المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القداس الإلهي سر الشركة - طعام الحياة


aymonded
10-08-2010, 03:26 PM
القداس الإلهي سر الشركة

طعام الحياة




القداس الإلهي هو سر عشاء الرب المقدم لنا منذ العصر الرسولي وإلى يوم مجيئه في نهاية الزمان ، وفيه يقدم لنا ذاته طعاماً للحياة الأبدية : [ كما أرسلني الآب الحي و أنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي ] (يو 6 : 57) ...


أن اتحاد الأطعمة بالجسم البشري لها فعل وعمل حيوي وضروري إذ تتحول لغذاء يغذي خلايا الجسد كله ويمده بالقوة اللازمة للحياة والصحة ، وفي العهد القديم حينما أخرج الله شعب إسرائيل من تحت نير العبودية في مصر إلى البرية أعطاهم طعام المن لكي يتقووا في الطريق ويقدروا أن يواصلا طريقهم لأرض الميعاد حسب وعد الله ، ولذلك إذ شاء الرب يسوع لعظمة محبته التي لا تُحدّ أن يصيرنا معه واحد لنحيا به ونقوى على المسير في برية هذا العالم ورحله صعودنا معه للمجد ، أعطانا ذاته بشكل طعام وشراب في سر الشكر أي الإفخارستيا !!!


ولكن الفرق ما بين الطعام الإلهي والطعام العادي ، هو أن الطعام العادي يتحول إلينا ويدخل في خلايانا البشرية الجسدانية ويدخل في مرحلة الهضم والتوزيع على الأعضاء لتغذيتها وفي النهاية ينتهي بالفائدة منه والذي ليس له حاجة في الجسم ينتهي لفضلات نتخلص منها !!!


بينما الطعام الإلهي عندما نتناوله يحولنا إليه ، أي نتغير إليه سراً ، وتسري فينا حياة الله وتنبض فينا قوة حياة تعتقنا من سلطان الخطية والموت ، ويُمكنا أن نردد في هذه الحالة على مستوى الخبرة مع الرسول : [ أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ] [ غلاطية 2: 19 ]
[ هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما أكل آباؤكم المن و ماتوا ، من يأكل هذا الخبز فانه يحيا إلى الأبد ] (يو 6 : 58)
فالرب يسوع المسيح في سر الإفخارستيا لا يتحول فينا إلى ما هو زائل كطعام عادي مثلما نأكل أي طعام، بل هو طعام سماوي يحولنا إليه ويطبع فينا ملامحه الخاصة بسر عظيم ، وتقول صلاة القسمة للقديس كيرلس عامود الدين في القداس الإلهي :

[ اشفِ أيها الرءوف نفوسنا الشقية بمراهم أسرارك المُحيية ...
عند استحالة الخبز والخمر إلى جسدك ودمك تتحول نفوسنا إلى مشاركة مجدك وتتحد نفوسنا بألوهيتك ...
لكي بذوق لحمك نؤهل لذوق نعمتك، وبشرب دمك نؤهل لحلاوة محبتك.
وهبت لنا أن نأكل لحمك علانية ، أهلنا للاتحاد بك خفية .
وهبت لنا أن نشرب كأس دمك ظاهراً، أهلنا أن نمتزج بطهارتك سراً.
وكما أنك واحد في أبيك وروحك القدوس نتحد نحن بك وأنت فينا ... ] ( القداس الإلهي – قسمة القديس كيرلس الكبير )


هذا هو السرّ العظيم الذي للتقوى ولطاهرة أنفسنا وأجسادنا وأرواحنا ، والذي يعطينا اتحاد سري مع المسيح يسوع الذي من فرط حبه وحنانه أعطانا ذاته قوت الحياة للأبد ، ولنا أن نعلم علم اليقين أن دم المسيح يسوع هو دم ابن الله الحي الذي لا يمت بصلة للدم الذي نعرفه من جهة الفحص الميكروسكوبي ، ولا يسري فينا مثل الدم البشري الذي يفنى ، بل هو دم ابن الله الذي يحمل قوة الحياة ، حياة يسوع الذي تسري فينا يتناوله فندخل في سر العتق من ناموس الخطية والموت ، ومستحيل أي خدش في الجسد أو جرح بعد التناول، يجعلنا نفقد دم المسيح !!! ولو قطعت الرقاب مثل الشهداء بعد التناول ، فلن نفقد دم ابن الله الحي ، وذلك لأنه لا يتحول لدم ترابي قابل للسفك والفناء أي الفساد حاشا !!!


فالحقيقة الأرثوذكسية هي التي يُعبَّر عنها القديس بولس الرسول : بأن المائت يُبتلع بالحياة [حتى يُبتلع المائت بالحياة ] ( 2 كورنثوس 9: 13 – 14 )
وأن دم المسيح [ يُطهر ضمائرنا من الأعمال الميتة ] ( عبرانيين 9: 13 – 14 )
ويقول القديس كيرلس الأورشليمي [ هذا الخبز المقدس الذي يوزع لغذاء النفس. هذا الخبز لا ينزل إلى الجوف ، ولا يُدفع إلى المخرج (مت15: 17). ولكنه يتوزع على كل بنيتك لفائدة النفس والجسد ] ( عظة23: 15 )


إيماننا الحي هو أننا بالإفخارستيا نصبح أبناء القيامة حسب ما قال الرب نفسه، وحسب ما سلمنا الآباء ، وحسب ما تشهد القداسات ، بل قد تعلمنا أن قول دائماً : [ أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له ] ، ويُشرح هذا القول في ثيئوطوكية الجمعة قائلة : [ هو أخذ جسدنا وأعطانا روحه القدوس وجعلنا واحداً معه من قِبَل صلاحه ] .


المجد للابن الواحد الوحيد الذي مع الآب والروح القدس في الجوهر
الذي أعطانا ذاته لنحيا به ونتحرك ونوجد لأنه هو سر حياتنا الحقيقي
مجداً للثالوث القدوس سر فرحنا الحقيقي

اشرف وليم
10-08-2010, 09:30 PM
[ هو أخذ جسدنا وأعطانا روحه القدوس وجعلنا واحداً معه من قِبَل صلاحه ] .

aymonded
10-09-2010, 06:48 PM
المجد لله الذي أحبنا وأعطانا ما له من قٍبَل صلاحه
ولنصلي بعضنا من أجل بعض يا محبوب الله الحلو
النعمة معك كل حين

magdysaid
10-22-2010, 02:34 AM
ربنا يباركك وينجح خطواتك ويعوضك كل خير

aymonded
10-22-2010, 10:17 AM
ويبارك حياتك ويغمرك بوافر سلامه
النعمة معك