aymonded
12-10-2010, 08:19 PM
حياة القداسة خطوة بخطوة
الخطوة الثالثة : فلاحة النعمة
[ الحفاظ على استمرار عمل الله في داخل القلب ]
للعودة للجزء السابق - أضغط هنــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f173/t61174/)
+ حينما نعي الطريق الروحاني وهو الرب يسوع نفسه الذي قال [ أنا هو الطريق والحق والحياة ] ونبدأ ندخل إليه بالتوبة لنسير فيه ، إذ قد عرفنا أننا مزدرى وحياتنا برمتها قبيحة لا تُرضي الله ، بل ولا نستطيع مهما ما قدمنا أن نتجاوب مع قداسة الله التي لا يستطيع أحد أن يفحصها أو يعرف عمق اتساعها ، لأن الله غير مفحوص أو مدرك ولا حتى من الملائكة ، إلا في حدود إعلانه عن ذاته حسب إمكانية كل واحد ، وعمل الله فيه بالروح ليفتح ذهنه بالنور قليلاً قليلاً ليدرك أقل من أقل القليل عن الله ، لأن الله في كمال اتساعه لا يُحد ، فهو أعلن لنا عن ذاته في الابن الوحيد الذي اتخذ جسم بشريتنا ليُدخلنا إلى داخل الله ، لأنه يستحيل أن نعرف الله إلا من خلال الطريق المرسوم منه ، والطريق الذي أعده لنا هو تجسد الكلمة ، والذي من خلاله فقط نعرف الله :[ الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر (يو 1 : 18) ؛ أيها الآب البار أن العالم لم يعرفك أما أنا فعرفتك و هؤلاء عرفوا انك أنت أرسلتني (يو 17 : 25) ]
وحينما نأتي إلى الرب المسيح البار بالتوبة والإيمان الشخصي ، ندخل فيه كطريق حي نرعى فيه ونأخذ منه قوة الحياة الجديدة لنتجدد كل يوم حسب صورته هو [ أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى (يو 10 : 9) ] ، بل وتنمو فينا بذرة الحياة الأبدية التي ذرعها فينا بالمعمودية لننمو في النعمة والقامة كل يوم ونتعمق في معرفته ونتأصل في حياة القداسة والبر فيه ، ولكن بالرغم من نعمة الله المجانية والتي لا تُعطى لنا بسبب برنا الشخصي أو لأن فينا ما هو صالح ، لأن كما رأينا سابقاً أن كل أعمالنا مستحيل أن تُرضي الله ، لأن أصبح طبيعياً – بسبب السقوط وشدة الفساد – لا نقدر أن نصل لله أو نعمل أعمال بر ولا قداسة ، أما في المسيح يسوع ، وحسب الإنسان الجديد الذي نلناه بمعموديتنا تصبح أعمالنا كلها معمولة بالله ، لأننا طُعمنا في الكرمة الحقيقية بسبب التجسد [ أنا الكرمة و انتم الأغصان الذي يثبت في و أنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً (يو 15 : 5) ]
إذن في المسيح يسوع ربنا نقدر أن نعمل أعمال الله بقوة الله ، وعمل الروح القدس في داخلنا ، ولكن علينا أن نثبت في الكرمة ونُثمر لله ، فواجب علينا الآن أن نفلح حياتنا بفلاحة النعمة ، وفلاحة النعمة تبدأ بوعينا التام أنه ينبغي في كل حين نجدد العهد مع الله بالتوبة الدائمة والثقة فيه ، ومفهوم التوبة الصحيح هو لبس الرب يسوع وعدم صُنع تدبير أو تخطيط للجسد لأجل الشهوات ، أي أن نلبس قداسة المسيح الرب وبره وطهارته كل يوم ، وهذا هو عمل الله الإيجابي فينا بالروح القدس الذي يأخذ من المسيح الرب ويعطينا ، ويتم ذلك باستمرار الاعتذار عن أقل هفوة في حياتنا معترفين أمامه بخطايانا ولا نعود إليها مرة أخرى ، بل نتمسك بالرب يسوع طالبين أن يلبسنا ذاته لنتشح به ويسكن فينا بقوته لتنحل كل رباطات الخطية وتهرب الظلمة الداخلية أمام نوره المُشرق فينا :[ و النور يضيء في الظلمة و الظلمة لم تدركه (يو 1 : 5) ]
[ ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلا أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8 : 12) ]
[ أنا قد جئت نوراً إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة (يو 12 : 46) ]
فالمسيح الرب يُشرق في داخل النفس كنور مبدداً ظلام النفس ويزيل خبرتها في الشر ليرجعها لبساطتها الأولى التي شوهتها الخطية وظلمة الفساد ، وعلى الإنسان أن يحفظ نور الله في قلبه بقراءة الكلمة بوعي مع الحفاظ على صلاته بقلب محترف للتوبة الصادقة محباً لله الذي فداه وأعطاه حياه باسمه ، مستمراً في شركة الكنيسة في سر الإفخارستيا بكل نشاط وعزم لا يلين ، وهذه تُسمى فلاحة النعمة ..._____الدينونة_____
يا إخوتي لا تظنوا أن الدينونة مجرد حساب على ما نقترفه من أعمال لا تليق ، لأن وأن كان كتب أنه يُجازي كل واحد حسب أعماله ، ذلك لا من أجل الأعمال ذاتها بل من أجل أنها تظهر كثمرة عن ما في داخل النفس ، لأن كل عمل هو ناتج من الداخل ، فالعمل الخارجي يدل على البذرة الحقيقية المزروعة في داخل الإنسان ، فأن كان ما في داخلنا بذرة الحياة ، سنثمر طبيعياً ما يتفق مع الحياة التي فينا ، أي تظهر حياة الله فينا ، أما أن كانت البذرة غير صالحة فستخرج أعمال الموت ، وأنا هنا لا أتكلم عن حالة ضعف عابرة ، إنما اتكلم عن حالة دائمة مستمرة لا تتوقف ، بمعنى حياتي هي الشر والفساد والله غايب عني أو بالحري أنا غايب عن الله كشخص حي وحضور مُحيي ، وعموماً الرب كشف لنا سر الدينونة إذ قال بفمه الطاهر :[ و هذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم و أحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة (يو 3 : 19) ]
يا أحبائي لنا أن نحذر جداً من أن نحب الظلمة أكثر من النور ، ونهمل حياتنا ولا نُفَلَّح القلب فلاحة النعمة ، ليُزال كل ما في تربة القلب من شوائب تعيق بذرة الحياة أن تنمو فينا ، لأن الشوك والحسك يخنق الزرع الجيد ، ويتحول في النهاية لموت داخلي لا تسعفه حياة !!!
وأيضاً فلنحذر من أن نعتقد أننا وصلنا للكمال لئلا نتوقف عن السعي وننتفخ ونتكبر فنخسر النعمة وعمل الله في داخلنا ، لأن كما قلنا أن كل واحد يستوعب غنى وأسرار النعمة حسب قامته ونموه في الروح ، لأن الزرع الجيد يأتي بثمر بعد أن يصل للوقت المعين الذي فيه تظهر الثمار ، ونحن مهما ما وصلنا في معرفة الله مستحيل أن ندرك أعماقه ، لأن كل ما ندركه هو القليل جداً لأن الله مطلق في اتساعه ، مستحيل يدركه إنساناً مهما ما بلغ من قامة ، والكنيسة كلها كأعضاء معاً تُدرك الله لأنه حي فيها وتنبض بحياته ، فالكنيسة كلها معاً بأنبياء وأتقياء العهد القديم إلى آخر إنسان يأتي قبل مجيء الرب ، هما معاً سيدركون عظمة بهاء مجد الله في ملكوته الآتي معاً لتصل الكنيسة ككل إلى ملء قامة المسيح كما هو مكتوب : [ إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان و معرفة ابن الله إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح (اف 4 : 13) ]
وفي الجزء القادم سوف نتكلم عن الشركة والاتحاد بالعريس السماوي ؛ النعمة معكم
الخطوة الثالثة : فلاحة النعمة
[ الحفاظ على استمرار عمل الله في داخل القلب ]
للعودة للجزء السابق - أضغط هنــــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f173/t61174/)
+ حينما نعي الطريق الروحاني وهو الرب يسوع نفسه الذي قال [ أنا هو الطريق والحق والحياة ] ونبدأ ندخل إليه بالتوبة لنسير فيه ، إذ قد عرفنا أننا مزدرى وحياتنا برمتها قبيحة لا تُرضي الله ، بل ولا نستطيع مهما ما قدمنا أن نتجاوب مع قداسة الله التي لا يستطيع أحد أن يفحصها أو يعرف عمق اتساعها ، لأن الله غير مفحوص أو مدرك ولا حتى من الملائكة ، إلا في حدود إعلانه عن ذاته حسب إمكانية كل واحد ، وعمل الله فيه بالروح ليفتح ذهنه بالنور قليلاً قليلاً ليدرك أقل من أقل القليل عن الله ، لأن الله في كمال اتساعه لا يُحد ، فهو أعلن لنا عن ذاته في الابن الوحيد الذي اتخذ جسم بشريتنا ليُدخلنا إلى داخل الله ، لأنه يستحيل أن نعرف الله إلا من خلال الطريق المرسوم منه ، والطريق الذي أعده لنا هو تجسد الكلمة ، والذي من خلاله فقط نعرف الله :[ الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر (يو 1 : 18) ؛ أيها الآب البار أن العالم لم يعرفك أما أنا فعرفتك و هؤلاء عرفوا انك أنت أرسلتني (يو 17 : 25) ]
وحينما نأتي إلى الرب المسيح البار بالتوبة والإيمان الشخصي ، ندخل فيه كطريق حي نرعى فيه ونأخذ منه قوة الحياة الجديدة لنتجدد كل يوم حسب صورته هو [ أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى (يو 10 : 9) ] ، بل وتنمو فينا بذرة الحياة الأبدية التي ذرعها فينا بالمعمودية لننمو في النعمة والقامة كل يوم ونتعمق في معرفته ونتأصل في حياة القداسة والبر فيه ، ولكن بالرغم من نعمة الله المجانية والتي لا تُعطى لنا بسبب برنا الشخصي أو لأن فينا ما هو صالح ، لأن كما رأينا سابقاً أن كل أعمالنا مستحيل أن تُرضي الله ، لأن أصبح طبيعياً – بسبب السقوط وشدة الفساد – لا نقدر أن نصل لله أو نعمل أعمال بر ولا قداسة ، أما في المسيح يسوع ، وحسب الإنسان الجديد الذي نلناه بمعموديتنا تصبح أعمالنا كلها معمولة بالله ، لأننا طُعمنا في الكرمة الحقيقية بسبب التجسد [ أنا الكرمة و انتم الأغصان الذي يثبت في و أنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً (يو 15 : 5) ]
إذن في المسيح يسوع ربنا نقدر أن نعمل أعمال الله بقوة الله ، وعمل الروح القدس في داخلنا ، ولكن علينا أن نثبت في الكرمة ونُثمر لله ، فواجب علينا الآن أن نفلح حياتنا بفلاحة النعمة ، وفلاحة النعمة تبدأ بوعينا التام أنه ينبغي في كل حين نجدد العهد مع الله بالتوبة الدائمة والثقة فيه ، ومفهوم التوبة الصحيح هو لبس الرب يسوع وعدم صُنع تدبير أو تخطيط للجسد لأجل الشهوات ، أي أن نلبس قداسة المسيح الرب وبره وطهارته كل يوم ، وهذا هو عمل الله الإيجابي فينا بالروح القدس الذي يأخذ من المسيح الرب ويعطينا ، ويتم ذلك باستمرار الاعتذار عن أقل هفوة في حياتنا معترفين أمامه بخطايانا ولا نعود إليها مرة أخرى ، بل نتمسك بالرب يسوع طالبين أن يلبسنا ذاته لنتشح به ويسكن فينا بقوته لتنحل كل رباطات الخطية وتهرب الظلمة الداخلية أمام نوره المُشرق فينا :[ و النور يضيء في الظلمة و الظلمة لم تدركه (يو 1 : 5) ]
[ ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلا أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8 : 12) ]
[ أنا قد جئت نوراً إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة (يو 12 : 46) ]
فالمسيح الرب يُشرق في داخل النفس كنور مبدداً ظلام النفس ويزيل خبرتها في الشر ليرجعها لبساطتها الأولى التي شوهتها الخطية وظلمة الفساد ، وعلى الإنسان أن يحفظ نور الله في قلبه بقراءة الكلمة بوعي مع الحفاظ على صلاته بقلب محترف للتوبة الصادقة محباً لله الذي فداه وأعطاه حياه باسمه ، مستمراً في شركة الكنيسة في سر الإفخارستيا بكل نشاط وعزم لا يلين ، وهذه تُسمى فلاحة النعمة ..._____الدينونة_____
يا إخوتي لا تظنوا أن الدينونة مجرد حساب على ما نقترفه من أعمال لا تليق ، لأن وأن كان كتب أنه يُجازي كل واحد حسب أعماله ، ذلك لا من أجل الأعمال ذاتها بل من أجل أنها تظهر كثمرة عن ما في داخل النفس ، لأن كل عمل هو ناتج من الداخل ، فالعمل الخارجي يدل على البذرة الحقيقية المزروعة في داخل الإنسان ، فأن كان ما في داخلنا بذرة الحياة ، سنثمر طبيعياً ما يتفق مع الحياة التي فينا ، أي تظهر حياة الله فينا ، أما أن كانت البذرة غير صالحة فستخرج أعمال الموت ، وأنا هنا لا أتكلم عن حالة ضعف عابرة ، إنما اتكلم عن حالة دائمة مستمرة لا تتوقف ، بمعنى حياتي هي الشر والفساد والله غايب عني أو بالحري أنا غايب عن الله كشخص حي وحضور مُحيي ، وعموماً الرب كشف لنا سر الدينونة إذ قال بفمه الطاهر :[ و هذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم و أحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة (يو 3 : 19) ]
يا أحبائي لنا أن نحذر جداً من أن نحب الظلمة أكثر من النور ، ونهمل حياتنا ولا نُفَلَّح القلب فلاحة النعمة ، ليُزال كل ما في تربة القلب من شوائب تعيق بذرة الحياة أن تنمو فينا ، لأن الشوك والحسك يخنق الزرع الجيد ، ويتحول في النهاية لموت داخلي لا تسعفه حياة !!!
وأيضاً فلنحذر من أن نعتقد أننا وصلنا للكمال لئلا نتوقف عن السعي وننتفخ ونتكبر فنخسر النعمة وعمل الله في داخلنا ، لأن كما قلنا أن كل واحد يستوعب غنى وأسرار النعمة حسب قامته ونموه في الروح ، لأن الزرع الجيد يأتي بثمر بعد أن يصل للوقت المعين الذي فيه تظهر الثمار ، ونحن مهما ما وصلنا في معرفة الله مستحيل أن ندرك أعماقه ، لأن كل ما ندركه هو القليل جداً لأن الله مطلق في اتساعه ، مستحيل يدركه إنساناً مهما ما بلغ من قامة ، والكنيسة كلها كأعضاء معاً تُدرك الله لأنه حي فيها وتنبض بحياته ، فالكنيسة كلها معاً بأنبياء وأتقياء العهد القديم إلى آخر إنسان يأتي قبل مجيء الرب ، هما معاً سيدركون عظمة بهاء مجد الله في ملكوته الآتي معاً لتصل الكنيسة ككل إلى ملء قامة المسيح كما هو مكتوب : [ إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان و معرفة ابن الله إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح (اف 4 : 13) ]
وفي الجزء القادم سوف نتكلم عن الشركة والاتحاد بالعريس السماوي ؛ النعمة معكم