المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس (14) كلمة الله رغم أنه صار إنساناً لكنه ظل الله


aymonded
11-06-2010, 11:14 AM
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية
[14] كلمة الله وأن كان قد صار إنساناً ألا أنه ظل الله - براهين الكتب
للعودة للجزء السابق أضغط هنــــا (http://www.orsozox.com/forums/f162/t60262/)



14 – براهين من الكتب الإلهية على أن كلمة الله وأن كان قد صار إنساناً ألا أنه ظل الله .
يقول الله في موضع ما لموسى شارح الأسرار الإلهية [ وتصنع غطاء من الذهب لكرسي الرحمة من ذهب نقي طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف . وتصنع كروبين من ذهب ، صنعة خراطة تصنعهما على طرفي الغطاء . واصنع كروباً واحداً على الطرف من هنا وكروباً آخر على الطرف من هناك ... ووجهاهما كل واحد إلى الآخر نحو كرسي الرحمة يكون وجها الكروبين ] ( خروج25: 17 – 20)
هذا رمز صحيح يدل على الله الكلمة الذي تأنس إلا أنه ظل الله ، وعندما صار مثلنا من أجل التدبير لم يفقد مجده وعظمته . وعمانوئيل صار لنا [ كفارة بالإيمان ] (رومية3: 25) . وهذا يُبرهنه يوحنا أيضاً [ يا أولادي الصغار أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا . وأن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار ، وهو كفارة لخطايانا ] (1يوحنا2: 1 – 2) . وأيضاً يقول بولس [ الذي قدمه كفارة بالإيمان بدمه ] (رومية3: 25) وعلينا أن ننظر إلى الكروبين واقفين باسطين أجنحتهما على كرسي الرحمة ، وهما يتطلعان إلى كرسي الرحمة وفي نفس الوقت يثبتان أعينهما على إرادة ربهما . وحشد الأرواح السمائية يثبتون عيونهم على إرادة الله ، وكلهم لا يشبع من التطلع إلى الله . هذا المنظر الأرضي (في خيمة الاجتماع) يُذكرنا بالمنظر السمائي الذي رآه أشعياء النبي عندما رأى الابن جالساً على عرشٍ عال (6: 1) والسيرافيم يخدمونه كالله .

15 – برهان آخر ..
وموسى الإلهي قد أُقيم في القديم لكي يُحرر شعبه من ظلم المصريين ، ولكن كان من الضروري أولاً أن يتعلم الذين كانوا تحت نير العبودية أن الله تصالح معهم . لذلك أُمر موسى بأن يُجري معجزات لأن المعجزة في بعض الأوقات تُساعدنا على الإيمان . لذلك يقول موسى لله ضابط الكل [ ولكن إذا لم يصدقوني أو يسمعون لقولي ، بل يقولون لم يظهر لك الرب . فماذا أقول لهم ؟ فقال له الرب ما هذه التي في يدك ؟ فقال عصا . فقال أطرحها على الأرض . فطرحها فصارت حيه فهرب موسى منها . ثم قال الرب لموسى مد يدك وامسك بها .. ] (خروج4: 1 – 5)

لنتأمل هذا . أن ابن الله بالطبيعة وبالحق هو عصا الآب ، لأن العصا هي علامة المملكة . لأن الآب في الابن له سلطان على الكل . وفي ذلك يقول داود [ كرسيك يا الله إلى دهر الدهور . قضيب استقامة هو قضيب مُلكك ] (مزمور45: 6) . ولكنه (الآب) طرحها أو جعلها على الأرض في طبيعة بشرية . عند ذلك اتخذت (العصا) شبه الناس الخطاة ، وأصبح واضحاً أن العصا التي صارت حية ترمز إلى شر الطبيعة البشرية ، لأن الحية علامة على الشرّ . ولكي نتأكد أن ما فسرته صواباً نجد أن ربنا يسوع المسيح نفسه يقول عن رموز التدبير بالجسد أنه مثل الحية النُحاسية التي رفعها موسى لكي تشفي من عضات الحيات . لأنه يقول [ وكما رفع موسى النبي الحية في البرية ، هكذا يجب أن يُرفع ابن الإنسان حتى أن من يؤمن به لا يهلك بل تكون له الحياة الأبدية ] (يوحنا3: 14 – 15) .
والحية التي صُنعت من نحاس كانت سبب خلاص الذين كانوا في خطر ، لأنهم عندما نظروا إليها خلصوا . هكذا ربنا يسوع المسيح للذين ينظرونه وهو في شبه الناس الخطاة – لأنه صار إنساناً - ... ولكنه لا يجهل أحد أنه الله الذي يُقيم والذي يمنح الحياة والقوة للهرب من العضات الأليمة والسامة ، وأنا أقصد القوات التي تُحاربنا .

وهُناك جانب رمزي آخر : (( عصا )) موسى ابتلعت (( عصا )) السحرة التي أُلقيت على الأرض ، لأن (( العصا )) بعد أن طُرحت على الأرض وصارت حية (( لم تظل حية )) ، بل رجعت إلى ما كانت عليه . كذلك (( عصا )) الآب أي الابن الذي فيه يسود الآب على الكل صار في شبهنا – كما قلت من قبل – إلا أنه بعد أن أكمل التدبير عاد إلى السماء . فهو في يد الآب [ قضيب البرّ والملك ] (مزمور45: 6) وهو يجلس عن يمين الآب في مجده ، وله عرش الآب حتى وهو في الجسد .


_____يتبع_____