اشرف وليم
02-23-2011, 08:59 PM
http://rock2up.co.cc/images/60537688354423126536.gif
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مقدمة في سفر حزقيال " Ezekiel "
الاختصار: حز= EZE
** محور السفر:
+ قداسه الله، الخطية، العودة إلي اللة، القادة، العبادة
+ الهيكل الجديد
+ ترقب مجئ المسيح
+ العودة بعد السبي وبعض الدينونات
+ مجد الرب
** أهم الشخصيات:
حزقيال
** أهم الأماكن:
بابل
** كاتبه:-
+ كتبه حزقيال النبي وهو مسبي في بابل .
+ ولد حوالي عام 623ق.م بأورشليم، عاصر أرميا النبي في أواخر حياته وتأثر به.
+ كان حزقيال النبي والكاهن شابا صغيرا (25 عاما ) حين حمل إلى السبي، أقام بجوار قناة خابور في تل أبيب أو بجوارها وهي غير تل أبيب الحالية، ولم تكن اورشليم بعد قد خربت ولا الهيكل هدم فظن الشعب أن المدينة والهيكل لن يصيباهما شيء وأن مدة السبي لن تطول فتمادي الكل في الشر وكان اليهود الذين في بابل يأتون إلى بيته لاستشارته (حزقيال1:8). لهذا كانت رسالة حزقيال النبي إتمام عمل أرميا وهو المناداة بالتوبة والرجوع إلى الله مؤكدا حدوث السبي النهائي وتحطيم الهيكل تماما.. وفقدان مجد الرب العظيم.
+ بقدر ما كان حزقيال يهدد بهدم الهيكل كان يعطي رجاء بقيام هيكل جديد فاتحا بصيرتهم علي عصر المسيا -العهد الجديد- حيث يعلن مجد الرب بصورة أعظم.
** حزقيال قبل السبي:
اتسمت هذه الفترة بأمرين: أولا حركة الإصلاح علي يدي يوشيا الملك عام 621 ق.م، وثانيا حالة الانتعاش النبوي، وقد تأثر بالأنبياء السابقين له مثل عاموس وهوشع واشعياء وميخا. خاصة هوشع الذي ترك بصمات علي كل إصحاح في نبواته المبكرة، كما سمع عن الانبياء المعاصرين له مثل ارميا ودانيال وناحوم وصفنيا وربما حبقوق وعوبديا.
** حزقيال في السبي:
كانت بابل في ذلك الحين في أوج عظمتها ومع كل يوم جديد يضاف إلى تاج نبوخذنصر لآلئ جديدة، وكان هذا يمثل ضغطا نفسيا علي اليهود خاصة وأنهم قد حرموا من اورشليم "فردوسهم المفقود"، لم يكن السبي في ذاته قاسيا في ذلك الحين إن استبعدنا الجانب النفسي لحرمانهم من وطنهم فقد أعطيت لهم أرض في تل أبيب ليست بعيدة عن العاصمة بكل إمكانياتها وملذاتها، لم توجد قيود علي تنظيماتهم الدينية أو المدنية فتستطيع الاسباط والعائلات أن تجتمع معا حسبما تريد ويقوم شيوخهم بالقضاء فيما بينهم وكانت الدولة تشجعهم علي التجارة وتسمح لهم بامتلاك بيوت خاصة بهم كما كان لحزقيال نفسه وكان البريد بينهم وبين أخوتهم في أورشليم ضخما ولا ينقطع.
وفي السنة الرابعة من السبي زار صدقيا ملك إسرائيل بابل وقد ازدحمت بابل ليروه قادما بمركبته وفي السنة الخامسة من السبي (حوالي عام 592 ق.م) وقبل سقوط أورشليم في المرحلة التالية من السبي بسبع سنوات انفتحت السماوات لأول مرة أمام حزقيال ليري رؤى الرب، رأي المركبة الإلهية النارية كبدء انطلاقة لتسليم حزقيال العمل النبوي في هذا الجو المُر لمدة حوالي 22 عاما (592 - 570 ق. م).
وفي السنة السادسة للسبي سمع حزقيال النبي عن ارتباط الملك صدقيا بفرعون مصر ضد نبوخذنصر (17: 15) فكتب بوضوح له ضرورة الالتزام بالقسم الذي تعهد به حتى وإن قدم إلى ملك وثني فإنه لا يليق أن يحنث به (17: 18)، وإلا سقط تحت العقاب الإلهي.
لقد أعلن أن مصير صدقيا سيكون كمصير يهوآحاز الذي أخذه فرعون نخو أسيرا إلى مصر سنة 608 ق.م (19: 4) ويهوياكين الذي أسره الكلدانيون (19: 9) إن أهوليبة (أورشليم) يكون لها ذات مصير أختها الكبرى أهولة (السامرة) وذلك بسبب خطاياها التي تفاقمت (23: 5؛ 23: 11). وفي السنة الثامنة للسبي تولي فرعون جديد Apries الحكم فدفع صدقيا دفعا للثورة ضد بابل وتم ذلك في السنة التاسعة للسبي.
وفي السنة العاشرة للسبي صارت أورشليم تحت حصار ُمر فتحققت نبوات ارميا وحزقيال وقد حدد الأخير اليوم (24: 2) وفي العام التالي حاول صدقيا الهروب ليلا فقبض عليه في أريحا وقتل أولاده أمام عينيه ثم فقئوا عينيه واقتادوه إلى بابل مقيدا هنا، لم يترك ملك بابل شيئا في مدينة داود أو هيكل الرب أو القصر الملكي إلا وقام بتخريبه، هرب البعض إلى مصر حاملين أرميا النبي وباروخ الكاتب بغير إرادتهما حيث رحب فرعون بالشعب.
لم يفقد النبي رجاءه (34: 11) فتح له الرب رؤى جديدة لأورشليم جديدة وهيكل جديد وعبادة جديدة، حقا كان نبوخذنصر في قمة مجده وعظمته وكان يهوياكين داخل السجن لكن الخلاص والعودة إلى أورشليم لم يفارقا عيني النبي (36: 11، 29، 30) (إقرأ بموقع كنيسة الأنبا تكلا نص السفر كاملاً). فقد رأي الله يقيم هذا الشعب كما يقيم الأموات واهبا العظام الجافة روحا وحياة (37).
# قدم النبي صورة رائعة للإصلاح من جوانب متعددة منها:
- الله يغفر الخطايا (36: 11، 15، 29)
- يعيد المملكتين إلى وحدة كاملة
- يدين رعاة الشعب الأنانيين ويقوم بنفسه بالرعاية (34)
- التنبؤ عن العصر المسياني (34: 23) بالعودة الروحية من سبي الشيطان والخطيئة (36: 26)
- جاءت الإصحاحات الأخيرة تمزج العمل الفني لبناء الهيكل الجديد بالرؤية النبوية والعمل الكهنوتي.
** غاية السفر:
1 - إذ سبي حزقيال استقر هناك وسط المسبيين واقتني له بيتا ليؤكد لهم طول مدة السبي كما أكد لهم بطريقة أو بأخرى صدق نبوات أرميا - دون أن يذكر اسمه معطيا صورة للدمار الذي يحل بسبب الانحراف إلى عبادة الأوثان وارتكاب الشر. لقد أكد مفارقة مجد الرب الهيكل (10: 18 - 19، 11: 23) وسقوط أورشليم (33: 21).
2 - أوضح النبي "التوبة " كطريق لاستمالة مراحم الله (18: 27).
3- العقاب ليس عن خطايا سالفة عن جيل سابق وإنما بسبب الجيل المعاصر له وقد أكد النبي أن كل نفس مسئولة عن خطاياها الشخصية لا عن خطايا الغير (18: 2 -4) كما لا يخلص أحد علي حساب آخر (14: 20) والإنسان أيضا يطالب عن موقفه الحالي لا عن ماضيه.
4- يعلن السفر عن إمكانية الله لتقديم القلب الجديد والروح الجديد لأولاده كما عزاهم بتحقيق رجوعهم في المستقبل ونزول القضاء الإلهي علي أعدائهم البغاة.
5 - يتقدم السيد المسيح كداود الجديد الذي يملك عوض الملوك الأشرار ويرد الكل إلى روح واحد، انطلق بهم السفر إلى هيكل جديد مغاير للهيكل القديم الذي اعتاد النبي أن يراه في صباه.
6 – حوي السفر نبوات تخص انقضاء الدهر والعصر السابق لنهاية العالم.
** سماته:
1 - دعي حزقيال بصانع الرمزية إذ أكثر من التمثيلات والرموز فأنه يشبه نبوخذنصر وفرعون بنسرين كبيرين ويهوياكين بفرع أرز، ونقله إلى بابل بقصف رأس فروع الأرز، ونقله إلى أرض كنعان بكرمة قصيرة الساق (حز 17: 1 - 10).
**أما الرموز النبوية فهي نوعان:
(أ) رموز عملية قام النبي بممارستها
( 37: 16، 17) حيث يقرن النبي عصوين معا إشارة إلى انضمام مملكتي أفرايم (إسرائيل) ويهوذا، ولقد كان حزقيال نفسه رمزا يقوم بدور بيت إسرائيل رمزيا ( 12: 6، 11؛ 4: 3؛ 24: 24، 27) يقوم بأدوار غريبة، فتارة يقضي أياما طويلة صامتا لا ينطق بكلمة، وأخري يمثل ما سيحل بشعبه من كوارث فينام علي جبنه الشمال 390 يوما ثم علي الجنب الآخر أربعين يوما، يأكل بوزن ويشرب بكيل، أحيانا يقص شعر رأسه ولحيته ليحرق ثلثه ويضرب الثلث بالسيف ثم يذري الثلث في الهواء، أحيانا يقطع صمته لينشد علي آلة موسيقية (33: 32)، وفي موت زوجته المحبوبة لديه لا يذرف دمعة بل يتنهد في قلبه. هكذا ربط النبي حياته بمأساة شعبه، ولعل هذا هو السبب الذي لأجله دعاة الله " ابن آدم " حوالي تسعين مرة، إذ حمل صورة مرارة الخطيئة التي تثقل بها الإنسان ابن آدم، لقد استخدم هذا التعبير ليظهر الله له ضعفه وحاجته إليه كسند له وسر نجاحه، هذا وقد دعي السيد المسيح ( ابن الانسان )حوالي 80 مرة.
(ب) رموز نظرية كالتنبؤ عن العظام اليابسة
(37: 1 - 10) وقياس أورشليم الجديدة مع هيكلها (حز 40).
2 - يعلن في هذا السفر عن اهتمامه بشعبه كأمة واحدة وعروس واحدة جماعة تعبدية لرب واحد وفي نفس الوقت لا يتجاهل الفرد فلا يلتزم أحد بثمر أخطاء غيره (18: 4، 30). فمع تعنيفه الشديد علي الخطيئة كان مملوء رجاء في أحلك اللحظات وأظلمها.
3 - يهتم هذا السفر بالطقس والعبادة الكهنوتية، وفي نفس الوقت يركز علي الحياة الداخلية.
4 - يختلف حزقيال النبي عن النبيين اشعياء و ارميا في:
أ - لم يتعامل مع حكومة يهوذا كما كان بعيدا عن القصر البابلي
ب - كان كاتبا أكثر منه متحدثا
5 - كان حزقيال نبيا متعدد الجوانب
+ ككاهن كان مهتما جدا بطهارة الطقس جنبا إلى جنب مع نقاوة الشخص، والعبادة الجماعية السليمة، والطاعة لشريعة الله، سيطرت قداسة الله علي حياته وأفكاره.
+ كنبي كشف عن خطايا إسرائيل ويهوذا والأمم، وأعلن عن تأديب الله مناديا بالتوبة كاشفا عن وعود الله خاصة في العصر المسياني .
+ كراع شارك شعب الله آلامهم.
+ كراء قد شاهد رؤى كثيرة.
+ كلاهوتي أوضح المفاهيم اللاهوتية وراء خراب أورشليم والتجديد.
+ كمخطط ديني وضع الأساس الروحي للمجتمع ما بعد السبي ليعيش كما يليق.
+ كشاعر سجل لنا قطعا أدبية رائعة ومراث مؤثرة للغاية.
+ كفنان رسم صورا كثيرة غريبة للقارئين مملوءة أسرارا، ورهيبة يصعب أحيانا تخيلها.
6 - مثل أرميا النبي يؤكد الحاجة إلى تجديد القلب "وأعطيكم قلبا جديدا وأجعل روحا جديدة في داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم وأجعل روحي في داخلكم". بالقلب الجديد ننعم بالهيكل الجديد والأرض الجديدة والحياة الجديدة. (حز 40 - 48)
** أقسام السفر ومحتوياته:
يحمل ذات التقسيم الذي لبقية الأسفار النبوية وهو ظهور قسمين متكاملين:
أولا: تهديدات والحكم بالهلاك قبل سقوط أورشليم (1-24)،
ثانيا؛ الخلاص بعد تأديب الأمم (25-48)،
أولا: تهديدات قبل سقوط أورشليم ص1 - 24
- المركبة النارية ص1(كشف الله عن مجده للتشجيع وسط الضيق)
- عمل كلمة الله ص2،3 (حزقيال يتسلم إمكانيات العمل كنبي)
- رموز خاصة بالسبي ص4، 5 (اللبنة المرسومة، الفالج أو الربط، طعام الضيق ص4 و حلق شعره ص5 مع تأكيد العقوبة)
- تحذير إلى جبال إسرائيل ص6(ينذر جبال إسرائيل مع تأكيد وجود بقية)
- اقتراب النهاية ص7(قد حان وقت التأديب).
- حال الهيكل ص8(قبل أن يؤدب يكشف ما وصلنا إليه من شر)
- جماعة المختونين ص9(البقية المحفوظة لله وسط شر الجماعة)
- المجد الإلهي يفارق الهيكل والمدينة ص10، 11
( يؤكد الله انه يترك بيته والمدينة كلها بسبب شرهم).
- تأكيد السبي ص12
- الأنبياء الكذبة وخداعهم ص13(كان الأنبياء يخدعونهم بالكلمات اللينة)
- المسئولية الفردية ص14، 18
- عود الكرم ص15(كنيسته هي الكرمة التي غرسها بيمينه)
- العروس الخائنة ص16(أجمل ما كتب عن محبة الله للإنسان)
- الكرم والنسران ص17(أحجية خاصة بالسبي)
- مرثاة على الملوك ص19(على يهوآحاز الذي سبي إلى مصر ويهوياكين)
- تمردهم المستمر ص20(مما أدي لأسر بابل)
- أنشودة السيف المدمر ص21(تخلي الله علي حماية المدينة بسبب شرها).
- خطايا يهوذا ص22
- أهولة وأهوليبة ص23(لم تتعظ أهوليبة "يهوذا" مما حدث لأختها أهولة "إسرائيل" قبلها بل ازدادت شرا).
- الحصار النهائي ص24
ثانيا؛ الخلاص بعد تأديب الأمم (25 - 48)
(1) نبوات ضد الأمم ص25- 32
إذ دخلت أورشليم في الحصار بسماح من الله لتأديبها شمتت الأمم الوثنية، بل وشارك البعض في دمارها، فإن الله الذي سمح بالتأديب يؤدب الأمم عل شرهم.
- ضد بني عمون ص25
- ضد موآب
- ضد أدوم
- ضد الفلسطينيين
- ضد صور ص26- 28 (تحدث عن الشيطان وسقوطه كرئيس صور ص28)
- ضد صيدون ص28
- ضد فرعون مصر ص29- 32
. خطية فرعون "الكبرياء" ص29
. انهزامه أمام بابل ص30
. شبه فرعون بالأرز ص31
. شبه فرعون بالتمساح ص32
أهتم بفرعون مصر لان إسرائيل كثيرا ما كانت تعتمد عليه في مواجهة بابل عوضا عن الرجوع إلى الله والاتكال عليه.
(2) نبوات عن الرجوع من السبي ص33 - 39
إذ أعلن الله تأديبه للأمم الشامتة في خراب أورشليم بدأ يحدثها عن عودتها إلى المجد.. الذي يتحقق بالتوبة والإصلاح الداخلي.
- التوبة بدء الإصلاح ص33
- رعاية الله لغنمه ص34
. نبوة ضد سعير ص35
- غيرة الله علي جبله المقدس ص36
- الله يقيم من الأموات ص37
- جوج وماجوج ص38
- النصرة النهائية ص39
هاأنذا أفتح قبوركم أصعدكم من قبوركم يا شعبي 37 : 12
(3) الهيكل الجديد ص40 - 48
لا يقدم لنا إسرائيل كدولة إنما كمجتمع كنسي روحي يقوم علي الهيكل وخدمته.. يعتبر الحديث هنا من أصعب ما كتب لكنه عذب للغاية إن أدركت رموزه الروحية، انه حديث عن المجد.
- الهيكل ص40- 43
- العاملون فيه والأعياد ص44- 46
- الأرض المقدسة ص47- 48
+ الهيكل بملحقاته وأبعاده يمثل كنيسة العهد الجديد وملامحها وإمكانياتها الجديدة في المسيح يسوع.
+ ارتبط المجد بالذبيحة، فلا مجد للكنيسة خارج ذبيحة الصليب؛ فإن الإفخارستيا هي سر مجدنا.
+ سمات المدينة الجديدة؛ (القداسة، العدل، الحق، الفرح) ص45
+ المياه المقدسة الواردة في ص47 هي المعمودية التي لا يمكن إدراكها والسمك الكثير الذي فيها هو (المؤمنون)؛ المياه شافيه وواهبة حياة.
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مقدمة في سفر حزقيال " Ezekiel "
الاختصار: حز= EZE
** محور السفر:
+ قداسه الله، الخطية، العودة إلي اللة، القادة، العبادة
+ الهيكل الجديد
+ ترقب مجئ المسيح
+ العودة بعد السبي وبعض الدينونات
+ مجد الرب
** أهم الشخصيات:
حزقيال
** أهم الأماكن:
بابل
** كاتبه:-
+ كتبه حزقيال النبي وهو مسبي في بابل .
+ ولد حوالي عام 623ق.م بأورشليم، عاصر أرميا النبي في أواخر حياته وتأثر به.
+ كان حزقيال النبي والكاهن شابا صغيرا (25 عاما ) حين حمل إلى السبي، أقام بجوار قناة خابور في تل أبيب أو بجوارها وهي غير تل أبيب الحالية، ولم تكن اورشليم بعد قد خربت ولا الهيكل هدم فظن الشعب أن المدينة والهيكل لن يصيباهما شيء وأن مدة السبي لن تطول فتمادي الكل في الشر وكان اليهود الذين في بابل يأتون إلى بيته لاستشارته (حزقيال1:8). لهذا كانت رسالة حزقيال النبي إتمام عمل أرميا وهو المناداة بالتوبة والرجوع إلى الله مؤكدا حدوث السبي النهائي وتحطيم الهيكل تماما.. وفقدان مجد الرب العظيم.
+ بقدر ما كان حزقيال يهدد بهدم الهيكل كان يعطي رجاء بقيام هيكل جديد فاتحا بصيرتهم علي عصر المسيا -العهد الجديد- حيث يعلن مجد الرب بصورة أعظم.
** حزقيال قبل السبي:
اتسمت هذه الفترة بأمرين: أولا حركة الإصلاح علي يدي يوشيا الملك عام 621 ق.م، وثانيا حالة الانتعاش النبوي، وقد تأثر بالأنبياء السابقين له مثل عاموس وهوشع واشعياء وميخا. خاصة هوشع الذي ترك بصمات علي كل إصحاح في نبواته المبكرة، كما سمع عن الانبياء المعاصرين له مثل ارميا ودانيال وناحوم وصفنيا وربما حبقوق وعوبديا.
** حزقيال في السبي:
كانت بابل في ذلك الحين في أوج عظمتها ومع كل يوم جديد يضاف إلى تاج نبوخذنصر لآلئ جديدة، وكان هذا يمثل ضغطا نفسيا علي اليهود خاصة وأنهم قد حرموا من اورشليم "فردوسهم المفقود"، لم يكن السبي في ذاته قاسيا في ذلك الحين إن استبعدنا الجانب النفسي لحرمانهم من وطنهم فقد أعطيت لهم أرض في تل أبيب ليست بعيدة عن العاصمة بكل إمكانياتها وملذاتها، لم توجد قيود علي تنظيماتهم الدينية أو المدنية فتستطيع الاسباط والعائلات أن تجتمع معا حسبما تريد ويقوم شيوخهم بالقضاء فيما بينهم وكانت الدولة تشجعهم علي التجارة وتسمح لهم بامتلاك بيوت خاصة بهم كما كان لحزقيال نفسه وكان البريد بينهم وبين أخوتهم في أورشليم ضخما ولا ينقطع.
وفي السنة الرابعة من السبي زار صدقيا ملك إسرائيل بابل وقد ازدحمت بابل ليروه قادما بمركبته وفي السنة الخامسة من السبي (حوالي عام 592 ق.م) وقبل سقوط أورشليم في المرحلة التالية من السبي بسبع سنوات انفتحت السماوات لأول مرة أمام حزقيال ليري رؤى الرب، رأي المركبة الإلهية النارية كبدء انطلاقة لتسليم حزقيال العمل النبوي في هذا الجو المُر لمدة حوالي 22 عاما (592 - 570 ق. م).
وفي السنة السادسة للسبي سمع حزقيال النبي عن ارتباط الملك صدقيا بفرعون مصر ضد نبوخذنصر (17: 15) فكتب بوضوح له ضرورة الالتزام بالقسم الذي تعهد به حتى وإن قدم إلى ملك وثني فإنه لا يليق أن يحنث به (17: 18)، وإلا سقط تحت العقاب الإلهي.
لقد أعلن أن مصير صدقيا سيكون كمصير يهوآحاز الذي أخذه فرعون نخو أسيرا إلى مصر سنة 608 ق.م (19: 4) ويهوياكين الذي أسره الكلدانيون (19: 9) إن أهوليبة (أورشليم) يكون لها ذات مصير أختها الكبرى أهولة (السامرة) وذلك بسبب خطاياها التي تفاقمت (23: 5؛ 23: 11). وفي السنة الثامنة للسبي تولي فرعون جديد Apries الحكم فدفع صدقيا دفعا للثورة ضد بابل وتم ذلك في السنة التاسعة للسبي.
وفي السنة العاشرة للسبي صارت أورشليم تحت حصار ُمر فتحققت نبوات ارميا وحزقيال وقد حدد الأخير اليوم (24: 2) وفي العام التالي حاول صدقيا الهروب ليلا فقبض عليه في أريحا وقتل أولاده أمام عينيه ثم فقئوا عينيه واقتادوه إلى بابل مقيدا هنا، لم يترك ملك بابل شيئا في مدينة داود أو هيكل الرب أو القصر الملكي إلا وقام بتخريبه، هرب البعض إلى مصر حاملين أرميا النبي وباروخ الكاتب بغير إرادتهما حيث رحب فرعون بالشعب.
لم يفقد النبي رجاءه (34: 11) فتح له الرب رؤى جديدة لأورشليم جديدة وهيكل جديد وعبادة جديدة، حقا كان نبوخذنصر في قمة مجده وعظمته وكان يهوياكين داخل السجن لكن الخلاص والعودة إلى أورشليم لم يفارقا عيني النبي (36: 11، 29، 30) (إقرأ بموقع كنيسة الأنبا تكلا نص السفر كاملاً). فقد رأي الله يقيم هذا الشعب كما يقيم الأموات واهبا العظام الجافة روحا وحياة (37).
# قدم النبي صورة رائعة للإصلاح من جوانب متعددة منها:
- الله يغفر الخطايا (36: 11، 15، 29)
- يعيد المملكتين إلى وحدة كاملة
- يدين رعاة الشعب الأنانيين ويقوم بنفسه بالرعاية (34)
- التنبؤ عن العصر المسياني (34: 23) بالعودة الروحية من سبي الشيطان والخطيئة (36: 26)
- جاءت الإصحاحات الأخيرة تمزج العمل الفني لبناء الهيكل الجديد بالرؤية النبوية والعمل الكهنوتي.
** غاية السفر:
1 - إذ سبي حزقيال استقر هناك وسط المسبيين واقتني له بيتا ليؤكد لهم طول مدة السبي كما أكد لهم بطريقة أو بأخرى صدق نبوات أرميا - دون أن يذكر اسمه معطيا صورة للدمار الذي يحل بسبب الانحراف إلى عبادة الأوثان وارتكاب الشر. لقد أكد مفارقة مجد الرب الهيكل (10: 18 - 19، 11: 23) وسقوط أورشليم (33: 21).
2 - أوضح النبي "التوبة " كطريق لاستمالة مراحم الله (18: 27).
3- العقاب ليس عن خطايا سالفة عن جيل سابق وإنما بسبب الجيل المعاصر له وقد أكد النبي أن كل نفس مسئولة عن خطاياها الشخصية لا عن خطايا الغير (18: 2 -4) كما لا يخلص أحد علي حساب آخر (14: 20) والإنسان أيضا يطالب عن موقفه الحالي لا عن ماضيه.
4- يعلن السفر عن إمكانية الله لتقديم القلب الجديد والروح الجديد لأولاده كما عزاهم بتحقيق رجوعهم في المستقبل ونزول القضاء الإلهي علي أعدائهم البغاة.
5 - يتقدم السيد المسيح كداود الجديد الذي يملك عوض الملوك الأشرار ويرد الكل إلى روح واحد، انطلق بهم السفر إلى هيكل جديد مغاير للهيكل القديم الذي اعتاد النبي أن يراه في صباه.
6 – حوي السفر نبوات تخص انقضاء الدهر والعصر السابق لنهاية العالم.
** سماته:
1 - دعي حزقيال بصانع الرمزية إذ أكثر من التمثيلات والرموز فأنه يشبه نبوخذنصر وفرعون بنسرين كبيرين ويهوياكين بفرع أرز، ونقله إلى بابل بقصف رأس فروع الأرز، ونقله إلى أرض كنعان بكرمة قصيرة الساق (حز 17: 1 - 10).
**أما الرموز النبوية فهي نوعان:
(أ) رموز عملية قام النبي بممارستها
( 37: 16، 17) حيث يقرن النبي عصوين معا إشارة إلى انضمام مملكتي أفرايم (إسرائيل) ويهوذا، ولقد كان حزقيال نفسه رمزا يقوم بدور بيت إسرائيل رمزيا ( 12: 6، 11؛ 4: 3؛ 24: 24، 27) يقوم بأدوار غريبة، فتارة يقضي أياما طويلة صامتا لا ينطق بكلمة، وأخري يمثل ما سيحل بشعبه من كوارث فينام علي جبنه الشمال 390 يوما ثم علي الجنب الآخر أربعين يوما، يأكل بوزن ويشرب بكيل، أحيانا يقص شعر رأسه ولحيته ليحرق ثلثه ويضرب الثلث بالسيف ثم يذري الثلث في الهواء، أحيانا يقطع صمته لينشد علي آلة موسيقية (33: 32)، وفي موت زوجته المحبوبة لديه لا يذرف دمعة بل يتنهد في قلبه. هكذا ربط النبي حياته بمأساة شعبه، ولعل هذا هو السبب الذي لأجله دعاة الله " ابن آدم " حوالي تسعين مرة، إذ حمل صورة مرارة الخطيئة التي تثقل بها الإنسان ابن آدم، لقد استخدم هذا التعبير ليظهر الله له ضعفه وحاجته إليه كسند له وسر نجاحه، هذا وقد دعي السيد المسيح ( ابن الانسان )حوالي 80 مرة.
(ب) رموز نظرية كالتنبؤ عن العظام اليابسة
(37: 1 - 10) وقياس أورشليم الجديدة مع هيكلها (حز 40).
2 - يعلن في هذا السفر عن اهتمامه بشعبه كأمة واحدة وعروس واحدة جماعة تعبدية لرب واحد وفي نفس الوقت لا يتجاهل الفرد فلا يلتزم أحد بثمر أخطاء غيره (18: 4، 30). فمع تعنيفه الشديد علي الخطيئة كان مملوء رجاء في أحلك اللحظات وأظلمها.
3 - يهتم هذا السفر بالطقس والعبادة الكهنوتية، وفي نفس الوقت يركز علي الحياة الداخلية.
4 - يختلف حزقيال النبي عن النبيين اشعياء و ارميا في:
أ - لم يتعامل مع حكومة يهوذا كما كان بعيدا عن القصر البابلي
ب - كان كاتبا أكثر منه متحدثا
5 - كان حزقيال نبيا متعدد الجوانب
+ ككاهن كان مهتما جدا بطهارة الطقس جنبا إلى جنب مع نقاوة الشخص، والعبادة الجماعية السليمة، والطاعة لشريعة الله، سيطرت قداسة الله علي حياته وأفكاره.
+ كنبي كشف عن خطايا إسرائيل ويهوذا والأمم، وأعلن عن تأديب الله مناديا بالتوبة كاشفا عن وعود الله خاصة في العصر المسياني .
+ كراع شارك شعب الله آلامهم.
+ كراء قد شاهد رؤى كثيرة.
+ كلاهوتي أوضح المفاهيم اللاهوتية وراء خراب أورشليم والتجديد.
+ كمخطط ديني وضع الأساس الروحي للمجتمع ما بعد السبي ليعيش كما يليق.
+ كشاعر سجل لنا قطعا أدبية رائعة ومراث مؤثرة للغاية.
+ كفنان رسم صورا كثيرة غريبة للقارئين مملوءة أسرارا، ورهيبة يصعب أحيانا تخيلها.
6 - مثل أرميا النبي يؤكد الحاجة إلى تجديد القلب "وأعطيكم قلبا جديدا وأجعل روحا جديدة في داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم وأجعل روحي في داخلكم". بالقلب الجديد ننعم بالهيكل الجديد والأرض الجديدة والحياة الجديدة. (حز 40 - 48)
** أقسام السفر ومحتوياته:
يحمل ذات التقسيم الذي لبقية الأسفار النبوية وهو ظهور قسمين متكاملين:
أولا: تهديدات والحكم بالهلاك قبل سقوط أورشليم (1-24)،
ثانيا؛ الخلاص بعد تأديب الأمم (25-48)،
أولا: تهديدات قبل سقوط أورشليم ص1 - 24
- المركبة النارية ص1(كشف الله عن مجده للتشجيع وسط الضيق)
- عمل كلمة الله ص2،3 (حزقيال يتسلم إمكانيات العمل كنبي)
- رموز خاصة بالسبي ص4، 5 (اللبنة المرسومة، الفالج أو الربط، طعام الضيق ص4 و حلق شعره ص5 مع تأكيد العقوبة)
- تحذير إلى جبال إسرائيل ص6(ينذر جبال إسرائيل مع تأكيد وجود بقية)
- اقتراب النهاية ص7(قد حان وقت التأديب).
- حال الهيكل ص8(قبل أن يؤدب يكشف ما وصلنا إليه من شر)
- جماعة المختونين ص9(البقية المحفوظة لله وسط شر الجماعة)
- المجد الإلهي يفارق الهيكل والمدينة ص10، 11
( يؤكد الله انه يترك بيته والمدينة كلها بسبب شرهم).
- تأكيد السبي ص12
- الأنبياء الكذبة وخداعهم ص13(كان الأنبياء يخدعونهم بالكلمات اللينة)
- المسئولية الفردية ص14، 18
- عود الكرم ص15(كنيسته هي الكرمة التي غرسها بيمينه)
- العروس الخائنة ص16(أجمل ما كتب عن محبة الله للإنسان)
- الكرم والنسران ص17(أحجية خاصة بالسبي)
- مرثاة على الملوك ص19(على يهوآحاز الذي سبي إلى مصر ويهوياكين)
- تمردهم المستمر ص20(مما أدي لأسر بابل)
- أنشودة السيف المدمر ص21(تخلي الله علي حماية المدينة بسبب شرها).
- خطايا يهوذا ص22
- أهولة وأهوليبة ص23(لم تتعظ أهوليبة "يهوذا" مما حدث لأختها أهولة "إسرائيل" قبلها بل ازدادت شرا).
- الحصار النهائي ص24
ثانيا؛ الخلاص بعد تأديب الأمم (25 - 48)
(1) نبوات ضد الأمم ص25- 32
إذ دخلت أورشليم في الحصار بسماح من الله لتأديبها شمتت الأمم الوثنية، بل وشارك البعض في دمارها، فإن الله الذي سمح بالتأديب يؤدب الأمم عل شرهم.
- ضد بني عمون ص25
- ضد موآب
- ضد أدوم
- ضد الفلسطينيين
- ضد صور ص26- 28 (تحدث عن الشيطان وسقوطه كرئيس صور ص28)
- ضد صيدون ص28
- ضد فرعون مصر ص29- 32
. خطية فرعون "الكبرياء" ص29
. انهزامه أمام بابل ص30
. شبه فرعون بالأرز ص31
. شبه فرعون بالتمساح ص32
أهتم بفرعون مصر لان إسرائيل كثيرا ما كانت تعتمد عليه في مواجهة بابل عوضا عن الرجوع إلى الله والاتكال عليه.
(2) نبوات عن الرجوع من السبي ص33 - 39
إذ أعلن الله تأديبه للأمم الشامتة في خراب أورشليم بدأ يحدثها عن عودتها إلى المجد.. الذي يتحقق بالتوبة والإصلاح الداخلي.
- التوبة بدء الإصلاح ص33
- رعاية الله لغنمه ص34
. نبوة ضد سعير ص35
- غيرة الله علي جبله المقدس ص36
- الله يقيم من الأموات ص37
- جوج وماجوج ص38
- النصرة النهائية ص39
هاأنذا أفتح قبوركم أصعدكم من قبوركم يا شعبي 37 : 12
(3) الهيكل الجديد ص40 - 48
لا يقدم لنا إسرائيل كدولة إنما كمجتمع كنسي روحي يقوم علي الهيكل وخدمته.. يعتبر الحديث هنا من أصعب ما كتب لكنه عذب للغاية إن أدركت رموزه الروحية، انه حديث عن المجد.
- الهيكل ص40- 43
- العاملون فيه والأعياد ص44- 46
- الأرض المقدسة ص47- 48
+ الهيكل بملحقاته وأبعاده يمثل كنيسة العهد الجديد وملامحها وإمكانياتها الجديدة في المسيح يسوع.
+ ارتبط المجد بالذبيحة، فلا مجد للكنيسة خارج ذبيحة الصليب؛ فإن الإفخارستيا هي سر مجدنا.
+ سمات المدينة الجديدة؛ (القداسة، العدل، الحق، الفرح) ص45
+ المياه المقدسة الواردة في ص47 هي المعمودية التي لا يمكن إدراكها والسمك الكثير الذي فيها هو (المؤمنون)؛ المياه شافيه وواهبة حياة.