المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حضور الله كخبرة شركة وحياة أبدية [2] مقدمة عامة


aymonded
10-07-2010, 02:54 PM
[2]
حضـــــور الله كخبرة شركة وحياة أبدية
[1] مقدمـــــــــــــة عامـــــــــــــــة
للعودة لفهرس الموضوع [1] أضغط هنـــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f173/t59050/)



الله ليس هو العالي فقط ، بل هو القريب جداً : " قريب أنت يا رب وكل وصاياك حق " ( مز119 : 151 ) ، أنه كائن أعلى لا يعزله كماله عن العالم ، وفي نفس الوقت يتميز عنه بعلو فائق غير مدرك في علوه أو كماله المتسع ، فهو لا يُقارن بآخر وإلى ملائكته يُنسب حماقة والسموات ليست بطاهرة أمامه ، ولا يتبرر أمامه مولود امرأة : " هوذا عبيده لا يأتمنهم و إلى ملائكته ينسب حماقة " ( أيوب 4 : 18 ) ، " السماوات غير طاهرة بعينيه " (أيوب 15 : 15 ).

+ هو الإله المخلص الحاضر مع شعبه : " أنتم رأيتم ما صنعت بالمصريين . وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إلىَّ . فالآن أن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة " ( خروج 19 : 4 – 6 )


+ هو الله الآب الحاضر في ابنه لأنه معه في ذات الجوهر الواحد بلا انفصال : " والذي أرسلني هو معي – حضور وتأييد – ولم يتركني الآب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه " ( يوحنا 8 : 29 ) ، " لست وحدي فأن الآب معي " ( يوحنا 16: 32 )
ويقول الأب متى المسكين في شرح إنجيل يوحنا الجزء الأول ص 540 :
[ فالكلمة قبل التجسد كان عند الله كائناً معه ، ابناً في حضن أبيه ، وبعد التجسد صار الآب عند الابن كائناً معه . لأن الابن المتجسد لم يُفارق الآب قط ، ولم يُفارق الآب الابن ، فجوهر الألوهة يجمعهما ، ويجمعهما جوهر الحب المتبادل أيضاً وبالتساوي ، والحب بعد التجسد صار من جهة الآب مُعلناً بالإرسالية ، الآب أحب الابن وأرسله . أما من جهة الابن فاستُعلن فيه بالطاعة المطلقة للآب . طاعة مذعنة حتى إلى أداء الموت ، ولكن لم تكن قط طاعة مَذلّه أو إذلالاً ، بل طاعة رضا وارتضاء ، طاعة حب واسترضاء ، طاعة تُحيطها المسرة من كل جانب . طاعة قوتها العمل الجاد واحتمال المخاطر ، وليست بمشاعر بشرية تتوقف عند الخطر : " ولم يتركني الآب وحدي ، لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه " ]

+ هو الله الحاضر في جميع الذين يُحييهم روح ابنه ، والذين يحبونه حباً بنوياً : " لأن كل الذين منقادون بروح الله فأولئك هو أبناء الله . إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا آبا الآب ، ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوين حسب قصده " ( رو8: 13 و 14 و 28 )

+ أنه حاضر في كل الأزمنة ، لأنه يُسيطر على الزمن ، وهو الأول والآخر ، البداية والنهاية : " هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه قدوس إسرائيل وفاديه رب الجنود . أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري " ( إش 44: 6 ) ، " اسمع لي يا يعقوب وإسرائيل الذي دعوته . أنا الأول وأنا الآخر " ( إش 48: 12 ) ، " أنا هو الألف والياء ، البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر ( قدير = صباؤوت = إله القوات ) على كل شيء " ( رؤ 1: 8 ) ، " أنا هو الألف والياء ، البداية والنهاية ، الأول والآخر " ( رؤ 22: 13 )



عموماً فإن حضور الله حقيقة واقعية غير مادية ، وإن ظهرت بعلامات محسوسة ، إلا أنه يكون حضور الكائن الروحي الذي يغمر خليقته بحبه الشديد ( أنظر مزمور 139 ) .
وهو بحضوره الفائق يهب الخليقة حياة " ولا يُخدم بأيادي الناس كأنه محتاج إلى شيء ، إذ هو يُعطي الجميع حياة ونفساً وكل شيء ، وصنع من دم واحد ( إنسان واحد ) كل أمه من الناس يسكنون على وجه الأرض وحتم بالأوقات المعينة وبحدود مساكنهم لكي يطلبوا الله ( يبحثون عن الإله الواحد ) لعلهم يتلمسونه ( يهتدون إليه ) فيجدونه ، مع أنه عن كل واحد منا ليس بعيداً . لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد لأننا أيضاً ذُريته " ( أعمال 17 : 25 – 28 )
والله بمحبة يرغب في أن يمنح ذاته للإنسان ليجعل منه شاهد حقيقي على حضوره الخاص وسط هذا العالم ليرفع الإنسان لمرتبة الألوهة ( كبنين ) في الابن الوحيد الإله الحقيقي الكلمة المتجسد : " ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني " ( يوحنا 17 : 21 )
فالمؤمن الحقيقي المولد من الله بالمعمودية المقدسة ومُسح بالميرون ، يشترك مع الكنيسة كلها بانضمامه إلى يسوع في اتحاد المحبة الذي يجمع بين الآب والابن ( يوحنا 5: 19 – 20 ؛ 10 : 15 و 30 ؛ يو1: 3 ) ، فاتحاد المؤمنين ببعضهم البعض في ربنا يسوع ، يصبح دليل مثالي على تحقيق عملي وفعلي في الواقع الحاضر : " والكلمة صار جسداً وحل فينا " ، " ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح " ( 2كو 3: 18 ) .



+++ باختصار شديد +++
الله حاضر مع الإنسان في كل حال من الأحوال ، فهو قريب جداً منه ، بل يُمكننا القول أنه أقرب إليه من نفسه ، يُتابع مسيرته الطويلة عبر التاريخ وكل الأيام بهدوء دون ضجة ليقوده للخلاص الأبدي والحياة الأبدية !!!
والله حاضر بعمله في الخليقة وفي الإنسان وكل الظروف المحيطة به ، وحاضر على الأخص في الذين يحبونه كبنين بالتبني في المسيح ، وعموماً هو حاضر في كل زمان ومكان ، والإنسان يشهد لحضوره بالاتحاد السري به وإظهار ذلك في أعماله وبالأكثر المحبة [ المُترجمة في طاعة الوصية ] التي هي الدليل الحقيقي على حضور الله في قلب الإنسان وفكره ، ودليل قاطع على الاتحاد الصادق مع الله في المسيح بالروح القدس ...