aymonded
12-23-2010, 05:15 PM
الثالوث واشتياقات الروح القدس
للأب صفرونيوس (2)
للرجوع لجزء الأول أضغط هنــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f173/t61959/)
4 – نحن لا نتجرد من فراغ إلى فراغ ، بل من الموت إلى الحياة ، من سلطان الشيطان إلى خدمة الرب ، من الحياة المتحجرة في الذات المائتة – بسبب انحصارها في الذات – إلى الحياة الحرة من الذات حيث تنمو بالرب ، متجهة نحوه ؛ لأننا منه وبه وإليه بقوة الروح القدس ؛ لأن الرب يسوع هو الغاية وهو الوسيلة ، هو البداية والنهاية .
ولذلك السبب يشتاق الروح القدس إلينا ، ويدفعنا بحنان ورقة وتواضع لنترك الحياة القديمة ؛ لأن الرب يسوع – كغاية – لا يدفعنا وحده ، ولكن بسبب الشركة في الجوهر الواحد غير المنقسم يشترك معه الروح القدس بنفس اشتياق الرب يسوع إلى الحياة التي ترتفع فوق ما هو طبيعي ، أي ما هو ماءت إلى ما هو حي بالروح القدس ، أي روح يسوع المسيح ابن الآب حسب الجوهر ، وابن العذراء بالروح القدس ، الذي وُلِدَ ولادة إنسانية مثل ولادتنا ، لكن مُعطياً لها البدء الجديد أي بداية الشركة في الطبيعة الإلهية بالميلاد من الروح القدس ومن العذراء والدة الإله ، وعاش حياتنا مؤكداً لنا أن الشركة الواحدة لا تنقسم ، شركة الثالوث الواحد هي ذات الشركة التي ينالها الناسوت حسب حدود الناسوت ، وحسب إرادة الثالوث الذي أشترك الناسوت في حياته عندما تجسد الابن الوحيد لكي يفتح أحضان الآب السماوي لنا .
هكذا – أيها الأحباء – أسس الرب يسوع ينبوع الحياة الجديدة كآدم الجديد ، مُعطياً لنا فيه بداية جديدة .
شوق واحد للثالوث : للآب الواهب الكل ، من الابن مُعلن الكل ، بالروح مُعطي الكل . الآب يعطي الروح لنا لكي نقبل الابن ، والابن يُعطي ذاته لنا لكي نقبل الآب ، لكي نتحرك معاً في داخل الحياة الإلهية التي فُتحت لنا بالتجسد ، وأبيدت عوائق الموت والخطية والدينونة بالصليب وبالقيامة ، وظهرت الحياة الأبدية بعطية الروح القدس .
5 – بسبب اشتياقات الروح القدس النابعة من الآب والمُعلنة في الابن يسوع مُخلص الكل ، الذي قال خذوا كلوا هذا هو جسدي ، وهو شوق الحي إلى إحياء الموتى ، وشدة المحبة التي تخلع المائتين من حفرة الموت إلى الحياة الأبدية .
هذا قيل في عُلية صهيون ويُقال في كل ليتورجية؛ لأن يسوع الذي مُسح بالروح القدس فصار المسيح الذي ينطق بقوة الروح وبشدة المسحة ، ليس لأنه احتاج لها ، بل لأنه جاء لكي يؤسس الشركة ، فوحَّد كلمته بقوة روح الحياة ، ووحد عمله بالحياة الواحدة للثالوث ؛ لأن ما عمله هو آتٍ من داخل الحياة الواحدة ، مُعلن للمائتين أي البشر الأحياء تحت سلطان الزمان ، وحسب حدود الطبيعة الأولى التي لم يرذلها الرب ، بل جاء لكي يخلصها ويرفعها من وهدة الموت والفساد إلى حياة عدم الموت . لأننا حسب الطبيعة وبسبب الخطية والدينونة (أصبحنا) خارج حياة الثالوث ، والداخل والخارج هنا ليس محسوباً بالمسافات أو الزمن ، بل هو حسب اختلاف الطبيعة ، وحسب اختلاف الخالق عن المخلوق ، وهو اختلاف استدعى " النعمة " .
_____يتبع_____
رسالة الأب صفرونيوس إلى الأب سلوانس
من كتاب الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة – الطبعة الأولى 2010
من فقرة 4 إلى فقرة 5 – من ص 218 إلى ص 220
للأب صفرونيوس (2)
للرجوع لجزء الأول أضغط هنــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f173/t61959/)
4 – نحن لا نتجرد من فراغ إلى فراغ ، بل من الموت إلى الحياة ، من سلطان الشيطان إلى خدمة الرب ، من الحياة المتحجرة في الذات المائتة – بسبب انحصارها في الذات – إلى الحياة الحرة من الذات حيث تنمو بالرب ، متجهة نحوه ؛ لأننا منه وبه وإليه بقوة الروح القدس ؛ لأن الرب يسوع هو الغاية وهو الوسيلة ، هو البداية والنهاية .
ولذلك السبب يشتاق الروح القدس إلينا ، ويدفعنا بحنان ورقة وتواضع لنترك الحياة القديمة ؛ لأن الرب يسوع – كغاية – لا يدفعنا وحده ، ولكن بسبب الشركة في الجوهر الواحد غير المنقسم يشترك معه الروح القدس بنفس اشتياق الرب يسوع إلى الحياة التي ترتفع فوق ما هو طبيعي ، أي ما هو ماءت إلى ما هو حي بالروح القدس ، أي روح يسوع المسيح ابن الآب حسب الجوهر ، وابن العذراء بالروح القدس ، الذي وُلِدَ ولادة إنسانية مثل ولادتنا ، لكن مُعطياً لها البدء الجديد أي بداية الشركة في الطبيعة الإلهية بالميلاد من الروح القدس ومن العذراء والدة الإله ، وعاش حياتنا مؤكداً لنا أن الشركة الواحدة لا تنقسم ، شركة الثالوث الواحد هي ذات الشركة التي ينالها الناسوت حسب حدود الناسوت ، وحسب إرادة الثالوث الذي أشترك الناسوت في حياته عندما تجسد الابن الوحيد لكي يفتح أحضان الآب السماوي لنا .
هكذا – أيها الأحباء – أسس الرب يسوع ينبوع الحياة الجديدة كآدم الجديد ، مُعطياً لنا فيه بداية جديدة .
شوق واحد للثالوث : للآب الواهب الكل ، من الابن مُعلن الكل ، بالروح مُعطي الكل . الآب يعطي الروح لنا لكي نقبل الابن ، والابن يُعطي ذاته لنا لكي نقبل الآب ، لكي نتحرك معاً في داخل الحياة الإلهية التي فُتحت لنا بالتجسد ، وأبيدت عوائق الموت والخطية والدينونة بالصليب وبالقيامة ، وظهرت الحياة الأبدية بعطية الروح القدس .
5 – بسبب اشتياقات الروح القدس النابعة من الآب والمُعلنة في الابن يسوع مُخلص الكل ، الذي قال خذوا كلوا هذا هو جسدي ، وهو شوق الحي إلى إحياء الموتى ، وشدة المحبة التي تخلع المائتين من حفرة الموت إلى الحياة الأبدية .
هذا قيل في عُلية صهيون ويُقال في كل ليتورجية؛ لأن يسوع الذي مُسح بالروح القدس فصار المسيح الذي ينطق بقوة الروح وبشدة المسحة ، ليس لأنه احتاج لها ، بل لأنه جاء لكي يؤسس الشركة ، فوحَّد كلمته بقوة روح الحياة ، ووحد عمله بالحياة الواحدة للثالوث ؛ لأن ما عمله هو آتٍ من داخل الحياة الواحدة ، مُعلن للمائتين أي البشر الأحياء تحت سلطان الزمان ، وحسب حدود الطبيعة الأولى التي لم يرذلها الرب ، بل جاء لكي يخلصها ويرفعها من وهدة الموت والفساد إلى حياة عدم الموت . لأننا حسب الطبيعة وبسبب الخطية والدينونة (أصبحنا) خارج حياة الثالوث ، والداخل والخارج هنا ليس محسوباً بالمسافات أو الزمن ، بل هو حسب اختلاف الطبيعة ، وحسب اختلاف الخالق عن المخلوق ، وهو اختلاف استدعى " النعمة " .
_____يتبع_____
رسالة الأب صفرونيوس إلى الأب سلوانس
من كتاب الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة – الطبعة الأولى 2010
من فقرة 4 إلى فقرة 5 – من ص 218 إلى ص 220