aymonded
12-02-2007, 03:08 PM
السلام لنفوسكم أيها الأحباء
لقد رأينا في بعض المنتديات المسيحية إنكاراً واضحاً لسر الإفخارستيا وبخاصة تحويل عنصري الذبيحة أي الخبز والخمر لجسد الرب ودمه الحقيقي بفعل الروح القدس ، وقد اعتبروا أنها بدعة ولم تظهر في الكتاب المقدس ولا عند آباء الكنيسة في القرون الأولى بل قالوا أن هذا لم يظهر إلا في القرن التاسع ، لذلك كواجب علينا ، أن نظهر النص الأصلي في الكتاب المقدس وقصد المسيح إلهنا الحي من أسس السرّ بنفسه وإظهار ما خفيا عنهم – عن دون قصد أو فحص دقيق – من مراجع ومصادر قديمة عن هذا السرّ العظيم وكتابات الآباء فيه ....
وربما هم معذورين لسبب اعتمادهم على أن الوعي الإفخارستي في الغرب بدأ بعمق في القرن السابع عشر على يد العالمين الكبيرين : اسحق هوبرت Issak Hubert ، وجاك جوار Jaques Goar ، فاسحق هوبرت ألف أول دراسة للطقوس والرئاسات الكهنوتية في الكنيسة اليونانية سنة 1647
وفي نفس السنة أيضاً أخرج جاك جوار كتابه عن القداسات أو الطقوس اليونانية سنة 1647 .
وكان هذان المؤلفان الأساس الذي بدأ عليه الغرب نهضته الليتورجية ، لأن من ذلك التاريخ وحركة التأليف والنشر تسير بسرعة لحساب العلماء والباحثين من قواميس ونصوص ومخطوطات وبرديات وكل ما يحتاجه أي باحث أو عالم في دراسة الليتورجية كان يجده في متناول يده ، وبدأت الدراسات والرسائل والمنشورات الدورية والمجلات العلمية تتخصص في المجال الليتورجي بصورة حية وفعالة .
وأيضاً في القرن التاسع عشر بدأت الكنيسة اليونانية والروسية نهضة دراسية لليتورجيا والطقوس الكنسية بعد ما بدأت في الغرب بقرنين كاملين ، وبدأت الدراسة ضعيفة تتبع المدرسة الرمزية ، وأعقبها نهضة أخرى لاهوتية ، وتبع هذه النهضة الدراسية اللاهوتية نهضة في العبادة
Schmemann, "Introd. To, Litur. Theology., P.10
مع أن النهضة التي حدثت لم تكن مبنية على رأي شخصي أو معتقد جديد ، بل هما أظهروا بالبحث والتدقيق ومن خلال المصادر والمخطوطات ما حدث منذ الأيام الأولى لتأسيس السرّ ، ولكن على ما يبدو أن الباحث في تاريخ هذه الكتابات اكتفى بما هو على السطح من خلال كلام الناس عنها واكتفى بالتواريخ ولم يسبر غورها أي فحصها وبحث فيها مدققاً ليعرف على أي أساس بنيت هذه الدراسة وقامت ...
ولي سؤال :
لو أن جسد الرب ودمه في الإفخارستيا غير حقيقيين ومجرد ذكرى ، يا ترى لما قال القديس بولس الرسول :
((( لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب . من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون . لأننا لو حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا ))) ( 1كو11: 32 )
وعموما لكي ما أثبت سريعاً أن قبل هذه التواريخ الحديثة يوجد من تكلم عن سرّ الإفخارستيا وعلى الأخص جسد الرب ودمه نعرض هذه الأقوال كمجرد مثال وليس على سبيل الحصر :
والقديس ثيئوذور أسقف المصيصا ( سنة 410 م ) يقول على سرّ التناول :
{ أن الكاهن يصرخ قائلاً : (( القدسات للقديسين )) أن هذا الطعام مقدس وغير ماءت ، لأنه جسد ودم ربنا ومملوء قداسة بسبب الروح القدس الذي يسكن فيه }
Theodore of Mopsuestia, Cateche VI
ويقول القديس مار أفرام السرياني :
{ لقد دُعيَّ الخبز جسده الحي وملأه بنفسه وبالروح ... خذوا كلوا بالإيمان ، ولا يشك أحد أنه جسدي وأن كل من يأكل منه بإيمان يأكل فيه ناراً وروحاً ، كلوا منه كلكم ، كلوا فيه الروح القدس لأنه جسدي بالحق }
St. Ephraem the syrus, Sermon on the Holy Week IV, 4
عموماً سنستمر في دراسة الموضوع ليس على أساس أننا ندخل في حوار جاف أو أجوف ونثبت إيماننا من عدمه ، بل سنخوض هذا الموضوع لكي نظهر عمق الحياة الإفخارستيا التي ينبغي أن نحياها مدققين ...
وسنشرح قبل كل شيء :
ما هو اللاهوت الليتورجي
ثم سندخل في كلمات الرب يسوع نفسه عن الإفخارستيا و الذي سوف نأتي بأصلها اللغوي ونشرحها ونوضح اللبس عند الآخرين في الفهم ونأتي بالنصوص الآبائية التي ذكرت أن عنصري الذبيحة يتحولان بفعل الروح القدس لجسد حقيقي ودم حقيقي وقد أظهرنا فيما سبق موضوع أننا لا نعيد صلب المسيح مرة أخرى في معنى كلمة أصنعوا هذا لذكري في أصلها اليوناني ومعنى كلمة إفخارستيا ، مع رجاء العودة لهذه المعاني ...
وهذا الموضوع هام للغاية ليس من أجل أننا نثبت أننا على صواب إنما كي ما نستعيد عمق أصالة الحياة مع الله بكل جوانبها الروحية واللاهوتية العميقة بسرّ العبادة التي تليق بشخصه الكريم ...
النعمة معكم جميعاً آمين
لقد رأينا في بعض المنتديات المسيحية إنكاراً واضحاً لسر الإفخارستيا وبخاصة تحويل عنصري الذبيحة أي الخبز والخمر لجسد الرب ودمه الحقيقي بفعل الروح القدس ، وقد اعتبروا أنها بدعة ولم تظهر في الكتاب المقدس ولا عند آباء الكنيسة في القرون الأولى بل قالوا أن هذا لم يظهر إلا في القرن التاسع ، لذلك كواجب علينا ، أن نظهر النص الأصلي في الكتاب المقدس وقصد المسيح إلهنا الحي من أسس السرّ بنفسه وإظهار ما خفيا عنهم – عن دون قصد أو فحص دقيق – من مراجع ومصادر قديمة عن هذا السرّ العظيم وكتابات الآباء فيه ....
وربما هم معذورين لسبب اعتمادهم على أن الوعي الإفخارستي في الغرب بدأ بعمق في القرن السابع عشر على يد العالمين الكبيرين : اسحق هوبرت Issak Hubert ، وجاك جوار Jaques Goar ، فاسحق هوبرت ألف أول دراسة للطقوس والرئاسات الكهنوتية في الكنيسة اليونانية سنة 1647
وفي نفس السنة أيضاً أخرج جاك جوار كتابه عن القداسات أو الطقوس اليونانية سنة 1647 .
وكان هذان المؤلفان الأساس الذي بدأ عليه الغرب نهضته الليتورجية ، لأن من ذلك التاريخ وحركة التأليف والنشر تسير بسرعة لحساب العلماء والباحثين من قواميس ونصوص ومخطوطات وبرديات وكل ما يحتاجه أي باحث أو عالم في دراسة الليتورجية كان يجده في متناول يده ، وبدأت الدراسات والرسائل والمنشورات الدورية والمجلات العلمية تتخصص في المجال الليتورجي بصورة حية وفعالة .
وأيضاً في القرن التاسع عشر بدأت الكنيسة اليونانية والروسية نهضة دراسية لليتورجيا والطقوس الكنسية بعد ما بدأت في الغرب بقرنين كاملين ، وبدأت الدراسة ضعيفة تتبع المدرسة الرمزية ، وأعقبها نهضة أخرى لاهوتية ، وتبع هذه النهضة الدراسية اللاهوتية نهضة في العبادة
Schmemann, "Introd. To, Litur. Theology., P.10
مع أن النهضة التي حدثت لم تكن مبنية على رأي شخصي أو معتقد جديد ، بل هما أظهروا بالبحث والتدقيق ومن خلال المصادر والمخطوطات ما حدث منذ الأيام الأولى لتأسيس السرّ ، ولكن على ما يبدو أن الباحث في تاريخ هذه الكتابات اكتفى بما هو على السطح من خلال كلام الناس عنها واكتفى بالتواريخ ولم يسبر غورها أي فحصها وبحث فيها مدققاً ليعرف على أي أساس بنيت هذه الدراسة وقامت ...
ولي سؤال :
لو أن جسد الرب ودمه في الإفخارستيا غير حقيقيين ومجرد ذكرى ، يا ترى لما قال القديس بولس الرسول :
((( لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب . من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون . لأننا لو حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا ))) ( 1كو11: 32 )
وعموما لكي ما أثبت سريعاً أن قبل هذه التواريخ الحديثة يوجد من تكلم عن سرّ الإفخارستيا وعلى الأخص جسد الرب ودمه نعرض هذه الأقوال كمجرد مثال وليس على سبيل الحصر :
والقديس ثيئوذور أسقف المصيصا ( سنة 410 م ) يقول على سرّ التناول :
{ أن الكاهن يصرخ قائلاً : (( القدسات للقديسين )) أن هذا الطعام مقدس وغير ماءت ، لأنه جسد ودم ربنا ومملوء قداسة بسبب الروح القدس الذي يسكن فيه }
Theodore of Mopsuestia, Cateche VI
ويقول القديس مار أفرام السرياني :
{ لقد دُعيَّ الخبز جسده الحي وملأه بنفسه وبالروح ... خذوا كلوا بالإيمان ، ولا يشك أحد أنه جسدي وأن كل من يأكل منه بإيمان يأكل فيه ناراً وروحاً ، كلوا منه كلكم ، كلوا فيه الروح القدس لأنه جسدي بالحق }
St. Ephraem the syrus, Sermon on the Holy Week IV, 4
عموماً سنستمر في دراسة الموضوع ليس على أساس أننا ندخل في حوار جاف أو أجوف ونثبت إيماننا من عدمه ، بل سنخوض هذا الموضوع لكي نظهر عمق الحياة الإفخارستيا التي ينبغي أن نحياها مدققين ...
وسنشرح قبل كل شيء :
ما هو اللاهوت الليتورجي
ثم سندخل في كلمات الرب يسوع نفسه عن الإفخارستيا و الذي سوف نأتي بأصلها اللغوي ونشرحها ونوضح اللبس عند الآخرين في الفهم ونأتي بالنصوص الآبائية التي ذكرت أن عنصري الذبيحة يتحولان بفعل الروح القدس لجسد حقيقي ودم حقيقي وقد أظهرنا فيما سبق موضوع أننا لا نعيد صلب المسيح مرة أخرى في معنى كلمة أصنعوا هذا لذكري في أصلها اليوناني ومعنى كلمة إفخارستيا ، مع رجاء العودة لهذه المعاني ...
وهذا الموضوع هام للغاية ليس من أجل أننا نثبت أننا على صواب إنما كي ما نستعيد عمق أصالة الحياة مع الله بكل جوانبها الروحية واللاهوتية العميقة بسرّ العبادة التي تليق بشخصه الكريم ...
النعمة معكم جميعاً آمين