المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (22) تقدمة يسوع تُنشأ عهداً جديداً


aymonded
09-30-2010, 08:30 AM
دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12

21
3 - يسوع يقدم نفسه ذبيـــــــــحة
[جـ] تقدمة يسوع تُنشأ عهداً جديداً
للرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f18/t58787/)




+ تقدمة يسوع تُنشأ عهداً جديداً :
في الحقيقة أن تقدمة يسوع ذاته للموت أنشأت عهداً جديداً ، والعهد يتضمن طقوساً وشريعة وشعب . فالعهد القديم أُنشئ بين الله وشعبه على يد موسى بواسطة دم الحيوانات [ كما قلنا سابقاً في خروج 24: 8 " وأخذ موسى الدم ورشه على الشعب وقال : هوذا دم العهد الذي عاهدكم به الرب على جميع هذه الأقوال " ] ، أما يسوع رب المجد الله المتجسد أنشأ عهداً جديداً بدمه الخاص ، [ " دم كريم كما من حمل بلا عيب و لا دنس دم المسيح " (1بط 1 : 19) ، " دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي " (عب 9 : 14) ]


والعهد القديم كان مبنياً على شريعة أُعطيت للشعب بواسطة موسى [ الناموس بموسى أُعطى ] ، أما العهد الجديد فمبني على تعاليم الرب يسوع التي تُكتب لا على حجر بل في داخل القلب بالروح [ " لأن هذا هو العهد الذي أعهدة مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب اجعل نواميسي في أذهانهم و اكتبها على قلوبهم و أنا أكون لهم إلهاً و هم يكونون لي شعباً " (عب 8 : 10) ( إرميا 31: 33 ) ] ، وتعاليم الرب ليست تعاليم كلامية تُحفظ في الفكر كمعلومة لها بريقها ورونقها وفلسفاتها الخاصة كما يظن البعض ، بل هي قوة حياة تُحيي النفس ، معها نعمة قوية تعمل في القلب سراً ، فتنقي القلب وتُحيي الأموات بالخطايا والذنوب ، وترفع الإنسان لمستوى الشركة مع الله بالحب [ أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به (يو 15 : 3) الكلام الذي أكلمكم به هو روح و حياة (يو 6 : 63) ] ، ولذلك قال في إنجيل يوحنا موضحاً أن الناموس بموسى أُعطيَّ ، أما النعمة والحق فبيسوع قد صارا ( يوحنا 1: 17 )


وفي العهد القديم نشأ مع موسى شعب الله المكوَّن من الشعب اليهودي ، أما في العهد الجديد فنشأ بالمسيح شعب الله الجديد ، جنس مختار كهنوت ملوكي أمة مقدسة بدم ابن الله الحي القدوس ، وصار كل من يؤمن رعية مع القديسين وأهل بيت الله [ " و أما انتم فجنس مختار و كهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب " (1بط 2 : 9) ، " فلستم إذاً بعد غرباء و نزلا بل رعية مع القديسين و أهل بيت الله " (اف 2 : 19) ]

فالرب يسوع المسيح ملك المجد ، صليبه صار نبع الغفران للجميع ، لكل من يؤمن ، ويصير به الكل مُصَالح مع الله [ وأنا أن ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع " ( يوحنا 12: 32 ) ]

فالمسيح ابن الله الكلمة المتجسد لم يمت فقط عن الأمة اليهودية ، بل عن الجميع كما قال القديس يوحنا الرسول : [ فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا : ماذا نصنع فإن هذا الإنسان يعمل آياتٍ كثيرة ، إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به ، فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأُمتنا ، فقال لهم واحدٍ منهم وهو قيافا ، كان رئيس للكهنة في تلك السنة : أنتم لستم تعرفون شيئاً ولا تفكرون أنهُ خيرٌ لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها .
ولم يقل هذا من نفسهُ بل إذ كان رئيساً للكهنة في تلك السنة ، تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة وليس الأمة فقط بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد ( يوحنا11: 47 – 52 ) ]

وعندما طُعن أحد الجنود الرب [ ولكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة فللوقت خرج دمٍ وماء ( يوحنا 19: 34 ) ] فالكنيسة ، شعب العهد الجديد ، وُلِدت من آلام يسوع الخلاصية ، بسر الماء والدم ، وُلِدَت من فيض محبة الله التي ظهرت لنا في موت يسوع المسيح ، وهي تترعرع وتنمو بقدر ما تشترك في تلك المحبة وتُحققها في حياتها .


لقد عاش يسوع تلك المحبة بتقدمة ذاته على الصليب ، ويطلب من كل من يُريد أن يتبعه ويتتلمذ لهُ أن يدخل في تيار محبته : [ وقال للجميع ( لم يستثني أحد ) إن اراد أحد أن يأتي ورائي ( يتبعني ) فليُنكر نفسه ، ويحمل صليبه كل يوم ( وكل يوم يعني شريعة يومية دائمة لحياة المسيحي الحقيقي ) ويتبعني ( لوقا 9: 23 ) ]

وفغي العشاء السري طلب يسوع من تلاميذه أن يأكلوا جسده ويشربوا دمه [ خذوا كلوا ، هذا هو جسدي ... اشربوا من هذا كلكم ، هذا هو دمي ... ] ، لأن كل من يأكل – بالإيمان – ذبيحة المسيح ابن الله الكلمة المتجسد والقائم بمجد عظيم ، يدخل في جميع معاني هذه الذبيحة المقدسة جداً ويلتزم بكل متطلباتها ، فيقدم حياته مع المسيح [ مع المسيح صلبت ] ويغفر ويحب كما غفر المسيح لصالبيه ، وهكذا يتحقق فيه العهد الجديد الذي أنشأه المسيح يسوع بدمه الكريم بين الإنسان والله ، عندما تسري في عروقه حياة الله ، حياة المحبة والغفران ، وهكذا يتحقق على مدى الزمن والتاريخ الخلاص الذي حققه يسوع بموته على الصليب ,


عموماً ، إن ذبيحة المسيح – له المجد – على الصليب هي ذبيحة كاملة ونهائية للتكفير عن خطية الإنسان وخلاصه ، فالذبائح جميعها – في العهد القديم – لم تكن إلا رمزاً لذبيحة المسيح النهائية والكاملة ، فلم يكن الناموس بكل ذبائحه وفرائضه وأحكامه [ بقادر أن يُحيي ] ، بل كان الناموس " مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان " ( غلاطية 3: 21 و 24 ) ، [ لأنه لا يُمكن ( مستحيل ) أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا ... نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة . وكل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مراراً كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة أن تنزع الخطية ، أما هذا ( المسيح ) فبعد ما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله ... لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين ] ( عبرانيين 10: 4 14 )

ومن ثَمَّ فقد أبطلت ذبيحة المسيح يسوع كل الذبائح القديمة ، التي كانت تقدم مراراً وتكراراً ولا تقدر أن تنزع الخطية لا من فكر الإنسان ولا من ضميره ، فقد تعددت ذبائح العهد القديم – كما سنرى لا حقاً – لأن ذبيحة واحدة لم تكن كافية للتعبير عن الجوانب المختلفة لذبيحة المسيح ، ونجد أسفار العهد الجديد [ ما عدا يعقوب ويهوذا ] تُشير إلى موت المسيح كذبيحة الكاملة عن الخطية ، وقد أشار المسيح يسوع نفسه ثم الرسل إلى ذلك ، فإليه كانت ترمز وتُشير :

(1) ذبيحة العهد [ مرقس 14: 24 ؛ متى 26: 28 ؛ لوقا 22: 20 ؛ عبرانيين 9: 15 – 22 ]
(2) المحرقة [ أفسس 5: 2 ؛ عبرانيين 10: 4 – 9 ]
(3) ذبيحة الخطية [ رومية 8: 3 ؛ 2كورنثوس 5: 21 ؛ عبرانيين 13: 11 ؛ 1بطرس 3: 8 ]
(4) خروف الفصح [ 1كورنثوس 5: 7 ؛ يوحنا 1: 29 و 36 ]
(5) ذبيحة يوم الكفارة [ عبرانيين 2: 17 ؛ 9: 12 – 14 ]

_____
للدخول على فهرس الموضوع للمتابعة
أضغط هنـــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f18/t58481/)