المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معرفة النفس ومعرفة الله (2) دعوة الإنسان العُليا


aymonded
10-30-2010, 01:02 PM
تابع جوهر حياة المسيحي على مستوى الداخل
معرفة النفس ومعرفة الله
دعوة الإنسان العُليــــــا
للعودة للجزء السابق
أضغط هنـــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f5/t60008/)


الكنيسة تعرف شخص يسوع المسيح ، لأنه رأسها وهي جسده من لحمه وعظامه ، فهو مُستعلن فيها ، يتجلى فيها ، ويحضر حضوراً سرياً فائقاً في كل أسرارها المقدسة ...
والكنيسة كل عملها وشغلها الشاغل ، إظهار وتمجيد واستعلان ربنا يسوع ، وتقديمه إلهاً حياً محيياً من خلال سرّ الكلمة والإفخارستيا ...

والكتاب المقدس في الكنيسة هو استعلان صوت المسيح الحي والمحيي ، الذي نادى لعازر هلم خارجاً فسرت فيه قوة حياة تقيم من الموت ، وهو هو نفس ذات الصوت التي تنادي به الكنيسة أولادها بفم ربنا يسوع المسيح القائم من الموت ، فقراءة الكلمة في الكنيسة لا لمجرد المعرفة العقلية التي تعطي معلومات مجردة إنما هي سرّ قوة الحياة لكل من يسمع هذا الصوت بإيمان دون أن يرتاب فيه ...

وعلى هذا الأساس نتقدم إلى سماع الكلمة من فم الله الذي نطق بها ولازال ينطق بها في كل زمان ، وبالطبع زماننا هذا ، والكتاب المقدس إذ بلغنا سره الإلهي وأصغينا لهذا الصوت المحيي ، سنجد أن لغته لغة حوار بين طرفين ، الله والإنسان ، ومن صميم هذا الحوار – حوار المحبة – نجد اللذة المتبادلة والحب المتدفق الحاصر للإنسان ( محبة المسيح تحصرنا ) ، ومن صميم هذا الحب الفائق نجد الدعوة الإلهية لكل إنسان يقترب من هذا المجد الفائق :
دعوة من الله للإنسان للتمتع بالشركة مع العريس السماوي ، دعوة الوحدة والاتحاد والالتصاق كثمرة التجسد الإلهي
" و جعل يسوع يكلمهم أيضاً بأمثال قائلا:
يشبه ملكوت السماوات إنسانا ملكا صنع عرسا لابنه. و أرسل عبيده ليدعوا المدعوين إلى العرس فلم يريدوا أن يأتوا. فأرسل أيضا عبيدا آخرين قائلا قولوا للمدعوين هوذا غذائي أعددته ثيراني و مسمناتي قد ذبحت و كل شيء معد تعالوا إلى العرس. و لكنهم تهاونوا و مضوا واحد إلى حقله و آخر إلى تجارته. و الباقون امسكوا عبيده و شتموهم و قتلوهم.
فلما سمع الملك غضب و أرسل جنوده و اهلك أولئك القاتلين و احرق مدينتهم. ثم قال لعبيده أما العرس فمستعد و أما المدعوون فلم يكونوا مستحقين. فاذهبوا إلى مفارق الطرق و كل من وجدتموه فادعوه إلى العرس. فخرج أولئك العبيد إلى الطرق و جمعوا كل الذين وجدوهم أشرارا و صالحين فامتلأ العرس من المتكئين.
فلما دخل الملك لينظر المتكئين رأى هناك إنسانا لم يكن لابساً لُباس العُرس. فقال له يا صاحب كيف دخلت إلى هنا و ليس عليك لباس العرس فسكت. حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه و يديه و خذوه و اطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء و صرير الأسنان. لان كثيرين يدعون و قليلين ينتخبون. " ( مت 22: 1 – 14 )


الدعوة غالية جداً وكريمة جداً وثوب المدعوين هو شخص الكلمة المتجسد : " لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح ( في المسيح ) قد لبستم المسيح " ( غلا 3: 27 )
هذا هو ثوب البرّ المنسوج بعمل الله وحده بدم ربنا يسوع الذي سفك على عود الصليب ، ثوب برّ مجاني مهدى من الملك نفسه بلا قيد أو شرط ، إلا لمن يقبل الدعوة ويتوب ويعود للحضن الحلو ويكتسي بالنعمة ...
" و لكن الآن في المسيح يسوع انتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح. لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحداً و نقض حائط السياج المتوسط. أي العداوة مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديدا صانعاً سلاماً. و يصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة به. فجاء و بشركم بسلام انتم البعيدين و القريبين.لأن به لنا كلينا قدوماً في روح واحد إلى الآب. فلستم إذاً بعد غرباء و نزلاء بل رعية مع القديسين و أهل بيت الله. مبنيين على أساس الرسل و الأنبياء و يسوع المسيح نفسه حجر الزاوية.الذي فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلاً مقدساً في الرب.الذي فيه أنتم أيضاً مبنيون معاً مسكناً لله في الروح " ( أف 2: 13 – 22 )



وما هي طبيعة الدعوة ؟
" تعالوا لأن كل شيء قد اُعد " . لأن الله الآب قد أعد في المسيح لسكان الأرض تلك العطايا التي مُنحت للعالم بواسطته ، التي هي غفران الخطايا ، والتطهير من كل دنس ، وشركة الروح القدس ، والتبني المجيد له ، وملكوت السماوات . ] ( تفسير لوقا للقديس كيرلس الكبير عظة 104 عن كتاب تفسير إنجيل لوقا للقديس كيرلس الإسكندري ص502 ترجمة د/ نصحي عبد الشهيد 2007 )

" مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين و بلا لوم قدامه في المحبة. إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته. لمدح مجد نعمته التي انعم بها علينا في المحبوب. الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته. التي اجزلها لنا بكل حكمة و فطنة. إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه. لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات و ما على الأرض في ذاك. الذي فيه أيضا نلنا نصيبا معينين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته. لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح الذي فيه أيضا انتم إذ سمعتم كلمة الحق انجيل خلاصكم الذي فيه أيضا إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس. الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده " ( أف 1: 3 – 14 )

حينما نعي هذه الدعوة المقدسة المهيبة والمفرحة جداً لكل نفس ، لن نتعجب أو نندهش من الذين باعوا كل شيء – بسهولة – ورضوا أن يخسروا كل ما للعالم وأن يحسبوه مع القديس بولس خسارة ونفاية من أجل أن يربحوا اللؤلؤة الواحدة الوحيدة الكثيرة الثمن ، بل – نحن أنفسنا – سنبيع كل شيء بسهولة وبلا تردد ، ونبغض الخطية فتسقط من تلقاء ذاتها دون معاناة أو صراع داخلي ، إذ قد ربحنا الواحد الوحيد ربنا يسوع وصار الكنز الخفي الذي للنفس المخبئ في داخلها ، بل صار هو ثوبها النفيس الذي يستحيل أن تفرط فيه أبدا أو تطرحه عنها !!!

فلنختتم هذه المقدمة بكلمات القديس مكاريوس الكبير :
[ الديانة المسيحية ليست إذن شيئاً عادياً " هذا السرّ عظيم " ( أف5: 32 ) ، لذلك فاعرف قدرتك وسموك لكونك دُعيت إلى الكرامة الملوكية " جنس مختار كهنوت ملوكي وأمة مقدسة " ( 1بط2: 9 ) ، لأن سرّ المسيحية هو غريب بالنسبة لهذا العالم . والمجد المنظور الذي للإمبراطور أو الملك ( الأرضي ) وكل غناه ، إنما هو أرضي وفاني ومضمحل وأما ذلك الملكوت وذلك الغنى السماوي فهو إلهي سماوي ومملوء مجداً وهو لا يفنى ولا يضمحل لأن مثل هؤلاء المسيحيون يملكون مع الملك السماوي في الكنيسة السماوية " وهو البكر من الأموات " ( كو1: 18 ) ، وهم أيضاً أبكار ، ولكن رغم أن هذه هي حالتهم وهم مختارون ومقبلون أمام الله ، فإنهم يعتبرون أنفسهم أقل الكل وليس لهم أي استحقاق ، وقد صار أمراً طبيعياً عندهم أن يعتبروا أنفسهم كلا شيء . ] ( عظات القديس مكاريوس الكبير 27 : 4 صفحة 249 ، عن كتاب عظات القديس مكاريوس الكبير ، ترجمة للعربية : الدكتور نصحي عبد الشهيد ؛ الطبعة الرابعة – مؤسسة القديس أنطونيوس ؛ المركز الأرثوذكسي الآباء – نصوص آبائية 85 )

aymonded
10-30-2010, 01:07 PM
بإذن يسوع سنحاول أن نستمر في هذا الموضوع الرائع في ضوء الخبرة الروحية العميقة على مستوى الشركة مع الله في الداخل ، ولنصلي بعضنا من أجل بعض حتى نعي دعوتنا السماوية العظمى ونحيا في مخافة الله مقدمين له القلب بكل إخلاص ومحبة ، نعمة ربنا يسوع تفيض داخلكم سلام وفرح اللقاء بالعريس السماوي ؛ كونوا مُعافين

amer_wageh
11-02-2010, 12:21 AM
اية الكلام الجميل دا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

aymonded
11-02-2010, 01:47 AM
فقط لنصلي بعضنا من أجل بعض طالبين من الله أن يعطينا عمق أصالة الحياة معه
لك مني تحية أخ لأخيه الذي شرف المنتدى كله بحضورة الرائع فيه
لك مني كل تقدير المحبة لشخصك المحبوب
النعمة معك كل حين

ريم الخوري
11-08-2010, 03:03 PM
وعلى هذا الأساس نتقدم إلى سماع الكلمة من فم الله الذي نطق بها ولازال ينطق بها في كل زمان ، وبالطبع زماننا هذا ، والكتاب المقدس إذ بلغنا سره الإلهي وأصغينا لهذا الصوت المحيي ، سنجد أن لغته لغة حوار بين طرفين ، الله والإنسان ، ومن صميم هذا الحوار – حوار المحبة – نجد اللذة المتبادلة والحب المتدفق الحاصر للإنسان ( محبة المسيح تحصرنا ) ، ومن صميم هذا الحب الفائق نجد الدعوة الإلهية لكل إنسان يقترب من هذا المجد الفائق : دعوة من الله للإنسان للتمتع بالشركة مع العريس السماوي ، دعوة الوحدة والاتحاد والالتصاق كثمرة التجسد الإلهي






كلام جوهري فعلا ً
ربنا يبارك في تعبك استاز ايمن موضوع حلو وسلسلة جميلة فعلا

الرب يحفظ حياتك بنوره

aymonded
11-09-2010, 10:40 AM
ربنا يخليكي يا أجمل أخت حلوة
ولنصلي بعضنا من أجل بعض
النعمة معك كل حين

menasas
11-18-2010, 11:36 PM
Thank you to benefit

aymonded
12-22-2010, 02:34 AM
النعمة معك يا محبوب الله الحلو
ولنصلي بعضنا من أجل بعض

la tristeza y el dolor
12-22-2010, 03:47 AM
ثااااااااااااانكس استاذ ايمن للكلام اللى كله نعمه دا
ربنا يباركك و يقويك .

aymonded
12-22-2010, 05:45 AM
ثااااااااااااانكس استاذ ايمن للكلام اللى كله نعمه دا
ربنا يباركك و يقويك .

ويبارك حياتك ويشبعك من غنى خيراته ويعطيك ان تتوشح به
لأجل عرسه المبارك المدعو إليه الجميع حسب مسرة مشيئته
النعمة تغمر قلبك سلام ومسرة دائمة