المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثالوث يُنير ترتيب كل الخدم الإلهية - تابع دعوة الله العليا معلنة لنا في الثالوث


aymonded
09-19-2010, 03:04 PM
تابع دعوة الله العليا معلنة لنا في الثالوث القدوس
الثالوث يُنير ترتيب كل الخدم الإلهية لحياة الشركة

(الجزء الثالث)

للرجوع للجزء السابق
أضغط هنـــــــــــا
(http://www.orsozox.com/forums/f138/t58334/)



قد أنار الثالوث ترتيب كل الخدم الإلهية (الليتورجية)؛ لأنها كلها تبدأ من دعوة الله لنا، ولا تتم الخدمة بفردٍ واحد، بل بالشركة، أي شركة الكنيسة شعب الله. كما أن الصلوات والطلبات مشتركة، وإذا كانت طلبة " يا رب أرحم " هي أكثر الطلبات التي يُصليها الشعب، فإن اختيار أقصر الكلمات والعبارات هو ضروري من أجل هارمونيا (انسجام) ووحدة الشعب في الصلاة، فالكل مشترك بسبب وحدة الجوهر، أي الكنيسة جسد المسيح .


ولأننا نؤمن بالثالوث، لا نقبل أن ينوب شخصٌ عن شخصٍ آخر، لأنه أكثر كفاءة، أو أكثر قداسة، بل لأنه مساوٍ، ولأننا نؤمن بأن التمايز هو للوحدة، وليس للتسلط أو الرئاسة. وحتى عندما نطلب شفاعة القديسين والملائكة والذين غلبوا " بدم الحمل " [رؤ4: 14؛ 12: 11] فإننا لا نعتقد بأن هؤلاء أقرب إلى الثالوث منا، بل هم شركاء معنا في ذات الشركة، وقد نالوا بصيرة روحية أعظم لأنهم تركوا الجسد، أو لأنهم من رتبة غير المتجسدين، أي القوات الملائكية، وهؤلاء بقوة الروح القدس الذي يدبر الشركة الواحدة قد نالوا معرفة روحية أعظم، وهي سوف تكون من نصيب كل واحد منا. وعندما قال الرب " أنه يكون فرح في السماء بتوبة خاطئ واحد (لو15: 7)، فإنه أعلن لنا أحد جوانب الشركة على المستوى السماوئي .


وتُعلمنا الخدمة الإلهية [ الليتورجية ] أن توزيع جسد الرب ودمه على المؤمنين يُعطى حسب استحقاق الإيمان بصلاح الله، وحسب إيماننا بمحبته للخطاة؛ لأن الخطية تُمزق الوحدة، والنعمة تردها، وهي تجرح (الخطية) الشركة والسرّ العظيم يشفيها؛ لأننا نأتي إلى الصلوات حاملين معنا جراحات الحياة الترابية التي نحياها، فننال الشفاء وتصحو فينا قوة النور الإلهي، أي عمل الروح القدس الذي يُنير ظلمات القلوب وتشتعل فينا نار المحبة لأن الرسول حذرنا قائلاً : " لا تطفئوا الروح " (1تسا5: 19).


ومن الخدم الإلهية (الليتورجية) تُعلمنا كيف نُصلي؛ لأن صلواتنا لم تعد حسب تعليم الرب من أجل نفوسنا كأفراد فقط، بل كشركة. ولذلك السبب شدد الرب على ضرورة غفران الإساءة، وهو ما يجعلنا نضع "القبلة الرسولية" في بداية الخدمة (صلاة الصلح)؛ لأننا لا نأتي كأفراد متباعدين، بل شعباً واحداً وقلباً واحداً حسب عبارات الروح القدس في سفر الأعمال (أعمال2: 46). نحن نغفر كلٌ للآخر لكي لا يخلق الانقسام شركة مُمزقة، يسود فيها توحيد مشوَّه، أي سيادة فرد على جماعة، وتسلط رأي واحد؛ لأن هذه هي صورة للوثنية التي افتُدينا منها بقوة ربنا يسوع المسيح الذي قال لنا مؤكداً معنى كلمة الأقنوم ومجالها الأبدي " انا بينكم كالعبد " [أنظر لو22: 27]، وحذرنا من العظمة الكاذبة التي تسود الأُمم والشعوب الوثنية مؤكداً أن الكبير والعظيم، هو كبير وعظيم بالعطاء، وليس بالسيادة والقهر . [ عن رسالة الأب صفرونيوس – الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة 78 – 80 ]

اشرف وليم
09-19-2010, 03:58 PM
وحذرنا من العظمة الكاذبة التي تسود الأُمم والشعوب الوثنية مؤكداً أن الكبير والعظيم، هو كبير وعظيم بالعطاء، وليس بالسيادة والقهر .
الرب يجعل مواضيعك سبب بركة للكثيرين
شكرا لتعب محبتك

aymonded
09-19-2010, 05:05 PM
غمر الله قلبك بسلامه الفائق
يا أجمل أخ حلو نور المكان كله بتأملاتة الرائعة الجميلة
أقبل مني كل حب وتقدير لشخصك الحلو
النعمة معك كل حين