المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (13) تطور طقوس الذبائح: جوانب الذبيحة المختلفة


aymonded
09-20-2010, 09:32 AM
دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12

12 - تابع مقدمـــــــــــــــة عامة
ب : العهد القديم - ثانياً : جوانب الذبيحة المختلفة
(1) أنواع مختلفة تظهر في التاريخ

للرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f18/t58386/)




ثانياً : جوانب الذبيحة المختلفة
(1) أنواع مختلفة تظهر في التاريخ :
شهد الكتاب المقدس – منذ البداية – بوجود أنواع مختلفة من الذبائح . فالمحرقة ( عُوْلَه עֹלָה ) وهي تظهر في التقاليد القديمة ، وفي عهد القضاة :
+ " وبنى نوح مذبحاً للرب . وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح " ( تكوين 8: 20 )
+ " فدخل جدعون وعمل جدي معزى وإيفة ( 45 لتر ) دقيق فطيراً .. فقال لهُ ملاك الله خذ اللحم والفطير وضعهما على تلك الصخرة ... ففعل ذلك . فمد ملاك الرب طرفي العُكاز الذي بيده ومس اللحم والفطير فصعدت نار من الصخرة وأكلت اللحم والفطير ... " ( قضاة 6: 19و20و21 )
+ " فأخذ منوح جدي المعزى والتقدمة وأصعدهما على الصخرة للرب . فعمل عملاً عجيباً ( ملاك الرب ) ومنوح وامرأته ينظران فكان صعود اللهيب عن المذبح نحو السماء أن ملاك الرب صعد في لهيب المذبح .. " ( قضاة 13: 19 – 20 )

فكانت الذبيحة تُحرق بجملتها [[ ( ثور ، خروف ، جدي ، طائر ) وذلك – كما رأينا في المقدمة – تعبيراً عن الهبة الكاملة التي لا رجعة فيها ]]


وهناك نوع آخر من الذبائح كثير الانتشار عند الساميين ، كان يقوم أساساً على مأدبة مقدسة ، ذبيحة سلامة ( ذَبحْ شيلميم – זֽבָח שׁלָמִים ) ، أو ذبيحة شركة ، فيأكل المؤمن ويشرب " أمام الرب " : " بل أمام الرب إلهك تأكلها في المكان الذي يختاره الرب إلهك أنت وابنك وابنتك وعبدك وأَمَتك واللاوي الذي في أبوابك وتفرح أمام الرب ... " ( تثنية 12: 18 )

" وانفق الفضة في كل ما تشتهي نفسك في البقر والغنم والخمر والمسكر وكُل ما تطلب منك نفسك وكُل هناك أمام الرب إلهك وافرح أنت وبيتك " ( تثنية 14: 26 )

+ وقد خُتم عهد سيناء بذبيحة من هذا النوع : " فكتب موسى جميع أقوال الرب وبكَّر في الصباح وبنى مذبحاً في أسفل الجبل واثني عشر عموداً لأسباط إسرائيل الأثني عشر ، وأرسل فتيان بني إسرائيل فاصعدوا محرقات وذبحوا ذبائح سلامة للرب " ( أنظر خروج 24: 4 – 8 )



+ ومن المؤكد أن كل مأدبة مقدسة لا تفرض – بالضرورة – وجود ذبيحة ، إلا أنه في الواقع ، ولائم الشركة هذه ، في العهد القديم ، كانت تشتمل على ذبيحة ، فجزء من الذبيحة ( سواء كانت حيوان صغير أم كبير ) ، كان يُصبح من حق الله – سيد الحياة – كدمٍ مراق والدهن ( بحرقه على المذبح ) ، في حين كان يُستخدم اللحم كطعام للمدعوين ( وهنا بالطبع تتضح روح الشركة بين الله والإنسان ، والإنسان مع أخيه في محضر الرب ) ، ونرى ذلك مشروح في الطقس بكل دقة في لاويين 3 ، فيقول الطقس : يضع المقدم ( مقدم الذبيحة ) على رأس الحيوان ويذبحه . يرش الكاهن الدم على المذبح وحوله . تُنزع الأحشاء ويُحرق الدهن كرائحة رضا ليهوه ...


وأيضاً هناك طقوس تكفيرية ( ذبائح كفارية - כַּפֵּר ) : " ولذلك أقسمت لبيت عالي إنه لا يُكفر عن شر بيت عالي بذبيحة أو بتقدمة إلى الأبد " ( 1صموئيل 3: 14 )


وأيضاً توجد ذبيحة أساسية ورئيسية منذ القديم ، وهي ذبيحة المحرقة : " وبنى نوح مذبحاً للرب ... وأصعد محرقات ... فتنسم الرب رائحة – רֵיחַ– الرضا ، وقال الرب في قلبه : لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان لأن تصورات قلب الإنسان شرير منذ حداثته ، ولا أعود أيضاً أُميت كل حي كما فعلت " ( تكوين 8: 20 – 21 )
وقد اعتبرت هذه الذبيحة : رائحة سرور ، إذ أنها تُمثل الطاعة القلبية لله :
" وأما أحشاؤه وأكارعهُ فيغسلها بماء ويوقد الكاهن الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب " ( لاويين 1: 9 )
" ويوقدهن الكاهن على المذبح طعام وقود لرائحة سرور ( راحة ) ، كل الشحم للرب " ( لاويين 3: 16 )