المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( كلمة منفعة ) الصعود


اشرف وليم
11-22-2011, 07:49 PM
كتاب كلمة منفعة
البابا شنوده الثالث

http://rock2up.co.cc/images/11837912662492852311.jpg

( 97 )
الصعود
********
في يوم عيد الصعود
تحتفل الكنيسة باليوم الذي صعد المسيح فيه إلى السماء وجلس عن يمين الآب.
صعد في مجد متحدياً كل قوانين الجاذبية الأرضية.
وأعطانا أيضاً أن نصعد مثله، ونتحدى جاذبية الأرض، وننضم إلى جاذبيته هو بقوله
" وأنا إن ارتفعت، أجذب إلى الجميع"
أخذته سحابة، واختفى عن أعينهم.
وسيأتي ثانية على سحاب السماء، مع ملائكته وقديسيه، لكي يرفعنا معه على السحاب، ونكون مع الرب في كل حين.
وكما جلس عن يمين الآب، سيجلسنا معه في مجده.
هذا الذي صلبوه في الجلجثة، وأحصى وسط أثمة، مع كثيرين من التعيير والإهانات، قام من الأموات في مجد، وصعد إلى السموات في مجد وجلس عن يمين الآب في مجد.
ولم تكن الجلجثة نهاية محزنة لحياته، إنما كانت بداية لكل أمجادك
وهكذا كل من يتألم معه، لابد سيتمجد معه
كانت آخر صورة رآها له الإثنا عشر، هى هذا الصعود، الذي رفع كل أنظارهم إلى فوق، حيث المسيح جالس
والتي قال عنها الرسول
"رفع في المجد"
(1تى 3: 16)
ولم يعد ألم المسيحية منفصلاً عن أمجاده
هذا المسيح الذي تألم من أجلنا.
ظهر للقديس اسطفانوس في آلام استشهاده
فرأى السماء مفتوحة، وأبصر مجد الله،
ورأى يسوع قائماً عن يمين الله
(أع 7: 55، 56)
فصرخ أيها الرب يسوع اقبل روحي إن الذي نزل، هو الذي صعد أيضاً
و نحن لا يمكن أن نصعد، إن لم ننزل أولاً.
ندخل مثله في إخلاء الذات، وفي تحمل الآلام، وفي الصعود إلى الصليب، قبل الصعود إلى يمن الآب
وإذ صعد المسيح إلى فوق، فإننا باستمرار نرفع أبصارنا إلى فوق، حيث جلس المسيح عن يمين أبيه، وحيث يرجع إلينا مرة أخرى على السحاب ليأخذنا إليه.
فنصعد حينئذ صعوداً لا نزول بعده مرة أخرى
آمين