المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس (19) تابع أقوال رسولية تشهد على أن المسيح هو الله


aymonded
11-20-2010, 10:57 AM
http://img234.imageshack.us/img234/8382/540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية
[24 - 25] تابع المسيح الله الذي تجسد فعلاً حسب شهادة الكتب
تابع / أقوال رسولية تشهد على أن المسيح هو الله
للعودة للجزء السابق أضغط هنــــا (http://www.orsozox.com/forums/f162/t60728/)




24 – [ لأنه فد ظهرت نعمة الله مخلصنا لجميع الناس معلمه إيانا أن ننكر الفجور والشهوات .. منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيمومخلصنا يسوع المسيح ] (تيطس 2: 11 – 13) . هنا جهراً يوصف الرب يسوع المسيح بأنه [ الله والعظيم ] ، ذلك الذي ننتظر مجيئه المجيد فنصلي بحرارة ونعيش بالتقوى وبدون عيب . ولو كان المسيح إنساناً لبس اللاهوت فكيف يسمى (( الله العظيم )) ؟ وكيف يكون رجاؤنا فيه مباركاً ؟ والنبي أرميا يقول [ ملعون هو الرجل الذي يتكل على إنسان ] (17: 5) . ولو كان المسيح قد لبس اللاهوت فهذا لا يجعله إلهاً . وقياساً على ذلك لو دعونا كل من حل فيهم الله آلهة .. فماذا يمنعنا من عبادتهم ؟
لكن الرسول بولس يُسمي المسيح : الله والعظيم ، وأن مجيئه مبارك . وبولس أيضاً قال لليهود عن عمانوئيل [ الذين منهم الآباء والعهد والمواعيد ، ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الله المبارك إلى الأبد ] (رومية 9: 4 – 5) ، ولقد كرز بولس بإعلان إلهي .. وهذا واضح إذ يقول هو نفسه [ وبعد أربع عشرة سنة صعدت إلى أورشليم مع برنابا وأخذت تيطس معي . ولقد صعدت بإعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به ، لكن عرضته على انفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلاً ] (غلاطية 2: 1 – 2) . ونحن نعلم أن بولس بشر بالمسيح للأمم كإله ، وفي كل مكان كان يتحدث عن سرّ المسيح مسمياً إياه بالسر العظيم الإلهي . لقد صعد إلى أورشليم بموجب إعلان إلهي ، وعرض بشارته على المعتبرين أي الرسل القديسين والتلاميذ لئلا يكون قد سعى باطلاً . وعندما نزل من أورشليم وأخذ يبشر الأمم لم يصحح تعليمه ولم يُغير بشارته التي سبقت صعوده إلى أورشليم . ألم يستمر في الاعترافبالمسيح الإله ؟ بكل تأكيد ، حتى أنه يكتب قائلاً [ أني أتعجب من أنكم تنتقلون هكذا سريعاً عن الذي دعاكم إلى إنجيل آخر . ليس هو آخر ، غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح ] ثم يضيف [ لكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به فليكن أناثيما (محروماً) ] (غلاطية 1: 6 – 7) . ورغم أن الله حال في كل الذين بشرهم (بولس) إلا أنهم تركوا كل شيء ؟ . وما سبب ذلك إلا أن الرسول كرز لهم بالمسيح الإله وحده ؟!!

25 – كتب يوحنا الإنجيلي عن المسيح [ وعندما كان في أورشليم في العيد آمن به كثيرون باسمه إذ رأوا الآيات التي صنع ، لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع ولأنه لم يكن محتاجاً أن يشهد أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان في الإنسان ] (يوحنا 2: 23 – 25) .
لو كان المسيح إنساناً لبس اللاهوت ألا يكون الذين آمنوا به وباسمه في أورشليم قد خُدِعوا ؟ وكيف عرف وحده ما في الإنسان ؟ لأن الله وحده هو الذي يعرف الإنسان لأنه هو [ الذي يصور القلوب واحداً فواحداً ] (مزمور 33: 15) . ولماذا هو وحده يغفر الخطايا ؟ فهو يقول [ ابن الإنسان له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا ] (متى 9: 6) .
ولماذا هو وحده دون باقي الخلائق يجلس مع الآب على عرشه ؟ لماذا تعبده الملائكة وحده ؟ ولماذا علمنا أن نعتبر الآب [ أبانا السماوي ] لكنه تحدث عنه بطريقة خاصة به وحده ومختلفة عن الطريقة التي علمنا إياها ؟!

ربما قال أحد ما ، أن ما ذكرته من براهين يجوز أن تستخدم في مجال حلول الكلمة ( في إنسان ) . ولو كان الأمر كذلك لكان على الكلمة أن يبدأ كلامه كما يبدأ الأنبياء الذين حل فيهم الكلمة ويقول [ هكذا يقول الرب ] .. ولكنه لم يفعل ، بل عندما شرع في وضع الشريعة التي هي أسمى من الناموس أظهر سلطانه كمشرع للناموس وقال [ أما أنا فأقول لكم ] (متى 5: 22، 28، 32، 34، 39، 44) .

وكيف يقول أنه حرّ وليس مديوناً لله (متى 17: 26) ؟ .. السبب في ذلك هو انه الابن بالحقيقة . ولو كان إنساناً لبس اللاهوت ، لن يكون بطبيعته حراً ولأن الله بطبيعته حرّ فهو وحده الذي يطلب الديون في الوقت المناسب .

وإذا كان المسيح هو غاية الناموس والأنبياء ، وقيل عنه إنه إنسان لبس اللاهوت – ألا يعطي هذا فرصة للبعض أن يقولوا في سخرية ، أن غاية الناموس وبشارة الأنبياء أدت في النهاية إلى ذنب عظيم وهو عبادة إنسان ! .

لقد حدد الناموس عبادتنا لله على النحو التالي [ للرب إلهك تسجد وإياه وحده تخدم ] (تثنية 6: 13 – متى 4: 10) . ولقد كان الناموس مؤدبنا وقائدنا إلى المسيح ، وإلى معرفة أكثر سمواً من تلك التي حصل عليها الذين عاشوا في الظلال (أي في العهد القديم) . وعبادتنا لله ليست شيئاً يُستهان به حتى أننا نعبد بدلاً منه إنساناً حل الله فيه . وعلى ذلك أيهما أفضل بالنسبة للإيمان ، طالما أن المسألة هي مجرد حلول الله ، هل الأفضل أن يحل الله في السماء أم يحل في إنسان ؟ أيهما أشرف طالما أن المسالة هي مجرد حلول ، أن يحل الله في السيرافيم أم في جسد بشري أرضي ؟ ولو كان (المسيح) إنساناً لبس اللاهوت فما معنى القول [ شاركنا في اللحم والدم ] (عبرانيين 2: 14) . كيف يتحقق هذا لو كان اللاهوت قد حل في إنسان ؟ هل يكفي الحلول لأن يصبح (الكلمة) مشاركاً إياناً اللحم والدم ؟ . ولو كانت مشاركته اللحم والدم تجعل منه إنساناً على النحو الذي يفهمه المعارضون للإيمان ، فالله حل في قديسين كثيرين ، وهذا يعني أنه لم يتجسد مرة واحدة بل عدة مرات . لكن قيل عن التجسد [ أظهر مرة عند انقضاء الدهر لكي يبطل الخطية بذبيحة نفسه ] (عبرانيين 9: 26) . فلو كان الرأي المعارض صحيحاً ، فكيف تبشرنا الكتب الإلهية بمجيء واحد للكلمة ؟ !


_____يتبع_____