لاحظت ماريا أن إبنتها التى تبلغ الثانى عشر من عمرها تطلب أن تذهب إلى الكنيسة باكراً وفى أثناء القداس الإلهى تحاول بكل جهدها أن تتابع الصلاة ، وتشترك فى التسابيح بإهتمام .
سألت ماريا إبنتها عن سبب ذلك ، فأجابتها :
- أما سمعتى يا أماه عن قصة " وباء فى العالم " ؟
- لا يا ابنتي .
- حدث فى العالم وباء مميت كاد أن يقتل كل البشرية .
حاول الأطباء وكل المتخصصين البحث عن دواء لشفاء هذا الوباء
فلم يجدوا قط أخيراً إكتشفوا أن الدواء يكمن فى أن ينال الإنسان قطرة دم من شاب معين .
سُئِلَ الشاب : العالم كله محتاج إلى دمك
أجاب : إنى أشعر بسرور فائق أن أقدم دمى للكل .
سُئِلَ والده : ما هو رأيك ؟
أجاب : أشارك إبنى مسرته أن يقدم دمه لشفاء كل البشر .
سحب الأطباء دمه وقدمت قطرة لكل مريض
فشفى كل الذين تمتعوا بقطرة من دمه .
فى الأسبوع التالي إجتمع الكل بالوالد ، وكانت فئة قليلة متهللة وشاكرة ، تعجز عن أن تعبر عن شكرها للوالد الذى قدم دم إبنه لها . لكن كثيرين كانوا لا يبالون بما حدث بل يلهون ويتحدثون فى أمور كثيرة ، لا يشغلهم الدم الذى بُذِّلَ لشفائهم
صمتت الفتاة قليلا ثم قالت لوالدتها ماريا :
أماه لقد كنت قبلاً من هذه الفئة ، فقد مات مخلصي من أجلى ، وكنت أحضر فى الكنيسة وقلبي غير مشغول بمحبة الله الآب والابن الوحيد يسوع المسيح .
الآن ، أحببت كنيسة المسيح
أشتاق أن أقدم دوماً تسابيح الشكر
قلبى متهلل من أجل الله الذى بذل إبنه الوحيد عنى
لقد فهمت كلمات مخلصى :
لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 3 - 16 )