المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة ثقة - تابع الثقة والإيمان بالله - الجانب التطبيقي للإيمان في حياتنا (4)


aymonded
02-11-2011, 09:18 AM
تابع / الإيمان كحياة وخبرة (الجزء 13)
تابع الثقة والإيمان بالله - أزمة الثقة الباطلة
للدخول على الجزء (3) أضغط هنــــا (http://www.orsozox.com/forums/f173/t23062/)
للدخول على فهرس الموضوع أضغط هنـــــــــــا (http://www.orsozox.com/forums/f173/t58584/)



وحينما نؤمن بقدرة الله الكلية وحكمته التي تُسَّير أمور العالم كله، نطمئن أنه لو أصاب العالم ضرر ما وأصابنا جزء منه، فالخير الذي سيتمخض عن هذا الضرر كفيل بأن يوازن الخسارة بل ويزيد بالقدر الذي يكون فيه ارتقاء وإسعاد ملايين عبر الدهور عوض خسارة ألوف في زمن محدود.[1] (http://www.orsozox.com/forums/#_ftn1)

" و الآن يا أخوتي بما إنكم انتم شيوخ في شعب الله و بكم نفوسهم منوطة فانهضوا قلوبهم بكلامكم حتى يذكروا إن آباءنا إنما ورد عليهم البلاء ليمتحنوا هل يعبدون إلههم بالحق. فينبغي لهم أن يذكروا كيف امتحن أبونا إبراهيم و بعد أن جرب بشدائد كثيرة صار خليلا لله. و هكذا اسحق و هكذا يعقوب و هكذا موسى و جميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة و بقوا على أمانتهم. فأما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب بل ابدوا جزعهم و عاد تذمرهم على الرب. فاستأصلهم المستأصل و هلكوا بالحيات. و أما نحن الآن فلا نجزع لما نقاسيه. بل لنحسب إن هذه العقوبات هي دون خطايانا و نعتقد أن ضربات الرب التي نؤدب بها كالعبيد إنما هي للإصلاح لا للإهلاك." ( يهوديت8 : 21-27 )

عموماً، الله قد أعطى الإنسان حق إخضاع المخلوقات: "وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملئوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طيور السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض" (تك1: 28)

إلا أن الرجل و المرأة اللذين آثرا الثقة بمخلوق دون الخالق، يتعلمان بالخبرة أنهما بذلك، يضعان الثقة بالكذب: "فقالت الحية للمرأة لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل" ( تك3: 4-6)

" أنتم من أب هوَّ إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ذاك كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو كل كذاب" (يو8: 44)
وهاهما يذوقان ثمار ثقتهما الباطلة :
أنهما يخافان من الله، ويستحي كل منهما من الآخر. وصارت خصومة المرأة وخصومة الأرض محفوفتين بالآلام والأوجاع. وأخيراً فإنه لا بد لهما من أن يمرا باختبار الموت: " فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عُريانان فخطا أوراق تين وصنعا لأنفسهم مآزر..فقال (آدم لله) سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عُريان فاختبأت..وقال للمرأة (نتيجة أو ثمرة عملهما) تكثيراً أُكثر أتعاب حبلك بالوجع تلدين أولاداً وإلى رجلك يكون اشتياقك وهوَّ يسود عليكِ، وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك وشوكاً وحسكً تنبُت لك وتأكل عُشب الحقل بعرق وجهك تأكل خُبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أُخذت منها لأنك تُراب وإلى التراب تعود" (تك3: 7و10و16-19)

ونجد هُنا فعلين متلازمين في منتهى الخطورة هما: فخشيت / واختبأت

خبرة مؤلمة جداً، أن يجد الإنسان نفسه عُريان، يخشى من مصدر قوته ونور حياته، بل ويهرب ويختبأ منه ، وهي نفس ذات الخبرة المتكررة لكل إنسان على وجه الأرض حتى اليوم بالرغم من تجسد الكلمة ...

ونرى أيضاً مثل أب الآباء إبراهيم، القائم على الثقة الشديدة بالله إلى حد الذبيحة:".. فقال له (الله): يا إبراهيم، فقال هاأنذا، فقال خُذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق واذهب إلى أرض المُريا وأصعده هُناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك، فبكر إبراهيم وشد على حماره وأخذ أثنين من غلمانه معه واسحق ابنه وشق حطباً لمحرقة وقام وذهب إلى الموضع الذي قال لهُ الله... فلما أتيا إلى الموضع الذي قال لهُ الله بنى هُناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط اسحق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب ثُم مدّ إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه..." (تك22: 1-3و9-10)، بالإيمان قدم إبراهيم إسحق وهو مجرب. قدم الذي قبل المواعيد وحيده" (عب11: 17)، وطبعاً قد فعل أبانا إبراهيم، فعله هذا لتأكده من أن "الله يُدبرّ"، ورغم هذا المثال الرائع والواضح للجميع، فشعب إسرائيل لا يثق بالقدير الذي خلصه، هذا الشعب القائل أنه ابن إبراهيم: " أجابوه إننا ذُرية إبراهيم.. أجابوه وقالوا لهُ أبونا هوَّ إبراهيم. قال لهم يسوع لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم " (يو8: 33و39)[2] (http://www.orsozox.com/forums/#_ftn2)


________________


[1] (http://www.orsozox.com/forums/#_ftnref1) أنظر الحدود المتسعة للإيمان بالله للقمص متى المسكين.
[2] (http://www.orsozox.com/forums/#_ftnref2) الخوف أن نكون مثل شعب إسرائيل ونقول أننا أبناء الكنيسة ولا نعمل ما يليق بأولاد الكنيسة أي أولاد الله، فحقاً إن كنا أولاد المسيح الرب وأولاد الكنيسة الذين ورثوا أمجاد الآباء وتراثهم الغني من تعاليم وأقوال فلنصنع حسناً ونكون أولاد جديرين بلقب أولاد الكنيسة ولنا تراث الآباء الذين عاشوا حقاً كما يحق لإنجيل المسيح وصنعوا ثماراً تليق بالتوبة!!!

اشرف وليم
02-12-2011, 10:09 PM
لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم

aymonded
02-13-2011, 06:53 AM
وهبنا الله ثقة الإيمان الحي بالله القدوس الحاضر معنا كل حين
ولنصلي بعضنا من أجل بعض يا محبوب الله الحلو
النعمة معك