المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العفة الجنسية تأتي من محبة الله


aymonded
06-23-2011, 02:52 PM
العفة الجنسية تأتي من محبة الله


لقد خلق الله الإنسان ليعيش في شركة وليس منفرداً : شركة مع الله بالحب ، ثم من نبع هذه الشركة يستطيع أن يكون في شركة مع إخوته البشر. وقد رسم الله ناموس التكاثر وذلك بغرس طاقة المحبة ، أو غريزة المحبة الطبيعية أو غرس المحبة في الإنسان. هذه الغريزة التي يسمونها " الغريزة الجنسية "، وهذا اسم قاصر وضيق جداً ، لأن هذه الغريزة تتضمن ليس فقط الاتجاه أو المحبة نحو الجنس الآخر كجنس ، ولكنها أولاً تتضمن الاحتياج لآخر لا كمجال لتفريغ شهوه ، بل كشريك محبوب ، أي أنها تدفعني للشركة مع الآخر ، وأساس مصدر الشركة هو المحبة التي نبع أساسها أولاً الشركة والمشاركة مع الله بالحب والطاعة ؛ ثم من هذه الشركة أو المشاركة تنعكس الشركة والمشاركة مع كل البشر ن وتحت أي مُسمى من الشركة بكل أنواعها .
عموماً نجد أن الله بارك هذه الشركة بين الجنسين وظهرت في الإصحاح الأول في سفر التكوين والذي هو مقدمة السفر ككل : " وباركهم الله وقال لهم: أثمروا وأكثروا " (تك 1: 28). وأُعطِيَتْ هذه البركة المشفوعة بالوصية قبل سقوط الإنسان حتى لا يظن أحد أن غريزة المحبة بين الجنسين (أو الغريزة الجنسية عموماً) وُضعت بعد السقوط.

لذلك فجوهر غريزة المحبة أو التكاثر أو الجنس هو "المحبة"، ولأن الله هو محبة (1يو 4: 8و16)، فإن الله هو ينبوع ومصدر هذه الغريزة والطاقة التي يشعلها في الإنسان وتجعله مستعدًّا حتى أن يموت من أجل الآخرين: [ ليس لأحد حُبٌّ أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه ] (يو 15: 13)

إساءة استعمال هذه الغريزة ومفهومها المغلوط :

أولاً : ليست الخطية الجنسية هي أعظم الخطايا وأشرها والتركيز الشديد عليها يجعل الإنسان يسقط فيها اكثر ويتورط ، ويُخطئ كل من يظن إنها أساس ونبع الخطايا ، فالمشكلة مش في الغريزة المشكلة في القلب وفكر الإنسان المنحرف بسبب خبرة حياة الشر وأصدقاء السوء !!!

ثانياً : الغريزة مقدسة في الإنسان لأن الله هو من خلقها وزرعها في الجسد ، والجسد بطبعه مقدس من الله ، لأنه صنعة يديه ، وقد أتى الله في ملء الزمان في نفس ذات الجسد متحداً به اتحاد غير قابل للانفصال بطريقة ما ، ولكن بسبب خبرة شر الإنسان وانحرافه عن طريق التقوى واستخدام الجسد في ما هو مخالف للطبيعة وما خلقه الله عليه ، لذلك يشعر الإنسان بحقارة الجسد حسب نظرة عينيه التي تشوهت بالسقوط وخبرة الشر ، ولا يقدر أن يتصور أن الغريزة الجنسية مقدسة !!! ولذلك يعتقد أنها غير سليمة وغريبة عن طبعه المخلوق عليه ...

ويعتقد الكثيرين – للأسف – أن الرب يسوع لما أتى في الجسد صحح هذه الغريزة وقدس الجنس ، وكأنها كانت شيئاً مغلوطاً منذ بداية الخلق ، وكما يُشاع أن الله وضع الغريزة الجنسية في الإنسان ، وقبل السقوط لم تكن عامله ، وبسبب السقوط صارت فعالة ، وكان الله اعد الإنسان للسقوط وأعطاه ما يُناسب سقوطه ، وهذا الكلام خطير وضد الحق ، لأن هذه نظره مشوهه جداً تدُنس العلاقات الزوجية وتدنسها جداً منذ البدء ، بل وتحقرّ الجسد وغرائزه ، وفيها اتهام واضح وصريح لله الذي زرعها فينا لتصير مصدر قلقنا الدائم وسقوطنا ، وهنا لا يعترف الإنسان بشره ونظرته الخاطئة بل يلقي المشكلة كلها على الله ، وهذه كانت مشكلة آدم منذ يوم سقوطه هو وحواء في إلقاء تهمة السقوط على الآخر التي أدت طبيعياً لإلقاء التهمة على الله في المنتهى [ المرأة التي أعطيتني ] ، وهذا ما نقول لله ضمنا : سبب سقوطي يا رب [ الغريزة التي أعطيتني ] ، وهذه عينها هي الخطية العظمى التي أوقع فيها عدو الخير أجيال كثيرة حتى أن بعض الآباء الغير معتبرين في الكنيسة قالوا نفس ذات الكلام من جهة أن الغريزة ظهرت بسبب السقوط ، وبخاصة من تبتلوا أو عاشوا رهباناً حسب دعوتهم ، غير عالمين أن ليس معنى أنهم تبتلوا صاروا أفضل من الذين تزوجوا من جهة طهارة أو نقاوة السيرة ، أو أنهم ابتعدوا عن كل شر ، لأن الغريزة ليست شر إطلاقاً !!!

فهذا هو التعليم المغلوط ذات عينه ، لأن لم يقل الكتاب المقدس هذا الكلام بل ظهرت بركة الله للإنسان ، ولم يعطي الله غريزة تعمل بعد السقوط ، لئلا تكون كل غرائز الإنسان مُضافة بسبب أنه سيسقط ، لأن غريزة الأمومة والأبوة في الإنسان مرتبطة بالغريزة الجنسية ، فهل الأمومة والأبوة زُرعت في الإنسان بسبب أنه سيسقط بعد ذلك !!!

ثالثاً : أننا نجد الإنسان كثيراً ما يُسيء استعمال غريزة المحبة هذه مما يؤدِّي إلى أذى يلحقه بنفسه وبالتالي بالآخرين. لذلك، فالعفة الجنسية هي مطلب حيوي، وكلما جعلتَ محبة يسوع أعظم ما في حياتك كلما منحك الرب يسوع طاقة العفة الجنسية ، ووهبك القدرة على الإفراز لتفهم طبيعة جسدك وتكرم الرب فيه ، وتحفظ غريزتك بطهارة لتسمو بها وترتفع وتتحرك بأحشاء أبوة نحو الآخرين ، أو أحشاء أمومة حية نحو الآخرين !!!
وهذه بعض النقاط الهامة للشباب والشبات :
+ تذكَّر (وتذكَّري) أن غريزة المحبة هي عطية الروح القدس لنا. إنها عطية جميلة تُفصح عن محبة الله العميقة والباذلة نحو خليقته ونحو الإنسان بوجه خاص. صلِّ إلى الروح القدس ليُعطيك أن تشتهي إتباع تدبير الله من منحنا غريزة المحبة.

+ اعلم كم هي وخيمة النتائج المُخرِّبة الطبيعية والعاطفية والروحية لإساءة استعمال هذه الغريزة خارج سر الزيجة المقدسة الذي فيه يُكلِّل الله تلاحم الرجل والمرأة معاً بنعمة الروح القدس لتكون زيجتهما أكثر من زيجة طبيعية، بل زيجة في المسيح وتحت حماية وتقديس الروح القدس.

+ تبصَّر في الآثار المدمِّرة للأمراض التي تنتج عن إساءة استخدام هذه الغريزة خارج إطار المحبة المكلَّلة بالروح القدس التي تُثمر فرحاً ونمواً في شركة النفس مع المسيح لك مع شركتك في الجسد الواحد حسب الوحدة الذي أنشأها لكما الله في سر الزيجة منذ بداية الخليقة وتكللت في المسيح بالروح القدس .

+ واعلم (واعلمي) أن الارتباطات النفسية والعاطفية التي تخلقها غريزة المحبة المكلَّلة بالروح القدس أعلى وأسمى وأكثر إشباعاً للنفس والجسد من أي ارتباط خارج عن إكليل الروح القدس.

+ وبالتالي، تبصَّرا في مقدار الألم الذي ينتج عن انفصام هذه الارتباطات حينما تنقطع العلاقة بين الاثنين. وكم من الحزن الذي يُسبِّبه هذا الانقطاع لكما وأيضاً للروح القدس، روح القداسة والعفة والطهارة.

+ واعلموا وتعلَّموا عن تحذيرات الله للخطية ضد عفة غريزة المحبة المُكلَّلة بالروح القدس، وكيف أنها كفيلة بنسف الشركة والعلاقة بينكما وبين الله.

+ واعلموا أن الله يريدكم أن تتعفَّفوا ليس فقط عن اتصالات غير مشروعة، بل وعن كل أشكال الاتصال والارتباطات العاطفية خارجاً عن شركة وإكليل الروح القدس. فإن استغللت نفسك جنسياً بأية طريقة مع آخر ليس لك معه علاقة زيجة مقدسة مكلَّلة بالروح القدس، فكأنك تبدِّد شيئاً غالياً جداً مقابل ثمن رخيص وبخس جداً سواء لك أو للطرف الآخر.

+ أيها الأخ وأيتها الأخت، اقبلا محبة الله التي أظهرها لكما في صليب ابنه يسوع المسيح، واستمدَّا الثقة من ذلك، واحترما كرامة كل منكما للآخر، ولا تَدَعا كل واحد أن يمتهن كرامة الآخر التي أخذتماها من الله بخلقة إياكما على صورته ، وكل واحد يجعل الآخر إناءً لإفراغ شهوته الغير منضبطة إنسانياً حسب طبيعة خلق الله لأجسادكما !!!

+ اعلم (واعلمي) أن الله يضع في قلبه المحب لك كل الخير، وهو سوف يعينك على أن تبقى طاهراً إلى أن يقودك إلى شريكك الطاهر، ثم يُبارك ويُكلِّل زيجتكما بالروح القدس.

+ ولا شكَّ أنك سوف تتواجه مع إغراء الشهوة في شبابك وعلى الأخص في المراهقة ، فإن رددت على ذلك بالاختيار الصحيح، فستضمن من الله قوة إضافية تُمكِّنك أن تنمو في العفة أكثر فأكثر.

+ اعترف بخطاياك ضد العفة، أولاً بأول، أمام الله، أولاً في مخدعك وقدِّم توبة وندماً وانسحاقاً. واعلم أن الله يفهم كل ما يدور في نفسك وجسدك فهو خالقك ويعلم أننا "تراب نحن" (تك 3: 19)، لذلك فهو يقدر أن يُعين المجرَّبين ويُصالحك مع نفسه من خلال دم صليب ابنه. وفي الكنيسة تقدَّم إلى أب اعترافك ( شرط انه يكون له موهبة الأبوة ) معترفاً بخطيتك وبعزمك على التوبة ليُصلِّي طالباً من الله لك الغفران والمصالحة. واقبل من الله - في سر الإفخارستيا - جسده ودمه لغفران الخطايا ولشفائك ولنعمة الحياة الأبدية التي تُشرق في قلبك منذ الآن وتتثبَّت فيك طهارة المسيح الذي تناولته.

+ لابد أن يكون لك مرشد أو مرشدون من خدَّام (أو خادمات) شرط أن يكونون عائشين حياة العفة والطهارة ويحبون الرب من كل قلوبهم وعدوا سن المراهقة ولا يقل سنهم على 30 سنة على الأقل ، وتقابل معهم وانتفع بخبراتهم وتشجيعهم ومساندتهم لك في طريق الحياة، وأفصِحْ لهم بكل علاقاتك أن كان لهم موهبة الأبوة كخدام أو الأمومة أن كانوا خادمات ، مع الحذر أن لا تذهب فتاه لخادم أو فتى لخادمه ليتحدثوا في مشاكلهم الجنسية .

+ ( وهنا يُلقي الروح القدس على خدَّام وخادمات الشباب مسئولية القدوة أمام الشباب ، فيكونون مثال في المحبة وبالتالي في العفة والطهارة في الحياة الباطنية وفي الكلام والتصرف والسلوك والملابس والتزيُّن بكل تقوى وورع ، ليربُّوا للمجتمع والكنيسة شباباً عفيفين طاهرين يُزيِّنون بيت الله ويُثمرون ويكثرون لله أولاداً وبناتاً عفيفين طاهرين مُحبين لله بكل قلوبهم ).

النعمة معكم يا أجمل إخوة أحباء

اشرف وليم
06-23-2011, 07:25 PM
شكرا لتعب محبتك
الرب يبارك حياتك
موضوع اكثر من رائع

aymonded
06-23-2011, 11:22 PM
لنُصلي بعضنا من أجل بعض يا أجمل أخ حلو
النعمة معك

emmmy
06-24-2011, 02:17 PM
أننا نجد الإنسان كثيراً ما يُسيء استعمال غريزة المحبة هذه مما يؤدِّي إلى أذى يلحقه بنفسه وبالتالي بالآخرين. لذلك، فالعفة الجنسية هي مطلب حيوي، وكلما جعلتَ محبة يسوع أعظم ما في حياتك كلما منحك الرب يسوع طاقة العفة الجنسية ، ووهبك القدرة على الإفراز لتفهم طبيعة جسدك وتكرم الرب فيه ، وتحفظ غريزتك بطهارة لتسمو بها وترتفع وتتحرك بأحشاء أبوة نحو الآخرين ، أو أحشاء أمومة حية نحو الآخرين !!!


موضوع رائع حقيقى فى منتهى الروعة
كلام كبير جدا جدا وكتير مش فاهمة للاسف وبيخلطوا الامور والمعانى
الحب الاسمى بيوصل لطريقة الحب الصح فى كل حاجة
والعلاقات الجنسية بالنسبة لناس كتير مجرد ملكية وتملك
انا حقيقى عندى كلام كتير نفسى اقولة بس انت قلت الاهم والافضل فى سطورك استاذ ايمن مرسى ليك كتير

aymonded
06-27-2011, 01:29 AM
وهبنا الله قوة حياة الطهارة والقداسة وألبسنا قوة من الأعالي
لنحيا وسط جيل معوج في ملء حياة القداسة ونقاوة السيرة ممجدين الرب كل حين
ولنُصلي بعضنا من أجل بعض ؛ النعمة تملأ حياتك فرح وسلام ومسرة آمين

aymonded
08-16-2011, 03:30 PM
ليت كل من له سؤال عن العفة وحفظها يعود لهذا الموضوع
ولنُصلي بعضنا لأجل بعض؛ النعمة معكم آمين

elphilasouf
10-06-2011, 02:35 AM
في كتير من المفاهيم الجنيسه مغلومه و فهمنها غلط

بدايه الموضوع فكرتني برساله بولس الرسول لاهل أفسس
موضوع الرساله كله بيتكلم عن المحبه بين ربنا والإنسان والإنسان والإنسان
الموضوع رائع مكتوب عن خبره حيه

لو مفيش محبه أصلا بين الزوجين العلاقه بينهم(الجنسيه) هتكون مش ناجحه ومش مستمره و مش مفيده ...

aymonded
10-06-2011, 02:58 AM
أجدت في التعليق كعادتك يا أجمل أخ حلو
فاقبل مني كل تقدير لشخصك المحبوب في الرب
النعمة تملأ قلبك سلام ومسرة آمين

فرج ابو نور
05-16-2013, 11:29 PM
احييك اخي في المسيح كاتب هذا الموضوع الرائع واتمنى ان توضح لي حدود العلاقة الجنسية بين الزوجين كنسيا وهل ان كل شئ متاح بينهما عدا الممارسة الخاطئة الشاذة ان هذا الموضوع مهم جدا لمن سلم حياته كاملة للرب يسوع ولمن هو حريص على اكمال جميع الوصايا وبلوغ حياة القداسة الرب يرعاكم .

aymonded
07-22-2013, 09:51 AM
سلام لشخصك العزيز، أولاً باعتذر لأني بارد متأخر جداً على الموضوع، ولكن عموماً الروح القدس هو من يقود النفس وليس آخر، لذلك مخدع الصلاة للزوجين في منتهى الأهمية لأن صوت الله لهما سيكون واضح، مع توجيه الحياة كلها بالروح ببساطة في المحبة لتُصب لحساب مجد المسيح، وهما الأثنين مقدسين في الحق طالما لهما علاقة مع الله القدوس الحي، وفي هذه الحالة لا خوف أبداً من أي شيء لأن قيادة الروح دائماً تُصب لأجل مجدهما الخاص في المسيح يسوع، النعمة معك