كُتب : [ 07-15-2007
- 11:22 PM
]
ولنا الآن أن نعرف أهمية الدراسة عند اليهود
يقول الكهنة اليهود أنه من واجب الإنسان أن يدرس الشريعة مسطرة وشفوية، ومن حكمتهم المأثورة في هذا المعنى قولهم (وهو هام جداً): " إن دراسة التوراة أجل قدراً (أعظم) من بناء الهيكل " (1) وإن من واجب الإنسان وهو منهمك في دراسة الشريعة أن يقول لنفسه كل يوم:" كأنا في هذا اليوم قد تلقيناها من طور سيناء" (2) ويعتبرون كل كلمة في الكتاب المقدس من كلمات الله بالمعنى الحرفي لهذه العبارة، وأن الشريعة وجدت لا محالة قبل أن يُخلق العالم " في صدر الله أو عقله" والتلمود هو الذي يبحث في الشريعة (هالكا) وهو أيضاً كلمات الله الأزلية، وهو صياغة للقوانين التي أوحى بها الله إلى موسى شفوياً ثم علّمها موسى وسلمها لمن بعده، ولهذا فإن ما فيها من الأوامر والنواهي واجبة الطاعة وتستوي في هذا مع كل ما جاء في الكتاب المقدس (رغم من أنه لم يقر أي مجمع يهودي رسمي هذا الرأي التلمودي الخاص بالتلمود؛ واليهودية الحديثة ترفضه)
ومن أحبار اليهود من يجعلون المشنا مرجعاً أقوى حجة من الكتاب المقدس، لأنها صورة من الشريعة معدلة جاءت متأخرة عنها. وكانت بعض قرارات الأحبار تتعارض تعارضاً صريحاً مع قوانين أسفار موسى الخمسة، أو تفسيرها تفسيراً يبيح مخالفتها. وكان يهود ألمانيا وفرنسا في العصور الوسطى يدرسون التلمود أكثر مما يدرسون الكتاب المقدس نفسه.(3)
_____________________________________
1 Catholic Encyclopedia, XIV, 38.
2 Ashley. Introd, To English Economic History, II. 279 3 أنظر قصة الحضارة (عصر الإيمان) ج14 من ص10 إلى ص17.
|