المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المجادلات وحوارات الأديان أضعات علينا حياة الشركة


aymonded
09-20-2010, 01:35 PM
المجادلات وحوارات الأديان أضعات علينا حياة الشركة

معرفة الله تنبع من حياة الشركة




في هذه الأيام - للأسف - كثرت جداً الأحاديث عن الله ، وكثر الذين يتكلمون ويتفلسفون بالإلهيات في الشارع والبيت والكنيسة والتليفزيون والدش والنت والمنتديات، بل وأنشأت مواقع ومنتديات متخصصة في الحوارات الدينية والرد على الشبهات المزعومة، وكثرت – بكثافة – المجادلات التي تحاول أن تثبت أصحية عقيدة كل شخص، وتحول الموضوع لصراع ينحصر في أنا وأنت ، أو أنا والآخر، لتكون المحصلة في النهاية : [ أنا صح والآخر خطأ ] ، وأصبح الله مجرد فكر مطروح حسب رأي أو معتقد كل شخص حسب قناعته الخاصة، ومن هنا سقط الناس في خطية مستترة لا يشعرون بها ولا يعرفونها :

فقد وقعوا في خطية معرفة الله بالعقل الإنساني وحده؛ وأصبح الفكر والمباحثات العقلية هي المسيطر الأساسي على كل حديث وحوار وعلى الأخص الحوارات الدينية والمقارنة بين الأديان !!! ولذلك وُلِدَت معرفة عقلية جافة ، بلا حياة أو خبرة حية لتكون شهادة بالروح والحق، حوَّلت الله إلى قضية فكرية فلسفية مُغلقة ومُعقدة تحدده كواحد جامد، وتخلع عليه ما تشاء من صفات يضعها الإنسان في فكره وكلامه الجدلي حسب ارتياحه وقناعته الشخصية ، وبذلك أنكر ورفض ضمناً عطية الشركة التي يعطيها الله للإنسان !!!

ولما جاء انعدام الشركة من مفهوم الإنسان – حسب إعلان الله – جاء معه وساطة الشريعة بين الله والإنسان، وأصبح الإنسان مجرد شيء ينبغي عليه أن يطيع قانون مفروض عليه من الخارج، وعليه أن يقبل بنوده بلا حرية أو اختيار، وبذلك ظهر عبد تحت سلطان لا ينفك منه ولا حتى باختياره !!!


في الحقيقة: أن الشركة – التي خلت من مفهوم الناس – هي التي ترفع الإنسان من مجرد شيء أو مجرد عبد، إلى أن يكون شخص له حرية وكيان خاص مُميز:

أمَّا الشريعة [ التي تجردت من حياة الشركة ] التي تضع الإنسان تحت سلطان كعبد فهي عمياء لا ترى الشخص، بل ترى الرذائل وتُعاقب عليها بالانتقام من الذي أخطأ، وبذلك تحوَّل الشخص إلى مجموعة من الصفات، مثل الله أيضاً الذي تحول من شخص حي يعطي حياة بالشركة، إلى مجموعة من الصفات الحسنة، وبذلك فقد الإنسان اتصاله الحي بالله، فلم يعد يراه شخص حي في حياة شركة متبادلة، واكتفى بالمعرفة العقلية الجدلية ...

أمَّا الله كشخص (أقنوم) فهو حرية وتدفق محبة تفوق كل القواعد وتعلو على كل النصوص، هو سرّ الوجود الأزلي، الله الذي خلق كل الأشياء بصورته الأزلية، الكلمة الذي في الزمان تجسد من والدة الإله مُعلناً لنا ارتفاعنا من وحل الخطية ، الوحل الذي يُشيء الإنسان (أي يجعله شيئاً) ويستعبده إلى صورته المخلوقة، ليُصبح إله ذاته ويحدد مبدأ الخير والشر ويصنع لنفسه إله ذاتي حسب تصوره الخاص ليشترك الكل في عبادته معه، وبذلك يصنع وثناً يُسميه الله، فلا يكون هناك شركة بل سيد وعبد، لأن السيد هو صاحب المعرفة والفكر الراجح الذي يجادل الآخرين ليؤمنوا بما يؤمن والعبد عليه أن يصدق ويشترك معه في نفس ذات الفكر !!!


وإذا فحصنا عن تدبير تجسد ابن الله، وجدنا أن المعرفة التي وضع قواعدها هي معرفة نابعة من الحياة والشركة، لأن تعليم الرب يسوع الذي أعلنه لنا، أعلنه لنا كأشخاص لا كأشياء، ولنلاحظ موقفه مع الخطاة كيف كان، وكيف واجههم بأنفسهم وضمهم بالحب إليه وغفر لهم خطاياهم وأعطاهم حرية ليكونوا أبناء، بعد أن كانوا بالنسبة للآخرين مجرد أشياء تُستهلك للشهوة !!!

فعندما جدد الرب معرفتنا بالله كقوة حياة، فقد أعلن لنا التوحيد الصحيح، أي توحيد الشركة، وتوحيد المحبة الذي يحفظ تمايز الله عن الخليقة رغم وجودها وشركتها في الله، لأننا " به نحيا ونتحرك ونوجد " (أعمال17: 28) ولكن وجودنا الحقيقي من الجود الإلهي، وحياتنا من النعمة الإلهية وحركتنا من المحبة وإلى المحبة وبالمحبة، لأننا لا نتحرك كما تتحرك الكائنات غير العاقلة، ولكن نتحرك جسدياً، وروحياً في الإنسان الباطن (1بط3: 4) ، ومن هنا كشف لنا سرّ الوصية التي جردناها من ورح الشركة لنجعل لها صيغة قانونية لنمارس سطوتنا على الآخرين ونحيا عبوديتنا لا حريتنا التي لن تُفهم في صحتها خارج الابن الوحيد الذي أتى ليكون لنا حياة ويكون لنا أفضل ...


+ يا أحبائي الله لا يُعرف بالمجادلة والحوارات المعقدة والشروحات الطويلة ولا هو مجرد فكر موجود في عقل كل واحد فينا، الله حي يعطي حياة، ولا يتكلم عنه إلا من رآه في قلبه ولمسه من جهة كلمة الحياة، لا تصدقوا المتجادلين حتى لو تكلموا بدقة متناهية وببحث أصيل، هذا كله تحصيل حاصل، لأنه يعطي علم وعقلية جبارة ولا يعطي اتصال حي بالله ، فالعلم ينفخ، وبه يظن الإنسان أنه يعرف الله، ولكن الذي يعرف الله حقاً هو من تكون له شركة حيه معه، في جو من الصلاة القلبية وفيها يستعلن الله ذاته للإنسان إله حي وحضور مُحيي...

وأن أردنا أن نكون لاهوتيين فلنصلي ونلتصق بالله ونطلب منه روح الشركة وهذه هي رسالة كل من رأى الله وشاهده فعلاً حياً في قلبه مُحييا لنفسه، ولنصغي للقديس يوحنا الرسول في الرسالة الأولى :
1- الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه و لمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة.
2- فان الحياة أظهرت و قد رأينا و نشهد و نخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب و أظهرت لنا.
3- الذي رأيناه و سمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا و أما شركتنا نحن فهي مع الآب و مع ابنه يسوع المسيح.
4- و نكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً .

yousam
09-20-2010, 02:34 PM
http://orsozox.org/uphoto/images/17184559323457523626.jpgالموضوع جميل الجميع يقراءه

aymonded
09-20-2010, 03:42 PM
نعمة الله تغمر قلبك سلام ومسرة
ولنصلي أن يعطينا الحكمة وعمق أصالة معرفته كإله حي وحضور مُحيي
أقبل مني كل احترام وتقدير لشخصك المحبوب
النعمة معك كل حين

بنت الانبا
09-20-2010, 05:31 PM
دا كله ميضيعش حياة ربنا منينا احنا لو فاكرينه مش ممكن ننسوه واولا اللى بيدخل فى حوارات من المفروض انه يكون فاهم فى الاديان كويس

aymonded
09-20-2010, 05:43 PM
دا كله ميضيعش حياة ربنا منينا احنا لو فاكرينه مش ممكن ننسوه واولا اللى بيدخل فى حوارات من المفروض انه يكون فاهم فى الاديان كويس

سلام لنفسك يا محبوبة الله
المفروض أن الإنسان مش يدخل في الأساس في حوار أديان وجدلات عقلية لتجريد الله في صورة عقلانية وإثباتات فكرية أضعات حياة التقوى وشركة المحبة والسلوك في النور ، بل ينبغي أن يشهد المسيحي لله شهادة حسنة تنبع من رؤيته الداخلية باستعلان الله الحي القدوس ويقيم شركة معه بالروح، حينئذ يكون قادر على الشهادة الحية والحسنة بالروح القدس ليُرضي الله الذي يعيش معه بسر الحب والإيمان ، وليس بالمعرفة والدراسة والفهم العقلاني الذي أضاع علينا حياة الشركة ...

أقبلي مني كل تقدير؛ النعمة معك كل حين

مارفي
09-20-2010, 06:14 PM
وأصبح الله مجرد فكر مطروح حسب رأي أو معتقد كل شخص حسب قناعته الخاصة، ومن هنا سقط الناس في خطية مستترة لا يشعرون بها ولا يعرفونها :

بجد الكلام ده بيضايق ربنا
بل ينبغي أن يشهد المسيحي لله شهادة حسنة تنبع من رؤيته الداخلية باستعلان الله الحي القدوس ويقيم شركة معه بالروح، حينئذ يكون قادر على الشهادة الحية والحسنة بالروح القدس ليُرضي الله الذي يعيش معه بسر الحب
الله منذ البدايه هو الايمان بوجوده
هو ان يشعر الانسان من داخله ان الله يحبه ومن هنا يحب الانسان العيش معه والشهاده له من خلال اعماله وليسى اقواله

aymonded
09-20-2010, 06:24 PM
أجدت يا أجمل مارفي بتعليقك الرائع والواعي لعمل الله في داخل القلب بالحب
في سر التقوى والسلوك في النور ، لتصير الشهادة من قلب مشتعل بنار حبه الأصيل
أقبل مني كل حب وتقدير لشخصك المحبوب؛ النعمة معك كل حين

مارفي
09-20-2010, 08:50 PM
مرسي يا مستر خاااااااااااااااااااااااا اااااااااالص
حضرتك دائما بتجيب مواضيع جميلة فعلا
ونا بحاول اقرء معظمها
وربنا يعوض تعبك في خدمة اولاد المسيح

انا اسفة يا مستر لكن مارفي اسم بنت مش ولد
http://img15.imageshack.us/img15/7863/46399884.jpg

bassem8800370
09-20-2010, 10:36 PM
موضوع جميل جداااا وبجد لازم الكل يقراءه ويفهمه
شكرا ايمن على الموضوع الرءع جدااااا

aymonded
09-20-2010, 11:36 PM
مرسي يا مستر خاااااااااااااااااااااااا اااااااااالص
حضرتك دائما بتجيب مواضيع جميلة فعلا
ونا بحاول اقرء معظمها
وربنا يعوض تعبك في خدمة اولاد المسيح

انا اسفة يا مستر لكن مارفي اسم بنت مش ولد
http://img15.imageshack.us/img15/7863/46399884.jpg


مش تعتذري يا محبوبة الله الحلوة
العتب على النظر معلشي مش باعرف اميز كتير بسبب الأسماء المستعارة
وأشكرك على كلماتك الحلوة يا محبوبة الله
أقبي مني كل تقدير لشخصك الحلو
النعمة معك كل حين

aymonded
09-20-2010, 11:37 PM
موضوع جميل جداااا وبجد لازم الكل يقراءه ويفهمه
شكرا ايمن على الموضوع الرءع جدااااا

ربنا يخليك يا محبوب الله الحلو
أقل مني كل تقدير لشخصك الجميل
النعمة معك كل حين

aymonded
12-15-2010, 11:49 AM
لنا أن نعود لأصول الحياة مع الله بالشركة لنستوعب سر شهادة القديسين له
لنحيا مسيحيتنا لا كمجرد كلام وعقيدة مجردة ، بل كروح وحياة
أقبلوا مني كل حب وتقدير ؛ النعمة معكم