المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حضور الله كخبرة شركة وحياة أبدية [4] أولاً العهد القديم - حضور الله وتابوت العهد


aymonded
10-12-2010, 05:59 PM
[4]
حضـــــور الله كخبرة شركة وحياة أبدية
[3] تابع / أولاً : العهـــــد القـــــديم
ب - حضور الله وتابوت العهـــــد
للعودة للجزءالعامة [3] أضغط هنـــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f173/t59179/)





+ مقدمة :
نعلم أن الله أمر موسى بصنع خيمة تكون وسط شعبه، فصُنع الخيمة بكل محتوياتها لم تكن شيئاً ابتدعه بني إسرائيل بتفكيرهم أو حتى موسى بحكمته وفطنته ، ولكنها كانت برسم الله نفسه وتدبيره في كل ما فيها ومقاييسها وطقس العبادة فيها ونظام خدمتها ، لأنها كانت تصويراً منظوراً للمسكن السماوي الذي أراه الله لموسى في الجبل : " بحسب ما أنا أُريك من مثال المسكن ، ومثال جميع آنيته " ( خروج 25: 9 ) ؛ " وانظر فاصنعها على مثالها الذي أُظهر لك في الجبل " ( خروج 25: 40 ؛ أنظر 26 : 30 ) ...

وقد جعلها الله مكان تجليه العظيم ، لتعبر عن حضوره الخاص وسط شعبه إسرائيل ، وكانت تُسمى الخيمة : المسكن أو ( الشاكيناه ) ، لأنها مسكن الله مع شعبه أو على نحو أدق مسكن الله وسط شعبه ، لذلك كان وضع الخيمة في وسط إسرائيل ، أي هي المركز الملتف حوله الشعب ، لأن الله بذاته هو مركز حياة الشعب ، وهي تعتبر المكان الرسمي والقانوني للقاء الله مع شعبه ...

وكان تابوت العهد إحدى العلامات الظاهرة لهذا الحضور الإلهي المجيد والمهوب والمملوء مجداً : ففي تابوت من خشب مستطيل أبعاده 125 × 75 × 75 سم ، فيه الكلمات المكتوبة حسب فكر الله ووصيه عهده على الحجر : " في ذلك الوقت قال لي الرب أنحت لك لوحين من حجر مثل الأولين واصعد إلىَّ إلى الجبل واصنع لك تابوتاً من خشب فاكتب على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما ، وتضعهما في التابوت ، فصنعت تابوتاً من خشب السنط ونحت لوحين من حجر مثل الأولين وصعدت إلى الجبل واللوحان في يدي ، فكُتب على اللوحين مثل الكتابة الأولى الكلمات العشر التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع وأعطاني الرب إياها ثم انصرفت ونزلت من الجبل ووضعت اللوحين في التابوت الذي صنعت فكانا هناك كما أمرني الرب " ( تثنيه 10: 1 – 5 )

ويعتبر التابوت المغطى بصفيحة من الذهب [ أي الكفارة ، وفوقها الكاروبين ] هي عرش الله أو موطئ قدميه : " لندخل إلى مسكنه لنسجد عن موطئ قدميه " ( مزمور 132 : 7 )
" ووقف داود الملك على رجليه وقال : اسمعوني يا إخوتي وشعبي ، كان في قلبي أن أبني بيت قرار لتابوت عهد الرب ولموطئ قدمي إلهنا وقد هيأت للبناء " ( أخبار الأيام الأول 28 : 2 )
وهكذا نرى أن يهوه هو الجالس فوق الكاروبين بمهابة ومجدٍ عظيم : " فأرسل الشعب إلى شيلوه وحملوا من هُناك تابوت عهد رب الجنود الجالس على الكاروبيم " ( صموئيل الأول 4 : 4 )

فتابوت عهد رب الجنود الذي تظلله خيمة الاجتماع ، هو بمثابة المقدس المتنقل الذي يرافق إسرائيل في كل تحركاتهم ووقوفهم أو مكوثهم في بقعة أرض أو ارتحالهم من سيناء حتى تشييد الهيكل الذي سيثبت فيه ويستقر حوله شعب إسرائيل في أرض الميعاد التي وعدهم بها الرب .


عموماً بتابوت عهد الرب ، يُظهر إله العهد أنه حاضر مع شعبه لا يُفارقهم إذ هو صار بنفسه لهم مرشد وقائد ورب يحميهم ويعرفهم كلمته ، ويسمع صلواتهم ويقودهم بنفسه نحو الخير الأسمى في حضرته المجيدة والمملوءة بهاء فائق ...