علتهم أربعين سنة فى البرية فلم يحتاجوا . لم تبل ثيابهم و لم تتورم أرجلهم نح 21:9
كان القديس ثيؤدوسيوس يعيش مع مجموعة من تلاميذه الرهبان عددهم أثنى عشر راهباً فى برية قاحلة قلت فيها جداً الموارد الغذائية , فعاشوا فى فقر وزهد شديد قبلوه بفرح من أجل الله فامتلأوا من نعمته . فى أيام الصوم الكبير قلّ الغذاء عندهم حتى أنه فى صباح أحد الأيام نفذ كل الطعام عندهم فلم يستطيعوا إعداد القربان للقداس الإلهى , فأشتكوا للقديس الذى ثبت إيمانهم بل قال لهم ((أعدوا المذبح لنصلى القداس و ستصل إلينا كل احتياجتنا )). إستمروا فى صلوات و احتملوا الجوع خاصة و أن طعامهم فى اليوم السابق كان ضئيلاً و بدأ الشك يساور بعضهم فى وصول معونة لهم , و لكن ظل القديس يصلى و كلهم معه ,و فى المساء رأوا من بعيد رجلاً أتياً نحوهم بحمارين محملين بأطعمة كثيرة و لما وصل إليهم وجدوا أيضاً معه دقيقاً , فأعدوا به قربان و صلوا القداس و شكروا الله . + الضيقة أمر صعب على كل أنسان و لكنها تكون أصعب عندما تستمر مدة طويلة خاصة و أن عدو الخير ينتهزها فرصة لتشكيكك فى إيمانك , بل يبالغ فى تضخيم احتياجك ليتعبك و يدفعك إلى قبول الخطية كحل لمشاكلك.+ كن ثابتاً فى إيمانك مواظباً على صلواتك منتظراً برجاء إمتداد يد الله التى ترفع عنك كل أتعابك , فما تعانيه من اّلام و احتياج يستطيع الله أن يرفعك فوقه بمساندتك روحياً فتتقوى و تنمو فى علاقتك به , أما الماديات فثق أنه يعطيها لك فى الوقت المناسب .