aymonded
04-22-2011, 12:51 AM
يوم الخميس يوم السر العظيم
سر الإفخارستيا وسر غسل الأرجل
وصلاة جسثيماني واختتام اليوم بقبلة القلب الغاش
ترتيب الطقس اليهودي والشكل العام لترتيب الفصح وتنظيمه
للعودة للجزء الثالث أضغط هنـــــــــــــــــا
(http://www.orsozox.com/forums/f109/t66280/)
تعليقات وبعض التوضيح بالنسبة ليوم الخميس الكبير
قبل أن نضع بعض الملامح العامة للخميس الكبير ، نوضح أولاً بعض النقاط التي لم نوضحها في الجزء السابق ، وهو ذكر أنواع الأعشاب المُرة التي توضع على المائدة والخليط الحلو والفطير ، لأننا لم نذكرهم بالتفصيل لكي لا يتشتت قارئ الموضوع ، فقلت أن أضعها منفصلة :
[1] أنواع الأعشاب المُرّة : كانت توضع ثلاثة أنواع من الأعشاب ، اثنان يُمكن تمييز مرارتهما وهما : جذر الفجل الحار ويُسمى بالعبرية [ Chazereth ] ، أوراق فجل عذب وتُسمى بالعبرية [ Maror ] . أما النوع الثالث من الأعشاب المُرة ، هو حزمة من الجرجير والمقدونس . وكل هذه الأنواع مع بعضها تُصنف بالعبرية تحت اسم [ Karpas ] . ويقول بعض الرابيين القدماء : [ عند تذوق الجرجير يبدو في البداية حلواً ثم بعد ذلك تكون فيه المرارة . هكذا تعامل المصريون مع أجدانا في مصر : في البداية اسكنوهم في أحسن موقع في مصر وأكرموهم ، لكن بعد ذلك مرروا حياتهم ]
[2] خليط لونه أسمر محمر ، وهو مكون من : تفاح مهروس مع البندق والقرفة والزبيب والخمر وهذا الخليط يُسمى بالعبرية [ Charoseth ] وهذا الخليط ، يرمز إلى الطين الأحمر لأرض مصر أو اللبن الذي استخدمه العبرانيون لبناء بيوت ومدن لفرعون مصر ، وسأل أحد اليهود مُعلمه قائلاً : لون خذا الخليط يرمز إلى مرارة السُخرة في أرض مصر ، لماذا طعمه حلو ؟ فأجاب مُعلمه : لو أننا نعلم أن خلاصنا سيُقدم في هذه الليلة ، فوقتئذ حتى مرارة السُخرة تكون حُلوة .
[3] الفطير [ Matzo ] : هذا الخبز كان عبارة عن شرائح رقيقة مُسطحة [ تُشبه خبز الذرة في صعيد مصر ] وتكون مستديرة أو مستطيله [ لا يقل الضلع الصغير عن سبع بوصات ] ، وهذه الشرائح عليها صفوف من الثقوب الصغيرة جداً ، وهذا الخبز الخالي من الخميرة يُشير إلى طبيعة المسيح الخالي من الخطية ، والثقوب الموجودة على شريحة الفطير تُشير إلى إشعياء النبي 53: 5 [ وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا ... وبحبره (جراحاته) شُفينا ]
عموماً أحداث هذا اليوم تتلخص في النقاط الآتية :
وليمة الفصح
غسل الأرجل
العشاء الأخير أو العشاء السري
الخطاب الوداعي الأخير وصلاة الرب يسوع للآب
الخروج لجسثيماني
القبض على يسوع
طبعاً لا ننسى أن في أثناء هذه الأحداث أشار الرب لمُسلمه والذي دخله الشيطان وخرج من وسطهم لكي يرشد اليهود لمكانه فيرسلون حراس الهيكل وجند الرومان معه ويسلمه إليهم بالقبلة المشهورة ، وأيضاً لا ننسى إنباء يسوع لبطرس أنه سينكر مُعلَّمه ثلاثة مرات قبل أن يصيح الديك وينتبه لصياحه وذلك رداً على بطرس الذي قال [ إن شك فيك الجميع فانا لا أشُك ]
أقدم العادات التي شاعت عن طقس خميس العهد أو الخميس الكبير
في العصور المسيحية الأولى وحتى القرن السابع الميلادي – وعلى الأخص كنيسة شمال أفريقيا – شاعت عادة أفريقية وهي أكل الشعب يوم الخميس الكبير بعض الأطعمة الشهية بعد أن يكون قد مضى عليهم مُدَّة طويلة وهم لا يذوقون فيها إلا أنواع بسيطة من الطعام كالخبز والماء وبعض الخُضر والحبوب بدون زيت أو خمر ، ثم يحتفلون بخدمة القداس الإلهي ويتناولون من الأسرار المُقدسة ، وذلك إقتداءً بما فعله يسوع في يوم الخميس الكبير ، عندما تناول أولاً العشاء حسب العادة ، ثم أعطى الأسرار الإلهية للتلاميذ ، ويظهر أن هذه العادة قد شيعت قبل المجمع المسكوني الثاني سنة 381م ، لأن مجمع اللاذقية (341 – 381م) الذي عُقِدَ قبله أنتقد هذه العادة بشدة ، إذ يقول القانون رقم (50) لهذا المجمع المقدس [ لا يجوز حَلَّ الصيام الكبير يوم الخميس من الأسبوع الأخير ، أعني يوم الخميس الكبير المقدس . ففي ذلك احتقار وخرق للصوم كله ، بل يجب أن نصوم كل فصل الصيام الكبير ... ] ، وبالطبع توجد مجامع وكتابات للآباء أكدت على الصوم في هذا اليوم وهذه مقتطفات للقديس أغسطينوس بدون أن ندخل في تفاصيل كثيرة أو نعرض كل الكتابات الآبائية حيث يقول متفقاً في ذلك مع كل آباء الكنيسة قائلاً : [ أنه تكريماً لسر عظيم كهذا ، يجب أن يُؤخذ جسد الرب قبل كل طعام يتناوله المسيحي بفمه . ] ورجاء مراجعة [ رسالة كورنثوس الأولى 12: 33 – 35 ]
_______________
بالطبع بسبب ضيق الوقت لا أقدر أن أفي هذا اليوم العظيم حقه من شرح وتعليق لأنه يوم حافل بالكنوز الروحية العظيمة جداً والتي سنظل أيام عمرنا كله ولكل جيل يأتي نأخذ منه ونشبع ونرتوي ولا نتوقف إلى القبر ، لأن فيه كنوز أبدية لا تُقاس مهما ما تحدثنا عنها وتذوقنا منها ، لأنها طعام قوي للجميع وفيه شفاء وخلاص لكل من يأتي لهذا اليوم بهيبة واستعداد ليأخذ ويشبع ويعطي للآخرين من الخبرات والكنوز الذي حملها منه ...
واعذروني لاختصاري الشديد في أربعة أجزاء لأن الموضوع طويل ولو كتبته باستفاضة سأظل السنة كلها أكتب ولن أنتهي قط ، ولو أني لم أذكر أشياء كثيرة جداً بالنسبة لطقس اليهود قديماً وحديثاً بالتفصيل ، ولم أذكر أحداث هذا اليوم تفصيلياً ولم أكتب كل شروحاته وتفسيراته وأيضاً لم أتعرض لصلاة جسثيماني ولم اشرحها لأن ما فيها أعظم من أن يُشرح ، ولكن سأشرحها بقدر استطاعتي وحسب كتابات الآباء وخبراتهم فيما بعد لأنها تحتاج لمجهود جبار مع صوم وصلاة ، وأيضاً لم أتحدث عن ساعات التسليم وقبلة يهوذا وكل التفاصيل والأحداث ، فأرجو أن تسامحوني على ذلك إلى أن نكتب بحث تفصيلي في يوم من الأيام ...
قوة خلاص النفس ربنا يسوع يعطيكم فهماً وخبرة من كنوز مجده ، وسلامه الفائق يملأ قلوبكم مسرة آمين
سر الإفخارستيا وسر غسل الأرجل
وصلاة جسثيماني واختتام اليوم بقبلة القلب الغاش
ترتيب الطقس اليهودي والشكل العام لترتيب الفصح وتنظيمه
للعودة للجزء الثالث أضغط هنـــــــــــــــــا
(http://www.orsozox.com/forums/f109/t66280/)
تعليقات وبعض التوضيح بالنسبة ليوم الخميس الكبير
قبل أن نضع بعض الملامح العامة للخميس الكبير ، نوضح أولاً بعض النقاط التي لم نوضحها في الجزء السابق ، وهو ذكر أنواع الأعشاب المُرة التي توضع على المائدة والخليط الحلو والفطير ، لأننا لم نذكرهم بالتفصيل لكي لا يتشتت قارئ الموضوع ، فقلت أن أضعها منفصلة :
[1] أنواع الأعشاب المُرّة : كانت توضع ثلاثة أنواع من الأعشاب ، اثنان يُمكن تمييز مرارتهما وهما : جذر الفجل الحار ويُسمى بالعبرية [ Chazereth ] ، أوراق فجل عذب وتُسمى بالعبرية [ Maror ] . أما النوع الثالث من الأعشاب المُرة ، هو حزمة من الجرجير والمقدونس . وكل هذه الأنواع مع بعضها تُصنف بالعبرية تحت اسم [ Karpas ] . ويقول بعض الرابيين القدماء : [ عند تذوق الجرجير يبدو في البداية حلواً ثم بعد ذلك تكون فيه المرارة . هكذا تعامل المصريون مع أجدانا في مصر : في البداية اسكنوهم في أحسن موقع في مصر وأكرموهم ، لكن بعد ذلك مرروا حياتهم ]
[2] خليط لونه أسمر محمر ، وهو مكون من : تفاح مهروس مع البندق والقرفة والزبيب والخمر وهذا الخليط يُسمى بالعبرية [ Charoseth ] وهذا الخليط ، يرمز إلى الطين الأحمر لأرض مصر أو اللبن الذي استخدمه العبرانيون لبناء بيوت ومدن لفرعون مصر ، وسأل أحد اليهود مُعلمه قائلاً : لون خذا الخليط يرمز إلى مرارة السُخرة في أرض مصر ، لماذا طعمه حلو ؟ فأجاب مُعلمه : لو أننا نعلم أن خلاصنا سيُقدم في هذه الليلة ، فوقتئذ حتى مرارة السُخرة تكون حُلوة .
[3] الفطير [ Matzo ] : هذا الخبز كان عبارة عن شرائح رقيقة مُسطحة [ تُشبه خبز الذرة في صعيد مصر ] وتكون مستديرة أو مستطيله [ لا يقل الضلع الصغير عن سبع بوصات ] ، وهذه الشرائح عليها صفوف من الثقوب الصغيرة جداً ، وهذا الخبز الخالي من الخميرة يُشير إلى طبيعة المسيح الخالي من الخطية ، والثقوب الموجودة على شريحة الفطير تُشير إلى إشعياء النبي 53: 5 [ وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا ... وبحبره (جراحاته) شُفينا ]
عموماً أحداث هذا اليوم تتلخص في النقاط الآتية :
وليمة الفصح
غسل الأرجل
العشاء الأخير أو العشاء السري
الخطاب الوداعي الأخير وصلاة الرب يسوع للآب
الخروج لجسثيماني
القبض على يسوع
طبعاً لا ننسى أن في أثناء هذه الأحداث أشار الرب لمُسلمه والذي دخله الشيطان وخرج من وسطهم لكي يرشد اليهود لمكانه فيرسلون حراس الهيكل وجند الرومان معه ويسلمه إليهم بالقبلة المشهورة ، وأيضاً لا ننسى إنباء يسوع لبطرس أنه سينكر مُعلَّمه ثلاثة مرات قبل أن يصيح الديك وينتبه لصياحه وذلك رداً على بطرس الذي قال [ إن شك فيك الجميع فانا لا أشُك ]
أقدم العادات التي شاعت عن طقس خميس العهد أو الخميس الكبير
في العصور المسيحية الأولى وحتى القرن السابع الميلادي – وعلى الأخص كنيسة شمال أفريقيا – شاعت عادة أفريقية وهي أكل الشعب يوم الخميس الكبير بعض الأطعمة الشهية بعد أن يكون قد مضى عليهم مُدَّة طويلة وهم لا يذوقون فيها إلا أنواع بسيطة من الطعام كالخبز والماء وبعض الخُضر والحبوب بدون زيت أو خمر ، ثم يحتفلون بخدمة القداس الإلهي ويتناولون من الأسرار المُقدسة ، وذلك إقتداءً بما فعله يسوع في يوم الخميس الكبير ، عندما تناول أولاً العشاء حسب العادة ، ثم أعطى الأسرار الإلهية للتلاميذ ، ويظهر أن هذه العادة قد شيعت قبل المجمع المسكوني الثاني سنة 381م ، لأن مجمع اللاذقية (341 – 381م) الذي عُقِدَ قبله أنتقد هذه العادة بشدة ، إذ يقول القانون رقم (50) لهذا المجمع المقدس [ لا يجوز حَلَّ الصيام الكبير يوم الخميس من الأسبوع الأخير ، أعني يوم الخميس الكبير المقدس . ففي ذلك احتقار وخرق للصوم كله ، بل يجب أن نصوم كل فصل الصيام الكبير ... ] ، وبالطبع توجد مجامع وكتابات للآباء أكدت على الصوم في هذا اليوم وهذه مقتطفات للقديس أغسطينوس بدون أن ندخل في تفاصيل كثيرة أو نعرض كل الكتابات الآبائية حيث يقول متفقاً في ذلك مع كل آباء الكنيسة قائلاً : [ أنه تكريماً لسر عظيم كهذا ، يجب أن يُؤخذ جسد الرب قبل كل طعام يتناوله المسيحي بفمه . ] ورجاء مراجعة [ رسالة كورنثوس الأولى 12: 33 – 35 ]
_______________
بالطبع بسبب ضيق الوقت لا أقدر أن أفي هذا اليوم العظيم حقه من شرح وتعليق لأنه يوم حافل بالكنوز الروحية العظيمة جداً والتي سنظل أيام عمرنا كله ولكل جيل يأتي نأخذ منه ونشبع ونرتوي ولا نتوقف إلى القبر ، لأن فيه كنوز أبدية لا تُقاس مهما ما تحدثنا عنها وتذوقنا منها ، لأنها طعام قوي للجميع وفيه شفاء وخلاص لكل من يأتي لهذا اليوم بهيبة واستعداد ليأخذ ويشبع ويعطي للآخرين من الخبرات والكنوز الذي حملها منه ...
واعذروني لاختصاري الشديد في أربعة أجزاء لأن الموضوع طويل ولو كتبته باستفاضة سأظل السنة كلها أكتب ولن أنتهي قط ، ولو أني لم أذكر أشياء كثيرة جداً بالنسبة لطقس اليهود قديماً وحديثاً بالتفصيل ، ولم أذكر أحداث هذا اليوم تفصيلياً ولم أكتب كل شروحاته وتفسيراته وأيضاً لم أتعرض لصلاة جسثيماني ولم اشرحها لأن ما فيها أعظم من أن يُشرح ، ولكن سأشرحها بقدر استطاعتي وحسب كتابات الآباء وخبراتهم فيما بعد لأنها تحتاج لمجهود جبار مع صوم وصلاة ، وأيضاً لم أتحدث عن ساعات التسليم وقبلة يهوذا وكل التفاصيل والأحداث ، فأرجو أن تسامحوني على ذلك إلى أن نكتب بحث تفصيلي في يوم من الأيام ...
قوة خلاص النفس ربنا يسوع يعطيكم فهماً وخبرة من كنوز مجده ، وسلامه الفائق يملأ قلوبكم مسرة آمين