المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وما ذنبي أنا؟


wassem1000
02-26-2011, 10:58 AM
وما ذنبي أنا؟
أيُّها المسيحيُّ، َأينَ َأخوك؟
فهوَ ليسَ في الكنيسة. ولا يبدو َأنَّ لهُ علاق ً ة معَ حياةِ الله. فلماذا لا ﺗﻬتمّ؟ َألا تسَألُ نفسَك، َأينَ
َأخوكَ؟ َألا تَشغَلُكَ حاَلتُهُ الروحيَّةُ والجسديَّة؟
. هل مِنَ الممكِ ِ ن َأن يكو َ ن قد هَجَرَ بيتَهُ وهوَ الآ َ ن مُتورِّطٌ بأُمورٍ غ ِ ير قانونيَّة؟
. ربما يكونُ يائسًا؟
. ربما يكونُ عَالًقا في فِخا ِ خ الهراطقةِ َأو الضلا ِ ل َأو السح ِ ر َأو عبادةِ الشيطان؟
. لعلَّهُ يَرتادُ أَماكِنَ السُّوءِ ولا يَستطيعُ َأن يبتعدَ عنها، وهُناكَ يُضيِّعُ كلَّ حيويَّةِ شباِبه؟
. ربما يكونُ مُتأثِّرًا بِإحدَى التيَّاراتِ الفلسفيَّةِ الملحدةِ َأو َأنَّهُ مُنخرِطٌ بالمافيات؟
َأينَ َأخوك؟
سؤَالٌ مُبكِّتٌ ومُحرجٌ لنا نحنُ الذينَ نعيشُ الحياَة الدينيَّ َ ة مُكتفينَ ِبذواتِنَا ومُتغطرسينَ.
َأ ي ن أَخوكَ يا تُرى؟
. هوَ، على الدَّوام، غيرُ موجودٍ في بيتِ الله. ولا نَراهُ في طريقٍ مُستقيمة.
. ربما هوَ بعيدٌ ج  دا، ميتٌ ع ِ ن الإيمان؟
. لعلَّكَ َأنتَ المسؤولُ عَن مَوتِهِ الرُّوحيّ؟
َأينَ َأخوكَ؟
سؤالٌ توجِّهُهُ المحبَّةُ ِبشدَّةٍ، ولكنَّ اللامبالاَة تجعلُهُ كابوسًا. نحنُ مُضطرِّو َ ن َأن نُجيبَ على المحبَّة،
التي تَسَألُنا. ولكن لِسُوءِ الح ّ ظ، نُغلِقُ َأذانَنَا ع ِ ن السَماع. وبالطب ِ ع نحنُ جاهزو َ ن ليسَ فقط لأَن نُبرِّرَ
َأنفسَنَا، بَل َأن نحتجَّ َأيضًا على أُولئِكَ، الذينَ يُعكِّرو َ ن صَفوَ حياتِنا الدينيَّةِ ِب َ طر ِ ح هذا النَّو ِ ع مِنَ
الأَسئِلة. وَلكن كيفَ نُواجِهُ ُأولئكَ الذينَ يُلقو َ ن علينَا مَسؤوليَّةَ ضَيا ِ ع ِإخوتِنا في الإنسانيَّة:
ما َ ذنبُنا نحنُ في سوءِ حالةِ الآخَ ِ ر وابتعادِه؟
. ِب ُ كلِّ تأكيد، نحنُ مُذنبو َ ن ِ جدا.
. نحنُ مُذنبون، طالما لا نملِكُ المحبَّة.
. نحنُ مُذنبون، بما أنَّنا كُسالى تَبشيريا. تَقصيرُنا وتقاعُسُنا و َ كسلُنا الروحيُّ هو بالعم ِ ق قساوةٌ وعدمُ
ِإنسانيَّة.
هكذا يُعلِّمُ الذهبيُّ الفَ ِ م الإِلهيّ: "لهذا كلُّ شيءٍ يَضطربُ بسب ِ ب لا مُبالاتِنا وعَدَ ِ م ِإنسانيَّتِنا وتقص ِ يرنا".
. ليسَ المذنبُ فقط ذاكَ الذي يَرفعُ سِكِّينًا ويقتلُ الآخر.
. المذنبُ هو ذاكَ الذي يُسلِّحُ يدَ اﻟﻤﺠِ رم. ذاكَ الذي، بشكلٍ َأساسيّ، يُسلِّحُ َأيدي فاعل ِ ي الشرِّ
واﻟﻤﺠرمينَ، هو عدمُ مُبالاةِ المدعوِّينَ صالحين، وخمولُ المعتَبَرينَ مسيحيِّين. غِيابُ المحبَّةِ يَفتحُ الطريقَ
بكلِّ رَحابةٍ لارتِكا ِ ب الجريمة.
. المذنبُ هو ذاكَ الذي لا ينت ِ زعُ السِّلاحَ في الوقتِ المناسِ ِ ب مِن يَدِ القاتِل. ونَزعُ السِّلا ِ ح يَصيرُ
بالاهتما ِ م الدؤو ِ ب والاحتجاج.
. المذنبُ هو َأيضًا ذاكَ الذي، يُوجِّهُ الضَّربةَ القاضي َ ة للضحيَّة. ففي مَثَ ِ ل السام ِ ريِّ الشَّفو ِ ق المعروفِ، لم
يك ِ ن اللصوصُ هُم المذنبين، بل ذينك الشخصين، الكاهنَ واللاوي، وكِلاهُما شخصيَّةٌ دينيَّة. ِبعدَ ِ م
مُبالاﺗﻬمَا، واكتفائِِ هما بذاﺗﻬِما، والأنانيَّةِ التي لا حُدودَ لها َأرادا َأن يُوجِّهَا الضَّربةَ القاضي َ ة لِلمُساف ِ ر
المش ِ رفِ على الموت.
نحنُ لنا حِصَّةٌ مِنَ المسؤوليَّةِ عَن ُ كلِّ ظُلمٍ يحدثُ في العالم.
. نُذنبُ على الأَكثر، عندما نعملُ، ِبطريقةٍ غ ِ ير مباشرة، ضدَّ ِإخوتِنا. عندما نُهينُ الآخرين، الذين هم
صورةُ الله.
. مراتٍ كثيرة، لا نسنُّ سكِّيننَا لنَذبَحَ بهِ الآخرين، ولكنِّنا نُرهفُ السيفَ الذي نمل ُ كهُ في فمِنَا، َأي
لسانَنا. فيمَا يتعلَّق بالموضوع، يَقولُ القدِّيسُ يوحنَّا الذهبيُّ الفم:
"لا نُرهَفنَّ لسانَنَا، الواحدُ ضدَّ الآخر، ولا نَتلفَّ ْ ظ بَأقوالٍ تُؤذي الآخر... لأَنَّهُ ما الفائِدَةُ منَ الصَّو ِ م
َأو مِنَ السَّهرانيَّة، عندما يَس َ كرُ لِسانُنَا ويَأكلُ على مائِدةٍ أَكثرَ رجاسَ ً ة مِن طاولةٍ عليها لحومُ
الكلاب؟
وماذا نجني عندَما يَصيرُ لسانُنَا سَفَّاحًا ويَرشِقُ ِإهاناتٍ وشتائِم، ويتحوَّلُ الَفمُ ِإلى مِزراب، وِإلى َأسوَأ
وأَوسخَ مِن َ ذلك؟".
ولكن ماذا نَستطيعُ َأن نفعل؟ َأنقِفُ حُرَّاسًا لإخوتِنا؟ وهَل سَنقومُ نحنُ بحراستِِ هم؟
. نَعم، َأنتَ حارِسُ َأخيك، طالما َأنَّ مُشكَلتَهُ هي مُشكلتُكَ َأنت. َأنتَ حارسُ َأخيك، بما َأنَّ أَخاكَ ليسَ
غريبًا، لا بل َأنتَ هو. ِإذا فُقِدَ َأخوك، َفستكونُ َأنتَ المسؤول، لأَنَّكَ لم تَكُن حارسًا يَقِ ً ظا في مِرصَدِ
المحبَّة.
امرأةُ المث ِ ل الإنجيليِّ َقلبَت بيتَهَا رأسًا على عقِب لِتجدَ الدّرهَمَ الضَّائِع. نحنُ لا نقلِبُ العا َ لم رأسًا على
عقِب، ولا حتى نكلِّفُ ذواتِنا لنبادرَ بحركةٍ صغيرةٍ جدا لِنعثُرَ على َأخينَا المفقود، َأخينا الذي قيمتُهُ
الشخصيَّةُ لا تُقدَّرُ بثمنٍ طالما َأنَّ المسيحَ قد صُلِبَ لأَجلِه. َفنسَأل:
ما عسانا نفعل؟ المسيحُ يُطوِّبُ المرأَة التي َأضاءَت مِصباحَهَا وفتَّشَت ِبنشاطٍ حتى وَجدَت الدّرهَمَ
.(٣ : الضَّائِع" (لو ١٥
. َفلنُشعِ ْ ل مِصباحَ المحبَّةِ ِبنشاط.
. ولنَتَحرَّكْ ﺑﻬمَّةٍ في كلِّ البيتِ واﻟﻤﺠتمع، بحركةِ اهتمامٍ غ ِ ير مُتَوقَّعَة.
. ولنطلُبْ بجِدِّيَّةٍ وصلاةٍ مُتَّقدَة.
وعندما نعملُ جادِّين في طلَ ِ ب الآخَ ِ ر ونحصدُ نتيج ً ة حسنة، ِإذ ذاكَ نقدِرُ َأن نَفرَح، وَأن نَدعوَ
آخرينَ ليُشاركونَنَا الفرَح. فليسَ من عيدٍ في الكنيسةِ مث َ ل عيدِ العُثوِر على أشخاصٍ ضالِّينَ وخلاصِِ هم.
ويتراَفقُ تعييدُها مع تعييدِ الملائكة.
من كتاب "هل تعرفُ ماذا تعني المحبة؟"
للأرشمندريت دانيال آيراكي
&
دير رقاد والدة الإله – حمَطوره
© ٢٠١٠

aymonded
02-26-2011, 02:57 PM
أشكرك حقيقي يا اروع أخ غالي على هذه الكلمة الرائعة
وقد نقلتها لهذا القسم لأنها هامة بالنسبة له وتعتبر تنبيه خاص للجميع
من أجل روح المحبة ووصية ربنا يسوع والتي نحتاج أن نحيا بها عملياً في حياتنا اليومية
أقبل مني كل حب وتقدير لشخصك المحبوب في الرب
النعمة معك