المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثالوث القدوس وتدبير الخلاص - الجزء الرابع - الإعلانات الإلهية في تدبير التجسد


aymonded
09-29-2010, 07:19 AM
الثالوث القدوس وتدبير الخلاص
الإعلانات الإلهية في تدبير التجسد



للأب صفرونيوس
(4)

للعودة للجزء الثالث أضغط هنــــــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f138/t58763/)




7 – عندما بشَّر الملاك والدة الإله بالحبَل الإلهي ، كان أول الإعلانات هو حلول الروح القدس عليها لكي تلد ابن الله بعد أن تحبَل به . هكذا أُعلنت لنا أول أعمال " الرب المُحيي " روح الآب . وهكذا أيضاً أُعلن لنا معنى " الباراكليت " المُعزِّي ؛ لأن عزاء الإنسانية هو أن تولد من جديد بميلاد لا يقوى عليه الموت . ميلاداً لحياة جديدة ، أُعلن لنا بما هو منظور ، أي بالحبَل وتجسُّد ابن الله وولادته حسب القوانين الخاصة بالخليقة الأولى ، أي تلك التي تحدَّث عنها سفر الخليقة الأولى (التكوين) ، والآن تُعلن في سفر الخليقة الجديدة (الرب يسوع) وأمه القديسة مريم التي حَبَلت بالروح القدس أي بواسطته . وبمجيء الخليقة إلى عصر جديد أو عهد جديد هو بميلاد الرب ميلاداً إنسانياً من بتول لا تعرف رجلاً ؛ لأن الإنسانية الأولى كما قال الرسول هي " الترابيون " [ كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضاً. وكما هو السماوي هكذا السماويون أيضاً ] (1كو15: 48) . أمَّا الإنسانية الجديدة ، فهي " الروحانيون " أي المولودون من الله (يو1: 13 – 14 ) ميلاداً جديداً من الروح القدس [ الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله ]



8 – ماذا أُعلن لنا ؟
أولاً: تجسد الكلمة
ثانياً : عمل الروح القدس
ثالثاً : ميلاد الخليقة الجديدة التي وُلِدَ رأسها في بيت لحم اليهودية .

ونحن لا نفصل بين تجسُّد ابن الله وعمل الروح القدس ، وميلاد الخليقة الجديدة ، لأننا نُدرك أن ما جاء الرب يسوع لكي يبنيه – أي " البناء الجديد من الله " (2كو5: 1) – لا يقع خارج عمله ، ولا هو بعيدٌ عن أُقنومه ، بل يتم في داخل الإله المتجسد ، لأنه يُكوَّن فيه الإنسانية الجديدة المخلوقة حسب الله ، الإنسانية التي لا تموت .

لماذا تُخلق فيه [ أي بتحوُّل الإنسانية التي أخذها من والدة الإله إلى إنسانية عديمة الموت ، ولها شركة دائمة أبدية في الثالوث ] ؟

لأنه لا ضمان لأي إنسانية أن تحيا المجد والقوة والأبدية إلاَّ إذا كانت فيه باتحاد لا يقبل الانفصال . هذا هو دواء السقوط الأول ، أي سقوط آدم ، وليس آدم فقط ، بل ولكل سقوط حتى للذين نالوا ختم البنوة وارتدُّوا عن الإيمان ؛ فإنهم يعودون ليس فقط بسبب رحمة الله ومحبته للخطاة ، بل لأن ميراثهم الأبدي " محفوظ " في المسيح يسوع ربنا .


نعم – أيها الأحباء – لقد وُلدنا معه وفيه وبه . معه أي في الزمان حسب النبوات . وفيه لأن إنسانيتنا فيه إلى الأبد . وبه لأنه هو الذي اختار أن يعطينا هذه الهبة والعطية الفائقة التي لا يعلو عليها أي عطية . ولأننا معه ، فهو يخدم لنا المائدة السماوية . وفيه عندما يدعونا إلى الخدمة . وبه عندما نأخذه طعاماً سماوياً للقيامة وحياة المجد .


9 – نحن فيه بسبب تواضعه ومحبته، ونحن فيه لأن كل شيء "به" ، وعندما نقول "به" فهو المصدر أو الينبوع ، وهو الوسيلة وهو الهدف ، ولذلك السبب نقول : أن الرب يسوع المسيح هو حياتنا وقيامتنا كلنا .

نحن لا نسعى إلى هدف يختلف عن الوسيلة ، ولا إلى وسيلة هي غير المصدر ، بل الكل معاً هو شخص الرب يسوع المسيح الذي " منه وبه وفيه كل الأشياء " كما قال الرسول (رو11: 36)

_____يتبع_____

من رسائل الأب صفرونيوس

الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة

تحت عنوان الثالوث القدوس وتدبير الخلاص

ص145 - 147 ؛ فقرة 7 - 9