد ذلك ويُصبح الله ويصير أزلي ، فهذا لا يمكن أن يكون إله بالطبيعة !!! لأن ما يُستحدث يصير خاضعاً لقانون البشر ، والله لا يُمكن الاستحداث فيه أو يطرأ عليه أمراً جديداً ، لأنه الكائن الأزلي حياته من ذاته ولا تُستمد من آخر ، متحرراً من الضرورة ولا يعوزه شيئاً على الإطلاق ...
الله الكلمة كائن منذ الأزل (( في البدء ( الأرخي = άρχη = الأزل ) كان الكلمة )) ومساوي للآب في الجوهر لأنه هو الله .