المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أؤمن بإله واحد - (3) شرح قانون الإيمان كيرلس الأورشليمي


aymonded
09-04-2009, 09:09 AM
في وحدانية الله : " أؤمن بإله واحد "

شرح قانون الإيمان للقديس كيرلس الأورشليمي

الله مساوٍ لذاته – التصورات الخاطئة عن الله (3)

للعودة للجزء السابق أضغط هنــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f162/t41410/)




( الله مساوي لذاته )
يكفي ( بالتقوى ) أن نعرف فقط أن لنا إلهاً ، وهذا الإله واحد كائن منذ الأزل ، يشبه ذاته على الدوام ، وليس هناك أب غيره ، ولا أحد أقوى منه ، بحيث أن لن تنازعه خليقة مُلْكَهُ ، . إله ... قدير لا يتغير جوهره . وليس لأنه يُدعى صالحاً وعادلاً وقديراً وصباؤوت يعني أنه يتغير ويتنوع ، ولكنه واحد هو هو ويُظهر طاقات لاهوته بألف كيفية . لا زيادة فيه ولا نقص ، بل هو مشابه لنفسه في كل شيء . فهو ليس عظيماً في الصلاح فقط مع بقائه قليل الحكمة ، ولكن قدرته متساوية في الحكمة والصلاح . أنه لا يرى من جهة دون أخرى ، بل كله عين وكله أُذن وكله ذهن . إنه ليس مثلنا يعر شيئاً ويجهل آخر ، فمثل هذا القول تجديف لا يليق بجوهر الله . إنه يعرف الكائنات قبل كيانها ، قدوس هو وقدير ، يفوق الكائنات كلها في السمو والعظمة والحكمة ، ونحن لا نستطيع أن نتكلم عن مبدئه وشكله ونوعه ، إذ يقول الكتاب : " وأنتم لم تسمعوا صوته قط ولا رأيتم وجهه ( يو 5 : 37 ) . وهكذا قال موسى لآل إسرائيل : " احتفظوا لأنفسكم جداً أنكم لم تروا صورة " ( تث 4 : 15 ) . فإذا كنا لا نستطيع أن نتصور له شكلاً ، فكيف يستطيع ذهننا أن يدرك طبيعته ؟


( التصورات الخاطئة عن الله )
تصوَّر الناس الله بصور مختلفة ، ولكنهم أخطئوا جميعاً : فحسبه البعض ناراً ( حكمة 13 : 2 ) والبعض رجلاً مجنحاً . بحسب ما هو مكتوب – إذ أساؤوا فهم العبارة القائلة – " وبظل جناحيك أسترني " ( مز 16 : 8 ) ، ناسين قول ربنا يسوع المسيح في حديثه لأورشليم " كم مرة أردت أن أجمع بنيكِ كما تُجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها فلم تُريدوا " ( مت 23 : 37 ) ، ذلك أنهم أخذوا معنى كلامه حرفياً فاعتبروا ( لله هذا ) الذي لا يقع تحت حس إنساناً . وتجرأ آخرون على القول إن لله سبع أعين بحسب ما هو مكتوب : " هذه هي سبع أعين الرب الجائلة في الأرض كلها " ( زكريا 4 : 10 ) ، فلو كان لله سبع أعين ( فعلياً – بالمعنى الحرفي للكلمة ) لكان نظره جزئياً لا يقع على كل شيء . ومثل هذا القول ( الحرفي ) عن الله تجديف ، إذ من الواجب أن نعتقد أن الله كامل في كل شيء ، كما يُعلمنا يسوع المسيح بذلك : " إن أباكم الذي في السماوات هو كامل " ( مت 5 : 48 ) : كامل في الرؤيا ، كامل في القوة ، كامل في العظمة ، كامل في علم المستقبل ، كامل في الصلاح ، كامل في العدل ، كامل في الرحمة . لا يحده مكان بل هو يخلق كل مكان ويوجد في كل مكان ( ولا يحده مكان ) . عرشه السماء ، ولكنه يعلو عليها ، " الأرض موطئ قدميه " ( إش 66: 1 ؛ أعمال 7 : 49 ) ، وتمتد قوته إلى ما تحت الأرض .


عظات القديس كيرلس الأورشليمي - تعريب الأب جورج نصور 1976

عن سلسلة النصوص الليتوُرجيّة - أقدم النصوص المسيحية

العظة السادسة في وحدانية الله فقرة 4 – 6 ؛ ص 93 - 95