المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نشيد الأنشاد وجوهر المسيحية 1(مقدمة)


member4
09-17-2009, 10:36 PM
بالحق قد تحيرت كثيرا في مكان وضع هذا الموضوع في الجزء الخاص بالكتاب أم بعلم اللاهوت فهو موضوع عقيدي كتابي
لقد سمعنا عن هجوم مستمر على سفر نشيد الأنشاد وقد زادت وتيرته هذه الأيام فدعونا نتحدث عن سفر النشيد لنتعلم ونعرف من هذا السفر العظيم.قبل أن اتحدث عن سفر نشيد الأناشيد سوف اتحدث عن أمور اساسية كبداية لحديثنا و أرجو المشاركة
+ المسيحية تقوم على المحبة وكل العبادات و الطقوس هي علامة محبة فمثلا الصلاة هي لقاء بين الإنسان و الله الذي يحبه بإشتياق كما يشتاق الشخص ويكثر من الحديث مع صديقه أو حبيبه . والصوم هو انشغال الفكر والروح وارتفاعهما عن الماديات انشغالا بآخر يملأ الفكر والنفس والروح . فلذا من يصوم أو يصلي أو بفعل شئ كأنه مفروض عليه أو كأنه سوف يدخل السماء بذلك فليس له قيمة , قد يكون التغصب مرحلة - وحتى التغصب فهو لأجل من تحبه النفس كإقتبال الآلم لأجله - ولكن أي عمل ليس نابغ عن حب ليس له قيمة فالعلاقة مع الله هي علاقة الحب.انظروا للزوجة الحقيقية التي تقوم بعملها كامل في بيتها بإبداع وحب بلا غضب أو إحساس بأنها تعمل شئ زائد وفي نفس الوقت تتكل على زوحها و تلقي عليه همها فهي تعرف انه سوف يحضر الأكل والطعام والمال في الوقت المناسب, تعرف انه يعمل كل شئ لأجلها و لأجل ابنائها ودائما تفكر كيف تريحه وهو بدوره يشعر بانها لؤلؤة كثيرة الثمن لا يغلى عليها شئ
+ المسيحية لا تؤمن ان شئ خلقه الله نجس لذاته ولكن المشكلة في الفكر: فها هي النار التي ينظر إليها القاتل كوسيلة رائعة للتعذيب والقتل ينظر إليها المؤمن كوسيلة جيدة لإفادة الآخرين من تسوية الطعام وصنع اشياء مفيدة للبشر و مصدر لشكر الله على عطاياه وتأمل في قوة النار التي نرى فيها بعض من قوة الخالق على اهلاك وحرق كل شئ شرير و انارة القلب بحبه وعمله , نرى فيها اشارة إلى لاهوت الخالق الذي لا يلمس ولكن على قدر طاقتنا و افتتاح القلب له يعطيه من علمه. ها هو الحجر الذي يرى فيه الإنسان الشرير وسيلة جيدة لإعاقة الآخرين وقتلهم ويرى فيها الأخيار وسيلة جيدة لبناء المدن والتعمير ومصدر لشكر الله على عطاياه و تأمل في صلابة و قوة الحجر التى ترفع نظرنا لقوة وجبروت خالقه, هذا الحجر الذي يسحق من يسقط عليه فما بالك بمن يرفض أن يقبل الله ويرفضه.حتى أعضاء الإنسان-ذلك الكائن المكرم على الخليقه كلها المخلوق على صورة الله في الحرية فهو الكائن الوحيد الذي له كمال الحرية لطيع الله أو يعصيه - كل عضو فيه طاهر و نقي ونرى فيه رمز وقوة وعمل الله : فها هي العينين - المحروم منها الجماد وبعض الكائنات الحية - مصدر للخطية و الأثم لصاحب الفكر النجس ومصدر للطهارة وقراءة كلمة الله و تسبيحه وخدمة الناس لصاحب الفكر الطاهر ونرى فيهما بصيرة الخالق وحكمته فإن كان المخلوق له هذه الآلة التي بواستطها ينظر الأشياء من بعد, فكم وكم خالقها الذي ينظر الأحداث قبل أن تكون . وحتى الأعضاء التناسلية التي يراها ويفكر فيها صاحب الفكر النجس على انها وسيلة للمتعة الجسدية والنجاسة , هي أكرم الأعضاء لأن بها الإنسان يشارك في زيادة الجنس البشري و إيجاد كائن جديد وخروج من دائرة الأنانية , وزرع علاقة حب واحتياج ومشاركة بين الرجل و زوجته وظهور كائن يشعر كل منهما بأنه بدون الآخر لن يوجد ويتشاركا معا في عطائه. فهذه الأعضاء مثلها مثل أي عضو مثل الفم مثلا الذي هو باب المعدة لنأكل ونشرب كي نقوى على العمل وليس خضوعا لشهوة الأكل و التعبد لها, يعوزني الوقت لتكلم عن كل عضو عن القدم السالكة في طريقه والركب المنحنية لله في حب والفخذين اللذان يربطان الجسد معا ويحملانه في وحدة لا تنفصل , حتى السرة وصلة الحياة بين الجنين وامه تذكره دائما بانه تغذى من غائها وتربى في أحشائها وتشرب من دمها وبعد قطعها صارت علامة على بداية طريقة الفردي , الفطام الأول- وبداية تكوين علاقة روحية منفردة مع الله بعيدا عن التبعية
+ أحبائي المشكلة ليست في الكلام أو المنظر ولكن في الفكر : فها هوذا الدكتور يتعرى أمامه المريض أو المريضة ولا يمتلئ فكره بأفكار دنسة قد توجد في شخص شهواني في نفس موقف الطبيب - وإلا لكان ممارسة الطب خطية وعدم غض للبصر و كل مريض أو مريضة يذهب للطبيب هو زاني ومصدر للعثرات . تعالوا انظروا لطالب الطب الذي يدرس في كتبه بتعب وجد و يريد أن ينجز عمله في كتبه ويتقدم لسنة آخرى. في حين أن شخصا آخر شهواني قد تجده يحب أن يأخذ واحد من هذه الكتب ليستمتع بها . رجل المطافئ أو المسعف - لو فكر تفكير غير نقي- ولو للحظة- في شخص منقذه ( رجل أم أنثى , يرتدي ملابس أو لا ...) سوف يهلك منقذه وقد يهلك معه ولكنه بدون شعور أو حس شهواني يقوم بعمله. إذن المشكلة في الفكر وليس الكلام
+ مما سبق يا أحبائي تتضح لنا أن مشكلة مهاجمي نشيد الإنشاد هي
1- النظرة الدنيئة والغير الطاهرة للجسد
2- النظرة الشهوانية والغير طاهرة للزواج وعلاقة الرجل بالمرأة
3- عدم النضوج الروحي والدخول في علاقة حب مع الله و الإكتفاء بالأمور الشكلية وعدم تذوق العشرة الحقيقية مع الله
فنشيد الأنشاد يا أحبائي هو ارتفاع ورجوع لفكر معرفة الخير فقط الذي جـُبلنا عليه , هو اختبار وهدية في نفس الوقت لمستوانا الروحي . فأنت يا من لا تدرك لغة المحبة والروح ولم يتحدث لسانك بها قبل, لن ألومك على جهلك بها ولكني ألومك على تحدثك فيما لا تفهم أو تعي. مثل تلميذ تعلم مبائ الحساب يعرف أن الطرح يتم بطرح عدد صغير من عدد كبير فعندما يسمع من هو أكثر علما منه يقول أن العكس ممكن بإشارة سالبة يضحك ويسخر منه و يتهمه بالجهل!
+ والآن تعالوا ننظر بسرعة لإنحضار الفكر البشري بالخطية
1- خلق الله آدم و حواء طاهري الفكر , كان كلاهما يحبا الآخر ويشعرا دائما انهما جزء من بعض فحواء من إمرء أخذت وآدم هو مصدر حواء , فكلاهما جسد واحد, كلاهما عريانين ولا يخجلا من بعضهما فهذا جسد ذاك . آدم كان ينظر لجسد حواء بطهارة ونقاوة ويمتدح خالقه كما يمتدح الله على خلقه و ابداعه وحكمته في كافة مخلوقاته - تجد هذه البساطة بصورة ما في الأطفال الين لا يخجلوا من بعض و إن كانوا بدون ملابس
2- بعد الخطية دخل الخجل من عطية الجسد التي خلقها الله منذ البدء ولم تكن تحسب نجاسة
3- خروج الزواج عن كونه وسيلة للتكاثر إلى مرحلة من المتعة الجسدية والإكثار فيها فنقرأ عن لامك ( نسل قايين ) أول من تزوج بإمرأتين
4- الإزدياد في النجاسة وممارسة الزنى وخروج الزواج نهائيا عن هدفه الموضوع له
5- ثم الطامة الكبرى وتظهر في أهل سدوم وعمورة وخروج الزواج حتى عن الطريقة التي قررها الله وظهور الشذوذ الجنسي
5- وتكتمل القصة ويخرج الزواج حتى عن هدفه الإجتماعي ويظهر زواج المحارم
ولكي ندرك أهمية هذا الهرم الذي أراد الكتاب أن نرجع مرة آخرى ونقف على قمته تعالوا الآن و انظروا لما يحدث من إغتصاب الفتيات بدءا من ذوات الملابس الغير لائقة حتى اشدهن حشمة و اشدهن اخفاءا لجسدهن, بل انظروا إغتصاب والتحرش لبعض الفتيات من قبل أقرب الناس إليهم ( حتى الوالدين والأخوة ) فهل نطلب من أولئك الفتيات أن يرتدين أقصى ما يستطيعن من ملابس حتى في بيتهم مع آبائهن وللآسف فحوادث التحرش الجنسي أصابت حتى الصبية الذكور. كل هذا و أكثر بسبب الفكر النجس و إنحضاره ولهذا أراد الكتاب أن يرتفع و يسمو فكرنا عن عمد