المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( القرن السابع ) البابا سيمون الاول ( 42 )


اشرف وليم
05-20-2011, 04:51 PM
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية

( القرن السابع )

( 42 )
البابا سيمون الأول
( 692 - 700 م)

المدينة الأصلية له :
سورياني الجنس
الاسم قبل البطريركية :
سمعان
الدير المتخرج منة :
دير الزجاج
تاريخ التقدمة :
23 كيهك 409 للشهداء - 19 ديسمبر للميلاد
تاريخ النياحة :
24 أبيب 416 للشهداء - 18 يوليو 700 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي :
7 سنوات و7 أشهر
مدة خلو الكرسي :
3 سنوات و9 أشهر و7 أيام
محل إقامة البطريرك :
المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن :
المرقسية بالإسكندرية
الملوك المعاصرون :
عبد الملك ابن مروان


+ سريانى الجنس، ترهب في دير الزجاج وحفظ أكثر كتب الكنيسة ورسمه البابا أغاثو قساً.

+ لما ذاعت فضائلة وعلمه انتخبوه بطريركاً في 23 كيهك سنة 409 للشهداء، فدعا معلمه الروحى وأوكل إليه تدبير أمور البطريركية وتفرغ هو للصوم والصلاة والنسك الشديد.

+ أجرى الله على يديه آيات عظيمة لدرجة أنه شرب سماً على أنه دواء (حيلة من بعض الأشرار) فلم يؤذه ذلك... ولكنهم وضعوا له السم مرة ثانية في ثمار التين وتنأول منه فتألم ولزم فراشه مدة أربعين يوماً... ولما علم الملك عبد العزيز حضر إلى الإسكندرية وعرف ذلك فأمر بحرق هؤلاء الأشرار وتشفع فيهم البابا بدموع غزيرة.

+ وكان في أيامه قوم يتخذون نساء أخريات علاوة على نسائهم فحرمهم حتى رجعوا عن هذا الأثم وأقام على الكرسي المرقسى سبع سنوات وسبعة أشهر وتنيَّح بسلام.

تعيد له الكنيسة بنياحته في الرابع والعشرين من شهر أبيب.


صلاته تكون معنا
آمين.


معلومات إضافية

بعد نياحة الأنبا اسحق اهتم الشعب وكهنته فيمن يقدموه على كرسي البطريركية. و صار خلاف بين كهنة بيعة مار مرقس الإنجيلى وكهنة بيعة الإنجيليين في المدينة، بعضهم كان يزكى يوحنا الايغومانوس بدير الزجاج حيث انه رجل عالم وكاتب، وبعضهم يزكى بقطر الايغومانوس بدير نفر حيث انه رجل فاضل، ومال الكتاب الأقباط إلى رأى كهنة البيعة الكبيرة بيعة الإنجيليين حيث كان بها مائة وأربعون كاهناً.

ولكن الفريق الأول الذي رشح يوحنا كان يساعده الكاتب المسئول، و قد كتب تادرس أرخن مدينة الإسكندرية إلى الوالي يذكره أن يوحنا الايغومانوس بدير الزجاج هو الذي وقع عليه الاختيار ليكون بطريركاً ولكن إرادة الله لم تصادق على تعيين هذا أو ذاك، بل أقامت رجلاً قديساً خائفاً الله فاضلاً وعالماً يدعى سيمون، سريانى الجنس أرثوذكسى المذهب، جاء به ابواه إلى الإسكندرية منذ صباه، ودفعاه إلى الدير إكراماً لجسد القديس ساويرس البطريرك الانطاكى الذي كان مدفوناً في أيام البابا أغاثو. فأخذ تادرس أرخن الإسكندرية سيمون إلى يوحنا ايغومانوس دير الزجاج ليدرس له العلوم.

فنال قسطاً وافراً حتى أحس البابا اغاثو بأنه لائق لدرجة الكهنوت. فرسمه قساً.
فطلب الأمير من يوحنا أن يذهب إليه ومعه تلميذه سيمون وبعض كهنة الإسكندرية والأرخون تادرس، وقد سر الأمير بالقديس سيمون حيث كان بهى المنظر وسأل الأساقفه عنه، فاقروا بأنه حسن السلوك واظهر موافقته على تعيينه بطريركاً. و كان اسمه قبل الرسامة سمعان ولأنه سريانى الجنس فكان لقبه المعروف به هو سيمون السريانى.

ثم مضوا به وقدموه على الكرسي في بيعة الإنجيليين في 23كيهك سنة 409 ش الموافق 19 ديسمبر سنة 692 م في عهد خلافة عبد الملك بن مروان، ونظرا لمحبة سيمون لمعلمه يوحنا فقد عينه وكيلاً له ومتصرفاً واستمر يسير على نصيحته خلال الثلاث سنوات التي عاشها مع البابا سيمون، حتى انتقل يوحنا للأمجاد السماوية، وكفنه البابا بنفسه ووضع يده على عينه واخذ بركته ودفنه، وقام عنده أربعين يوماً وبنى له قبراً بالمرقسية بالإسكندرية.

و لقد كتب البابا سيمون الأول مذكرة إلى يوليانوس بطريرك إنطاكية وأرسلها مع الأساقفه مقترحاً فيها الاتحاد بين الكرسيين الإسكندرى والانطاكى، و لما وقف عليها بطريرك انطاكية وجدها مملوءة من الحكمة والعلم، فأصبح يذكر في بيعته اسم البابا سيمون الأول وأعاد رسله بإكرام وفرح عظيم.. وبقى البطريرك الانطاكى يحافظ على نواميس الرهبنة كما لو كان في ديره، وكان البابا سيمون متقشفاً فكان غذاؤه خبزاً وملحاً مخلوطاً بكمون وبقل وماء، وقيل انه لم يأكل لحماً قط، وكان دائماً منفرداً.

و إذا قابل الأساقفة والكهنة كان ينصحهم بالنسك والتقشف ويوبخهم على عيشة الإفراط التي كانوا يعيشونها، حتى أن بعض الكهنة العالميين ابغضوه وتآمروا عليه لقتله، ومضى قوم منهم لبعض السحرة فركَّبوا لهم سما قاتلا ووضعوه في الإناء الذي يشرب منه، وكان قد تناول من الأسرار الإلهية، فلم ينله سوء وكرروا المحاولة مرة أخرى، فلم ينله أي أذى وتم قول الإنجيل "يحملون حيات وأن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم" (مرقس 16: 18). ثم جعل الساحر والكهنة السم في طعامه فتحركت أحشاؤه عليه، مميتاً فلزم الفراش واستمروا أربعين يوماً ينتظرون موته ولكن الرب أقامه صحيحاً معافي.

ولما جاء الوالي وسمع بذلك الخبر أمر بحرق من دبروا السم للبابا، وكانوا أربعة كهنة والساحر معهم واخرجوهم إلى موضع يسمى الفاروس ليحرقوا، وهناك ركع البابا أمام الوالي وطلب منه أن يعفو عنهم فعفي الوالي عن الكهنة واحرق الساحر.

و حدث أن الأساقفه اجتمعوا عند الوالي للبحث في بدعة الطلاق التي تفشت بين أغنياء الأقباط، وكان بينهم أساقفة من أتباع الهراطقة ثاوفيلسطس الخلقيدونى وتاودرس الاوطاخى وجرجس البرسنوفي وغيرهم.

وبينما كانوا مجتمعين في أحد الأعياد شنع الوالي بأنهم كفرة يجعلون الله زوجة وولدا ، ثم عيرهم بعدم اتفاقهم، والتفت إلى كل من الثلاثة الأساقفة الهراطقة وسال "من هؤلاء الثلاثة الأساقفة" ثم سال البابا سمون عنهم فقال: "لا احب ولا اقترب من واحد من هؤلاء وأنا احرمهم واحرم هرطقتهم واعتقاداتهم المرذولة" فصادق الجميع على كلامه وأجابوا أن قوله هو الصواب.

وحدث بعد ذلك أن المسيحيين ببلاد الهند اعتادوا أن يرسلوا إلى بطريرك إنطاكية ليرسم لهم مَنْ هم في حاجة إليهم من الأساقفة، ولم يتمكنوا من الوصول إلية لوجود موانع في الطريق. فجاء وفد منهم إلى الإسكندرية للبابا سيمون يطلبون منه أن يقيم أسقفا للهند، فخشى البابا بأس الوالي، واعتذر بأنه لا يمكنه ذلك بدون إذن الوالي. فخرج الوفد من عنده فاجتمع قوم من اتباع بطريرك الملكين واخذوا رجلا من مريوط ورسمه لهم أسقفا ورسم لهم كاهنين وأرسلهم سرا إلى الهند.

وبعد أن ساروا عشرين يوما قبض عليهم في الطريق قوم من العرب، فهرب القس الهندى وعاد إلى مصر ومضوا بالثلاثة موثقين إلى الخليفة مروان في دمشق، ولما عرف أنهم من مصر أرسلهم إلى ابنه عبد العزيز والى مصر موبخا إياه لعدم معرفته الأمور الجارية في بلدة، واخبره بان البطريرك المقيم بالإسكندرية بعث بأخبار مصر للهند، وأمره بان يضرب هذا البطريرك مائتى سوط، وأن يغرمه ألف دينار يرسلها له بسرعة مع الرسل الموفدين إليه.

فوصلت الأخبار إلى عبد العزيز في الساعة الثانية ليلا، وكان البابا سيمون بحلوان مع أحد الأساقفة، فأرسل الوالي واستحضره لديه مع اثنين من كتبته وهدده بالقتل أن لم يعترف بالحقيقة فقال له "أن قسا هنديا جاء يطلب منه إقامة أسقف فامتنع من أن يفعل ذلك دون إذن الوالي، فلم يصدقه الوالي بل زاد في تهديده، واخبره بأن الخليفة اتصل بالوالي وحكم على بطريرك الإسكندرية بالجلد والغرامة! ولكن البابا لم يخبر الوالي بما فعله بطريرك الملكيين لئلا يوقعه في بليه شأن المسيحيين، وكان الوقت ليلاً، فطلب البطريرك من الوالي مهله سبعة أيام ليدعو الله ليكشف عن الحقيقة، وأفاد البطريرك الوالي بأن يطلب نفس الأشخاص الذين قبض عليهم ليخبروه أن الذي أرسله شخص غيره، فقال له الوالي أنا اعرف بطريركا بالإسكندرية سواك، وليس لدى علم ببطريرك الملكيين، وأعطى الوالي مهله للبابا البطريرك ثلاثة أيام فقط. فخرج من عنده وسأل الله بدموع أن يظهر براءته، وعند مغيب الشمس لليوم الثانى نظر أحد كتبه البطريرك القس الهندى ماشيا على شاطئ البحر، فمضى به للبطريرك في اليوم الثالث للوالي، والتمس منه أن يعفو عمن يقع عليهم العقاب عند ظهور الحقيقة، فواعده الوالي بالعفو فقدم له البابا القس الهندى، فاعلمه بكل ما حصل. ولما علم الأمير الحقيقة وتحقق منها أرسل القس الهندى إلى السجن، وطلب بطريرك الملكيين وكتب إلى أبيه يخبره بأنه لا ذنب لبطريرك النصارى، وطلب البطريرك من الوالي أن يعفو عن المذنبين كوعده. فعفي عن الهندي وبطريرك الملكيين وأطلق الأساقفة إلى كراسيهم، وأمر لهم أن يبنوا بيعتين بحلوان ووكل الوالي أسقف القدس بتشييدهما.

ووقع البابا سيمون الثانى في محنة أخرى، حيث أن قسا يدعى مينا كان أقامه وكيلا على الوقف، وترك له حرية التصرف فيما تملكه البطريركية، وأساء التصرف وبدد أموال الوقف، وسار سيرة غير مرضية. وكان البابا البطريرك ينصحه قائلا "أحذر من أن تُبقي في منزلك شيئا مما لله لئلا ينزل بك الغضب" فلم يطيعه وسلط لسانه على البابا فوقعت علية صاعقة عقدت لسانه عن الكلام. وحزن البابا البطريرك لأجله ولأجله مال البيعة الذي كان تحت يديه، وطلب من السيد المسيح أن يشفيه. ولما كان نصف الليل أرسل البطريرك كاتبا يسأل زوجة القس مينا هل زوجها اخبرها بشئ عن مال الوقف، وكان القس مينا على حافة الموت.

ولما وصل الكاتب إلى البيت علم انه قد مات، ولما توفي ألبسوه ثوب الكهنوت وأضجعوه على السرير كعادة أهل الإسكندرية. ولما دخل رسول البطريرك وانحنى علية ليقبله، قام القس مينا لوقته وتعلق برقبة رسول البطريرك وقال "الله الواحد اله الأب الطوباوى البابا سيمون" وأسرع التلميذ واخبر البطريرك بما حدث، وتوجه القس مينا إلى البابا البطريرك وسلمه جميع مال البيعة، وطلب منه الصفح على ما فرط منه. ورسم البابا سيمون الأول جمله أساقفة منهم الأنبا زكريا أسقف سخا والأنبا اطلموس أخوه أسقف منوف العليا وغيرهما، وكان في حلوان وطلب منه تلميذه أن يذهبا إلى وادى هبيب (واد النطرون) لأخذ بركة القديسين، فمضى معه إلى الأديرة ورجعا إلى الإسكندرية. ورقد في الرب 24 أبيب سنة 416 ش الموافق 18 يولية سنة 700 م بعد أن أقام على الكرسي البطريركي سبعة سنين وسبعة اشهر، وكان مركز رياسته الكنيسة المرقسية ودفن بدير الزجاج كطلبه وهو الدير الذي ترهب فيه وعاصر فهد عبد الملك بن مروان.