المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس (13) كلمة الله الذي صار إنساناً هو المسيح يسوع


aymonded
11-04-2010, 03:22 PM
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية
[13] كلمة الله الذي صار إنساناً هو المسيح يسوع
للعودة للجزء السابق أضغط هنــــا (http://www.orsozox.com/forums/f162/t60156/)



13 – كلمة الله الذي صار إنساناً هو المسيح يسوع .
عندما نبحث في سر تدبير تجسد الابن الوحيد ، فما نقوله عنه نتمسك به ، لأنه التعليم الحقيقي والإيمان الأرثوذكسي . فالكلمة نفسه هو مولود من الله الآب ، إله حقيقي من إله حقيقي ، نور من نور ، تجسد وتأنس ، نزل من السماء وتألم وقام من بين الأموات .. لأنه هكذا حدد المجمع العظيم المقدس (مجمع نيقية المسكوني الأول 325م) قانون الإيمان .

وإذا بحثنا لكي نتعلم ما هو المعنى الحقيقي لتجسد الكلمة الذي صار إنساناً فأننا لا نذهب إلى القول بأن الكلمة عندما تجسد أتصل فقط بالطبيعة البشرية ، وأن مجرد الاتصال جعل بشريته تشاركه مجد ألوهيته وسلطانها ، أو أنه جعل بشريته تشاركه اسم الابن ، ولكن بالحري أنه صار إنساناً مثلنا واحتفظ بما له من خواص لأنه غير متغير ، بل لا يوجد فيه حتى ظل التغيير (يعقوب1: 17) . فهو تدبيرياً اتخذ لنفسه لحماً ودماً . ولكنه واحد هو الذي قبل التجسد دُعيَّ في الأسفار التي أوحى بها الله [ الابن الوحيد ] [ الكلمة ] [ الله ] [ الصورة ] [ البهاء ] [ رسم جوهر الآب ] [ الحياة ] [ المجد ] [ النور ] [ الحكمة ] [ القوة ] [ الذراع ] [ اليد اليمنى ] [ العلي ] [ الممجد ] [ رب الصباؤوت ] . وباقي الأسماء التي تخص الله وبعد التجسد دُعيَّ [ الإنسان ] [ يسوع المسيح ] [ الفادي ] [ الوسيط ] [ بكر الراقدين ] [ آدم الثاني ] [ راس الجسد أي الكنيسة ] . الأسماء الأولى تخصه لأنها أسماؤه ، وكذلك الثانية التي أخذها في نهاية الدهور . لكن الذي يحمل هذه الأسماء هو واحد الذي قبل التجسد الله الحقيقي ، وظل كذلك في تجسده ، وسيظل كذلك إلى الأبد .


لذلك لا يجب أن نُقسم الرب يسوع المسيح إلى إنسان وإلى إله بل نقول يسوع المسيح هو هو واحد ، لكن نُميز بين الطبيعتين دون أن نمزجهما .
وحتى إذا قالت الكتب المقدسة أن في المسيح حل كل ملء اللاهوت جسدياً (كولوسي2: 9) ، فأن هذه الكلمات لا تعني الانفصال ، كما لو كان الكلمة حل في إنسان اسمه المسيح ، لأننا يجب أن لا نمزق الاتحاد أو نعتقد بوجود ابنين . وحتى إذا استخدمت الأسفار المقدسة اسم المسيح وحده دون أن تشير إلى الله الكلمة ، فهذا لا يبدو بالمرة فصلاً للطبيعة البشرية التي اتخذها لنفسه وجعلها هيكله ، علينا أن نفهم طريقة التعبير عن الحقائق الإيمانية ، لأنه مكتوب في موضع آخر أن نفوس البشر تسكن (أو تحل) في بيوت من طين (أيوب4: 19) فإذا كانت أجسام البشر تُسمى [ بيوت من طين ] والنص يؤكد أن النفوس تسكنها ، فهل تستدعي طريقة التعبير هذه أن نقسم الإنسان الواحد إلى أثنين ( جسد ونفس ) ؟! أليس هذا خطأ ؟ . وإذا كانت هذه هي الطريقة المألوفة لحديث عن الموضوعات التي فيها اتحاد بين اثنين وبسبب الاتحاد يُمكن أن نتحدث عن طبيعة هي أصلاً من الطبائع المركبة ( أو الطبائع المتحدة ) كما لو كنا نتحدث عن عنصر واحد منها مع أن الواقع غير ذلك ... فأحياناً يُقال عن الإنسان أن روحه تسكن جسده ، وأحياناً تُدعى روح الإنسان ( وحدها ) أو جسد الإنسان ( وحده ) إنساناً ، وهذا ما يخبرنا به بولس الحكيم إذ يقول [ إذا كان إنسانناً الخارجي يفنى فإنساننا الداخلي يتجدد يوماً فيوماً ] (2كورنثوس 4: 16) ، والرسول يتحدث عن العلاقة بين الإنسان الخارجي والداخلي ويصفها بهذه الطريقة وهو يتحدث بالصواب لكنه لا يُقسم الإنسان الواحد إلى أثنين ( واحد داخلي والآخر خارجي ) . كذلك النبي إشعياء في موضع آخر يقول [ في الليل تبكر إليك روحي يا الله ] (26: 9) ، فهل تقوم روحه مبكرة إلى الله باعتبارها شيئاً آخر غير نفسه ؟ أليس حماقة أن نستنتج هذا ؟! ...

لذلك علينا أن نفهم طريقة الحديث عن مثل هذه الموضوعات وأن نلتزم بما هو معقول منتبهين إلى الغرض الذي يكمُن وراء هذه الأقوال .


وعلى الرغم من أنه قيل عن يسوع أنه كان [ ينمو في القامة وفي الحكمة وفي النعمة ] (لوقا 2: 52) . فأن هذا يخص التدبير . لأن كلمة الله سمح لبشريته أن تنمو حسب خواصها وحسب قوانينها وعاداتها . لكنه أراد شيئاً فشيئاً أن يعطي مجد ألوهيته إلى جسده كلما تقدم في العمر حتى لا يكون مرعباً للناس إذا بدر منه عدم الاحتياج المطلق إلى أي شيء . ومع هذا تكلموا عنه [ كيف عرف هذا الإنسان الكتب وهو لم يتعلم ] (يوحنا 7: 15) . فالنمو يحدث للجسد ، كما أن التقدم في النعمة والحكمة يتلاءم مع مقاييس الطبيعة البشرية . وهنا يلزمنا أن نؤكد أن الله الكلمة المولود من الآب هو نفسه كلي الكمال لا ينقصه النمو أو الحكمة أو النعمة ، بل أنه يعطي للمخلوقات الحكمة والنعمة وكل ما هو صالح .

وعلى الرغم من أنه قيل عن يسوع أنه تألم فأن الآلام هي أيضاً خاصة بالتدبير . وهي آلامه هو ، وهذا صحيح تماماً لأنه تألم في الجسد الذي يخصه هو . ولكنه كإله لا يتألم أي لا تقبل طبيعته الألم حتى عندما تجرأ صالبوه وعذبوه بقسوة . وعندما صار الابن الوحيد مثلنا – لأنه دُعيَّ في الأسفار التي أوحى بها الله [ بابن البشر ] ، وهذا حسب التدبير – إلا أننا نعترف أنه بطبيعته الله .

_____يتبع_____

emmmy
11-04-2010, 03:40 PM
موضوع رائع حقيقىعلى فكرة انا اكتر عقيدة فاهماها وبحبها هى عقيدة التجسد
لان العقائد بطبيعتها بصفة عامة صعبة بس التجسد
العقيدة الوحيدة اللى بحبها وممكن اتكلم فيها
اشكرك استاذ ايمن على الموضوع الجميل
والقيم جدا دة ربنا يعوضك

aymonded
11-04-2010, 04:26 PM
فرح الله قلبك وغمرك بملء سلامه يا محبوبة الله والقديسين
بصلوات أبينا المكرم القديس كيرلس الكبير عامود الدين
أقبلي مني كل حب وتقدير في شخص ربنا يسوع
النعمة تغمر قلبك سلام وحرية

aymonded
11-04-2010, 04:33 PM
لفهم معنى كلمة التدبير التي ذكرها القديس كيرلس الكبير أرجو الدخول على هذا الرابط لأنه تم شرحها بالتفصيل في القسم اللاهوتي قبلاً ، الرجاء الدخول
هنـــــــــــــــــــــــ ـا (http://www.orsozox.com/forums/f138/t1856/)