المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 6- خلاص الله الحلو - تابع المحب والمحبوب ( علاقة شركة مع الله )


aymonded
02-05-2008, 11:17 AM
المحب والمحبوب
( علاقة شركة مع الله )
6 – خلاص الله الحلو



خلاصة ما ذكرنا سابقاً :
رأينا آدم سقط في خداع عدو الخير واشتهى أن يكون كالله ، بعيداً عن الله ، والنتيجة الانفصال والهروب من محضر الله المحبب لديه ، فطبع الخطية قد ساد عليه ، وسرى الموت في أوصاله ، وبدأ في تأمل ذاته خافضاً نظره من الإلهيات إلى الحسيات واشتهى الخير الغير موجود فالبشر :
[ كان طبيعياً أن يرجعوا إلى ما هو غير موجود ( أي العدم ) عندما فقدوا كل معرفة بالله ؛ لأن كل ما هو شرّ فهو عدم ، وكل ما هو خير فهو موجود ، ولأنهم حصلوا على وجودهم من الله الكائن ، لذلك كان لابد من أن يُحرموا ، إلى الأبد ، من الوجود . وهذا يعني انحلالهم وبقائهم في الموت والفساد .
فالإنسان فانٍ بطبيعته لأنه خُلق من العدم إلا أنه بسبب خلقته على صورة الله الكائن كان ممكناً أن يقاوم قوة الفناء الطبيعي ويبقى في عدم فناء لو انه أبقى الله في معرفته كما تقول الحكمة " حفظ الشرائع تُحقق عدم البَلَى " ( حكمة 6: 19 ) ، وبوجوده في حالة عدم الفساد (الخلود) كان ممكناً أن يعيش منذ ذلك الحين كالله كما يُشير الكتاب المقدس على ذلك حينما يقول : " أنا قلت إنكم آلهة ، وبنو العلي كلكم ، لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون " ( مز81: 6-7 ) ] ( القديس أثناسيوس الرسولي – تجسد الكلمة 4 : 5 و 6 )

وبالرغم من أننا فقدنا شركتنا مع الله وسقطنا من النعمة وسرى الموت فينا فالله المحب :
[ فلأجل قضيتنا تَجَسد لكي يخلصنا ، وبسبب محبته للبشر قَبِلَ أن يـتأنس ويظهر في جسد بشري ] ( القديس أثناسيوس الرسولي – تجسد الكلمة 4: 3 )


1- طبيعة الخطية :
[ أن الخطية والموت والشيطان معاً طبيعة واحدة ، لأنهم يشتركون في التعدي . الأول والثاني أي الخطية والموت ، لا يمكن فصلهما عن بعضهما ، والثالث هو المصدر ( أي الشيطان ) .
الأولى ( الخطية ) لا وجود لها إلا في الخطاة . والثاني ( الموت ) هو النتيجة . والثالث ( الشيطان ) هو مصدر الغواية لترك الحق ، أي الحدود التي تخص الطبيعة .

وقد جاء الرب يسوع المسيح ، فأباد الخطية والموت معاً ؛ لأنه عندما أباد الموت ، فصل الموت عن الخطية ، وجرد الشيطان الذي به سلطان الموت من سلطانه ( كولوسي 2 : 15 )

وهناك فرق بين من يشرح الخطية كتعدًّ ، ومن يشرح الخطية في نور إنجيل ابن الله ، لأن المسيح يسوع ربنا كشف لنا عن طبيعة الخطية , وعندما نتكلم عن الخطية ، فإن الموت والشيطان معاً هما مصدر الظلمة والفساد والتعدَّي والموت .

... هل تريد أن تعرف جذور الخطية ؟
تأمل حب الرئاسة . هو من الشيطان الذي أراد أن يكون مثل الله ، وأغرى آدم لكي يسلك في ذات الطريق ، فوقع في فخ الموت الروحي الذي أدى إلى موته الجسداني بعد ذلك ؛ لأنه لم يمت بعد السقوط ، بل عاش كل حياته خارج الفردوس . ولأن بذرة الموت في الروح الإنسانية ، لذلك زرع الرب بذرة الحياة في القلب لكي تنمو بمياه روح الحياة الذي أقام ربنا يسوع من الأموات .

* هل مات الرب يسوع المسيح على الصليب بنفس موت آدم ؟
لقد مات لأنه أخذ " الحكم " الذي كان يخصنا ، ولكنه مزق " الصك " ورفعه من الوسط ، أي أزاله من علاقة الشركة بين الله والإنسان ، فقد مزقه بالصليب عندما سمره في الصليب . هذا حدث لأجلنا . فهو ، إذن ، لم يمت موت آدم . ولذلك السبب يقول الرسول بطرس في يوم العنصرة إن الموت عجز عن أن " يمسكه " ( أع2: 24 ) ...

ومات الرب يسوع فعلاً لأن نفسه انفصلت عن جسده ، وهو ذات موت آدم ، ولكن له سلطان الحياة ، فموته ليس كموت آدم ، ولكن لأن الرب له سلطان الحياة ، فموته ليس كموت آدم فقط ، لأننا لا يجب أن ننسى أن الرب نزل إلى الجحيم ، ليس كميت تحت سلطان الموت أي الشيطان ( عب2: 14 ) ، بل نزل وشتت قوات الظلمة ، وأباد قوات الجحيم ، وكسر شوكة الموت ، ومزق الصك ، لأن له سلطان الحياة .

... آدم خَلُصَ بموت الرب وتواضعه . والصليب وحده هو الذي يكشف عن ضعف القوة وعجزها ، فهو ميزان القوة الحقيقية ، أي قوة المحبة والتواضع التي أعلنها الرب .] ( رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس : 1 و 2 و3 و 4 )

2- الموت الروحي :
[ الموت الروحي والجحيم هما وجهان لعملة واحدة ، لأن الجحيم هو الحياة المحصورة التي لا نمو فيها والتي فقدت الهدف أو غاية الوجود ؛ لأن الإنسان إذ خُلق على صورة الله فهو بدون الله يصبح صورة لنفسه ، وبذلك يحدد وجوده ويحصره في الوجود غير النامي والمحدود ، بصورة الإنسان التي خلقها لنفسه ، ولذلك يعجز الإنسان عن أن يرتفع إلى ما هو أعلى من صورته الإنسانية ، لأن محاربة صورة الله فينا تجعلنا غرباء عن وجودنا الحقيقي ، وأسرى وجودنا الكاذب الذي صنعناه لأنفسنا .

وعندما قال الرسول عن ربنا له المجد أنه " أدان الخطية في الجسد " ( رو8: 3 ) ، فقد قَبِلَ موت الجسد الذي يشتهي الخلود ، ويسعى للبقاء بقوة الحياة الداخلية بدون الله ، أي بدون نعمة الله المصدر الحقيقي للحياة .
أما الرب يسوع فقد أخذ جسدنا وردَّه إلى الحياة التي لا تموت بالشركة في أُقنومه الإلهي ( سرّ التجسد ) ، وهي شركة في الآب والابن والروح القدس . ( أنظر رسالة القديس يوحنا الرسول الأولى )

وعندما ذاق الرب الموت بالجسد على الصليب ، حكم على فساد الخطية كأسلوب ( أو وسيلة ) للحياة ، فقد رفض الحياة التي لا تعرف الله ولا تقبله بعكس آدم .

فعندما ذاق الموت ، وضع نهاية لاغتراب الجسد عن الله وعن الحياة الداخلية ؛ لأن الجسد يغترب عن الروح الإنسانية عندما يصبح وسيلة وأداة للخطية ، فيترك الحياة الطبيعية ويتشكل بكل صور الخطية ويقع أسيراً للموت ؛ لأن موت الخطية نابع من الخطية التي يصفها الرسول بأنها " أعمال الجسد الميتة " ، أي تلك التي لا حياة فيها ، والتي تجعلنا غرباء عن أنفسنا ، وعن أجسادنا ، وعن مصدر الحياة . ] ( رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس : 5)

kamel
02-06-2008, 01:35 AM
ماأجمل خلاصك لنا يايسوع
موضوع جميل جدا
الرب يبارك حياتك ياغالى

aymonded
02-06-2008, 03:23 AM
ما أروع خلاصك يارب وصنيعك العظيم حقاً مجيد
أشكرك على المشاركة في تمجيد إلهنا الحي بخلاصه الرائع
أقبل مني كل تقدير باحترام لشخصك الحلو
النعمة معك

ايفا
02-06-2008, 03:36 AM
الموت الروحي والجحيم هما وجهان لعملة واحدة ، لأن الجحيم هو الحياة المحصورة التي لا نمو فيها والتي فقدت الهدف أو غاية الوجود ؛ لأن الإنسان إذ خُلق على صورة الله فهو بدون الله يصبح صورة لنفسه ، وبذلك يحدد وجوده ويحصره في الوجود غير النامي والمحدود ، بصورة الإنسان التي خلقها لنفسه ، ولذلك يعجز الإنسان عن أن يرتفع إلى ما هو أعلى




كلام جمييل جدا جدا
الرب يبارك حياتك اخى ايمن
ويعوض تعب محبتك

aymonded
02-06-2008, 03:58 AM
ربنا يخليكي ويفرحك بخلاصة الحلو يا احلى أخت حلوة لينا كلنا
أقبلي مني كل تقدير بمحبة يا أحلى أخت حلوة لينا كلنا
النعمة معك

adel baket
02-06-2008, 08:05 PM
أما الرب يسوع فقد أخذ جسدنا وردَّه إلى الحياة التي لا تموت بالشركة في أُقنومه الإلهي ( سرّ التجسد ) ، وهي شركة في الآب والابن والروح القدس .



الله ايمن على الموضوع الرائع
الرب يبارك تعب محبتك

aymonded
02-06-2008, 11:41 PM
ويبارك فيك يا احلى غالي ويهلنا جميعاً أن نحيا حياة الشركة معه بالمحبة الصادقة وبكل أمانة وصدق الإيمان
أقبل مني كل تقدير لشخصك الرائع يا محبوب ربنا يسوع
النعمة معك

nana222
02-08-2008, 10:33 AM
تامل جميل
شكرا لتعب محبتك

aymonded
02-08-2008, 12:33 PM
الشكر لمخلصنا الصالح الذي خلصنا وأعطانا فرح لا ينزع منا
وحقيقي اشكرك مع الجميع من أجل اشتراككم الحلو معي في تمجيد اسم الله الحي
أقبلي مني كل تقدير لشخصك الرائع
النعمة معك

ELectericCurrent
09-15-2009, 12:21 PM
الموضوع رائع ومؤثر-الرب يبارككم

aymonded
09-15-2009, 01:48 PM
ويبارك حياتك ويفرح قلبك جداً يا محبوب الله والقديسين ، النعمة معك