المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد (طبيعة واحدة من طبيعتين) – إيماننا الأرثوذكسي الحي


aymonded
01-22-2011, 06:03 PM
طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد (طبيعة واحدة من طبيعتين) – إيماننا الأرثوذكسي الحي

[ بقلم القديس كيرلس الكبير – الإسكندري – عامود الدين ]




+ [ إذا قلنا أن الابن طبيعة واحدة (مجردة) ، رغم أننا نعتقد أنه تجسد ، فأن هذا يقودنا إلى الاعتراف بأنه حدث اختلاط وامتزاج ، أو أن الناسوت قد ذاب في اللاهوت ، لأن طبيعة الإنسان لا تُقارن بمجد اللاهوت ولا تقوى على احتماله ... فالطبيعة الواحدة للابن المتجسد الذي تأنس هو ما نعترف بها ، دون أن يتضمن هذا الاعتراف أي احتمال للاختلاط أو الامتزاج أو التغيير ، فهو اعتراف صحيح بالإيمان الأرثوذكسي ...

كما أنه ليس مستحيلاً على الله الذي يحب الإنسان أن يجعل الناسوت قادراً على أن يتحمل خصائص اللاهوت . وقد سبق الله وأشار إلى هذا بشكلٍ واضح عندما قدم هذا السرّ لموسى وأعطاه مثالاً على التجسد ، عندما جاء في شكل نار مشتعلة في العليقة دون أن تحترق ، مما جعل موسى يندهش من المنظر . وكيف لم تحترق العليقة التي لا تنتمي لطبيعة النار ، وكيف احتملت أغصان العليقة ألسنة اللهب ؟ كان كل هذا مثالاً للسرّ الذي أُعلن احتمال الناسوت ألوهية الكلمة ، لأنه أمام إرادته لا يوجد شيء مستحيل . ] ( المسيح واحد )



+ [ نحن نعتقد أن الابن الواحد والرب الواحد يسوع المسيح ، قبل التجسد وبعد التجسد هو واحد بعينه ، ولم يتحول الابن الواحد الذي كان الكلمة من الله الآب ، بعد ما وُلِدَ من العذراء إلى آخر ، بل هو الواحد بعينه قبل كل الدهور ، نؤمن بأنه وُلِدَ حسب الجسد من امرأة دون أن يعني هذا أن ولادته من امرأة كانت بداية ألوهيته ، أو أنه خُلق من لا شيء عندما وُلِدَ من العذراء القديسة مريم ، بل لأنه الكلمة قبل كل الدهور قيل أنه وُلِدَ منها حسب الجسد ، وذلك لأن الجسد جسده ، كما يُقال عن أي واحد فينا أن الجسد هو جسده . وحيث أن البعض يتهموننا باعتناق رأي أبوليناريوس لأننا نقول أن الكلمة الذي من الله الآب هو بطبيعة واحدة وهو الابن الواحد الذي اتحد اتحاداً كاملاً بالناسوت بدون اختلاط ولا امتزاج هو اتهامٌ باطل .

فكلمة الله اتحد بالجسد ولم يختلط بالجسد ، ولم يتم تغيير جسده إلى لاهوت ، بل أننا نرد على الذين يتهموننا بأن الله الكلمة الذي من الآب – بشكل فائق لا يُدرك ولا يُعبَّر عنه – اتحد هو نفسه بجسد له نفس عاقلة وولد إنساناً من العذراء وصار مثلنا بدون تغيير ، بل حسب المسرة الصالحة الخاصة بالتدبير ، ارتضى أن يتجسد دون أن يفقد ألوهيته ، ورغم أنه تنازل وجاء إلينا وصار في شكل العبد ، إلا أنه ظل في بهاء اللاهوت والربوبية الخاصة به ] (الرسالة إلى Saccensus )



عن كتاب المسيح واحد للقديس كيرلس الكبير
مترجم عن مجموعة الآباء باليونانية (ميني) مجلد 75 – MG75
صادر عن مؤسسة القديس أنطونيوس – مركز دراسات الآباء بالقاهرة 1987 (ص 51 – 53)

اشرف وليم
01-22-2011, 09:55 PM
شكرا لتعب محبتك
الرب يبارك حياتك

aymonded
01-22-2011, 10:04 PM
فرحك الله بغنى حلاوة مجد معرفته والتأصل في حياتنا الأرثوذكسية الموهوبة لنا من الله
بصلوات أبينا القديس الحلو محبوب الله ، القديس كيرلس الكبير
النعمة معك كل حين