المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السنكسار συναξάριον والدفنار άντιφωνάριον


aymonded
01-06-2012, 09:38 AM
أولاً: سنكسار Synaxar كلمة معربة من الكلمة اليونانية συναξάριον (سنكساريون)، وهو نفس اسمه في القبطية. وهو كتاب يحوي سير مختصرة لبعض شهداء الكنيسة وبعض قديسيها، وكذلك أعيادها على مدى مدار السنة الطقسية. فهو بمثابة تقويم كنسي يعتمد على التقويم القبطي الذي يبدأ في 11 سبتمبر من كل عام ميلادي.

ومنذ استشهاد القديس بوليكاربوس في سنة 155م، بدأت الكنيسة تُقيم تذكارات أعياد الشهداء وتحتفل بهم سنوياً في أيام استشهادهم. وفي أيام القديس كبريانوس الشهيد (+385م) وضعت الكنيسة تقويماً بأسماء الشهداء وتاريخ أعيادهم كشهداء.

والسنكسار موجود في كل الكنائس الشرقية، حيث تتم قراءته – كما هو معروف – في خدمة الصباح الباكر كما يُشير إليه أبي البركات المشهور باسم ابن كبر، في كتاب مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة.

ومع التذكارات التي للشهداء والقديسين والتي لم تكن تتعدى يوم استشهادهم أو يوم نياحتهم، امتد الاحتفال بتذكاراتهم إلى مناسبتين أخريين، هما تذكار نقل الأعضاء، وتذكار تكريس الكنائس على اسماءهم. ويقول الكاتب الإنجليزي "مستر ليدر" والذي زار مصر: [ قراءة سير القديسين بالعربية تُعتبر من الملامح العميقة لخدمة القداس القبطي. وقد أُخِذَ هذا عن تقليد قديم يرجع إلى القرن الرابع الميلادي ]

وأقدم وثيقة عموماً وهي معروفة لهذا اليوم لكتاب السنكسار هي وثيقة مسجلة على ورق البردي تُعرف باسم " سنكسار أوكسيرينخوس Oxyrhynchus " وأوكسيرينخوس هي بلدة البهنسا الشهيرة في القرون المسيحية الأولى. وهي وثيقة تعود إلى القرن السادس الميلادي. وقد تم طبعها عن طريق أب أسمه "ديليهاي – Delehye" سنة 1924م. وهي تحتوي قائمة بجميع الاجتماعات الكنسية synaxes التي يُحتفل بها في مدينة البهنسا، وفي فترة ما بين 21 أكتوبر سنة 535م إلى 22 مارس سنة 536م، أي في القرن السادس الميلادي.

وقد تطور السنكسار القبطي من سرده لتذكارات شهداء محليين إلى سنكسار أكثر عمومية ليشتمل على سير شهداء وقديسين وأساقفة من بلاد اليونان وسوريا وأرمينيا وروما وإيرانوالقسطنطينية وأورشليم. وكانت الكنائس قد بدأت في اقتباس سير لشهداء غير محليين منذ القرنين الرابع والخامس الميلادي كما يخبرنا بذلك القديس أغسطينوس (354 – 430م) في عظاته.

وأول سنكسار عربي منقح هو منسوب إلى الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج (القرن الثاني عشر أو الثالث عشر الميلادي). وأعقبه سنكسار آخر بواسطة الأنبا ميخائيل أسقف أتريب ومليج (1243 – 1247م) نقلاً عن مخطوطات موجودة في الفاتيكان والمكتبة الأهلية بباريس وغيرهما الكثير.

ومن أقدم الترجمات للسنكسار إلى اللغات الأوربية هي الترجمة الألمانية مع ما يقابلها للعربية والتي قام بها العالم F.Wustenfeld سنة 1845م، ثم تمت ترجمة السنكسار إلى الألمانية فقط في جزئين، ظهر الجزء الأول منها سنة 1879م، تحت عنوان :
Synaxarium das ist Heiligen kalender der Coptischen Christen


أما الترجمة الفرنسية المشهورة للسنكسار القبطي فقد قام بها رينية باسييه R. Basset حيث ظهرت في مجموعة الآباء الشرقيين R. Graffin's Patrologia Orientalis وكان ذلك سنة 1904م، واكتمل العمل في سنة 1929م بعد وفاة محرره.

وفي سنة 1935م طُبع السنكسار في القاهرة طبعة عربية فقط بواسطة راهبين مصريين هما عبد المسيح ميخائيل، وارمانيوس حبشي شتا البرماوي، واعتمد فيها على مخطوطات قبطية عديدة، ثم جرت محاولات كثيرة منذ ذلك الوقت لتنقيح السنكسار بسبب بعض التواريخ التي نقلت بالخطأ وبعض المعلومات عن القديسين التي اختلطت بسير أخرى، مثلما كُتب عن القديس أثناسيوس الرسولي أنه ولد من أبوين وثننين ووالده تنيح منذ طفولته، وهو في الحقيقة ولد من أبوين مسيحيين وأبوه كان كاهن ولم يتنيح في طفولة القديس أثناسيوس... وطبعاً الخلط الذي حدث في بعض سرد لأحداث بعض القديسين بسبب الأسماء المتشابهه مع قديسين آخرين، وهكذا استمر تنقيح السنكسار وضبطه ولا زال يحتاج لضبط بعض السير والتواريخ ...

طبعاً السنكسار معروف في الكنيسة البيزنطية وهو يعرف باسم السنكسار الكبير، كما هو معروف في الكنيسة السريانية أيضاً

وبالطبع اختلف واضعو السنكسار من زمان لآخر، وقد وضع عن طريق الرهبان في الأديرة، وفي القرن الرابع ابتدأ يوضع في دير القديس مقاريوس الكبير لذلك نجد فيه تركيز على آباء رهبان هذه المنطقة ...


___________________________________________
ثانياً: دفنار تعريب للكلمة اليونانية άντιφωνάριον (أنتيفوناريون). والكلمة اليونانية تعني في أصولها [ صوت مقابل صوت ]. ولذلك فأن كتاب الدفنار يحوي نصاً يؤدى بطريقة الأنتيفونا، أي فقرة (ربع) مُلحنة يُرددها الخورس البحري، ويعقبها فقرة (ربع) مُلحنة يُرددها الخورس القبلي وهكذا بالتناوب، جزء جزء.

والدفنار عبارة عن كتاب يحتوي على سرد تاريخي مختصر في أسلوب تماجيد وتطويبات للأعياد السيدية وأعياد العذراء القديسة مريم والملائكة والشهداء والقديسين. واليوم يُقتصر ترتيل الدفنار بطريقة الأنتيفونا على الربعين الأولين منه فقط بالقبطية، أما باقي الأرباع فتُقرأ دمجاً باللغة العربية.

أما الموضع الطقسي لقراءة كتاب الدفنار يكون في تسبحة عشية، أو تسبحة نصف الليل، وقبل ختامهما مباشرة، أو عند عمل تمجيد لأحد الشهداء أو القديسين.

ويُسمى الدفنار في الكنيسة البيزنطية "المناوون" وهو في أثنى عشر مجلد، ويُدعى عند السريان Fanbit وهو في سبعة مجلدات، واسمه عند الكلدان Gazzal، ويُسمى عند الأرمن Sharakan، وفي الكنيسة الغربية عموماً هو كتاب يحوي كل ما يردده الخورس بطريقة الأنتيفونا في خدماته الكنسية أو في القداس.

elphilasouf
01-06-2012, 05:10 PM
بحث شيق و ممتاز يا أستاذ أيمن ..
كل سنه وانت طيب
لكن ينسب السنكسار للقديس يوحنا الاقفهصي ولا هو مجرد كاتب لسير القديسين وليس له دخل بالسنكسار ؟

aymonded
01-06-2012, 05:31 PM
لأ يا جميل هو مجرد كاتب سير الشهداء وليس له علاقة بالسنكسار لأن السنكسار ترتيب كنسي
وليس مجرد كتابة سير القديسين، وطبعاً لا يقلل من قيمة عمل هذا الرجل العظيم
النعمة تملأ قلبك سلام ومسرة آمين