المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 16- مدرسة الإسكندرية والتفسير الرمزي (تابع مدرسة الإسكندرية)


aymonded
11-16-2007, 01:54 AM
تابع مدرسة الأسكندرية - مدرسة الإسكندرية والتفسير الرمزي (16)


3- مدرسة الإسكندرية والتفسير الرمزي:

كان اهتمام المدرسة الرئيسي والأول منصباً على دراسة الكتاب المقدس وقد ارتبط اسمها بالتفسير الكتابي؛ وكان شغل هذه المدرسة التفسيرية الأول هو اكتشاف المعنى الروحي في كل موضع وراء سطور الكتاب المقدس.
وطبعاً قد بدأ هذا التفسير الرمزي للفيلسوف اليهودي فيلون كما رأينا سابقاً ، وقد تبنى الآباء الأولون بالإسكندرية هذا المنهج التفسيري، حاسبين أن التفسير الحرفي في حالات كثيرة لا يليق بالله.
وقد وجدوا هذا المنهج عند الرسل أنفسهم، وهيَّ ظاهرة بوضوح في الرسائل في العهد الجديد (1) .

فمثلاً في (غلاطية4: 21-31)، استند الرسول بولس إلى أشخاص تاريخيين (إسحق وإسماعيل وسارة وهاجر) وانطلق من هُنا ليُبين حُرية أبناء الموعد في أورشليم العُليا:
" وكل ذلك رمز لأن هاتين هما العهدان أحداهما من جبل سيناء الوَالِدُ للعبودية الذي هو هاجر... وأما نحن أيها الإخوة فنظير اسحق أولاد الموعد" (غلا4: 24و28)
وهو يشرح أسلوبه في فهم العهد القديم بقوله: "لأن كل ما سبق فكتب من أجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء" (رو15: 4)
ونجد أيضاً أن الرب نفسه قد استخدم هذا الأسلوب، الذي أصبح قاعدة عريضة في شرح الكتاب المقدس، فمما لا شك فيه أن بشارة الرب يسوع وهو بعد في الجسد أعطت الكنيسة القاعدة الأساسية لفهم الكتاب المقدس. وقد اتخذ الرب موقفين تجاه العهد القديم: أنه يستند إلى العهد القديم أحياناً في حرفيته ويؤكد سلطانه ولكنه يعود ويُعطيه معنى جديداً نقدياً (2) ، معنى روحي.

فمثلاً نرى الرب يسوع يُجيب الناموسي الذي أتاه متسائلاً: "ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟!!" بذكر الوصية الثانية في شريعة موسى كما هيَّ (مر10: 19)
وهو يلوم أيضاً الفريسيون لأنهم تركوا "وصية الله" (مر7: 8-9).
ولكن عندما أُتُهِمَ بأنه نقض الناموس أجاب أنه أعطى الناموس تفسيراً جديداً، "التفسير بالروح القدس" الذي كان داود نفسه قد استخدمه: "لأن داود نفسه قال بالروح القدس..." (مر12: 36)
وبما أن داود نطق بالروح القدس فموسى والأنبياء أيضاً قد نطقوا بالروح القدس، وللشعب أن يفهم الكتاب المقدس في الروح القدس الذي به تكلم الأنبياء.

ومن هنا نستطيع أن نرى ونستوعب، أن العهد الجديد بجملته يرى العهد القديم ككتاب رجاء، وكتاب نبوءة تنتظر استكمالها في يسوع المسيح ابن الله الظاهر في الجسد في ملء الزمان. وقد بنت الكنيسة منذ البداية موقفها على أسلوب يسوع في شرح الكتاب المقدس، فرفضت حرفية الناموس واستبدالها بحرية أبناء الله.

وبما أن الكتاب كله موحى به من الله فهوَّ صادق صدق مطلق، ولكن معناه لا يمكن أبداً أن يكمُن في حرفيته بل في روحه، أي في فهمنا له روحياً. وهذا المفهوم الروحي استمدته الكنيسة من قاعدة أساسية ألا وهيَّ المسيح وأعضاؤه...

ويقول القديس مكسيموس المعترف (منتصف القرن السادس) عن موقف الكنيسة من الكتاب المقدس:
{ الأناجيل الأربعة وُلِدَت من إتحاد الميلاد بالآلام الخلاصيه... وقد نُشِرَت في المسكونة من خلال سير مكرسة، سير الرسل والقديسين والمبشرين لتُشفي جرح الإنسانية الذي أحدثه عصيان آدم، وتُثَبتْ كل من يتقبل الكلمة في الإيمان والحق} (3)

عموما، نجد القديس أكليمنضس الإسكندري أستخدم هذا النوع من التفسير – أي الرمزي – ولكن تلميذه أوريجانوس (Origene) هو الذي شكل نظامه ووضع قواعده وقام بنشره في الشرق والغرب، حتى نُسب إليه.

وقد بلغ أوريجانوس بالمدرسة إلى القمة في هذا الشأن. فتأثرت بأفكاره، وإن كانت قد تحررت بعد ذلك من مبالغته في التفسير الرمزي.

ويلاحظ أن آباء المدرسة كانوا أكثر دقة وإفرازاً من العلامة اليهودي فيلون Philon، كما اختلفوا معه أيضاً في الهدف، فقد طبق فيلون التفسير الرمزي على العهد القديم لاكتشاف معانٍ فلسفية وأخلاقيات من خلال الرموز، أما آباء مدرسة الإسكندرية فوجدوا في العهد القديم بما احتواه من شخصيات وأحداث ونواميس وطقوس انعكاسات للعمل الخلاصي والحياة السماوية . (4)

على أي حال كان لهذا المنهج أهميته، ولكننا في نفس الوقت لا نقدر أن نتجاهل أضرار المبالغة في استخدامه، لهذا وجد هذا المنهج معارضة، كما نادى آباء المدرسة فيما بعد بالاعتدال في استخدامه.

فالمعنى الرمزي له أصوله الشرعية المعتمدة في الكتاب المقدس، خصوصاً عند القديس بولس الرسول:
" وكل ذلك رمزُُ لأن هاتين هما العهدان أحداهما من جبل سيناء... أما أورشليم العُليا التي أمنا جميعاً" (أنظر للأهمية غلا4: 21-31)

* وهنا نجد أن الرسول استخدم كلمة رمز (آية24)، ووردها في صورة الفعل للمقارنة بين كل من ابني إبراهيم باعتبارهم رمزاً للعهدين.

ومع ذلك - أي بالرغم من استخدام المعنى الرمزي بكثرة في العهد الجديد وعند الآباء – فإن الميل إلى إيجاد تفسير رمزي لكل سطر في الكتاب المقدس مع إهمال المعنى الحرفي تماماً، هوَّ أمر لا يخلو من الخطر والمخاطرة، وتحميل الكلام أكثر من معناه بحسب فكرنا نحن وتصوراتنا وليس حسب قصد الله منه (5)



_______________

1- راجع الكتاب المقدس – أسلوب تفسيره السليم للشماس د/إميل ماهر.
2- ليس المقصود هنا نقضاً للناموس أو أسفار العهد القديم من أي جهة لفظية أو معنوية أو نوع من أنواع النقض للأسفار بأي حال من الأحوال، بل المقصود هوَّ نقض للمفهوم الخطأ للشريعة والأسفار وذلك بسبب قساوة القلب وعمى البصيرة (أنظر للأهمية القصوى ولفهم المعنى المقصود مرقس7: 1-23)
3- الكتاب المقدس وحياتنا الشخصية ص42
4- مقدمات في علم الباترولچي القمص تادرس يعقوب مالطي ص2
5- انظر الكتاب المقدس أسلوب تفسيره السليم ص74 ، ص75

fofo_gold_orsozox
11-22-2007, 11:46 PM
موضوع رائع

بس شوية معلومات علي الماشي

عن

العلامة اليهودي فيلون


ولك جزيل والشكر والاحترام والعرفان


ربنا يعوض تعب محبتك

aymonded
11-23-2007, 01:07 AM
أنظر هذه الأجزاء التي تكلمت عن العلامة اليهودي فيلون


http://www.orsozox.com/forums/orsozox-t1917.html

http://www.orsozox.com/forums/orsozox-t1965.html

fofo_gold_orsozox
11-24-2007, 11:35 PM
شكرا

......................................

aymonded
11-25-2007, 01:23 AM
شكرا

......................................

العفو يا صديقي الحلو
على ايه يعني انا مش عملت حاجة يا جميل
النعمة معك