المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (27) تعبير ولي الدم


aymonded
10-05-2010, 12:37 PM
دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12

27
4 - ذبيحة الصليب في ضوء ذبائح العهد القديم
تابع [جـ] الذبائح الدموية والتقدمات الطعامية
+ تعبير ولي الدم
للرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f18/t58961/)




ولي الدم :
وهو تعبير ظهر في العصور القديمة وهو يعني : أنه إذا قتل إنسان، إنسان آخر ، يُصبح الأقرب للقتيل الحق في أن يقتل القاتل، وكان يُطلق على هذا القريب [ ولي الدم ] .

وربما هذا الأمر يعود في الأصل إلى ما أمر به الله نوحاً بعد الطوفان: [ من يد الإنسان أطلب نفس الإنسان. من يد الإنسان أخيه. سافك دم الإنسان بالإنسان يُسفك دمه. لأن الله على صورته عمل الإنسان ] (تكوين 9: 5و6 ) .

وكانت هذه قاعدة سائدة بين كثير من الشعوب والقبائل من جهة القضاء والحكم. وبمرور الزمن شملت هذه القاعدة القاتل المتعمد والقاتل سهواً أي الذي قتل عن دون قصد أو دراية، وللأسف تحول الموضوع من قاعدة قانونية لشكل فوضوي ثأري ، فكان الأخذ بالثأر سبباً في استمرار النزاع بين الأفراد والقبائل بشكل دموي مستمر عبر الأجيال ولا يتوقف ، بل وصل إلى جيلنا هذا وتتضح في صعيد مصر بشكل لا يقبل النقاش أو التغيير !!!


وقد نظمت الشريعة في العهد القديم هذا الحق وحدت منه، إذ فرقت ما بين القتل المتعمد والقتل السهو، ووضعت أمام القاتل غير المتعمد ( أي القاتل سهواً ) منفذاً للنجاة. فأمر الله بتعيين مدن ملجأ [ ليهرب إليها القاتل الذي قتل نفساً سهواً ليهرب إليها حتى يقف أمام الجماعة للقضاء ... فتقضي الجماعة بين القاتل وبين ولي الدم حسب هذه الأحكام . وتنقذ الجماعة القاتل (سهواً) من يد ولي الدم وترده الجماعة إلى مدينة ملجأه التي هرب إليها، فيُقيم هُناك إلى موت الكاهن العظيم ... وأما بعد موت الكاهن العظيم، فيرجع القاتل (سهواً) إلى أرض ملكه ] (عدد 35: 11 – 34 ) ، فبموت الكاهن العظيم تعتبر القضية منتهية تماماً ويصبح القاتل سهواً حُراً

[ وهذا هو حكم القاتل الذي يهرب إلى هناك (مدن الملجأ) فيحيا، من ضرب صاحبه بغير علم ( عن دون قصد أو ترصد ) وهو غير مُبغض له منذ أمس وما قبله. ومن ذهب مع صاحبه في الوعر ليحتطب حطباً فاندفعت يده بالفأس ليقطع الحطب وأفلت الحديد من الخشب وأصاب صاحبه فمات فهو يهرب إلى إحدى تلك المدن فيحيا لئلا يَسعى ولي الدم وراء القاتل حين يحمى قلبه ويدركه إذا طال الطريق ويقتله وليس عليه حكم الموت لأنه غير مبغض له منذ أمس وما قبله . لأجل ذلك أنا آمرك قائلاً ثلاث مُدن تفرز لنفسك ... فزد لنفسك أيضاً ثلاث مُدن على هذه الثلاث. حتى لا يُسفك دم بريء في وسط أرضك التي يُعطيك الرب إلهك نصيباً فيكون عليك دم ]
ويتكلم الله في يشوع على أهمية هذه المدن والتقنين القضائي للقاتل السهو : [ فيهرب إلى واحدة من هذه المدن ويقف في مدخل باب المدينة ويتكلم بدعواه في آذان شيوخ تلك المدن فيضمونه إليهم إلى المدينة ويعطونه مكاناً فيسكن معهم . وإذا تبعه ولي الدم فلا يسلموا القاتل (سهواً) بيده لأنه بغير علم ضرب قريبه وهو غير مبغض له من قبل، ويسكن في تلك المدينة حتى يقف أمام الجماعة للقضاء إلى أن يموت الكاهن العظيم الذي يكون في تلك الأيام . حينئذ يرجع القاتل (سهواً) ويأتي إلى مدينته وبيته إلى المدينة التي هرب منها ] [ أنظر تثنيه 19: 4 – 13 ؛ يشوع 20: 1 – 9 ]
وطبعاً شيوخ المدينة يتحرون بدقة عن القاتل سهواً ، فأن ثبت أنه قتل عمداً مع سبق الإصرار والترصد لشخص بينه وبينه خصومه أو حقد أو عداوة أو أي شيء من هذا القبيل ، يسلموه للقضاء العادل ويتم قتله وإعدامه لأنه يستحق الموت عن عدل لأنه قاتل فعلاً وعن قصد ، لأن مدن الملجأ للقاتل سهواً وعن عدم قصد ، أي قتل خطأ ، بدون نيه في القتل نهائياً ...

_____
للدخول على فهرس الموضوع للمتابعة
أضغط هنـــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f18/t58481/)