المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الباب المغلَق


ريم الخوري
01-30-2012, 10:42 PM
التقى الصديقان ماجد وكريم حول مائدة الطعام، وكان ماجد متجهّم الوجه عبوساً، فراح كريم يسأله عن سرّ عبوسته هذه، فأجابه ماجد:
- ماذا أخبرك يا صديقي. بالحقيقة إنّي متكّدر جدّاً. إنّه الشهر الثالث الذي أفتّش فيه على عمل، ولكنّي للأسف لم أجد، حتّى أقرب الأقرباء ادّعى بأنّه لا يحتاج إلى موظّفين. هوذا الديون تراكمت عليّ، وأقساط مدارس أولادي تناديني بلجاجة، وأدوية زوجتي تصرخ طالبة أن أشتريها، والجيب فارغة ولا أدري ماذا أصنع. أحسّ بأنّ أمواج الهموم تغرّقني، والله قد أصمّ أذنه عن سماعي، وأغلق دوني كلّ أبواب الفرج. بالحقيقة إنّها أتعس أيّام أمرّ بها في حياتي. ألعلّه عندك حلّ لمشكلتي؟ أتعرف إنساناً يحتاج إلى موظّف أو عامل؟
- فأجابه كريم بابتسامة مشرقة وقال: يا صديقي العزيز، لا ريب أنّ ما تمرّ به موجع جدّاً. ولكن، وأنت الإنسان المؤمن، لا ينبغي أن تجعل اليأس يتسرّب إليك، وتطفئ شعلة الرجاء في قلبك. نعم يا صديقي، إذا كان المثل العاميّ يقول: "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"، فكم بالأحرى نحن أبناء الكنيسة المؤمنين علينا أن نثق بمراحم إلهنا. دعني أقرأ عليك ما طالعته أنا البارحة في أحد الكتب الدينيّة، ولا تظنّ أنّي أعظك، ولكنّها محاولة لتخفيف ضيقك لا غير. أتودّ أن تسمع؟
- هات، يا عزيزي، إذ ربّما يتكلّم الله على فمك، وأجد تعزية لحالي.
"قد لا تكون الحياة "برّاقة" كما يتوقّعها الكثيرون. فإنّك تجد مآسي عنيفة لا تُحتمل أحياناً، ونحن لا ننكر هذه الآلام، ولا ندّعي أنّه يمكنك أن تتغلّب عليها تماماً. فهناك الكثير ممّا لا تستطيع أن تفعل شيئاً بصدده كالمرض أو العاهات أو الصدمات أو الضيقات الماليّة... أو... ولكن بالإيمان تجد أنّ المسيح يقدّم لك أفضل ما يمكن: إنّه يجعل كلّ شيء يخدم خيرك وسعادتك. فلا يوجد ألم أو فشل أو ضيق لا يمكن أن يؤول إلى الخير في حياتك. وفي هذه الحالة، أنت، بإيمانك هذا، تغني حياتك بالحزن!!!
هناك دائماً في المسيحيّة مخرج وباب. فالباب المفتوح له معنى في حياة المسيحيّ، والباب المغلَق أيضاً له معنى، فكلاهما من صنع القدير. فهو "الذي يغلق ولا أحد يفتح، ويفتح ولا أحد يغلق" (رؤ 8:3). الباب المفتوح ينقلني إلى الرحب والسعة، أمّا إذ سمح الله، في محبّته، أن يغلق الباب، فهو يقصد أيضاً الرحب والسعة. الله هو الذي يغلق ليسعدني، ويفتح ليسعدني!! وثقتك بالله المحبّ الحكيم تجعلك تقبل الاثنين. فهل طلبت من الله أن يفتح الأبواب أمامك؟ طبعاً كثيراً ما فعلت ذلك لتحقّق آمالاً أو أمنيات عزيزة على قلبك. وطبعاً كثيراً ما تألّمت من عدم استجابته، واتّهمته بالقسوة أو الإهمال أو النسيان.
أنت تريد راحتك، أمّا الله فيريد خيرك وخلاصك الأبديّ. وشتّان بين الخير والراحة. فقد يتطلّب خيرك أن تجتاز آلاماً وأحزاناً وضيقات تؤدّي إلى نموّك الروحيّ ونضوجك. فحينما يغلق الله الأبواب أمامك، تذكّر أنّه يريد خيرك الأبديّ حتّى ولو ضحّى براحتك الوقتيّة. وحينما يغلق الله الأبواب أمامك، لا تطلب منه أن يفتحها، بل اشكره لأجل اهتمامه بسعادتك التي لم ترها بعينيك، بل تراها بقلب الإيمان!! إن الله يستطيع أن يجعل كلّ الأبواب مفتوحة أمامك لو أراد، ولكنّه يغلقها لأنّه يحبّك، ومن خلال خطّته الحكيمة سيقودك إلى مقاصده الإلهيّة، وكلّ ما عليك هو أن تؤمن بحبّه وحكمته. إنّ الله يسمح بالفترات "القاحلة" في حياتك ليتحدّث معك وفيك وبك.
- بالحقيقة يا صديقي، لن أكتم عنك بأنّي لم أتّكل بما فيه الكفاية على الربّ، بل حاولت أن أجد مخرجاً لضيقتي بنفسي. ولا أكتمك أيضاً بأنّي كثيراً ما تذمّرت عليه وسألته ما الذي صنعت من الشر ليجازيني هكذا. أنا أعلم أنّ الله أعطانا العقل لنفكّر به، ولكن، ومعك كلّ الحق، يجب أن يعمل الإيمان إلى جانب العقل ليصبح الحلّ صحيحاً. إنّي أشكرك على ما قرأت لي، ولقد أدركت أنّ لقائي بك اليوم كان، بلا شك، بترتيب من الله، ليقول لي: يا بنيّ ما نسيتك، ولكنّني وددت لو أمتحن قليلاً صبرك ومحبّتك الواثقة بي. أحببت أن تمرّ باختبارٍ إيمانيّ وأرجو أن تجتازه بنجاح.
- إنّ ما قلته صحيح. وسوف أساعدك على إيجاد وظيفة تناسبك، ولكن أرجو أن يلجأ كلانا إلى الصلاة، لتكون المحاولة مباركة وكذلك الوظيفة. كما أرجو ألاّ تغادر الابتسامة الحلوة شفتيك مردِّداً مع النبيّ داود بتواتر:
" ألقِ على الربّ همّك وهو يعولك."
(مز33:45)
راهبات دير القديس يعقوب الفارسي المقطّع

martina@tina
01-31-2012, 02:44 PM
موضوع جميل ميرسى ربنا يعوض تعب محبتك

اشرف وليم
01-31-2012, 05:37 PM
شكرا لتعب محبتك
الرب يبارك حياتك
رائع

ريم الخوري
02-01-2012, 06:18 PM
انا اللى اشكركم بجد نورتوا الموضوع الرب يبارك حياتكم ويكون دايما معكم

bassem8800370
05-27-2012, 12:25 PM
مريسى ياريم موضوع ممتاز

ريم الخوري
05-28-2012, 10:56 PM
شكر كتير اخ باسم منور وحمدلله على سلامتك الرب معك ويقويك

مصري مكبر دماغة
06-01-2012, 05:53 AM
موضوع رائع شكرا كتير ليك

ريم الخوري
06-05-2012, 08:27 PM
شكرا كتير الرب يبارك حياتك

elphilasouf
06-11-2012, 01:19 PM
قصه جميله وبسيطه عميقه :) شكرا ليكي ...

ريم الخوري
06-12-2012, 10:43 PM
وشكرا ليك انت اخ فيلو نورتنا بمشاركتك الرب معك دائما

miro_rook
06-22-2012, 05:34 PM
ربنا يعوض تعب محبتك يا ريم

ريم الخوري
10-22-2012, 09:47 PM
ويخليك اخي مراد شكر كتير ليك ربنا يباركك ويحافظ عليك