aymonded
09-07-2009, 02:30 PM
لا يجب أن تخور عزائمنا أو يتسرب الشعور بالجبن إلى قلوبنا
من عظة للقديس الأنبا أنطونيوس الكبير
لا يجب أن تخور عزائمنا أو يتسرب الشعور بالجبن إلى قلوبنا ، أو تتهيأ لنا المخاوف فيقول أحدٌ منا : " أنا خائف لئلا يأتي شيطان ويغلبني ، لئلا يرفعني إلى أعلى ثم يطرحني إلى أسفل ، أو لئلا يثور عليَّ بغتةً فيُزعجني " .
مثل هذه الأفكار يجب ألاَّ تخطر على بالنا قط ، كما يجب ألاَّ نحزن كأننا هلكنا ، بل بالأحرى لنتشجع ونفرح دائماً واثقين أننا آمنون . لنذكر في نفوسنا أن الرب الذي طارد الأرواح الشريرة وحطّم قواتها هو معنا . لنذكر ولنضع في قلوبنا أنه طالما كان الرب معنا فإن أعداءنا لن يستطيعوا إيذائنا ، لأنهم عندما يأتون يقتربون إلينا في صورة تتفق مع الحالة التي يجدوننا فيها ، ويجعلون خداعاتهم لنا موافقة لحالتنا الذهنية الراهنة ، فإن وجدونا في حالة خوف واضطراب يقتحمون المكان في الحال كاللصوص إذ يجدونه بغير حراسة ، ويفعلون ما يجدوننا مفكرين فيه في نفوسنا بل وأكثر أيضاً . فأن وجدونا خائري القلوب وجبناء يُكثرون من الأمور التي تُرعبنا بعنف بتضليلاتها وتهديداتها ، وبهذه تتعذب النفس التعسة من ذلك الوقت فصاعداً .
أمَّا أن وجدونا فرحين في الرب متأملين في نعيم الحياة المقبلة ، مفكرين في الرب ومُسَّلَمين كل شيء في يده ، وواثقين أنه لا قوة لأي روح شرير ضد الإنسان المسيحي ، ولا سلطان لهم على أي واحد إطلاقاً ؛ إذا رأوا النفس محصَّنة بهذه الأفكار تنحّى عنه ، ولكن عندما رأى يهوذا غير متيقظ أخذه أسيراً .
وهكذا إذا أردنا احتقار العدو فلنتفكّر دوماً في الإلهيات ، ولنجعل نفوسنا فرحة دائماً في الرجاء ، وعندئذ نرى فخاخ الشيطان كأنها دخان ، والأرواح الشريرة نفسها تهرب بدلاً من أن تتبعنا لأنها – كما قلت – شديدة الخوف جداً ، تتوقع دائماً النار المعدة لها .
( عن عظة للقديس الأنبا أنطونيوس الكبير تحت عنوان حياة – عن كتاب فردوس الآباء ( بستان الرهبان الموسع ) الجزء الأول – إعداد رهبان ببرية شيهيت – الطبعة الثالثة 2008 – ص 124 و ص 125 ؛ فقرة 20 و 21 )
من عظة للقديس الأنبا أنطونيوس الكبير
لا يجب أن تخور عزائمنا أو يتسرب الشعور بالجبن إلى قلوبنا ، أو تتهيأ لنا المخاوف فيقول أحدٌ منا : " أنا خائف لئلا يأتي شيطان ويغلبني ، لئلا يرفعني إلى أعلى ثم يطرحني إلى أسفل ، أو لئلا يثور عليَّ بغتةً فيُزعجني " .
مثل هذه الأفكار يجب ألاَّ تخطر على بالنا قط ، كما يجب ألاَّ نحزن كأننا هلكنا ، بل بالأحرى لنتشجع ونفرح دائماً واثقين أننا آمنون . لنذكر في نفوسنا أن الرب الذي طارد الأرواح الشريرة وحطّم قواتها هو معنا . لنذكر ولنضع في قلوبنا أنه طالما كان الرب معنا فإن أعداءنا لن يستطيعوا إيذائنا ، لأنهم عندما يأتون يقتربون إلينا في صورة تتفق مع الحالة التي يجدوننا فيها ، ويجعلون خداعاتهم لنا موافقة لحالتنا الذهنية الراهنة ، فإن وجدونا في حالة خوف واضطراب يقتحمون المكان في الحال كاللصوص إذ يجدونه بغير حراسة ، ويفعلون ما يجدوننا مفكرين فيه في نفوسنا بل وأكثر أيضاً . فأن وجدونا خائري القلوب وجبناء يُكثرون من الأمور التي تُرعبنا بعنف بتضليلاتها وتهديداتها ، وبهذه تتعذب النفس التعسة من ذلك الوقت فصاعداً .
أمَّا أن وجدونا فرحين في الرب متأملين في نعيم الحياة المقبلة ، مفكرين في الرب ومُسَّلَمين كل شيء في يده ، وواثقين أنه لا قوة لأي روح شرير ضد الإنسان المسيحي ، ولا سلطان لهم على أي واحد إطلاقاً ؛ إذا رأوا النفس محصَّنة بهذه الأفكار تنحّى عنه ، ولكن عندما رأى يهوذا غير متيقظ أخذه أسيراً .
وهكذا إذا أردنا احتقار العدو فلنتفكّر دوماً في الإلهيات ، ولنجعل نفوسنا فرحة دائماً في الرجاء ، وعندئذ نرى فخاخ الشيطان كأنها دخان ، والأرواح الشريرة نفسها تهرب بدلاً من أن تتبعنا لأنها – كما قلت – شديدة الخوف جداً ، تتوقع دائماً النار المعدة لها .
( عن عظة للقديس الأنبا أنطونيوس الكبير تحت عنوان حياة – عن كتاب فردوس الآباء ( بستان الرهبان الموسع ) الجزء الأول – إعداد رهبان ببرية شيهيت – الطبعة الثالثة 2008 – ص 124 و ص 125 ؛ فقرة 20 و 21 )