المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القديس بوليكاربوس الرسولي الشهيد ، ملاك كنيسة سميرنا (4) تابع من هم الآباء الرسوليون


aymonded
09-10-2009, 08:28 PM
القديس بوليكاربوس الرسولي الشهيد ملاك كنيسة سميرنا ( رؤ 2: 8 )

الثابت في الله والصخرة التي لا تتزعزع البار والغني في الإيمان

المقاوم للمجدفين والرصين العقل ، المرشد البارع والمحب للجميع




وُلد القديس بوليكاربوس حوالي سنة 69 – 70 م ، وسيم أسقفاً على مدينة سميرنا ( أزمير حالياً ) قبل عام 110 م ، واستشهد غالباً عام 155 أو 156 م

وهو يعتبر آخر شهود العصر الرسولي ، إذ يخبرنا عنه القديس إيرينيئوس أنه تلميذاً للقديس يوحنا الرسول ، وفي نفس الوقت كان الصديق الأصغر للقديس إغناطيوس الإنطاكي ومُعلّم للقديس إيرينيئوس .

ومن الناحية التاريخية ، يعتبر القديس بوليكاربوس الشهيد ذو أهمية عظيمة ، من جهة أنه الشاهد على العصر الرسولي ومذكر بتعاليمهم المقدسة ، ويكتب عنه القديس إيرينيئوس فيعطينا شذرات قيمة جداً عنه فيصفه بأنه " الشيخ الرسولي المبارك " الذي أظهر كيف يكون التمسك بالتقليد الرسولي بكل أمانة وإخلاص منقطع النظير ، والذي كان يستنكر كل أدنى انحراف عنه . وأيضاً كان يُعلَّم طول الوقت ما تعلَّمه من الرسل وما تسلَمته الكنائس ...

وبجانب أن القديس بوليكاربوس الشهيد كان حلقة وصل قوية وراسخة مع العصر الرسولي ، وشاهداً للإيمان ، ومُعلماً من أكبر مُعلمي الكنيسة الجامعة في القرن الثاني ، فأن دوره كرائد فكري على أهمية كبيرة جداً . وكان يحوز تقديراً كبيراً جداً من جميع الكنائس والشعب المسيحي كله ، وهذا يتضح من زيارته لروما ليناقش مسائل كنسية مع بابا روما آنيسيتوس ...

وكرفيق للقديس إغناطيوس الشهيد ، فقد حاز تقدير هذا القديس العظيم ، فالقديس إغناطيوس الشهيد يكتب عنه كمسيحي تقي ، صلواته حفظت سلام الكنيسة في أنطاكية ( التي كان إغناطيوس أسقفاً عليها ) ، وهو ذو إيمان غير مزعزع ، ومحبته للحق فعالة ، وذهنه " مؤسس في الله " ، و " كأنه على صخرة لا تتزحزح "

ويكتب عنه القديس إيرينيئوس قائلاً :
[ بوليكاربوس لم يكن فقط متعلماً من الرسل ومتخاطباً مع كثيرين ممن رأوا المسيح ، لكنه أيضاً هو الأسقف المنتخب من الرسل في آسيا على كنيسة سميرنا الذين رأيتهم في فجر شبابي ، لأنه مكث على الأرض زماناً طويلاً جداً . وحين صار شيخاً متقدماً جداً في السن ، كابد الاستشهاد بمجد وشرف عظيمين ، وانطلق من هذه الحياة بعد أن علَّم باستمرار الأمور التي تعلَّمها من الرسل والتي تناقلتها الكنائس ، هذه التعاليم هي وحدها الحقيقية ] Against Haeresis, bk. III. Iii, 4, A.N.F., I, 416

ويقول عنه أيضاً : [ إنه إلى الآن لم يزل ثابتاً في مخيلتي نوع الاحتشام والرصانة الذي كان يتصف بها القديس بوليكاربوس مع احترام هيئته ووقار سيرته ، وتلك الإرشادات الإلهية التي كان يُعلّم بها رعيته . وبأبلغ من ذلك ، كأني أسمع ألفاظه التي كان ينطق بها عن الأحاديث التي تمت بينه وبين القديس يوحنا الإنجيلي وغيره من القديسين الذين شاهدوا يسوع المسيح على الأرض ، وترددوا معه ، وعن الحقائق التي تسلمها وتعلمها منهم ] ( أنظر بدء الأدب المسيحي – الآباء الرسوليون للقمص تادرس يعقوب مالطي صفحة 126)


– يتبع –

– وفي الجزء القادم سوف نتحدث عن استشهاده بركة صلواته تكون معنا آمين –

__________________________



مراجع الموضوع :
+ دراسات في آباء الكنيسة – إعداد أحد رهبان برية القديس مقاريوس – الطبعة الثانية فبراير 2000 صفحة 74 – 75
+ الآباء الرسوليون – سلسلة آباء الكنيسة – عربة عن اليونانية البطريرك الياس الرابع ص 144 – 145
+ المدخل في علم الباترولوجي – (1) بدئ الأدب المسيحي الآبائي – الآباء الرسوليون الجزء الأول – القمس تادرس يعقوب مالطي – طبعة 1991 ص 127 – 128
+ آباء الكنيسة – القرون الثلاثة الأولى – منشورات النور 1983 – الدكتور أسد رستم – ص 39

مصري مكبر دماغة
09-12-2009, 08:18 PM
شكرا ليك يا استاذ ايمن علي سيرة القديس ..بركتة تكون معانا
وشفاعة كل القديسين تكون معنا عند مخلصنا يسوع المسيح
ربنا يرشدنا ويحمينا وينجينا وبظل جناحة يدفينا ويمنع عننا الشر واهوال الزمن
امين
+++

aymonded
09-12-2009, 09:59 PM
آمين يا أروع أخ غالي احبه من قلي ، أقبل مني كل حب وتقدير
النعمة معك بصلوات أبينا القديس بوليكاربوس الشهيد