المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس (11) الله الكلمة ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت


aymonded
11-01-2010, 10:19 AM
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية
[11] الله الكلمة ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت
للعودة للجزء السابق أضغط هنــــا (http://www.orsozox.com/forums/f162/t60054/)




12 – الله الكلمة صار إنساناً . وهو ليس إنساناً تشرف بصلة اللاهوت ، كما أنه ليس إنساناً حصل على المساواة وكرامة وسلطان الله الكلمة حسب زعم البعض .
يقول بولس الإلهي [ عظيم هو سر التقوى ] (1تيموثاوس 3: 16) وهذا حقيقي لأن الله الكلمة ظهر في الجسد . و [ تبرر في الروح ] لأننا لم نرى فيه أي خضوع لضعفاتنا رغم أنه لأجلنا صار إنساناً إلا أنه بلا خطية . [ وشاهدته الملائكة ] فهم لم يجهلوا ميلاده حسب الجسد . و [ كُرز به للأمم ] كإله صار إنساناً . وهو عينه [ أؤمن به في العالم ] وهذا ما برهنه بولس الإلهي وكتبه [ أذكروا أنكم أنتم الأمم قبلاً حسب الجسد المدعوين غير المختونين من قِبَل المختونين (الإسرائيليين) في الجسد والمصنوع باليد ، أنكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن جنسية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد . بلا رجاء وبلا إله في العالم ] (أفسس 2: 11، 12) ، فالأمم إذن كانوا بلا إله في العالم عندما كانوا بدون المسيح ، ولكن عندما عرفوا ( المسيح ) أنه هو بالحقيقة وبالطبيعة الله ، اعترف هو بهم بدوره كمعترفين بالإيمان ، وهو رُفع بمجد [ أي بمجد إلهي ] لأن داود المبارك يُنشد [ صعد الله بفرح ] (مزمور 67: 5) لأنه بالحقيقة صعد بالجسد وليس باللاهوت وحده ، لأن الله تجسد ( ولذلك يُمكن أن يُقال عنه أنه صعد ) .

كما أننا نؤمن أنه ليس إنساناً مثلنا قد تشرف بنعمة اللاهوت لئلا نقع في جريمة عبادة إنسان . وإنما نؤمن بالرب الذي ظهر في شكل العبد والذي صار مثلنا بالحقيقة بطبيعة بشرية ولكنه ظل الله . لأن الله الكلمة عندما أخذ جسداً لم يفقد خواصه ( الإلهية ) بل ظل في نفس الوقت هو نفسه الله المتجسد . هذا هو الإيمان الأرثوذكسي ( الصحيح ) .

وإذا قال أحد : أي ضرر يحدث إذا اعتقدنا أن إنساناً مثلنا قد حصل على الألوهة وليس الله هو الذي تجسد ؟ وسوف نُجيب بأنه يوجد ألف دليل ضد هذا ( الرأي ) ، وكل هذه الأدلة تؤكد لنا أنه علينا أن نُجاهد بثبات ضد هذا الرأي الذي نرفضه . وقبل أي شيء آخر فلندرس التدبير الخاص بالتجسد ونفحص حالتنا جيداً .


لقد تعرضت البشرية للخطر وهوت إلى أدنى حالات المرض أي اللعنة والموت ، وزيادة على ذلك تدنست بقذارة الخطية وضلت وصارت في الظلام حتى أنها لم تعرفه وهو الله الحقيقي وعبدت المخلوقات دون الخالق . فكيف كان من الممكن أن تتحرر من فساد مثل هذا ؟ هل بأن تُعطى لها الألوهة ؟ كيف وهي لا تعرف على وجه الإطلاق ما هي كرامة وسمو الألوهة ؟ ... ألم تكن ( البشرية ) مقيدة بعدم المعرفة وفي الظلام ، بل ومدنسة بلطخة الخطية ؟ ... فكيف كان من الممكن أن ترتفع إلى الطبيعة الكلية النقاء ، وتحصل على هذا المجد الذي لا يستطيع أحد أن يحصل عليه إلا إذا وُهِبَ له ؟ .

دعونا نفترض أنه بالمعرفة مثلاً أو بالتعليم يُمكن الحصول على الألوهة . فمن ذا الذي سيُعلمها عن المجد الإلهي ؟ !!! لأنه كيف يؤمنوا إن لم يسمعوا ؟ (رومية 10: 14) . ولذلك فأنه غير ممكن لأي من الناس أن يرتقي إلى مجد الألوهة ، ولكن من اللائق بل من المعقول أن نعتقد أن الله الكلمة الذي به خُلقت كل الأشياء أشتهى أن يخلص ما قد هلك ، فنزل إلينا ونزل إلى ما دون مستواه حتى يرفع الطبيعة البشرية إلى ما هو فوق مستواها أي ترتفع إلى أمجاد اللاهوت بسبب الاتحاد به . لذلك كان ارتفاع الطبيعة البشرية إلى فوق بسبب التجسد مقبولاً ومعقولاً عن أن ترتفع الطبيعة البشرية إلى أمجاد اللاهوت بدون التجسد ، وأن تنال عدم التغير الخاص بالله دون أن ينزل الله إليها .

ومن اللائق أن ينزل غير الفاسد إلى الطبيعة المستعبدة للفساد حتى يُحررها من الفساد . وكان من اللائق أن الذي لم يعرف خطية يصبح مثل الذين تحت الخطية ليبطل الخطية . ففي النور تُصبح الظلمة بلا عمل . وحيث يوجد عدم الفساد يهرب الفساد . لأن الذي لم يعرف خطية ( الله ) جعل الذي تحت الخطية ( الجسد ) خاصاً به حتى تصير الخطية إلى عدم .

_____يتبع_____