aymonded
09-04-2010, 11:50 PM
الحياة الجديدة
مُعلنةٌ لنا في الثالوث القدوس
من رسالة الأب صفرونيوس
أيها الأخوة الحكماء حسب حكمة الروح القدس، ميّزوا بميزان الإفراز الذي لا يُخطئ والذي أخذناه من الرب هذه الأمور الأساسية والضرورية للحياة الحقيقية التي تليق بأولاد الله. وإن كان أحدٌ بيننا يُريد أن يترك الإنجيل لكي يعتنق تعليم "الموحدين" (1)، فإننا لا نملك إلا أن نُنذره بخسارته وما يلحق به من دمار روحي. لقد وضع الرب يسوع المسيح أساس الإفراز الروحي على هذا الأساس :
أولاً : كل من يهدم شركة الإنسان في الحياة الإلهية المتجسدة هو من الشيطان، حتى وأن بدا في صورة النور أو ثوب الحق. نحن نعلم أن غاية تجسد ابن الله هي أن يفتح لنا باب الشركة في الحياة الأبدية . ولذلك كل ما يمنع هبة الحياة الأبدية أي الشركة في الطبيعة الإلهية، فهو ضد بشارة تجسد ابن الله، حتى ولو كانت ببراهين من الكتب المقدسة.
ثانياً: لقد تمجَّدت الطبيعة الإنسانية في ربنا يسوع المسيح بميلاده من والدة الإله، فأسس ميلادنا الجديد، وبمعموديته من يوحنا في نهر الأردن أسس المسحة، وبموته أباد الموت بذرة الخطية والداء الخفي، وبقيامته أعلن الخلود. هذه هي الأسرار الثلاثة التي تمت فيه ووُهِبت لنا لكي تمجدنا بالميلاد الجديد في المعمودية وبمسحة البنوة والمائدة السماوية التي تؤكد لنا أن حياتنا ليست منا ولا هي بقوة البقاء الطبيعي الذي أُعطي لنا عندما خُلقنا أولاً في آدم الأول، بل بقوة بقاء وحياة الذي هو بالطبيعة الحياة.
نحن نولد من الآب في ابنه ونُمسح بواسطة الآب في ابنه بالروح القدس ونأكل خبز الله النازل من فوق من عند الآب، أي جسد الرب ودمه (يو7: 32) الذي يُعطى لنا بالروح القدس.
هذه هي شركة الثالوث؛ لأن الآب هو الينبوع الذي منه كل الأشياء، والذي منه – قبل الأشياء – الابن والروح القدس. ونحن لا نُدرك الآب، بل نراه في الابن، ونرى الابن في الروح القدس وبواسطة الاستنارة التي تُعطى لنا منه وفيه لكي نبقى ونثبت في المسيح، وبذلك نثبت في الآب بالروح القدس.
___________
(1) المقصود بالموحدين: الذين ينكرون الثالوث القدوس ويعتبرون الله واحد عددياً لظنهم أن الله ثالوث عددي إذ لا يدركون أن الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة، ولا يرغبون في حياة الشركة مع الله في المسيح يسوع ولا يدركون محبة الله المتسعة التي أُعلنت في ملئ الزمان بتجسد الكلمة بسر التقوى ومعرفة الله المعلنه في المسيح يسوع بانفتاح الذهن بالروح ...
___________
من رسالة الأب صفرونيوس – مترجمة من المخطوطة القبطية
تحت عنوان: الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة
الطبعة الأولى 2010 ص54 – 55 [فقرة 32]
مُعلنةٌ لنا في الثالوث القدوس
من رسالة الأب صفرونيوس
أيها الأخوة الحكماء حسب حكمة الروح القدس، ميّزوا بميزان الإفراز الذي لا يُخطئ والذي أخذناه من الرب هذه الأمور الأساسية والضرورية للحياة الحقيقية التي تليق بأولاد الله. وإن كان أحدٌ بيننا يُريد أن يترك الإنجيل لكي يعتنق تعليم "الموحدين" (1)، فإننا لا نملك إلا أن نُنذره بخسارته وما يلحق به من دمار روحي. لقد وضع الرب يسوع المسيح أساس الإفراز الروحي على هذا الأساس :
أولاً : كل من يهدم شركة الإنسان في الحياة الإلهية المتجسدة هو من الشيطان، حتى وأن بدا في صورة النور أو ثوب الحق. نحن نعلم أن غاية تجسد ابن الله هي أن يفتح لنا باب الشركة في الحياة الأبدية . ولذلك كل ما يمنع هبة الحياة الأبدية أي الشركة في الطبيعة الإلهية، فهو ضد بشارة تجسد ابن الله، حتى ولو كانت ببراهين من الكتب المقدسة.
ثانياً: لقد تمجَّدت الطبيعة الإنسانية في ربنا يسوع المسيح بميلاده من والدة الإله، فأسس ميلادنا الجديد، وبمعموديته من يوحنا في نهر الأردن أسس المسحة، وبموته أباد الموت بذرة الخطية والداء الخفي، وبقيامته أعلن الخلود. هذه هي الأسرار الثلاثة التي تمت فيه ووُهِبت لنا لكي تمجدنا بالميلاد الجديد في المعمودية وبمسحة البنوة والمائدة السماوية التي تؤكد لنا أن حياتنا ليست منا ولا هي بقوة البقاء الطبيعي الذي أُعطي لنا عندما خُلقنا أولاً في آدم الأول، بل بقوة بقاء وحياة الذي هو بالطبيعة الحياة.
نحن نولد من الآب في ابنه ونُمسح بواسطة الآب في ابنه بالروح القدس ونأكل خبز الله النازل من فوق من عند الآب، أي جسد الرب ودمه (يو7: 32) الذي يُعطى لنا بالروح القدس.
هذه هي شركة الثالوث؛ لأن الآب هو الينبوع الذي منه كل الأشياء، والذي منه – قبل الأشياء – الابن والروح القدس. ونحن لا نُدرك الآب، بل نراه في الابن، ونرى الابن في الروح القدس وبواسطة الاستنارة التي تُعطى لنا منه وفيه لكي نبقى ونثبت في المسيح، وبذلك نثبت في الآب بالروح القدس.
___________
(1) المقصود بالموحدين: الذين ينكرون الثالوث القدوس ويعتبرون الله واحد عددياً لظنهم أن الله ثالوث عددي إذ لا يدركون أن الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة، ولا يرغبون في حياة الشركة مع الله في المسيح يسوع ولا يدركون محبة الله المتسعة التي أُعلنت في ملئ الزمان بتجسد الكلمة بسر التقوى ومعرفة الله المعلنه في المسيح يسوع بانفتاح الذهن بالروح ...
___________
من رسالة الأب صفرونيوس – مترجمة من المخطوطة القبطية
تحت عنوان: الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة
الطبعة الأولى 2010 ص54 – 55 [فقرة 32]