عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لماذا احتاج للصلاة موضوع هام لبداية واستمرار ونمو حياتنا الروحية

كُتب : [ 09-20-2018 - 05:44 PM ]


(5) والسؤال المطروح أمامنا الآن هو: ماذا اقول لله في صلاتي!
هذا السؤال هو موضع حيرة للكثيرين، لأن من سياق كلامنا عن الصلاة عرفنها أنها ليست مجرد كلمات محفوظة أو كلمات ذات مصطلحات لاهوتية عميقة ولا كلام يُلقى أمام الله كواجب صلاة مفروضاً علينا، لأن حينما أفرغنا معنى الصلاة من هذا الجمود القاتل لقوى النفس الروحية والمبطل لشركتها الحقيقية مع الله، الذي عشناه زمان هذا مقدراه، نشعر بفلس مروع، كمن فرغت خزائنه من الأموال والكنوز الذي يحتفظ بها، إذ أنه في النهاية اكتشف أنها ليست بذات قيمة ولن تعينه في معيشته أبداً، وكل تعبه في اكتنازها ذهب أدراج الرياح، فماذا يفعل وكيف يجمع الكنز الذي يغنيه ويضمن معيشته مستقبلاً.
في الحقيقة حينما نجد أنفسنا مُفلسين
فأننا ننهار ولا نجد أي شيء بين أيدينا لكي نستند عليه أو نعمله، في حين أن عندنا كنز عظيم هو الروح القدس الذي يدعم الصلاة ويقويها: وكذلك الروح أيضاً يُعين ضعفاتنا، لأننا لسنا نعلم ما نُصلي لأجله كما ينبغي، ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها. (رومية 8: 26)
فنحن في الأساس نعتمد على الروح القدس في صلواتنا
لا على أنفسنا، وهذا ليس معناه أننا لا نُصلي عن حاجة إلى الله لكي نرى وننظر نور وجهه كما سبق وتم ذكره، لكننا نصلي في الروح القدس وليس ونحن في الجسد عائشين في إنسانيتنا العتيقة المائتة عن الله، لأن الصلاة الحقيقية هي حياة الإنسان الجديد، أي الإنسان الذي تاب وآمن ويحيا مع المسيح بإنسانه الجديد الذي يتغير ويتجدد على صورة خالقة.
· وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح، أن كان روح الله ساكنا فيكم، ولكن أن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له؛ غير متكاسلين في الاجتهاد حارين في الروح عابدين الرب؛ مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح، وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين؛ وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس مُصلين في الروح القدس (رومية 8: 9؛ 12: 11؛ أفسس 6: 18؛ يهوذا 1: 20)
وعموماً من جهة الخبرة في واقعنا المُعاش
فأننا نجد أن الأشخاص الذين ليس بينهم أسرار يخفيه الواحد عن الآخر، لأنهم منفتحين على بعضهما البعض كإخوة في البيت الواحد عينه، أو مثل أعضاء الجسد الواحد، كل عضو فيه مترابط مع الآخر ويعرف ويحس به إحساساً قوياً بسبب العصب الواحد الذي يوصل كل شيء للآخر، فأنهم لا يحتاجون أبداً لمواضيع يفكرون فيها لكي يجروا حديثاً بينهما، بل هم يتكلمون عفوياً وبتلقائية شديدة في انسجام وتوافق تام، فليس هناك ما يجب عليهم إخفاؤه عن بعضهما، ولا هم يبحثون ويفتشون بجهد عن كلام يُقال لبعضهم البعض، فهم يتكلمون معاً بمسرة ولذة الأصدقاء، من فيض قلوبهم تخرج كلماتهم محبة، بدون تنميق أو محاولة التنسيق، فقط ما يجول في تفكيرهم يطرحونه كما هوَّ وببساطة شديدة بدون تكلُّف. فمبارك كل من يُحقق مثل هذا الاتصال الوثيق مع الله بلا تكلف أو تحفظ، بروح وداعة المُحبين له الحافظي عهده ووصاياه الذين يتقونه ويهابونه ويعطونه الكرامة كأب وسيد على حياتهم.

أقول للرب ملجأي وحصني إلهي فأتكل عليه
(مزمور 91: 2)

رد مع إقتباس