المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (42) ذبيحة المحرقة ذبيحة الطاعة (معنى العصيان)


aymonded
11-25-2010, 04:14 PM
دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12

42
4 - ذبيحة الصليب في ضوء ذبائح العهد القديم
ثانياً : الخمسة أوجه من ذبيحة الصليب تابع [1] الوجه الأول من أوجه الصليب
ذبيحة المحرقة ( ذبيحة الطاعة ) - עלׇה

ὁλοκαύτωμα
معنى العصيان
للرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f18/t60924/)


ذبيحة المحرقة ، ذبيحة الطاعة
أن أول وأهم وجه من أوجه الصليب هو : طاعة الابن للآب ! [ أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائرا في شبه الناس. و إذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان وضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب ] (فيلبي 2: 7 – 8)
وقبل أن نتكلم عن طاعة الابن للآب وندخل في عمق الصليب ، ينبغي أن نعرف أولاً أهمية هذه الذبيحة بالنسبة لحالة السقوط الذي تم في الخليقة ، لأنه منذ بداية حياة الإنسان حدثت مأساة تُسمى العصيان [ ἀπεὶθει – apeitheia – لا يطيع ، مُعاند ، لا يقنع ، لا يؤمن ، يعصى ، عاصي ] وممكن للمعنى أن يشمل معنى [ يضل – يفسد ] ويُفيد معنى التضليل أو الضلال والتيه والحيدان عن الطريق المستقيم وبمعنى أدق الضلال عن الحق ، وأصل الكلمة مشتق من الكلمة التي تعني [ يثق – يعتمد على ] والكلمة هنا [ عصيان ] تظهر كنتيجة عكسية للثقة والاعتماد ، والثقة عموماً تستند على أمانة الله في مواعيد عهده ، واختياره ووعده [ الرب لي فلا أخاف ، ماذا يصنع بي الإنسان ... الاحتماء بالرب خيرٌ من التوكل على إنسان ... أما الرب فعضدني ... قوتي وترنيمتي الرب وقد صار لي خلاصاً ... يمين الرب صانعة ببأس ، يمين الرب مرتفعة ... لا أموت بل أحيا وأُحدث بأعمال الرب ] (أنظر المزمور 118) ؛ [ في ذلك اليوم يلتفت الإنسان إلى صانعه وتنظر عيناه إلى قدوس إسرائيل . ولا يلتفت إلى المذابح صنعة يديه ولا ينظر إلى ما صنعته أصابعه السواري والشمسات ] (إشعياء 17: 7 – 8)
عموماً المعنى العام للكلمة [ العصيان ] باختصار تُفيد أو تحمل معنى يُقنع أو يستميل ، وذلك للتضليل والإفساد [ فلم يسمعوا لي ولم يميلوا أُذنهم بل ساروا في مشورات وعناد قلبهم الشرير وأعطوا القفا لا الوجه . فمن اليوم الذي خرج فيه آباؤكم من أرض مصر إلى هذا اليوم أرسلت إليكم كل عبيدي الأنبياء مُبكراً كل يوم ومرسلاً . فلم يسمعوا لي ولم يميلوا أُذنهم بل صَلَّبوا رقابهم أساءوا أكثر من آبائهم ] [ أنظر إرميا الإصحاح السابع بكاملة وذلك للأهمية ]

عموماً نجد أن الله أوصى آدم مُعطياً وصية واحدة لتحفظ حريته واختياره قائلاً : [ من جميع شجر الجنة تأكل وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها ... ] (تكوين 1: 16 – 17)
ولكن آدم عصى الله وكسر الوصية [ فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجُلها أيضاً معها فأكل ] (تكوين 3: 6)
وبالطبع الخليقة كلها بدورها سارت على نفس ذات الدرب في طريق التمرد والعصيان [ بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خُطاة ] (رومية 5: 19) ، وطبعاً المعصية هنا لها معنى هام وخطير لابد من فهمه بدقة وتركيز ، لأننا إن لم نفهم معنى المعصية الحقيقي وخطورته من جهة خبرتنا كبشر ، لن نقدر أن نستفيد من ذبيحة المحرقة التي قدمها ربنا يسوع بذبيحة نفسه ...
فكلمة معصية [ ἀφίστημι – aphistemi ] كفعل متعدِ يعني [ حالة تمرد ، ضلال ] ، وكفعل لازم يعني [ يخرج ، ينسحب ، يُغادر ] ، وفي اليونانية الكلاسيكية تعني يُخبأ أو يعزل من علاقة أو ينعزل عن شركة مع شخص . وتعني أيضاً أن ينقلب ضد أحدهم بسبب العصيان . وتعني في الفعل [ غير متعمد أن يعزل نفسه ] ، ولنا أن نفهم أن أحياناً الإنسان لا يقصد أن ينعزل عن الله عن قصد ، ولكن طبيعة العصيان التلقائي وعدم الطاعة ونتيجته الطبيعية هو الانعزال والانفصال ، وتعني أيضاً [ يرحل ، ينسحب من ، يستسلم ل ، تدهور ] ومن هذا الكلمة يشتق المعنى [ عصيان – ارتداد – هروب ] .

[1] المعنى العبري للكلمة في العهد القديم :
ترد كلمات فئة هذه الكلمة أكثر من 250 مرة في الترجمة السبعينية ، مترجمة لحوالي 40 كلمة عبرية مختلفة ، لهم أهمية لاهوتية خاصة ، حين يستخدمون لترجمة أشكال من الكلمة מַעַל إذ تُستخدم في التصرف بخيانة أو ضد القانون ، أو ليعصى أو يتعدى على ، أو يثور :
* التصرف بخيانة أو ضد القانون [ وقاوموا عُزيا الملك وقالوا له ليس لك يا عُزيا أن تُوقد للرب بل للكهنة بني هارون المُقدسين للإيقاد (تصرف ضد القانون) . أخرج من المقدس لأنك خُنت وليس لك من كرامة من عند الرب الإله ] (2أخبار أيام 26: 18) [ لأن الرب زلل يهوذا بسبب آحاز ملك إسرائيل أَجمحَ (ضلل) يهوذا وخان الرب خيانة (الرب أزل يهوذا بسبب آحاز ملكها الذي ضلل شعبها وخان الرب خيانة) ... وفي ضيقه زاد خيانة بالرب ، الملك آحاز هذا (وكان آحاز يزيد خيانة للرب كلما اشتد عليه الضيق) ] (2أخبار أيام 28: 19، 22)
* ليعصى يتعدى على [ في أيامه عصى أدوم من تحت يد يهوذا وملكوا على أنفسهم ملكاً ... فعصى آدوم من تحت يد يهوذا إلى هذا اليوم . حينئذ عصت (ثارت وانفصلت) لبنة في ذلك الوقت من تحت يده لأنه ترك الرب إله آبائه ] (2أخبار أيام 21: 8 و10)
* يعصى – يثور – يتمرد [ اثنتي عشر سنة استُعبدوا لكدرلعومر والسنة الثالثة عشر عصوا عليه ] (تكوين 14: 4) ، [و عصوا و تمردوا عليك و طرحوا شريعتك وراء ظهورهم و قتلوا أنبياءك الذين اشهدوا عليهم ليردوهم إليك و عملوا إهانة عظيمة ] (نح 9 : 26)

[2] معنى الكلمة في اليونانية الكلاسكية وتظهر في العهد القديم بهذه المعاني :
* تعني النقل بمعناه الواسع [ ثم نقل من هُناك إلى الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته ] (تكوين 12: 8)
* الفصل بين الأشخاص [ فأبعده شاول عنه (أبعد داود عنه) وجعله له رئيس ألفٍ فكان يدخل ويخرج أمام الشعب ] (1صموئيل 18: 13) ، [ أبعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم . لأن الرب قد سمع صوت بكائي ] (مزمور 6: 8)
* الانسحاب من علاقة أو الفك من إلزام أو من وضع [ ومن ابن خمسين سنة يرجعون (ينسحبون) من جُند الخدمة ولا يخدمون بعد ] (عدد 8: 25) ، [ من أجل ذلك ابتعد (الانسحاب من وضع) الحق عنا ولم يُدركنا العدل . ننتظر نوراً فإذا ظلام . ضياء فنسير في ظلام دامس ] (إشعياء 59: 9)


وسوف نشرح في الجزء القادم معنى العصيان الأساسي في السياق الديني وخطورة وضعه ....


_____________________
للدخول على فهرس الموضوع للمتابعة والتدقيق
أضغط : هنــــــــــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f18/t58481/)

اشرف وليم
11-25-2010, 08:04 PM
كعادتك موضوع اكثر من رائع
شكرا لتعب محبتك

aymonded
11-26-2010, 01:16 AM
ربنا يخليك يا محبوب الله الحلو
طالباً أن تصلي من أجلي لأن الموضوع صعب فعلاً ويحتاج لمجهود جبار
واحتاج لصلواتك وصلوات الجميع حتى أنتهي منه بالتدقيق
وهو موضوع مُعزي لكل نفس تفتح قلبها لتستقبل قوة خلاص الله الحلو
أقبل مني كل حب وتقدير ، النعمة معك كل حين