المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حضور الله كخبرة شركة وحياة أبدية [6] تابوت العهد - ثانياً: الله حاضر بكلمته


aymonded
10-18-2010, 07:19 PM
[6]
حضـــــور الله كخبرة شركة وحياة أبدية
[5] تابع / أولاً : العهـــــد القـــــديم
تابع / ب - حضور الله وتابوت العهـــــد
ثانياً : الله حاضـــــر بكلمتـــــه
للعودة للجزء السابق [5] أضغط هنـــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f173/t59449/)





ثانياً : الله حاضر بكلمته
وكما رأينا – سابقاً – أن التابوت يمثل حضور الله فهو أيضاً – بالطبع – مكان كلمة الله ، وذلك لأنه أولاً : يحتوي على لوحي الشريعة ، لذلك فهو يُخلد في إسرائيل الشهادة التي يعطيها الله عن نفسه ، لأن الله من خلال كلمته يعلن مشيئته لشعبه الخاص : [ ثم أعطى موسى عند فراغه من الكلام معهُ على جبل سيناء لوحي الشهادة ، لوحي حجر مكتوبين بإصبع الله ] (خروج31: 18)

ونجد الجواب الذي أجاب به موسى وإسرائيل على هذه الكلمة المكتوبة : [ خذوا كتاب التوراة هذا ، وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ليكون هُناك شاهداً عليكم ، لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة ، هوذا وأنا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب ، فكم بالحري بعد موتي ] (تثنية31: 26 – 27) ، ولنقارن هذه الكلمات بكلمات الرب يسوع نفسه [ إن سمع أحد كلامي ولم يؤمن ، فأنا لا أُدينه لأني لم آتٍ لأُدين العالم ، بل لأخلص العالم ، من رذلني ولم يقبل كلامي فلهُ من يُدينه ، الكلام الذي تكلمت به هو يُدينه في اليوم الأخير ] (يو12: 47 – 48)


فلفظة [ تابوت العهد ] و [ تابوت الشهادة ] تعبيران يدلان على التابوت في علاقته بقواعد العهد المنقوشة على اللوحين ، والتي تربط بين طرفي العهد [ الله والشعب المختار ] .

فالتابوت هو على وجه ما ، امتداد للقاء الله مع شعبه – حسب العهد – الذي تم عند جبل سيناء ، والذي أعلن الله مشيئته بوضوح في صورة شريعة وناموس مكتوب ، وبناء على ذلك نجد أنه كلما أراد موسى – أثناء رحلة بني إسرائيل في البرية نحو أرض الموعد – أن يستشير الله في أي أمر أو مشكلة أو في طريق السير ، يلتقي بالرب ويقف أمام تابوت العهد ليسمع منه المشورة والرأي : [ وأنا اجتمع بك هُناك ، وأتكلم معك من على الغطاء (فوق الكفارة) من بين الكروبين اللذين على تابوت الشهادة بكل ما أوصيك به إلى بني إسرائيل ] (خروج25: 22)

وأيضاً كلما أراد موسى أن يُصلي من أجل الشعب [أنظر عدد 14] ، فإنه كان يدخل الخيمة فيكلمه الرب من فوق التابوت كما يُكلم المرء صاحبه :
[ وأخذ موسى الخيمة ونصبها لهُ خارج المحلة بعيداً عن المحلة ، ودعاها خيمة الاجتماع ، فكان كل من يطلب (يستشير) الرب يخرج إلى خيمة الاجتماع التي خارج المحلة وكان جميع الشعب إذا خرج موسى إلى الخيمة يقومون ويقفون كل واحد في باب خيمته ، وينظرون وراء موسى حتى يدخل الخيمة ، وكان عامود السحاب إذا دخل موسى الخيمة ينزل ويقف عند باب الخيمة ويتكلم الرب مع موسى ، فيرى جميع الشعب عامود السحاب واقفاً عند باب الخيمة ، ويقوم كل الشعب ويسجدون كل واحد في باب خيمته ، ويكلم الرب موسى وجهاً لوجه كما يُكلم الرجل صاحبه ، وإذا رجع موسى إلى المحلة ، كان خادمه يشوع بن نون الغُلام لا يبرح من داخل الخيمة ] (خروج33: 7 – 11)
[ وكان موسى عند دخوله أمام الرب ليتكلم معه ينزع البرقع حتى يخرج ، ثم يخرج ويُكلم بني إسرائيل بما يُوصي ] (خروج34: 34]

[ وقال الرب حالاً لموسى وهرون ومريم ، اخرجوا انتم الثلاثة إلى خيمة الاجتماع ، فخرجوا هم الثلاثة فنزل الرب في عامود سحاب ووقف في باب الخيمة ودعا هارون ومريم فخرجا كلاهما ، فال : اسمعا كلامي ، إن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا أُسْتَعْلِنُ لهُ في الحلم أُكلمه ، وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي ، فماً إلى فم ، وعياناً أتكلم معهُ لا بالألغاز ، وشبه الرب يُعاين ] (عدد 12: 4 – 8)


ومن خلال صلاة إشعياء أمام التابوت ، يتلقى دعوته كنبي : [ أنظر للأهمية أش 6: 1 – 8 ) ، وعلى هذا المثال – كما راينا في أشعياء – يلتقي المؤمن بالله أمام تابوت العهد والشهادة ، إما ليسمع كلمته كصموئيل النبي [ أنظر 1صم 3: 1 – 21 ] ، وإما لاستشارته عن طريق وساطة الكهنة – في العهد القديم – وهم حراس الشريعة ومفسروها [ وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة ، بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب ، ولجميع شيوخ إسرائيل ، وأمرهم موسى قائلاً في نهاية السبع السنين في ميعاد سنة الإبراء في عيد المظال ، حينما يجيء جميع إسرائيل لكي يظهروا أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره تُقرأ هذه التوراة أمام كل إسرائيل في مسامعهم ] (تثنية 31: 9 – 11)
[ وللاوي قال : يُعلمون يعقوب أحكامك ، ولإسرائيل ناموسك ... ] (تثنية 33: 8و10)

وإما للصلاة كحنة النبيه : [ فقامت حنة بعد ما أكلوا في شيلوه وبعد ما شربوا ، وعالي الكاهن جالس على الكرسي عند قائمة هيكل الرب وهي مرة النفس ، فصلت إلى الرب وبكت بكاء ونذرت نذراً ... ] (أنظر 1صم 1: 9 – 19)

أو كداود : [ فدخل الملك داود وجلس أمام الرب (التابوت) وقال : من انا يا سيدي الرب وما هو بيتي حتى أوصلتني إلى هاهنا ... ] (أنظر 2صم 7 : 18 – 19 ]

وهذا النوع من التقوى – في الصلاة والاتكال على الرب واحترامه وتقديره كسيد ورب – سينتقل هو أيضاً إلى الهيكل حينما يُبنى : (أنظر للأهمية 1ملوك 8: 1 – 335)

ونجد صلاة حزقيا واتكاله على الرب في منتهى الروعة وتوضح لنا مقدار التقوى : وهذه هي صلاته التي صلاها حينما أرسل ربشاقي [ من قادة جيش ملك أشور ] رسائل إلى حزقيا : [ فأخذ حزقيا الرسائل من أيدي الرسل وقرأها ثم صعد إلى بيت الرب ونشرها حزقيا أمام الرب ، وصلى حزقيا أمام الرب وقال :
أيها الرب إله إسرائيل الجالس فوق الكروبيم
أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض ، أنت صنعت السماء والأرض .
أمل يا رب أُذنك واسمع ، افتح يا رب عينيك وانظر
واسمع كلام سنحاريب الذي أرسله ليُعير الله الحي
حقاً يا رب إن ملوك أشور قد خربوا الأمم وأراضيهم ودفعوا آلهتهم إلى النار
ولأنهم لسوا آلهة ، بل صنعة أيدي الناس خشب وحجر فأبادوهم
والآن أيها الرب إلهنا ، خلصنا من يده
فتعلم مملك الأرض كلها أنك أنت الرب الإله وحدك ] (2ملوك 19: 14 – 19)

وطبعاً من أجل صلاة حزقيا بغيان وطلب مجد الرب ، كانت النتيجة أن الرب سمع صلاته واستجاب وتمجد اسمه جداً .