المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإيمان كسر وحياة (1) مقدمة وتمهيد - ما نقصده بالإيمان


aymonded
09-25-2010, 11:16 AM
سلسلة الإيمان كسرّ وحياة
1 - مقدمة وتمهيــــــــد




أن الحديث عن الإيمان كسر وحياة ، أصبح في هذه الأيام صعباً للغاية، لأن الغالبية العظمى من الناس – اليوم – يعتقدون أنه لهم سر الإيمان وقوته، ويعتقدون أن حياتهم ضعيفة حينما تضعف عندهم فضائل التواضع والصبر والوداعة وغيرها من ثمار الروح ، ويعتقدون أن أخلاقهم وأعمالهم الصالحة ناتجة عن جهود مبذولة منهم ليستحقوا بها الحياة مع الله ، ولذلك يدخلون دائماً في إطار التواضع الزائف في القول المشهور الذي نسمعه من كثيرين :
[ أنا مستحقش – أنا مش قديس – أنا خاطي – انا مش نافع – ماستهلشي ... الخ الخ ] وسلسلة طويلة من الألفاظ التي تدل على الشكل أكثر من الجوهر ( مع ملاحظة أنه ليس شرط أن كل من يقول هذا يكون عن إتضاع كاذب طبعاً لأ ، أنا فقط أتكلم عن من لا يرى الله في داخل نفسه ويبصر ذاته فقط مجرده من حضور الله )

وللأسف أيضاً نرى أن البعض ، بل والغالبية العظمى – في هذه الأيام على الأخص – حينما يفتشون الكتب أو يبحثون في اللاهوت ، يدخلون في مناقشات فكرية جدلية فلسفية وإيضاحات كلامية بحجة الدفاع عن المسيحية وأنهم أصبحوا عارفين الله بدراستهم وعقليتهم التي تتكدس بالمعلومات الإلهية [ التي قد تكون صحيحة تماماً أو ربما غير صحيحة ، ولكن في كلتا الحالتين ينقصها معرفة الله بالخبرة والرؤيا واللمس من جهة كلمة الحياة في داخل القلب ] !!!


ولكننا في سلسلة موضوعنا الصغير هذا عن [ الإيمان كسرّ وحياة ] ، نحاول أن نضع أرجلنا على الطريق الصحيح الذي قصده الله وعاشه الرسل والقديسين وآباء الكنيسة وشعبها على مرّ التاريخ ، لأن إيمانهم ليس الإيمان الجدلي لإثبات من هو الله ، بل كان حياة مُعاشة لها ثمر واضح ، حتى قال الناس عنهم حقاً كان الله فيهم !!!


+ يا أحبائي – لنا أن نعرف بل ونتيقن – أن أخلاق الإنسان وكل أعماله الحسنة لا يُمكن أن تنتج عن مجرد جهود مبذولة ، أو بكلمة أخرى ، مستحيل أن يسلك الإنسان السلوك الطاهر النقي حسب وصية الله المقدسة لأنه يُقرر ذلك استناداً على معرفة كلمة الله فقط وحفظها في عقله أو لأنه إنسان دارس لاهوت ويعرف كيف يجادل ويقنع الآخرين !!! [ بل يسلك الإنسان سلوكاً طاهراً إذا كان الله يسكن قلبه فعلاً ]


*وهناك فرق عظيم ما بين أن نعتقد بوجود الله وسلطانة وأن نعرف كل العقيدة وشرحها وكل المعرفة اللاهوتية ولنا القدرة على البحث والتدقيق ، وبين أن يكون هذا الإله الحقيقي حلَّ فينا .
*وهناك فرق عظيم جداً ما بين إعلان اللاهوت بالفكر والحديث والمجادلة والفلسفة والمنطق ، وبين إعلانه في القلب بحلوله الخاص بالإيمان !!!

يقول القديس أثناسيوس الرسولي : [ لا يُعلن لنا اللاهوت بإيضاحات كلامية، بل بالإيمان ، ولا باستخدامات العقل ، إنما بروح التقوى والوقار ]

بل ونستطيع القول بأنه مستحيل على الإطلاق أن تكون هناك أي نوع من الشركة مع الله إلا بالإيمان [ وطبعاً ليس كل إيمان هو إيمان ، لأن ممكن أن الإنسان يكون مصدق كلمة الله وكل العقيدة ، ولكنه لم يحصل على سرّ الإيمان كحياة فيه ، ويعيش به ، ويحل الله في قلبه فعلاً بالإيمان ، ويثمر ثمر الروح كعلامة لسر الإيمان الذي في داخل قلبه !!! ]



+ فما هو الإيمان الذي نقصده هنا ؟
الإيمان هو فعل نعمة ممنوح من الله بالروح القدس سراً في داخل القلب الذي يصدق الله ، والإنسان يستطيع بواسطة نعمة الإيمان الذي في قلبه أن يستجيب لدعوة الله لهُ ويقبل شركة الروح القدس ، وبالتالي الشركة مع الله متطبعاً بطبع الله السماوي فيتغير إليه ويهرب من فساد العالم ولا يكن له سلطاناً على قلبه أو فكره لأنه ليس من هذا العالم ، لأنه صار ابناً لله في المسيح يسوع : [ كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة الذين بهما قد وَهَبَ لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة – 2بط 1: 3 – 4 ]

وهذا الإيمان الحي يجعلنا نرى ونبصر مجد الله في داخلنا فنتغير إليه ونصير مثله – حسب عمل النعمة فينا حسب كل قامة (لأننا لن نحصل على مطلقات طبعاً) – فنتطبع بالطبع الإلهي ونصير سماويين على صورة ربنا يسوع لأنه هو من يطبع نفسه في قلوبنا بسرّ الإيمان : [ و نحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير الى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح (2كو 3 : 18) ]

وبهذا الإيمان الحي نصير في الواقع العملي أولاداً لله في المسيح يسوع ، يشع منا نوره ونعيش من حياته ، فيصبح إيماننا حياة ، وحياتنا إيمان !!!


[ العنوان القادم : الإيمان ليس نظرية ]

ادوارد ادوارد ادوارد 3
09-25-2010, 01:40 PM
الموضوع رائع
الايمان قاد الفتية الثلاثة الى اتون النار
ولكن كان معهم رابع شبيه بابن الالهة
ولم تكن رائحة النار فى ثيابهم
وبعدها نالوا ترقية من الملك نبوخذ نصر
للنتظر الرب
ربنا يباركك

اشرف وليم
09-25-2010, 02:10 PM
[ لا يُعلن لنا اللاهوت بإيضاحات كلامية، بل بالإيمان ، ولا باستخدامات العقل ، إنما بروح التقوى والوقار ]
مواضيعك دائما مفيدة
وكثيرا ما اخرج بشئ جديد منها
الرب يبارك حياتك

aymonded
09-25-2010, 07:42 PM
إلهنا القدوس الحي قادر أن يهبكم كل نعمة وفرح الروح القدس
أقبلوا مني كل حب وتقدير ؛ النعمة معكم كل حين

twaty
09-26-2010, 08:02 PM
بجد الموضوع فى منتهى الروووووعة وفى حاجات مفيدة
تسلم ايدك
زود رصيد ايمانك فى شخص الرب يسوع المسيح وزيادة ايمانك
تبان فى ثمرة اعمالك
بجد ميرسى وربنا يبارك فى خدمتك يارب

aymonded
09-26-2010, 11:38 PM
ويبارك حياتك ويسعدك بغنى مجد حضوره المُحيي
يا أجمل أخت حلوة في شخص ربنا يسوع
النعمة تغمر قلبك سلام ومسرة