المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (21) يسوع يقدم نفسه ذبيحة تابع (ب) حمل الله


aymonded
09-29-2010, 06:32 AM
دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12

21
3 - يسوع يقدم نفسه ذبيـــــــــحة
تابع [ب] يسوع المسيح حمل الله
للرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f18/t58753/)




تابع ب – يسوع المسيح حمل الله :
وتتوسع الرسالة إلى العبرانيين في معنى الفداء :

[ لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين ، يُقدس إلى طهارة الجسد ( الطهارة الطقسية المطلوبة للاشتراك في العبادة القديمة ) ، فكم بالحري ( بالأولى ) يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم ( بحرية ) نفسه ( قرباناً ) لله بلا عيب ، يُطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي ] ( عبرانيين 9: 13 و14 )

وبلا عيب في هذه الآية : تضع ذبيحة ربنا يسوع المسيح من جهة الأفضلية من كل الذبائح الحيوانية التي لم تقوى على طهارة النفس والضمير من الداخل ، لأنها ذبيحة تحمل حياة الله وقوته فيها ، ومن ذلك تأتي فاعليتها لتطهير الضمير واتحاد الإنسان بالله بالسر في المسيح يسوع .


والرسالة للعبرانيين توضح أن كل ذبائح العهد القديم ما هي إلا رمز لذبيحة العهد الجديد ، بدم حي مُحيي يُعطي شفاء حقيقي :
" لأنه لا يمكن [ مستحيل ] أن دم ثيران وتيوس يرفع [ يُزيل ] الخطايا . لذلك عند دخوله إلى العالم [ المسيح ] يقول : ذبيحة وقرباناً لم تَرد ، ولكن هيأت لي جسداً ، بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسرّ ، ثم قلت : هنذا أَجيء في درج الكتاب مكتوب عني لأفعل مشيئتك يا الله ، إذ يقول آنفاً [ أولاً ] إنك ذبيحة وقرباناً ومحرقات وذبائح للخطية لم تُرد ، ولا سُررت بها ، التي تُقَدَم حسب [ بموجب ] الناموس ، ثم قال : هنذا أَجيء لأفعل مشيئتك يا الله ، ينزع الأول [ العبادة الأولى ] لكي يُثبت الثاني ، فبهذه المشيئة نحن مُقدسون بتقديم [ بالقربان الذي قُدمَ فيه ] جسد يسوع المسيح مرة واحدة " ( عبرانيين 4 – 10 ) ( أنظر للأهمية إشعياء 53: 4 – 12 )


وفي العهد الجديد عموماً يظهر في موت الرب تحقيق النبوات القديمة ، ولاسيما نبوه إشعياء عن عبد الرب [ لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائرا في شبه الناس (في 2 : 7) ]الذي سيحمل خطايا كثيرين: ( أنظر للأهمية إشعياء 53: 4 – 12 )

وهذا المعنى الذي نجده في العهد الجديد وفي الكنيسة الأولى لموت المسيح ، قد عَبَّرَ عنه يسوع نفسه في العشاء الفصحي الأخير الذي تناوله مع تلاميذه فيقول بولس الرسول : " لأنني تسلمت [ تقليد ] من الرب ما سلمتكم [ أنظر لوقا 22: 14 – 20 ] أيضاً : أن الرب يسوع في الليلة التي أُسلِمَ فيها أخذ خبزاً وشكر فكسر وقال : خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور [ يُعطى ] لأجلكم ، أصنعوا هذا لذكري " ( 1كو 11: 23،24 )

ويوضح القديس لوقا عبارة " الذي هو لأجلكم " بقوله : " وأخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً : هذا هو جسدي الذي يُبذل عنكم ( لأجلكم ) " ( لوقا 22: 19 ) ؛ " وكذلك الكأس أيضاً بعد العشاء قائلاً : هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم ( لأجلكم ) ( لوقا 22: 20 )

ويُضيف إنجيل متى الرسول : " لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد ، الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا " ( مت 26: 28 )


لقد رأى يسوع أن رفض اليهود لرسالته وحقدهم عليه [ بسبب كشفه لقلوبهم وضمائرهم ] سيقودهم إلى قتله ، فانتظر الموت [ لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة (يو 12 : 27) ] ، إلا أنه جعل من موته : لحظة مغفرة ومسامحة وغفران للذين سيقتلونه ، فلقد أعطى موته معنى الفداء الحقيقي [ في الليلة التي سَلَمَ فيها نفسه ] ، وبينما كان معه على العشاء يهوذا [ الذي سَلَمهُ للموت ] مُمثلاً حقد اليهود وخطايا العالم أجمع [ متى 26 : 21 – 25 ]

وقد شهد الرب عن نفسه قائلاً :
" أنا هو الراعي الصالح ، والراعي الصالح يبذل نفسه [ حتى الموت ] عن الخراف ، وأما الذي هو أجير وليس راعياً ، الذي ليست الخراف لهُ ، فيرى الذئب مُقبلاً ويترك الخراف ويهرب ، فيخطف الذئب الخراف ويُبددها ، والأجير يهرب لأنه أجير ولا يُبالي بالخراف ، أما أنا فإني الراعي الصالح وأعرف خاصتي ، وخاصتي تعرفني ، كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب ، وأنا أضع نفسي عن الخراف ، ولي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضاً ، فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد ، لهذا يُحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً ، ليس أحد يأخذها مني ، بل أضعها من ذاتي ، لي سلطان أن أضعها ، ولي سلطان أن آخذها أيضاً . هذه الوصية قبلتها من أبي " ( يوحنا 10: 11 – 18 )



فهو قبل موته يسبق ويُعطيه معنى الفداء ، فيبذل حياته بحريته ، يعطي جسده ودمه ، لأجل أحباؤه وأعداءه ، ويكسر الخبز ويقول : [ هذا هو جسدي الذي يُبذل لأجلكم ]
ويسكب الخمر في الكأس ويقول : [ هذا هو دمي الذي يُسفك عن كثيرين ]
وقال وحدد بدقة [ هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي ]



لقد أعطى يسوع حياته ليُنشئ عهداً جديداً بين الله والناس . وهكذا كان موته نقطة انطلاق لحياة جديدة في العالم ، ومن البشرية التي قتلته بُعث شعباً جديداً مقدساً ، وهم أولاً جماعة التلاميذ الذين آمنوا به وبذل يسوع حياته لأجلهم كما جاء في إنجيل لوقا : [ هذا هو جسدي الذي يُبذل لأجلكم ]

وهو أيضاً للعالم كله – بلا استثناء – بحسب ما جاء في متى ومرقس : [ هذا هو دمي الذي يُسفك عن كثيرين ] ولفظة الكثيرين = الجميع ، وكما قال القديس بولس الرسول : [ لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس ، الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع ... ] ( 1 تيموثاوس 2: 5و6 ) .