المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السر العظيم الذي للتقوى


aymonded
12-26-2010, 08:18 PM
قدم لنا المسيح الرب ، السر العظيم الذي للتقوى ، أي جسده ودمه : فالرب في العشاء الأخير أي قبل صلبه ، أخذ خبزاً ، شكر وبارك وكسَّر وأعطى التلاميذ قائلاً [ خذوا كلوا هذا هو جسدي ] ، وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً [ خذوا أشربوا ... هذا هو دمي ] ( أنظر مت 26: 26 – 27 ) ، [ الخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم ] (يوحنا 6: 51)


والمسيح الرب القدوس هو هو بشخصه ، كما قسم وأعطى للتلاميذ هكذا هو بنفسه يعطينا نحن من ذبيحة نفسه لكي يكون لنا حياة به وفيه ، ولنا أن نعلم بيقين الإيمان ، أنه باستدعاء الروح القدس ، يجعل القرابين الموضوعة على المذبح هي نفسها جسد الرب ودمه فعلاً بسر عظيم غير قابل للفحص أو التحليل الفلسفي أو النزول بالسر للمستوى البشري الضعيف بالتحليل العقلي أو المعملي ، كما يفعل البعض بلا وعي روحي ولاهوتي ، لأن لا تزال عيون القلب مغلقة على هذا السر العظيم الذي للتقوى !!!


فمشكلة الإيمان بالإفخارستيا ، ليست في السر ذاته ، إنما فينا نحن ، لأننا دائماً نهتم بالموضوع من جهة التفكير والتحليل والشرح العقلاني للإقناع الفكري ، دون أن نهتم بالشخص ، بالخبز وليس بالإنسان ، لأن جسد الرب ودمه اللذان أعطاهم لنا ، هما السر العظيم الذي للتقوى والحياة ، لكي نعيش بهما كخبز حي نازل من عند أبي الأنوار ليكون لنا شركة معه في سر التقوى !!!

لذلك ينبغي علينا أن لا نُحلل هذه المعجزة العظمى على غرار التحليل الكيميائي تبعاً لحواسنا أو حسب تفكيرنا واستنتاجاتنا العقلانية ، بل يجب بالأحرى أن نتهم حواسنا بأنها لا ترى المعجزة الحقيقية ، ولا تستطيع أن تبصر الحقائق السماوية في عظم مجدها الخاص ...

ولنلاحظ كمثال على ذلك ، المعجزة التي حدثت على جبل طابور في تجلي الرب المسيح البار القدوس ، فلم يتغير الرب يسوع أو يتحول لشيء آخر غير ما هو عليه فعلاً ، بل أعين الرسل هي التي انفتحت في مثل تلك اللحظة ، لمده معينة برؤيا عجيبة عظيمة أدهشتهم جداً ، فالرب لم يتغير إنما العيون انفتحت فرأوا أن هيئته تغيرت ويشع منه نور ، مع أنه هو النور فعلاً وهو قد شهد أنه هو النور الحقيقي ....

هكذا بنفس ذات الإيمان وانفتاح البصيرة ترى الكنيسة منذ تأسيس هذا السر العظيم الذي للحياة والتقوى ، أنه هو جسد ودم عمانوئيل مخلصنا ، ولا شيء غير ذلك !!!
لذلك يقول الكاهن بوضوح تام في الاستدعاء الثاني في القداس الإلهي والذي يُسمى " سر حلول الروح القدس " يقول سراً : [ ... ليحل روحك القدوس علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة ويُطهرها وينقلها ( يُصيرها ) ويُظهرها قدساً لقديسيك ]


فالمشكلة هنا هي البصيرة الداخلية ، التي حينما تُطفأ في داخل الإنسان لا يستطع أن يبصر مجد الله ، وكما حدث أيام موسى النبي الذي وضع برقعاً على وجهه بسبب أن وجه كان يشع نوراً بعد وقوفه في محضر الله ، لأن الشعب لم يحتمل الرؤيا ، فنفس ذات البرقع موضوع على قلب الكثيرين اليوم ، فلا يقدرون أن يبصروا مجد الرب على المذبح المقدس ، والسبب الخطية والإثم وعدم الرغبة في معرفة الله كشخص حي يُعطي حياة لمن يسأل ، وهذه الحياة التي يعطي هي ذاته ، أي جسده ودمه كقوة فعل حياة ونور يشع في داخلنا ، ويصير لنا سر عظيم للتقوى !!!

والتقوى هي مخافة الله ومهابته واحترامه وتقديره بحفظ الوصية والحياة به وفيه لله الآب بروح الحياة الذي يصرخ فينا بأنات لا ينطق بها معلنا لنا أننا أولاد الله في المسيح يسوع له المجد !!!


فحضور الرب في الأسرار هو حضور سري وحقيقي في آنٍ واحد معاً ، فحضوره ليس مادياً ولا روحياً ولا معنوياً ولا فكرياً ولا مجرد إيمان للتصديق الفكري العقلي ، ولا حضوراً فلسفياً ، إنما حاضر بشخصه فعلاً وبملء مجده العظيم بسر يفوق كل مدارك الإنسان وعقله وفلسفته البشرية ، وهو يُستعلن بالرؤيا والإعلان الإلهي بالإيمان الحي به ... [ ألم أقل لك إن آمنتِ ترين مجد الله ] (إنجيل يوحنا)



والسؤال المطروح اليوم ؟
لماذا الكثيرين من المسيحيين لا يتقون الله ؟!!!
لأنهم ببساطة لا يحيون بالسر العظيم الذي للتقوى ، بل يتناولون من هذا السر العظيم كعادة وبعيون مغلقة على السر وبقلب ليس فيه حب الله ، والحب بمعناه الأصيل في الكتاب المقدس حفظ الوصية والحياة كما تتفق مع إنجيل العهد الأبدي الذي بيسوع مخلصنا القدوس الصالح !!!

يا أحبائي إن أراد أحد أن يحيا بالتقوى ويعيش بقوة حياة الله ، فليتب ويأتي بإيمان حي غير مرتاب ، متقدماً أمام المذبح الإلهي ليأخذ لنفسه من الرب يسوع ذاته ، السر العظيم الذي للحياة والتقوى ، لكي يُثمر لحساب مجد الله ، ويعيش بقوة الله ، لأن من يتقدم بتوبة وإيمان ينال حياة أبدية مجاناً !!!

ومن يتقدم لا ينشغل بالسؤال كيف يكون هذا ، فلنترك هذا السؤال للفلاسفة والذين يريدون المعرفة العقلية ، أما نحن فليس لنا إلا أن نأخذ من يد الرب هذا السر العظيم لننال قوة الحياة لتسري في داخلنا ، لكي ما به نحيا ونتحرك ونوجد ...


لإلهنا القدوس الصالح ربنا يسوع المسيح الحمد والشكر والسجود والإكرام اللائق والمجد الدائم مع أبيه الصالح والروح القدس الآن وإلى الأبد آمين

اناستاسيا
12-26-2010, 10:20 PM
اشكر حضرتك لهذا الموضوع المهم جدا لحياتنا الروحية واطلب من اللة ان ننال هذا السر المقدس باستحقاق ويقين انة جسد ودم حقيقى

aymonded
12-27-2010, 12:58 AM
اشكر حضرتك لهذا الموضوع المهم جدا لحياتنا الروحية واطلب من اللة ان ننال هذا السر المقدس باستحقاق ويقين انة جسد ودم حقيقى

آمين يا محبوبة الله الحلوة ، ليعطينا الله انفتاح بصيرتنا على عظيم مجده
لنبصر ونرى عمانوئيل الحاضر معنا على المذبح المقدس يعطينا ذاته مأكل ومشرب حق
حتى نحيا به ونتحرك ونوجد على المستوى العملي والفعلي
فيسري في داخلنا قوة حياة الله فنعيش به
النعمة تملأ قلبك فرحاً وسلاماً آمين