المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة عامة ليست متخصصة في القانون الكنسي - الجزء الثالث طبيعة الكنيسة وأساس قيامها


aymonded
02-24-2011, 11:32 PM
دراسة عامة ليست متخصصة في القانون الكنسي - الجزء الثاني
للدخول على الجزء الثاني أضغط هنـــــا
(http://www.orsozox.com/forums/f37/t64406/)
(2) طبيعة الكنيسة وأساس قيامها
(أ) تمهيــــــــــد



_____تمهيد_____

+ ثبت أساس الكنيسة
وحداينة القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا
+ صلوا من اجل سلامة الواحدة الوحيدة المقدسة
الجامعة الرسولية ، كنيسة الله الأرثوذكسية
+ هذه الذي اقتنيتها لك بالدم الكريم الذي لمسيحك
احفظها بسلام وجميع الأساقفة الذين فيها ... الخ ... – القداس الإلهي



يهمنا جميعاً أن نعي بوضوح تام من هي الكنيسة وماذا تمثل لنا وما هي طبيعتها وعلى أي أساس بٌنيت ، وهل نحن منها وفيها وما هي مكانتنا فيها كشعب ورعية الله !!!

لنا أن نعي ونُدرك تمام الإدراك إن الأوصاف التي توصف بها الكنيسة ، سواء في الكتاب المقدس أو في تعاليم آباء الكنيسة المقدسة ، تُظهر بوضوح شديد أن الكنيسة ليست شكلاً آخر من أشكال تجمعات الناس مثلما هو قائم في الحياة الاجتماعية ، فليست هي تكتلات البشر أو مجرد أناس يتفقون حول فكرة أو حتى حول مجرد تعليم أو مجرد عقيدة فكريه معينة أو محدده الملامح والأوصاف ، أو انحياز لأفكار أو معلومات أو مبدأ من اختراع الناس !!!

ومن المعروف عند الجميع أن الكنيسة توصف بعدة أوصاف كثيرة متنوعة ، فهي مثلاً الحظيرة ، والبنيان ، وعروس المسيح المختارة ، ومستشفى الله ... الخ .. ، والقديس يوحنا ذهبي الفم يُعدد هذه الأوصاف قائلاً : [ للكنيسة أوصاف كثيرة : ففي مرة هي عروس ، ومرة أخرى هي ابنة ، ومرة ثالثة هي عذراء ، ومرة أخرى هي خادمة ، وأيضاً هي ملكة ، وهي بستان ، وهي ولوده ، وسوسنة الأودية ، وفي مرة أخرى توصف أنها ينبوع . فحينما تسمع هذه الأوصاف ، أحذر من اعتبارها أوصافاً لحقائق مادية ، بل حقائق روحية ] (القديس يوحنا ذهبي الفم – عن عظته عن سقوط أوتروبيوس ]
ولكن من أهم الأوصاف الجوهرية والأساسية التي توصف بها طبيعة الكنيسة ، هما وصفان محددان أساس العقيدة السليمة والتعليم الآبائي الأصيل وهما :

1 – الكنيسة أمه مقدسة أي شعب الله [ و أما انتم فجنس مختار و كهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب – 1بطرس 2: 9 ] وهذا الوصف يجسد حقيقة الكنيسة كامتداد وتحقيق لكنيسة العهد القديم ، أي شعب الله الخاص والمختار . وفيه يظهر بوضوح التساوي الكامل في الكرامة الروحية أمام الله بين كافة المؤمنين جميعاً ، وهذا هو أساس علاقة الشركة بينهما ، لأن المؤمنين الأحياء في كنيسة الله لهم شركة بعضهم مع بعض في نور الله ودم يسوع المسيح يطهرهم من كل خطية ، ويتضح ذلك باللقاء الحي بين كل عضو والآخر ، وأي تقصير في الشركة أو التغاضي عنها أو إهمالها يظهر من ذلك أن هذا العضو لا يستمد الغذاء الحي من النبع الواحد الذي يستقي منه الجميع ، وعلاقته مقطوعة مع المسيح شخصياً ، لذلك لا يقدر أن يقبل الآخر أو تنمو علاقته مع المؤمنين بالحب ...
وسوف نتعرض لهذا المصطلح بأكثر تدقيق في الجزء القادم من الشرح والتي موضوعه [ الكنيسة شعب الله الحي ] .


2 – الكنيسة جسد المسيحالواحد [ و أما انتم فجسد المسيح و أعضاؤه أفراداً – 1كورنثوس 12: 27 ] وهذا الوصف يشرح أولاً أساس تجمع المؤمنين بالثالوث القدوس ليكونوا الكنيسة جسد المسيح ، ثم علاقة الكنيسة بالمسيح كعلاقة الجسد بالرأس ، وعلاقة المؤمنين ببعضهم البعض كعلاقة الجسم بالأعضاء . وهنا يظهر التنوع والتمايز والتعدد بين الأعضاء من جهة مواهبهم والوزنات الموكولة إليهم من الله القدوس والموزعة عليهم من الروح القدس ، وكيف أن المواهب تعمل على تحقيق الوحدة بين الأعضاء من خلال التنوع والتمايز في مواهبهم المختلفة لمجد رأس الجسد الحقيقي والوحيد المسيح الرب كما قال القديس المحبوب بولس الرسول [ فأن الجسد أيضاً ليس عضواً واحداً بل أعضاء كثيرة . لأنه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد ، كذلك المسيح أيضاً ] (1كورنثوس 12: 12و 14)

وهذا هو المصطلح الثاني الذي سنتحدث عنه في الجزء الثالث من هذه الجزئية ...


+ عموماً الكنيسة هي مؤسسة إلهية في أصلها وأساسها الجوهري ، بشرية في فروعها ، لأن الأشخاص الذين تضمهم إليها ليكونوا واحداً فها ، قد طُعموا في المسيح بالمعمودية وأصبحوا آنية الله الخاصة يسكن فيهم روح الله بشخصه ليقدسهم ويطهر قلوبهم ويطبع في داخلهم ملامح ربنا يسوع ، ويعطيهم أن يتغيروا كل يوم حسب صورة خالقهم المسيح الرب لمجد الله الآب ، ويصبحوا شركاء في العمل الإلهي الواحد ليكرزوا ببشارة ملكوت الله قائلين بقوة الرب الذي يعمل فيهم [ توبوا وآمنوا بالإنجيل ] ، محققين أنشودة الكنيسة في الواقع العملي المعاش [ آمين آمين آمين بموتك يا رب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السماوات نعترف ، نسبحك ، نباركك ، نشكرك يا رب ، ونتضرع إليك يا إلهنا ] القداس الإلهي

[ كملتْ نِعَمُ إحسان ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ، اعترفنا بآلامه المُخلِّصة ، بشرنا بموته ، آمنا بقيامته وكمل السرّ . نشكرك أيها الرب الإله ضابط الكل لأن رحمتك عظيمة علينا إذ أعددت لنا ما تشتهي الملائكة أن تطلع عليه . نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر ، لكي إذ طهرتنا كلنا توحدنا بك من جهة تناولنا من أسرارك الإلهية ، لكي نكون مملوءين من روحك القدوس وثابتين في إيمانك الأرثوذكسي ، ومملوءين من شوق محبتك الحقيقية ، وننطق بمجدك كل حين بالمسيح يسوع ربنا ... ] – صلاة الخضوع للآب في القداس الباسيلي



+ عموماً نستطيع أن نركز ونقول أن ليس تجمع المسيحيين يجعل منهم كنيسة ، لأن الكنيسة ليست تجمع أفراد مهما كان شكلهم أو اتفاقهم في الفكر أو العقيدة ، بل الذي يجعل منهم كنيسة هو الاتحاد الإفخارستي ، لأن الكنيسة هي التي تجتمع باسم الرب وحوله في وحدة أعضاؤها في جسد واحد غير منفصل عن أي كنيسة محلية أخرى ، فبالعمل الليتورجي للكنيسة تشهد للثالوث القدوس وتدخل في سر الشركة العظمى مع الله القدوس الحي ، فنحن جميعاً المختلفين بعضنا عن بعض مثل أعضاء الجسد المتنوعة ، نشارك في الحقيقة الواحدة المشتركة أي الطبيعة الجديدة المستنيرة التي نلناها من المسيح الرب بموته وقيامته وهي حدث عمادنا ، ونشترك معاَ [ شعب وإكليروس ، خدام وكهنة وأساقفة ] في العمل الواحد الأساسي وهو إعطاء وإعلان المجد والكرامة لله الثالوث القدوس ، والشهادة لوحدانية الثالوث والكرازة والمناداة بالتوبة والإيمان بالإنجيل ، وهذا العمل هو الذي يضع في الوقت نفسه أساس السلام والبنيان والوحدة لكنيسة الله الواحدة ، لأن أساس وقاعدة وحدة الكنيسة الحية هي وحدانية الله القدوس الحي :[ مجداً وإكراماً ، إكراماً ومجداً للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس . سلاماً وبنياناً لكنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية . آمين ] – القداس الإلهي
وقبل أن نخوض في الشرح لهذه المصطلحات ، سندخل أولاً في شرح الفرق ما بين كلمتي [ علماني ] وكلمة [ شعب ] ، لأن هناك فرق بينهما في الاستخدام ، لأننا في الكنيسة شعب الله ولسنا علمانيين ، وهذا ما سنخوض فيه في الجزء القادم بنعمة الله



أرجو أن الكل يثابر ويتابع الموضوع بدقة ، أولاً بأول لأنه موضوع رائع يخص حياتنا وإيماننا لنعي ما هي أرثوذكسيتنا ومن نحن وما هو دورنا وماذا تمثل الكنيسة لنا ، صلوا من أجلي ؛ النعمة معكم

emmmy
02-25-2011, 06:20 PM
وقبل أن نخوض في الشرح لهذه المصطلحات ، سندخل أولاً في شرح الفرق ما بين كلمتي [ علماني ] وكلمة [ شعب ] ، لأن هناك فرق بينهما في الاستخدام ، لأننا في الكنيسة شعب الله ولسنا علمانيين ،

مرسى يا استاذ ايمن على السلسة الحلوة دى
وارجوك توضيح هذا الجزء بدقة اكتر شوية من فضلك

aymonded
02-26-2011, 12:20 AM
هانوضح الفرق بإذن يسوع بوضوح شديد في الجزء القادم [ الذي ساضعه غداً السبت 27/2/2011 ] لأهميته القصوى في التحديد والفرق بين الكلمتين على ضوء التقليد الكنسي لأنه هام للغاية ويحتاج لموضوع منفرد ، أقبلي مني كل تقدير لشخصك المحبوب في الرب ، النعمة معك كل حين